الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فقد ذكرت في مناسبات عديدة تشيع ابن عبد
البر بناءً على ما ذكره ابن تيمية في منهاج السنة
قال الشيخ في المنهاج (7/373) :" وَتَشَيُّعَ
أَمْثَالِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ كَالنَّسَائِيِّ، وَابْنِ عَبْدِ
الْبَرِّ، وَأَمْثَالِهِمَا لَا يَبْلُغُ إِلَى تَفْضِيلِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ فَلَا يُعْرَفُ فِي عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ مَنْ يُفَضِّلُهُ عَلَيْهِمَا،
بَلْ غَايَةُ الْمُتَشَيِّعِ مِنْهُمْ أَنْ يُفَضِّلَهُ عَلَى عُثْمَانَ، أَوْ
يَحْصُلَ مِنْهُ كَلَامٌ، أَوْ إِعْرَاضٌ عَنْ ذِكْرِ مَحَاسِنَ مِنْ قَاتله "
ثم وقفت على كلام لابن حزم ينص فيه على أن
ابن عبد البر لم يكن يفضل أحداً على أحد
قال ابن حزم في الفصل :" قَالَ
دَاوُد بن عَليّ الْفَقِيه رَضِي الله عَنهُ أفضل النَّاس بعد الْأَنْبِيَاء
أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأفضل الصَّحَابَة الْأَولونَ من
الْمُهَاجِرين ثمَّ الْأَولونَ من الْأَنْصَار ثمَّ من بعدهمْ مِنْهُم وَلَا نقطع
على إِنْسَان مِنْهُم بِعَيْنِه أَنه أفضل من آخر من طبقته وَلَقَد رَأينَا من
مُتَقَدِّمي أهل الْعلم مِمَّن يذهب إِلَى هَذَا القَوْل وَقَالَ لي يُوسُف بن عبد
الله بن عبد الْبر النميري غير مَا مرّة أَن هَذَا هُوَ قَوْله ومعتقده"
وادعى ابن حزم أن هذا هو مذهب الحاكم
أيضاً
وليعلم أن هذا مذهب بدعي أيضاً بل هو مذهب
خبيث يخالف النصوص وقد انتصر لهذا المذهب المعلمي في رسالة بتراء اجتهد علي
العمران ومن معه في إخراجها من تحت الركام !
وكأنهم يقدمون خدمةً لأمة محمد صلى الله
عليه وسلم
فما أخسها من همم
جاء في السنة للالكائي في وصية سفيان
الثوري لشعيب بن حرب :" قَالَ شُعَيْبٌ: فَقُلْتُ لَهُ: " يَا أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ وَمَا مُوَافَقَةُ السُّنَّةِ؟ قَالَ: " تَقْدِمَةُ
الشَّيْخَيْنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , يَا شُعَيْبُ لَا
يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى تُقَدِّمَ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا عَلَى مَنْ
بَعْدَهُمَا"
وقال اللالكائي في السنة 316 - أَخْبَرَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ التَّوَّجِيِّ , قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبَّادٍ التَّمَّارُ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْجَبَّارِ السُّلَمِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو
الْعَلَاءِ , قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: " السُّنَّةُ
عَشَرَةٌ , فَمَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ السُّنَّةَ , وَمَنْ تَرَكَ
مِنْهَا شَيْئًا فَقَدْ تَرَكَ السُّنَّةَ: إِثْبَاتُ الْقَدَرِ , وَتَقْدِيمُ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ , وَالْحَوْضُ , وَالشَّفَاعَةُ , وَالْمِيزَانُ , وَالصِّرَاطُ
, وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ , وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ , وَعَذَابُ
الْقَبْرِ , وَالْبَعْثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَلَا تَقْطَعُوا بِالشَّهَادَةِ
عَلَى مُسْلِمٍ "
فهذا سفيان إمام أهل الكوفة معقل التشيع
وقد استفرغ من حجج الشيعة ما استفرغ
وخبر ابن عمر في التفضيل قاطع للنزاع ،
وتفضيل علي للشيخين على نفسه وتوعده من يقول خلاف بأن يجلده حد المفتري ثابت عنه
ثبوتاً مقطوعاً به
وما أحسن ما جاء في تهذيب الكمال في ترجمة
عبد الرزاق :" وَقَال أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري: سمعت عبد الرزاق
يقول: أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما، كفى
بي آزرا أن أحب عليا ثم أخالف قوله"
وقال أبو نعيم في الحلية (7/27) : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاحِ الرَّقِّيُّ،
ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «مَنْ
قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَدْ أَزْرِي بِالْمُهَاجِرِينَ
وَالْأَنْصَارِ , وَأَخْشَى أَنْ لَا يَنْفَعَهُ مَعَ ذَلِكَ عَمَلٌ»
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ،
ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَهْمُ السَّمُرِيُّ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ
مَخْلَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْحَنَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ
سُفْيَانَ، يَقُولُ: «مَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَدْ
أَزْرَى عَلَيْهِمَا , وَعَلَى عَلِيٍّ , وَعَلَى غَيْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ»
وذلك أن المهاجرين والأنصار قدما الشيخين
وقال الخلال في السنة 530 - وَأَخْبَرَنِي
زُهَيْرُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي
قَالَ: سُئِلَ أَبِي وَأَنَا أَسْمَعُ، عَنْ مَنْ يُقَدِّمُ عَلِيًّا عَلَى
عُثْمَانَ مُبْتَدِعٌ؟ قَالَ: «هَذَا أَهْلٌ أَنْ يُبَدَّعَ، أَصْحَابُ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِّمُوا عُثْمَانَ»
فكيف بمن قطع بألا يفضل أبا بكر على علي
هذا أن أهل أن يبدع من باب أولى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم