الجمعة، 25 يوليو 2014

قطع يد السارق وسطحية النصارى ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

كثيراً مما نسمع من النصارى استنكارهم لقطع السارق في الإسلام واعتبارهم لهذا وحشيةً وبربرية

وهذا من سطحيتهم

إذ أنهم لم ينظروا إلى مقدمات الأمر وعظم جريمة السارق

والنتائج المترتبة على هذا الحد من زجر بقية السراق وفشو الأمن وتكفير ذنب السارق

ويد الإنسان هي أصلاً ملك الله

والله عز وجل هو الذي يشرع كيف نتعامل مع هذه اليد

إذ أنه سبحلنه أعطاها للإنسان ليفعل بها الخيرات فلما ارتكب هذا الإثم استحق أن تسلب منه هذه النعمة التي لم يصنها

ولكن لنقف وقفة

السارق ارتكب خطيئةً واحتمل العقاب بنفسه وكفر ذنبه بنفسه

هل في هذا اشكال ؟

قطعاً لا

ولكن عند القوم نحن نحتمل خطيئةً لم نرتكبها وهي خطيئة آدم

وليس نحن من يكفر عن الذنب

بل الرب يأتي ويضحي بنفسه من أجلنا

فيبصق في وجهه _ وليس هو المذنب _ وتدق المسامير في يده ويصلب

والنصارى يتقبلون هذا ولا يتقبلون قطع يد السارق لخطيئة ارتكبها بنفسه

فاعجب لهذه العقول

جاء في الكتاب المقدس عند القوم إنجيل متى الاصحاح الخامس :" وان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها والقها عنك.لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم"

تأمل هذا النص

ذهاب اليد خيرٌ من دخول الجسد كله للنار ، وخير من القتل

هذه هي الحكمة من قطع يد السارق



وهنا إضافة أضافها بعض الأخوة


في الكتاب ( المقدس ) حدُّ السارق هو القتل . ورد ذلك في أكثر من مكان . منها :

[ الخروج : 22 : 2 ] يقول كاتب السفر : " إِنْ وُجِدَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ، فَضُرِبَ وَمَاتَ، فَلَيْسَ لَهُ دَمٌ ".
و[ التثنية :24 : 7 ] يقول كاتب السفر : «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ قَدْ سَرَقَ نَفْسًا مِنْ إِخْوَتِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاسْتَرَقَّهُ وَبَاعَهُ، يَمُوتُ ذلِكَ السَّارِقُ، فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ."
و[ زكريا : 5 : 3 ] [ فَتَدْخُلُ بَيْتَ السَّارِقِ وَبَيْتَ الْحَالِفِ بِاسْمِي زُورًا، وَتَبِيتُ فِي وَسَطِ بَيْتِهِ وَتُفْنِيهِ مَعَ خَشَبِهِ وَحِجَارَتِهِ ]

هذا حد السارق عندهم .. القتل .. ويعترضون على قطع اليد عندنا .

نعم هذا من العهد القديم .
ولا يوجد دليل على النسخ ، ولا يوجد عقوبة أخرى للسارق عندهم في كتابهم إلا هذه . ولا يوجد ذكر للسارق في العهد الجديد .. الأناجيل ورسائل ( القديسين ) .
تركوه . هكذا من عند أنفسهم .
تركوه وشرعوا لأنفسهم غيره

وهنا إضافة أخيرة وهي أن قطع يد السارق له قيود يجعل القوانين الوضعية في كثير من صور السرقة أشد من الشريعة بكثير بالسجن لستة أشهر أو سنة وحرمان السارق من أهله وأصدقائه طوال هذه المدة أشد بكثير من التعزير في الإسلام الذي لا يصل إلى هذا الحد في حال السرقة دون النصاب ، أو من غير حرز أو في الحالات الأخرى المعروفة عند الفقهاء 

ثم وجدت فائدة نفيسة في الموضوع 


 جاء ذلك في سفر التثنية 25 : 11
اذا تخاصم رجلان بعضهما بعضا رجل واخوه وتقدمت امرأة احدهما لكي تخلّص رجلها من يد ضاربه ومدّت يدها وامسكت بعورته 12 فاقطع يدها ولا تشفق عينك .

يقول القس أنطونيوس فكري في تفسير هذا النص : تقطع يد المرأة لوقاحتها فالله يريد أن يكون شعبه قديسين في كل سيرة والله لا يريد أن ينتشر عدم الحياء في وسط شعبه.

 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم