الخميس، 30 أكتوبر 2014

بيان ضعف حديث ( لو قمت الليل وصمت النهار لم تبلغ نوم المجاهد في سبيل الله)



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فينشر بعضهم حديثاً هذا نصه (لوْ قُمْتَ اللَّيْلَ وَصُمْتَ النَّهَارَ لَمْ تَبْلُغْ نَوْمَ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)

وهذا الحديث ضعيف جداً اجتمع فيه علة الإرسال مع جهالة العين

قال سعيد بن منصور في سننه 2305 - نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ مَالٌ كَثِيرٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أُدْرِكُ بِهِ عَمَلَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ: «كَمْ مَالُكَ؟» قَالَ: سِتَّةُ آلَافِ دِينَارٍ، فَقَالَ: «لَوْ أَنْفَقْتَهَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ لَمْ تَبْلُغْ غُبَارَ شِرَاكِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أُدْرِكُ بِهِ عَمَلَ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ: «لَوْ قُمْتَ اللَّيْلَ وَصُمْتَ النَّهَارَ لَمْ تَبْلُغْ نَوْمَ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»

أقول : زيد بن أيمن مجهول الحال وشيخه أبو محمد البصري ما عرفته وهذا من مراسيل الحسن وهي من أوهى المراسيل إذا صح السند للحسن فكيف وهو واه كما ترى

والخلاصة أن هذا الحديث ضعيف جداً لا يجوز ذكره مجزوماً به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد اجتنبه عامة الأئمة المصنفين ولم أجده إلا في تصنيف سعيد بن منصور 

وشرط ذكر الحديث الضعيف في فضائل الأعمال ألا يشتد ضعف سنده ، والأخبار في فضل الجهاد كثيرة مغنية عن هذا الواهي 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم