الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال الطبراني في الأوسط 9223 - حدثنا نصر
بن الحكم المروزي ثنا علي بن حجر ثنا يحيى بن سابق نا أبو حازم عن سهل بن سعد
الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لكل أمة مجوس ولكل أمة نصارى ولكل
أمة يهود وإن مجوس أمتي القدرية ونصاراهم الخشبية ويهودهم المرجئة لم يرو هذا
الحديث عن أبي حازم إلا يحيى بن سابق تفرد به علي بن حجر.
أقول : يحيى بن سابق متروك
قال ابن حجر في لسان الميزان :" [ 903
] يحيى بن سابق المديني عن أبي حازم المديني وزيد بن أسلم وجماعة وعنه قتيبة وعلي
بن حجر وحجين بن المثنى وداود بن رشيد وغيره ويقال له الهلقاني قال أبو حاتم ليس
بقوي وقال بن حبان يروي الموضوعات عن الثقات روى عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن
عمر رضى الله تعالى عنهما مرفوعا إذا ذكر القدر فامسكوا فإنه يدعو إلى الكهانة
يحيى بن سابق عن أبي حازم عن سهل رضى الله تعالى عنه مرفوعا قال مجوس أمتي القدرية
وله عن مالك ما ينكر انتهى هو يحيى أبو زكريا في يحيى بن زكريا وقال الدارقطني
متروك وقال أبو نعيم حدث عن موسى بن عقبة وغيره بموضوعات "
وقال أبو داود في سننه 4694 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ
عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ وَمَجُوسُ
هَذِهِ الأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ قَدَرَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَلاَ
تَشْهَدُوا جَنَازَتَهُ وَمَنْ مَرِضَ مِنْهُمْ فَلاَ تَعُودُوهُمْ وَهُمْ شِيعَةُ
الدَّجَّالِ وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِالدَّجَّالِ ».
أقول : وقد اختلف فيه على عمر مولى غفرة
قال أحمد 5584 - ثنا أنس بن عياض ثنا عمر
بن عبد الله مولى غفرة عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :"لكل
أمة مجوس ومجوس أمتي الذين يقولون لأقدر أن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا
تشهدوهم"
وقال البزار 2937ـ حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ،
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ ، وَمَجُوسُ هَذِهِ
الأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ قَدَرَ فَإِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ ،
وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ ، وَهُمْ شِيعَةُ الدَّجَّالِ ، وَحَقٌّ عَلَى
اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَحْشُرَهُمْ مَعَهُ.
وَهَذَا الْكَلامُ قَدْ رُوِيَ عَنْ
حُذَيْفَةَ ، مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ ، وَلاَ نَعْلَمُ أَحَدًا وَصَلَهُ ،
وَسَمَّى الرَّجُلَ الَّذِي بَيْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ
وَبَيْنَ حُذَيْفَةَ إِلاَّ أَبُو مَعْشَرٍ ، وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ غَيْرُ أَبِي
مَعْشَرٍ ، عَنْ عُمَرَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ.
أقول : عمر مولى غفرة ضعيف كثير الارسال ،
ولم يسمع ابن عمر ولا غيره من الصحابة ، وفي السند ابهام كما ترى
وقال الآجري في الشريعة 394 - حدثنا أبو
شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال : نا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال : نا
زكريا بن منظور قال : حدثنا أبو حازم ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : « القدرية مجوس هذه الأمة ، فإن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن
ماتوا فلا تشهدوهم »
أقول : زكريا بن منظور متروك قال ابن معين
:" ليس بشيء " وقال أبو زرعة :" منكر الحديث واهي " وقال
البخاري :" منكر الحديث " ، وقال الدارقطني :" متروك "
وقال أيضاً 396 - وأخبرنا الفريابي قال : نا
أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق قال : حدثني أبو مصعب قال : نا الحكم بن سعيد السعيدي
، من ولد سعيد بن العاص عن الجعيد بن عبد الرحمن عن نافع عن ابن عمر قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنه سيكون في آخر الزمان قوم يكذبون بالقدر ،
ألا ، وأولئك مجوس هذه الأمة ، فإن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم »
أقول : الحكم بن سعيد قال فيه البخاري :"
منكر الحديث " ، واستنكر عليه ابن عدي هذا الحديث بعينه في الكامل
وفي حديث خيثمة ص 67_ أنبأنا العباس بن
الوليد أنبأنا محمد بن شعيب أخبرني زبان بن فائد انه سمع أبا الأشهب النخعي يحدث
عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال إن
لكلأمة مجوس وإن هؤلاء القدرية مجوس امتي فإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا
تشهدوهم ولا تصلوا عليهم .
أقول : زبان بن فائد ضعفه ابن معين وقال
أحمد :" أحاديثه مناكير " وهذا جرح شديد غير أن أبا حاتم قال :" صالح
"
وقد خولف في سند الحديث
وقال الطبراني في مسند الشاميين 2438 - حدثنا
علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا معتمر بن سليمان حدثني علي أبو الحسن
رجل من أهل واسط ثنا جعفر بن الحارث عن يزيد بن ميسرة عن عطاء الخراساني عن مكحول
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لكل أمة مجوس ومجوس
هذه الأمة القدرية لا تعودوهم إذا مرضوا ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا"
أقول : قال العقيلي في الضعفاء :" جعفر
بن الحارث أبو الاشهب الواسطي حدثني آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال جعفر بن
الحارث الواسطي أبو الاشهب عن منصور في حفظه شئ يكتب حديثه وقال في موضع آخر جعفر
بن الحارث أبو الاشهب الواسطي منكر الحديث حدثني محمد بن عيسى قال حدثنا عباس بن
محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول أبو الاشهب جعفر بن الحارث النخعي ليس حديثه بشئ
وقال في موضع آخر ليس بثقة وقال في موضع آخر روى محمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون
عن أبي الاشهب جعفر بن الحارث وهو ضعيف"
وقال الآجري في الشريعة 398 - وأخبرنا
الفريابي قال : نا عبد الأعلى بن حماد قال : نا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي
يحدث ، عن مكحول ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لكل أمة
مجوس ، وإن مجوس هذه الأمة القدرية ، فلا تعودوهم إذا مرضوا ، ولا تصلوا عليهم إذا
ماتوا »
قال ابن أبي حاتم في المراسيل :" 793_
سألت أبا زرعة هل لقي مكحول أبا هُرَيرة قال لا لم يلق مكحول أبا هُرَيرة"
وفي هذا السند غرابة فسليمان التيمي غير
معروف بالرواية عن مكحول ، وهو بصري ومكحول شامي
وأستبعد رواية مكحول لمثل هذا الحديث فقد
صاحب القدرية زمناً ثم تركهم ، فالخبر عنه بهذا شبه منكر
وظاهر هذا الاسناد السلامة إلى مكحول ولكن
الفريابي قد خولف
قال ابن أبي عاصم في السنة 342- حَدَّثَنَا
عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ
سَمِعْتُ زِيَادًا أَبَا الْحَسَنِ ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ
يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ
مَجُوسًا وَإِنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ فَلا تَعُودُوهُمْ
إِذَا مَرِضُوا وَلا تُصَلُّوا عَلَى جَنَائِزِهِمْ إِذَا مَاتُوا .
وهذا أصح فابن أبي عاصم لم يسلك الجادة
بذكر والد معتمر ثم إنه قد تابعه حجاج بن منهال عند الطبراني في الشاميين كما تقدم
وقد تقدم الكلام على حال جعفر بن الحارث وبيان ضعفه الشديد ، ويزيد بن ميسرة شامي
مجهول ، وقد يكون السند منقطعاً فجعفر واسطي وهذا شامي
وقال البيهقي في القضاء والقدر 355 - وأخبرنا
أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت الزبير بن عبد الواحد الحافظ ، يقول : سمعت
عبدان الأهوازي ، يقول : نا محمد بن مصفى ، نا بقية ، عن الأوزاعي ، عن ابن جريج ،
عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن مجوس
هذه الأمة المكذبون بأقدار الله إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن لقيتموهم فلا تسلموا
عليهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم »
أقول : بقية وابن جريج وأبو الزبير جميعهم
مدلسون وقد عنعنوا وتدليس ابن جريج عن أبي الزبير سيء فإنه كان يسقط الزيات
المتروك
و قال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل :
إذا قال ابن جريج " قال فلان "
و " قال فلان " و " أخبرت "
جاء بمناكير ، و إذا قال : " أخبرنى " و " سمعت " فحسبك به .
و قال أبو الحسن الميمونى ، عن أحمد بن
حنبل : إذا قال ابن جريج : " قال "
فاحذره ، و إذا قال : " سمعت " أو
" سألت " جاء بشىء ليس فى النفس منه شىء .
وقال ابن أبي حاتم في العلل :" 1353-
وسألتُ أبِي ، وأبا زُرعة ، عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ ابنُ جُريجٍ ، عن أبِي الزُّبيرِ ،
عن جابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ليس على مُختلِسٍ
، ولا خائِنٍ ، ولا مُنتهِبٍ قطعٌ.
فقالا : لم يسمِعِ ابنُ جُريجٍ هذا
الحدِيث مِن أبِي الزُّبيرِ ، يُقالُ : إِنّهُ سمِعهُ مِن ياسِين الزّيّاتِ ، عن
أبِي الزُّبيرِ.
فقالا : قال زيدُ بنُ حُبابٍ : عن ياسِين
، أنا حدّثتُ بِهِ ابن جُريجٍ ، عن أبِي الزُّبيرِ.
فقُلتُ لهُما : ما حالُ ياسِين ؟ فقالا : ليس
بِقوِيٍّ"
وأما بقية فقال النسائي :" إذا قال :
" حدثنا و أخبرنا " ، فهو ثقة .
و إذا قال : " عن فلان " فلا
يؤخذ عنه ، لأنه لا يدرى عمن أخذه "
وقال ابن المديني :" صالح فيما روى
عن أهل الشام ، و أما عن أهل الحجاز ،
و العراق ، فضعيف جدا"
وهذا محمول على أنه دلس عن الهلكى عنهم ،
وحديثه هنا عن حجازي
وقال البيهقي في القضاء والقدر 352 - أخبرنا
أبو بكر بن إبراهيم الأردستاني ، نا أبو نصر العراقي ، نا سفيان بن محمد ، نا علي
بن الحسين ، نا عبد الله بن الوليد ، نا سفيان ، عن عمر بن محمد ، عن نافع ، عن
ابن عمر ، قال : « لكل أمة مجوس ، وإن مجوس هذه الأمة الذين يقولون : لا قدر » هذا
إسناد صحيح إلا أنه موقوف
أقول : ولكن الوليد قد خولف قال أبو داود
في سننه 4694 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ
عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لِكُلِّ
أُمَّةٍ مَجُوسٌ وَمَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ قَدَرَ مَنْ
مَاتَ مِنْهُمْ فَلاَ تَشْهَدُوا جَنَازَتَهُ وَمَنْ مَرِضَ مِنْهُمْ فَلاَ
تَعُودُوهُمْ وَهُمْ شِيعَةُ الدَّجَّالِ وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُلْحِقَهُمْ
بِالدَّجَّالِ
وعمر ضعيف وقد اختلف عليه في السند كما
تقدم
وقال الطبراني في مسند الشاميين 566 - وحدثنا
الحسين بن إسحاق ثنا هارون بن سعيد الديلمي ح وحدثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا
أحمد بن سعيد الهمداني قالا ثنا بن وهب أخبرني مسلمة بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد
عن مكحول عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :"
لكل أمة مجوس وإن مجوس أمتي القدرية فإن مرضوا فال تعودوهم الحديث"
أقول : مسلمة بن علي الخشني متروك
وقال الدولابي في الأسماء والكنى 1590 - حدثنا
محمد بن عوف الطائي ، قال : حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ، قال : حدثنا
أبو يحيى اليماني الحبشي ، قال : سمعت طاوسا يحدث ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي لأقوام يكذبون بمقادير
الله جل ثناؤه ، وإن أدنى تكذيب القدر كمثل من أشرك بالله بعد الإيمان »
أقول : أبو يحيى هذا هو المثنى بن الصباح
وهو متروك
وعليه فإن هذه الواهيات لا تصلح للارتقاء
بالحديث لدرجة الحجية
وقد نبه ابن أبي العز على أنه لا يصح حديث في ذم القدرية والمرجئة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم