الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال أبو منصور الماتردي في كتاب التوحيد ص381
:" ثمَّ اخْتلف فِي الْمَعْنى الَّذِي سمى بِهِ من سمى مرجئا بعد اتِّفَاق
أهل اللِّسَان على الإرجاء أَنه التَّأْخِير وعَلى ذَلِك قَوْله أرجه وأرجاه
وَقَالَ مرجون لأمر الله
قَالَت الحشوية سميت المرجئة بِمَا لم
يسموا كل الْخيرَات إِيمَانًا"
فهنا يصرح إمام الضلالة الماتردي بأن
القائلين بأن كل الطاعات من الإيمان حشوية وهذا مذهب السلف كلهم خلافاً للمرجئة
وقال أيضاً وهو يشرح الأحاديث في ذم
المرجئة ! ص385 :" وَمَا ذكر أَن المرجئة لعنت على لِسَان سبعين فَهُوَ يخرج
وَالله أعلم على وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن يُرَاد بِهِ الجبرية بِمَا جمع إِلَى
الْقَدَرِيَّة وهما قَولَانِ متقابلان جَمعهمَا الْخَبَر فِي الذَّم وَهُوَ أَن
الْقَدَرِيَّة تحقق قدر أَفعَال الْخلق لِلْخلقِ لَا تجْعَل لله فِيهَا مشْيَة
وَلَا تدبيرا والجبرية أرجتها إِلَى الله تَعَالَى لم تجْعَل لِلْخلقِ فِيهَا
حَقِيقَة الْبَتَّةَ فَحملت الجبرية كل قَبِيح وذميم جلّ الله تَعَالَى من أَن
يكون ذَلِك وصف فعله وحملت الْقَدَرِيَّة الْأَمر على الْخلق على مَا هم بهَا من
الْجَهْل وَالْحق هُوَ الْوسط من القَوْل أَن يكون من الْعباد أَفعَال على مَا
هِيَ مِنْهُم وَمن الله خلقهَا على الْحَد الَّذِي كَانَت عَلَيْهِ وَبِاللَّهِ
التَّوْفِيق
وَقد تقدم بَيَان الْمَعْنى بالقدرية
الْوَجْه الثَّانِي أَن يكون ذَلِك فِيمَا
عَلَيْهِ حَال الْفَاعِل فِي فعله من الْوَقْف فِي ذَلِك
نَحْو مَا قَالَت الحشوية فِي اسْم الْمُؤمن
والثنيا فِيهِ وَمَعْلُوم أَن الإرجاء هُوَ الْوَقْف فِي الْجَواب والإمهال
للنَّظَر ثمَّ لَا يقطعون فِي أنفسهم القَوْل بِالْإِيمَان بل يستثنون والثنيا
إرجاء وَقد ذكر ذَلِك فِي بعض الْأَخْبَار لَكِن لَا يشْهد بِصِحَّتِهِ"
فهو هنا يرى أن المرجئة التي لعنت على
لسان سبعين نبياً هم أهل السنة القائلين بالاسثناء في الإيمان وأن ذلك إرجاءٌ منهم
لأن الرجاء التوقف !
وبهذا يكون اتهم أئمة الإسلام كعبد الله
بن مسعود وتلاميذه وإبراهيم وطاوس وغيرهم من التابعين ومالك والأوزاعي وسفيان والشافعي
وأحمد بأنهم حشوية
بل حتى الأشاعرة يستثنون فهم حشوية وتتنزل
عليهم النصوص في ذم المرجئة ( ولا تثبت كما زعم )
قال عبد الله بن أحمد في السنة 605 - حَدَّثَنِي
أَبِي، سَمِعْتُ يَحْيَىَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: مَا أَدْرَكْنَا مِنْ
أَصْحَابِنَا وَلَا بَلَغَنِي إِلَّا عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ، وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ
وَعَمَلٌ قَالَ يَحْيَى: وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ «يُنْكِرُ أَنْ يَقُولَ
أَنَا مُؤْمِنٌ» وَحَسَّنَ يَحْيَى الزِّيَادَةَ وَالنُّقْصَانَ وَرَآهُ "
والقطان أدرك هشام بن عروة وسفيان وشعبة
الطبقة
وقال أيضاً 744 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي
رَحِمَهُ اللَّهُ، نا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، نا الْوَلِيدُ
يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ،
وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يُنْكِرُونَ أَنْ
يَقُولَ: «أَنَا مُؤْمِنٌ، وَيَأْذَنُونَ، فِي الِاسْتِثْنَاءِ أَنْ أَقُولَ،
أَنَا مُؤْمِنٌ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ»
وقال أيضاً 697 - حَدَّثَنِي أَبِي، نا
عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَقُولُ: «الْإِيمَانُ
قَوْلٌ وَعَمَلٌ»، وَكَانَ الْأَعْمَشُ وَمَنْصُورٌ وَمُغِيرَةُ وَلَيْثٌ
وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَعُمَارَةُ بْنُ
الْقَعْقَاعِ وَالْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَابْنُ شُبْرُمَةَ وَسُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ وَأَبُو يَحْيَى صَاحِبُ الْحَسَنِ وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ
يَقُولُونَ: «نَحْنُ مُؤْمِنُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَيَعِيبونَ عَلَى مَنْ لَا
يَسْتَثْنِي»
وقال أيضاً 721 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ،
نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي
وَائِلٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «مَنْ شَهِدَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ
فَلْيَشْهَدْ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ» قَالَ: نَعَمْ
وساق عبد الله بن أحمد والخلال في السنة
نصوصاً كثيرة عن أئمة السلف وأدلة من القرآن والسنة وإجماعات السلف ما فيه الكفاية
للمنصف في هذه المسألة وكذلك في غيرها من كتب المعتقد السلفية
والماتردي الجهمي يظهرون مذهبه على أنه
مذهب سني ، وانظر إلى كلامه ظاهره أن السلف كلهم كانوا حشوية ملعونين ولا يسلم من
ذلك إلا المرجئة أمثاله
وليعلم أن عامة الأحناف الذين تأخروا عنه
على مذهبه في العقيدة ، والأحناف اليوم كلهم ماتردية جهمية إلا قليلاً منهم
وقد قال أبو الحسن الندوي عن إمام الضلالة
الماتردي في كتابه ( رجال الفكر والدعوة ) : ( جهبذ من جهابذة الفكر الإنساني ،
امتاز بالذكاء والنبوغ وحذق الفنون العلمية المختلفة ) ( ص139)
وكلامه ينطبق على الأشاعرة القائلين
بالاستثناء في الإيمان يم يزعم بعد أن الأشاعرة والماتردية كلهم أهل السنة
والأشاعرة حشوية ملعونون على تقرير الماتردي
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم