الاثنين، 21 يوليو 2014

تعقيب على إبراهيم السكران في استدلاله برواية مكذوبة في أمر البيعة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فمن المشكلات التي تواجه بعض الباحثين واسعي الاطلاع نوعاً ما ، أنهم تحت ضغط نفسي في بعض النوازل يبحثون عن أي شيء مما قرأوه مما يدعم توجهاتهم التي مقدماتها نفسية ( هوى ) أو خضوع لضغط الواقع وما عليه عامة الناس وتسمية ذلك ( مصلحة ) ، وإن كان هذا الاستدلال يخالف القواعد العلمية المعتاد التحاكم في مواضع النزاع

وقد يكون أصل المسألة صحيحاً ولكن الطريقة في الاستدلال تكون عرجاء وذلك لدخيلة في النفس

وهناك مسائل كبرى لا يمكن أن تعالج في ( تغرودة ) أو بطريقة إنشائية

ومن ذلك أنني وجدت الكاتب إبراهيم السكران يغرد بهذه الرواية

قال الذهبي في تاريخ الإسلام :" وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ دَعَاهُمْ إِلَى نَفْسِهِ، فَبَايَعُوهُ، وَأَبَى عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَقَالَا: حَتَّى تَجْتَمِعَ لَكَ الْبِلَادُ"

وقد اقتصر الكاتب إبراهيم السكران على هذا الجزء من الرواية وله تتمة تبين قبحها

قال الذهبي :" فكاشرهما، ثم أغلظ عليهما كما سيأتي"

وهذه الرواية موجودة في الطبقات لابن سعد وفي سندها الواقدي الكذاب الذي الشافعي أن كتبه كلها كذب

و قال المغيرة بن محمد المهلبى : سمعت على ابن المدينى يقول : الهيثم بن عدى أوثق عندى من الواقدى ، و لا أرضاه فى الحديث و لا فى الأنساب و لا فى شىء .


و قال النسائى فى " الضعفاء " : الكذابون المعروفون بالكذب على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أربعة : الواقدى بالمدينة ، و مقاتل بخراسان ، و محمد
ابن سعيد المصلوب بالشام . و ذكر الرابع .
و قال ابن عدى : أحاديثه غير محفوظة و البلاء منه .
و قال ابن المدينى : عنده عشرون ألف حديث ـ يعنى ما لها أصل .
و قال فى موضع آخر : ليس هو بموضع للرواية ، و إبراهيم بن أبى يحيى كذاب ، و هو
عندى أحسن حالا من الواقدى .
و قال أبو داود : لا أكتب حديثه و لا أحدث عنه ; ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ،
ليس ننظر للواقدى فى كتاب إلا تبين أمره ، و روى فى فتح اليمن و خبر العنسى أحاديث عن الزهرى ليست من حديث الزهرى .
و قال بندار : ما رأيت أكذب منه .
و قال إسحاق بن راهويه : هو عندى ممن يضع .
و حكى أبو العرب عن الشافعى قال : كان بالمدينة ( سبعة ) رجال يضعون الأسانيد . أحدهم الواقدى

ولا يقال أنه يعتمد في التواريخ فإن كلام الأئمة فيه شمل تواريخه بل معظم رواياته في التواريخ فلو كان معتمداً فيها لكان صدوقاً !

ثم إن الرواية في سندها علل أخرى

قال ابن سعد في الطبقات 94- قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثنا ربيعة بن عثمان. وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة. ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهم.
قالوا: جاء نعي معاوية بن أبي سفيان. وعبد الله بن عباس يومئذ غائب فذكر الرواية

قال المحقق : 94- إسناده ضعيف جدا.
- ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي المدني. صدوق له أوهام. مات سنة 154 هـ (تق: 1/ 347) .
- أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة. رمي بالوضع تقدم في رقم (86) .
- محمد بن عبد الله بن عمير الليثي. قال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو زرعة: لين الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بذاك الثقة ضعيف الحديث.
(الجرح والتعديل: 7/ 300) .

أقول : فاتته علة الإعضال فالسند معضل أيضاً

فالرواية مكذوبة بسند مظلم ولها تتمة فيها نسبة ما لا يصلح للصحابة لم أذكرها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم