الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال الذهبي في السير (6/556) :" أَبُو
فَرْوَةَ يَزِيْدُ بنُ مُحَمَّدٍ الرُّهَاوِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: لِعِيْسَى
بنِ يُوْنُسَ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ: الأَوْزَاعِيُّ أَوْ سُفْيَانُ? فَقَالَ: وَأَيْنَ
أَنْتَ مِنْ سُفْيَانَ? قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو: ذَهَبَتْ بِكَ العِرَاقِيَّةُ
الأَوْزَاعِيُّ فِقْهُهُ، وَفَضْلُه، وَعِلْمُه فَغَضِبَ، وَقَالَ: أَتُرَانِي
أُؤثِرُ عَلَى الحَقِّ شَيْئاً. سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُوْلُ: مَا أَخَذْنَا
العَطَاءَ حَتَّى شَهِدْنَا عَلَى عَلِيٍّ بِالنِّفَاقِ، وَتَبَرَّأْنَا مِنْهُ،
وَأُخِذَ عَلَيْنَا بِذَلِكَ الطَّلاَقُ، وَالعِتَاقُ، وَأَيْمَانُ البَيْعَةِ
قَالَ: فَلَمَّا عَقَلْتُ أَمرِي سَأَلْتُ مَكْحُوْلاً، وَيَحْيَى بنَ أَبِي
كَثِيْرٍ، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ فَقَالَ: لَيْسَ
عَلَيْكَ شَيْءٌ إِنَّمَا أَنْتَ مُكْرَهٌ فَلَمْ تَقَرَّ عَيْنِي حَتَّى
فَارَقْتُ نِسَائِي، وَأَعتَقْتُ رَقِيْقِي، وَخَرَجْتُ مِنْ مَالِي، وَكَفَّرْتُ
أَيْمَانِي. فَأَخْبِرْنِي: سُفْيَانُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ?"
هذا الخبر رأيت عدنان إبراهيم يستدل به في
سياق يثلب فيه معاوية !
ولا علاقة لمعاوية بالأمر فإنه كان بعده
بكثير فالأوزاعي متأخر عن زمن الصحابة
وهذا الخبر يرويه الرهاوي المتروك ولم
أجده في غير السير وتاريخ الإسلام وما وجدت له إسناداً للرهاوي قط
وعدنان إبراهيم وأضرابه يخدعون الجهلة من
العامة فإنك تجده ينكر الأحاديث المتواترة الصحيحة كأحاديث الدجال وأحاديث نزول
عيسى ابن مريم وأحاديث عذاب القبر وأخبار الناسخ والمنسوخ وأحاديث الشهادة لأهل
بدر بالجنة والتي اتفق أهل العلم في كل مصر على تخريجها واعتقاد ما فيها
ثم إذا تعلق الأمر بثلب صحابي أو علم من
الأعلام صار يقبل الروايات المعضلة والمكذوبة !
فمعيار القبول عنده والرد هواه فقط !
ويمسك بيده كتاباً ويقول ( هذا كتاب
الحافظ فلان بن فلان ) فيوهم العامة أنه كتاب كل ما فيه صحيح ومعتبر ، وهو نفسه
يرد عشرات الأخبار في هذا الكتاب
فهذا دجل ما بعده دجل
ويكفي في نقض الصورة التي يريد أن يصورها
للعامة عن زمن بني أمية مطلقاً أن أهل الكوفة كانوا أهل تشيع في زمن بني أمية
وكانوا من أروى الناس لفضائل علي بن أبي طالب ولم يحصل أن تم استئصالهم أو منعهم
من العطاء لذلك مع ميل بعض خلفاء بني أمية للنصب
بل الزهري مع مكانته عندهم كان يروي عن
علي بن الحسين وكان للفقهاء في كل الأمصار عناية بفقه علي بن أبي طالب
وقال أبو نعيم في الحلية حدثنا أحمد بن اسحاق ثنا عبدالله بن أبي داود ثنا عباس بن الوليد حدثني أبي ثنا الأوزاعي قال كنت باليمامة وعليها وال يمتحن الناس برجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه منافق وما هو بمؤمن ويأخذ عليهم بالطلاق والعتق والمشي 1 أنه ليسميه منافقا وما يسميه مؤمنا فجعلوا له ذلك قال فخرجت في ذلك الغور فلقيت عطاء بن أبي رباح فسألته عن ذلك فقال ما أرى بذلك بأسا يقول الله عز و جل إلا أن تتقوا منهم تقاة .
وهذا إسناد قوي ولكنه على قواعد عدنان ضعيف لأن في سنده عبد الله بن أبي داود وهو عند عدنان ناصبي دجال ، وليس فيه أن تسمية الصحابي المذكور نهائياً
والأوزاعي أصلاً شامي ويذكر أن هذا ما حصل معه إلا في اليمامة ( التي هي الرياض حالياً ) فمعنى هذا أن الشام مكان تمركز بني أمية لم يحصل به هذا والأوزاعي التقى عطاء في آخر خلافة بني أمية
وقال أبو نعيم في الحلية حدثنا أحمد بن اسحاق ثنا عبدالله بن أبي داود ثنا عباس بن الوليد حدثني أبي ثنا الأوزاعي قال كنت باليمامة وعليها وال يمتحن الناس برجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه منافق وما هو بمؤمن ويأخذ عليهم بالطلاق والعتق والمشي 1 أنه ليسميه منافقا وما يسميه مؤمنا فجعلوا له ذلك قال فخرجت في ذلك الغور فلقيت عطاء بن أبي رباح فسألته عن ذلك فقال ما أرى بذلك بأسا يقول الله عز و جل إلا أن تتقوا منهم تقاة .
وهذا إسناد قوي ولكنه على قواعد عدنان ضعيف لأن في سنده عبد الله بن أبي داود وهو عند عدنان ناصبي دجال ، وليس فيه أن تسمية الصحابي المذكور نهائياً
والأوزاعي أصلاً شامي ويذكر أن هذا ما حصل معه إلا في اليمامة ( التي هي الرياض حالياً ) فمعنى هذا أن الشام مكان تمركز بني أمية لم يحصل به هذا والأوزاعي التقى عطاء في آخر خلافة بني أمية
ومن دجل عدنان إبراهيم تصديقه هذه الرواية
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: كانت
بنو أُمَّية إذا سمعوا بمولودٍ اسمه عليّ قتلوه، فبلغ ذَلِكَ رباحًا، فَقَالَ: هُوَ
عُلَيّ.
وهذه ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق بسند
فيه جهالة وقد نقد الذهبي متنها بما يبين بطلانها
قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" قُلْتُ:
قوله مولود لا يستقيم، لأنّ عَلِيًّا هذا وُلد فِي أول خلافة عثمان، أو قبل ذَلِكَ
بقليل، وكان فِي خلافة بني أمية رجلا لا مولودًا"
ومما يبطل هذه الرواية أن علي بن أبي طلحة
وكان من مشاهير الرواة وهو من أهل حمص اسمه علي وقد كان في زمن بني أمية وعلى
الأرجح ولد في زمنهم
ويا ليت شعري إذا كان الأمر كذلك فأين ذهب
علي بن الحسين زين العابدين لماذا لم يقتلوه
وأشد زمان كان على أهل البيت ومن يظهر
محبة علي زمن الحجاج بن يوسف وكان شديداً على أهل الإسلام جميعاً والله المستعان
فتأمل كيف أنه يقبل هذه الرواية المشكلة
والتي بيسير نقد يتم إبطالها ، ثم هو يتعنت في عشرات الأحاديث الصحيحة التي ينكرها
وهذا يدل على غياب المنهجية والعقل والتقوى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم