الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فقد بلغني أن عدنان إبراهيم يقول ( أنا
أحترم هذا الرب الذي جعل لي الحرية ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )
وأقول تعليقاً على قوله
قد أبان هو وغيره من الاستدلال بهذه الآية
حماقة عظيمة فللآية تتمة ( إنا أعتدنا للظالمين ناراً )
ولو سألت أي عاقل من قال لك ( إن شئت فعلت
كذا وعاقبك ، وإن شئت فعلت كذا وأثبتك )
هل هذا تخيير أم تهديد ؟
لقال لك ببداهة العقل تهديد
فإن أصروا هو وأضرابه من الجهلة المستدلين
بهذه الآية كأمثال طارق السويدان
قيل لهم : فحد الردة حرية أيضاً فنحن نقول
للمرتد ( إن شئت بقيت على دينك وعصمت دمك ، وإن شئت ارتددت فقتلناك )
ما الفرق بين هذه وما دلت عليه الشريعة من
أن المرء إن شاء آمن فدل الجنة وإن شاء كفر فدخل النار ؟
الحقيقة لا فرق !
فإن أصررت أن ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء
فليكفر ) فيها الحرية فقل بأن حد الردة أيضاً حرية وكل من خيرك بين أمرين ورتب على
أحدهما ثواباً وعلى الآخر عقاباً مهما كان الثواب ومهما كان العقاب فهو قد ترك لك
الحرية التامة على هذا المنطق العجيب
قال الدارمي في مسنده 214 - أخبرنا محمد بن عيينة انا علي هو بن مسهر
عن أبي إسحاق عن الشعبي عن زياد بن حدير قال قال لي عمر : هل تعرف ما يهدم الإسلام
قال قلت لا قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الأئمة المضلين.
وجدال المنافقين بالكتاب هو من جنس هذا
الاستدلال والذي بنوا عليه أن الحرية مقدمة على الشريعة وغيرها من ألوان الكفر
البواح
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم