الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
في ترجمة محمد بن ناصر السلامي
الحافظ في تاريخ الإسلام للذهبي :
قال تلميذه أبو الفرج ابن الجوزي: كان
حافظًا، ضابطًا، ثقة، متقنًا، من أهل
السُّنَّة، لا مَغْمَزَ فيه.
وهو الَّذِي تولّى تسميعي الحديث، فسمعت بقراءته
" المُسند " للإمام أحمد، وغيره من الكُتُب الكبار والأجزاء، وكان
يُثَبّت لي ما أسمع، وعنه أخذت علم الحديث
وكان كثير الذِّكر، سريع الدمعة .
ذكره ابن السّمعانيّ في " المُذَيَّل
"، فقال: كَانَ يحبّ أن يقع في النّاس.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ : وهذا قبيحٌ من
أَبِي سعد، فإنّ صاحب الحديث ما يزال يجرّح ويعدّل .
فإذا قال قائل: إن هذا وقوعٌ في الناس دلّ عَلَى
أنّه لَيْسَ بمحدِّث ، ولا يعرف الجرحَ من الغَيْبة.
ومُذَيَّل ابن السّمعانيّ ما سمّاه إلّا
ابن ناصر ، ولا دلّه عَلَى أحوال الشّيوخ أحدٌ مثل ابن ناصر ، وقد احتجّ بكلامه في
أكثر التّراجم ، فكيف عوَّل عَلَيْهِ في الْجَرْح والتّعديل، ثمّ طعن فيه؟
ولكنّ هذا منسوبٌ إلى تعصُّبُ ابن السّمعانيّ
عَلَى أصحاب أحمد ، ومن طالَعَ كتابه رَأَى تعصُّبه البارد وسوء قَصْده، ولا جَرَم
لم يمتّع بما سمع، ولا بلغ مرتبة الرواية. انتهى
قال الذهبي رداً :
قلت: يا أبا الفَرَج، لا تنهَ عَنْ خُلق
وتأتي مثله، فإن عليك في هذا الفصل مؤاخذات عديدة:
منها : أنّ أبا سعد لم يقُلْ شيئًا في تجريحه
وتعديله، وإنّما قَال: إنه يتكلم في أعراض الناس، ومن جرّح وعدّل لم يسمَّ في عرف
أهل الحديث أنه يتكلم في النّاس، بل قَالَ ما يجب عَلَيْهِ .
والرجل فقد قال في ابن ناصر عبارتك بعينها
الّتي سَرَقْتَها منه وصَبَغْتَه بها !!
بل وعامَّة ما في كتابك " المنتظم "
من سنة نيّفٍ وستين وأربعمائة إلى وقتنا هذا مِن التّراجم، إنّما أَخَذْتَهُ من
" ذيل " الرجل، ثم أنت تتفاخم عليه وتتفاجج !!
ومَن نظر في كلام ابن ناصر في الجرح والتعديل
أيضًا عرف عترسته وتعسّفه بعض الأوقات.
ثمّ تَقُولُ: فإذا قَالَ قائل: إن هذا
وقوع في الناس دل على أنه ليس بمحدث، ولا يعرف الجرح من الغَيْبة.
فالرجل قَالَ قوله، وما تعرّض لا إلى جرح ولا
غيبة حتى تلزمه بشيء ما قاله.
وقد علم العالمون بالحديث أنّه أعلم منك
بالحديث، والطُّرق، والرجال، والتّاريخ، وما أنت وهو بسواء.
وأين من أفنى عُمره في الرحلة والفنّ خاصَّة،
وسمع من أربعة آلاف شيخ، ودخل الشّام، والحجاز، والعراق، والجبال، وخُراسان، وما
وراء النّهر، وسمع في أكثر من مائة مدينة، وصنَّف التّصانيف الكثيرة.
إلى من لم يسمع إلّا ببغداد، ولا روى إلّا عَنْ
بضعةٍ وثمانين نفْسًا؟!
فأنت لا ينبغي أن يُطلق عليك اسمُ الحِفْظ
باعتبار اصطلاحنا.
بل باعتبار أنّك ذو قوَّةٍ حافِظَة، وعلْمٍ
واسع، وفنون كثيرة، واطّلاعٍ عظيم، فغفر اللَّه لنا ولك.
ثمّ تنسبه إلى التّعصُب عَلَى الحنابلة،
وإلى سوء القَصْد، وهذا - والله - ما ظَهَر لي من أَبِي سعد.
بل والله عقيدتُهُ في السُّنَّة أحسن من عقيدتك،
فإنّك يومًا أشْعَرِيّ ، ويومًا حنبليّ ، وتصانيفك تُنْبئ بذلك.
فما رأينا الحنابلة راضين بعقيدتك ولا الشّافعية
.
وقد رأيناك أخرجت عدَّة أحاديث في
الموضوعات، ثمّ في مواضع أخَر تحتج بها
وتحسّنها .
فخِلنا مساكتة !! انتهى
أقول : هذا الكلام أرسله لي الأخ عبد الله
التميمي
ومنذ رأيته خطر لي أهل التمييع الذي
يعظمون الذهبي جداً فهو هنا
يتهم ابن الجوزي بالسرقة وبالتلاعب بأنه
يحسن ويحتج بأخبار يعلم أنها موضوعة أو معلولة ، ويتهمه بالاضطراب في العقيدة وأنه
ليس أهلاً أن يسمى حافظاً
وابن الجوزي هذا مع كونه متجهماً كما يشهد
كتابه دفع شبه التشبيه مشنعاً على أهل الحديث يعدونه اليوم في أهل السنة وفي أئمة
أهل الإسلام مع كونه هو الآخر ينبغي أن يصير من الغلاة عندهم لنقله الاتفاق على
الطعن في أبي حنيفة
والذهبي جاء بعد ابن الجوزي بقرابة
القرنين
فلو أدركه أهل التميع لكان الدفاع عنه
حاضراً بأنه عالم وأننا لا نعلم أحداً سبق الذهبي إلى دعواه هذه ( مع أنهم لم
يسبقوه إلى ضدها ) وغيرها من الأمور التي يدافع بها حتى عمن يطعن في الصحابة
ويتجهم والله المستعان ، ولقالوا ( الذهبي يطعن في العلماء )!
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم