الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فالليبراليون شرذمة لادينية خبيثة لهم
وسائل خبيثة في التشويش على المسلمين ولضعف العلم وقلة البصيرة يجهل كثير من
المسلمين هذه الوسائل فوجب التنبيه
الوسيلة الأولى : التستر خلف أسماء نسائية
وهذا كثير في القوم يسمي أحدهم نفسه باسم
بامرأة وينسب نفسه إلى قبيلة وظاهر من الأسلوب جداً أن الكاتب رجل والغرض من هذا
الصنيع إيهام الناس أن المرأة الخليجية أو العربية متمردة على واقعها الأليم وأنها
تجنح للإلحاد لتحصيل حقوقها الضائعة ( زعموا ) ، ولكي يوحوا إلى النساء أن المجتمع
لم يعد كما سبق وأن هناك نساء كثيرات يتكلمن بالكفر ولا يؤذيهن أحد
مع كون كثير من الناس يعجبهم النظر في
كلام امرأة تتكلم بكلام بعيد عن الحياء والله المستعان وهذا يوفرونه في صفحاتهم
المزورة
الوسيلة الثانية : التستر خلف الإحصائيات
والدراسات الكاذبة
كثيراً ما تجد في كلام القوم ( أثبتت
إحصائية ) و ( أثبتت دراسة ) وعامة هذا كذب أو بتر أو تضليل
وإحصاؤياتهم عجيبة في المقدمة والنتيجة
كتلك الإحصائية العجيبة التي ادعوا فيها أن الملحدين يتصدقون أكثر من المسلمين !
فكل النصوص الدالة على فضل الصدقة في
الكتاب والسنة لم تزرع في قلوب المسلمين من حب الصدقة ، ما زرع الإلحاد في قلوب
الملحدين !
وهذا أشبه بنكتة سخيفة منه بدراسة جادة ،
علماً بأن المسلمين الصالحين يحرصون على أن تكون صدقتهم في السر
ومثل الدراسة العجيبة التي يريدون فيها
إثبات عدم ضرر لحم الخنزير مكابرين لكل الحقائق العلمية
والدراسة العجيبة الدالة على أن أشبه
الحيوانات بالإنسان من جهة الجينات الخنزير ، فهذه هرطقة لم يصل إليها دارون
الوسيلة الثالثة : تسمية كل غير مسلم
ملحداً ( بمعنى منكر وجود الرب )
ويهدفون من هذا إلى تأكيد النظرية القائلة
بأن الدين أفيون الشعوب ، وأن أوروبا ما تقدمت إلا بترك الدين ، متجاهلين لترك
الصلبان التي ترفرف على أعلام كثير من هذه الدول وعلى رأسها بريطانيا ، ولكنهم
جهلة بالدين الإسلامي وجهلة بالقوم الآخرين الذين يريدون الاقتداء بهم ، والواقع
أن كثيراً ممن يطلقون عليهم هذا اللقب نصارى أو يهود أو بوذيون أو غيرها من
الأديان
الوسيلة الرابعة : دعوى مهاجمة الفهم
للدين وواقع الأمر مهاجمة الدين نفسه
فكثير منهم خوفاً من سخط الناس يزعمون
أنهم لا عداء لهم مع الدين وإنما عداؤهم مع الفهم المتزمت للدين
ثم يأتون إلى حقائق متواترة في النصوص
وأجمع عليها علماء المسلمين كالحجاب وتكفير الكفار والبراءة منهم ويحاربونها
الوسيلة الخامسة : محاولة استفزاز الطرف
الآخر
وذلك بالسخرية المستمرة ( وهذه وسيلة
العاجز ) ، واستخدام ألفاظ بذيئة أو ألفاظ غير لائقة
كنقل بعضهم عن فرج فودة _ لعنه الله _ ( عندكم
طاقة جنسية زائدة خذوا مهدئات واتركوا المرأة بحالها )
ومثل هذه السخرية الباردة تجابه بسخرية
موازية فيقال ( إذا كان المتزمت يعاني من طاقة جنسية زائدة فالمتنور يعاني من برود
جنسي )!
ومثل قول سعاد الشمري ( لحية أبي جهل أطول
من لحية النبي صلى الله عليه وسلم ) فهذه عبارة لا يوجد عليها أي شاهد تاريخي
والغرض منها الاستفزاز فقط
وقد قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ
أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا
بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا
فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا
أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ
الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)
وقال الله تعالى : (فَقَدْ كَذَّبُوا
بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِئُونَ (5) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ
مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ
مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ
بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (6) وَلَوْ
نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَقَالُوا لَوْلَا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ
لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا
وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ
قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)
الوسيلة السادسة : القفز إلى الكلام في
التكفير
فتجد بعضهم وهو يتكلم عن الغناء يزعم أن
هناك من يكفر مستمع الغناء وبعضهم إلى تكلم عن الحجاب زعم الأمر نفسه
ويتأثر بهم بعض أدعياء الوسطية ، على أنه
لا شك في كفر من استهزأ بالشرع أو قال ( لا أقتنع به ) بعد علمه به
ولكن هؤلاء يخلطون بين العاصي والمستهزيء
ليهيجوا العصاة على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر
الوسيلة السابعة : أخذ كل المسلمين بجريرة
بعضهم
فمهما أنكر الناس على الخوارج أو على
ناشري الأخبار الباطلة ، أو على المكفرين بغير الحق فإن الكل محل نقد عند هؤلاء
الفجرة
وكذلك لا تستفزهم أبداً وهم أدعياء
الإنسانية تلك المجازر التي تحصل للمسلمين في كل مكان في العالم ولا يتكلمون عنها
، ولا من يموتون في المجاعات ولا النساء اللواتي يغتصبن في البلدان التي يقدسونها
، وإنما فقط همهم الكلام عن المرأة المظلومة في المجتمع المسلم زعموا ، والكلام عن
اللحية وتحريم الموسيقى
وحرية الرأي إذا وافقت الشريعة فليس لها
إلا السخرية ، وإذا خالفت الشريعة فلا بد من احترامها
الوسيلة الثامنة : تلميع الغرب بطريقة
هستيرية
وغاية ما عندهم ( في بريطانيا حصل كذا ) و
( في أمريكا حصل كذا ) ثم يطالبون بأن يصير في بلداننا الأمر مثله وهذا في أكثره
يكون قياساً فاسدة ليس فيه أدنى مراعاة للفوارق العظيمة بيننا وبينهم دينياً
وثقافياً واجتماعياً وجغرافياً
ويغضون الطرف عن كل الظواهر السلبية في
هذه البلدان والجرائم التاريخية لهذه البلدان والتي لا زالت مستمرة إلى يومنا هذا
والواقع أن في أمريكا وبريطانيا وغيرها لا
يقلدون شعوبنا ولا شعوباً أخرى ، وإنما يحتفظون بخصوصيتهم ويدرسون العلوم بلغتهم
لا بلغة أجنبية ، ولا يلبسون لباسنا إذا دخلوا بلادنا في الغالب بخلاف كثير من بني
جلدتنا إلى ذهبوا إلى بلدان القوم
والوصية للمسلمين جميعاً البعد عن هؤلاء ،
وعدم متابعتهم ولو بحجة المناظرة أو تتبع المخازي فإن في ذلك تكثيراً لسوادهم
وإشعاراً لهم بأن لهم قيمة
قال الله تعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَ
الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي
حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ
الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
وقال ابن بطة في الإبانة 474 - قال أبو
حاتم : وسمعت أحمد بن سنان ، يقول : « إذا جاور الرجل صاحب بدعة أرى له أن يبيع
داره إن أمكنه ، وليتحول وإلا أهلك ولده ، وجيرانه » فنزع ابن سنان بحديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال : « من سمع منكم بالدجال ، فلينأ عنه - قالها ثلاثا -
فإن الرجل يأتيه ، وهو يرى أنه كاذب ، فيتبعه لما يرى من الشبهات »
ونشر كلماتهم الكفرية التي تؤذي المؤمنين
لا يجوز ولو على وجه التشهير وإنما يبلغ بذلك الجهات المسئولة ليتخذوا اللازم
وهذا المقال موجه لفئة معينة من العوام
وقد كتبته على وجه الاختصار ولم أشأ الإطالة فيه ليفهم المراد بسهولة بأقرب طريق
وليعلم أن قول نصف الحقيقة كذب
واللجوء إلى السخرية في مقابلة الحجة
وسيلة العاجز
وهمة الخسيس معاكسة فئة معينة في كل شيء
حتى ما ثبت الدليل على صوابه
وأن كل حقيقة علمية يمكن مقابلتها بشبهات
سوسفطائية لا تغني من الحق شيئاً
هذه الكلمات ستحضر في ذهنك عند كل أطروحة
ليبرالية تتعثر بها في طريقك اركلها بقدمك وواصل السير في طريق العبودية للواحد
القهار
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم