الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

هل يذم حفص بن غياث نفسه ؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6/403) :" وَقَالَ حَفْصُ بنُ غِيَاثٍ: كَلاَمُ أَبِي حَنِيْفَةَ فِي الفِقْهِ، أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ، لاَ يَعِيبُه إِلاَّ جَاهِلٌ"

أقول : هذا الخبر لم أجد مسنداً ولم أره إلا في كتب الذهبي ، ومعلوم أن أبا حنيفة قد عاب فقهه من لا يصفه بالجهل إلا جاهل وقح

غير أن العجيب أن حفص بن غياث نفسه صح عنه عيب فقه أبي حنيفة !

قال عبد الله بن أحمد في السنة 263 - حدثني إبراهيم ، سمعت عمر بن حفص بن غياث ، يحدث عن أبيه ، قال : « كنت أجلس إلى أبي حنيفة فأسمعه يفتي في المسألة الواحدة بخمسة أقاويل في اليوم الواحد ، فلما رأيت ذلك تركته وأقبلت على الحديث »

وقال أيضاً 323 - حدثني هارون بن سفيان ، نا طلق بن غنام ، ثنا حفص بن غياث ، يقول : « جلست إلى أبي حنيفة فقال في مسألة بعشرة أقاويل لا ندري بأيها نأخذ »

وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 11140 - حدثنا محمد بن خليفة ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا جعفر بن محمد الفريابي ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : سمعت حماد بن زيد يقول : قيل لأيوب : ما لك لا تنظر في الرأي ؟ قال أيوب : « قيل للحمار ما لك لا تجتر ؟ قال : أكره مضغ الباطل » وروينا عن رقبة بن مصقلة ، أنه قال لرجل يختلف إلى أبي حنيفة : « يا هذا يكفيك من رأيه ما مضغت وترجع إلى أهلك بغير ثقة » وسئل رقبة بن مصقلة عن أبي حنيفة ، فقال : « هو أعلم الناس بما لم يكن وأجهلهم بما قد كان ، » وقد روي هذا القول عن حفص بن غياث في أبي حنيفة يريد أنه لم يكن له علم بآثار من مضى ، والله أعلم «

11159 - وحدثنا عبد الله نا الحسن نا يعقوب نا أحمد بن عثمان عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه قال : « كنت أجالس أبا حنيفة فربما سمعته يقول في اليوم الواحد في المسألة الواحدة خمسة أقوال ينتقل من قول إلى قول فقمت عنه وتركته وطلبت الحديث »

وأورد هذا الأثر الخطيب البغدادي في تاريخه حين سرد كلام الناس في ذم رأي أبي حنيفة

وذم رأي أبي حنيفة محل إجماع فقد ذمه الكبار مالك وسفيان والأوزاعي وابن المبارك والشافعي وأحمد

قال عبد الله في السنة 335 - حدثني أبو الفضل ، حدثني أسود بن سالم ، قال : « إذا جاء الأثر ألقينا رأي أبي حنيفة وأصحابه في الحش (1) » ، ثم قال لي أسود : « عليك بالأثر فالزمه أدركت أهل العلم يكرهون رأي أبي حنيفة ويعيبونه »

وقال البخاري في تاريخه :" 2253- نُعمان بْن ثابت، أَبو حَنِيفَة، الكُوفيُّ.
مَولًى لِبَنِي تَيم اللهِ بْن ثَعلَبَة.
رَوَى عَنه عَبّاد بْن العَوّام، وابْن المُبارك، وهُشَيم، ووَكِيع، ومُسلم بن خالد، وأبو مُعاوية، والمُقرِئُ.
كَانَ مُرجِئًا، سَكَتُوا عنه، وعَنْ رَأيِهِ، وعَنْ حديثه"

وسكتوا عنه عند البخاري جرح

وهنا لنقف وقفة

هل يجوز في الشرع أن تذكر ما قيل في مدح هذا الرجل وإن لم يصح وتغفل ما قيل في ذمه وإن كان صحيحاً ، بل تذكر في مدحه ما يلزم منه الحط على قادحيه وهم أئمة كبار

الله المستعان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم