مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: تعقيب على محمد سعيد رسلان في ثنائه على الحسن اللؤلؤي

تعقيب على محمد سعيد رسلان في ثنائه على الحسن اللؤلؤي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال محمد سعيد رسلان في كتابه في فضل العلم ص347 :" الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي صاحب الإمام أبي حنيفة كان محباً للعلم والسنة "

الحسن بن زياد كان كذاباً عدواً للسنة لا يستحق هذا الثناء ومثل هذا الثناء شهادة ( ستكتب شهادتهم ويسألون )

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل :" 49- الحسن بن زياد اللؤلؤي.
صاحب رأى.
رَوَى عَن: سَعيد بن عُبَيد الطائي، وابن جُرَيج، ومالك بن مغول، وأَيوب بن عتبة، والحسن بن عمارة.
رَوَى عَنه: عَلي بن هاشم بن مرزوق.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: قُرِئَ عَلَى العباس بن محمد الدُّوري، عَن يَحيي بن مَعين، أَنه قال: حسن اللؤلؤي كذاب.
سَألتُ أَبي عنه فقال: ضعيف الحديث ليس بثقة، ولا مأمون"

قال العقيلي في الضعفاء (276) الحسن بن زياد اللؤلؤي من أصحاب نعمان حدثني محمد بن عثمان قال سمعت يحيى بن معين عن الحسن بن زياد اللؤلؤي فقال كان ضعيف الحديث حدثنا محمد بن عبد الحميد السهمي قال حدثني أحمد بن محمد الحضرمي قال سألت يحيى بن معين عن الحسن بن زياد اللؤلؤي فقال ليس بشئ حدثنا القاسم بن خلف الدوري قال حدثنا محمود بن غيلان قال قال لي يعلى اتق اللؤلؤي حدثنا أحمد بن علي الابار قال حدثنا محمود بن غيلان قال قلت ليزيد بن هارون ما تقول في الحسن بن زياد اللؤلؤي فقال أو مسلم هو
حدثني محمد بن أبى عتاب المؤدب قال حدثني أحمد بن سنان القطانى قال حدثني هيثم بن معاوية قال سمعت محمد بن إسحاق الازرق يقول كنا عند شريك بالكوفة فجاء رجل خراساني رث الهيئة فقال يا أبا عبد الله قد فنيت نفقتى وليس عندي شئ وها هنا من يعرف ما أقول فكأن شريكا رق له فقال من يعرفك قال الحسن بن زياد اللؤلؤي وحماد بن أبى حنيفة قال لقد عرفت شرا لقد عرفت شرا حدثني الفضل بن عبد الله الجوزجاني قال حدثنا قتيبة بن سعيد أبو رجاء قال كنا عند شريك وهو يملى علينا إذا جاء الحسن بن زياد اللؤلؤي فقعد في آخر المجلس وغطى رأسه فبصر به شريك فقال إني أجد ريح الانباط ثم رمى ببصره نحوه قال فقام الحسن بن زياد فذهب حدثنا أحمد بن على الابار قال حدثنا محمد بن رافع النيسابوري قال كان الحسن بن زياد اللؤلؤي يرفع رأسه قبل الامام ويسجد قبله قال وسمعته يقول أليس قد جاء الحديث من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار أرأيتم إن قطع نخلة قالوا إنما جاء الحديث في السدرة قال فمن قطع نخلة صوب الله رأسه في النار مرتين حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا عباس قال سمعت يحيى يقول حسن أبن زياد اللؤلؤي كذاب حدثني إدريس بن عبد الكريم المقرى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال كنا عند وكيع فقيل له إن السنة مجدبه فقال وكيف لا تجدب وحسن اللؤلؤي قاضيا وحماد بن أبى حنيفة"

وقول الذهبي في تاريخ الإسلام :" قد ساق في ترجمة هذا أبو بكر الخطيب أشياء لا ينبغي ذكرها"

غلط بين فإن هذا من النصح للإسلام والمسلمين وأما ذكر روايات لا تثبت في مدحه وترك ما ثبت ما ذمه وجعل ذلك خطة في أهل الرأي كلهم ، فهذا الذي لا يجوز ولا ينبغي ، والخطيب له أسوة بابن أبي حاتم والعقيلي وابن عدي وغيرهم ، وأما من ترك ذم أهل الرأي الثابت وأقبل على ما لا يثبت في مدحهم من أسوته من السلف ؟

ولعل الذهبي أراد ما ذكر في شأن المردان فإن كان أراد هذا ، فلا يشنع على بقية الأخبار التي ساقها أهل العلم والذهبي نفسه ساق في ترجمة يحيى بن أكثم في السير شيئاً كهذا 

قال الذهبي في الميزان :" - الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي.
عن ابن جريج وغيره، وتفقه على أبي حنيفة.
روى أحمد بن أبي مريم، وعباس الدوري، عن يحيى بن معين: كذاب /.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: يكذب على ابن جريج، وكذا كذبه أبو داود، فقال: كذاب غير ثقة.
وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه.
وقال أبو حاتم: ليس بثقة ولا مأمون.
وقال الدارقطني: ضعيف متروك.
وقال محمد بن حميد الرازي: ما رأيت أسوأ صلاة منه.
البويطي، سمعت الشافعي يقول: قال لي الفضل بن الربيع: أنا أشتهى مناظرتك واللؤلؤي.
فقلت: ليس هناك.
فقال: أنا أشتهى ذلك.
قال: أنا أشتهى ذلك.
قال: فأحضرنا وأتينا بطعام.
فأكلنا.
فقال رجل معي له: ما تقول في رجل قذف محصنة في الصلاة؟ قال: بطلت صلاته.
قال  : وطهارته؟ قال: بحالها.
فقال له: قذف المحصنات أيسر  من الضحك في الصلاة؟ قال: فأخذ اللؤلؤي نعليه وقام.
فقلت للفضل: قد قلت لك: إنه ليس هناك.
وقال محمد بن رافع النيسابوري: كان الحسن بن زياد يرفع رأسه قبل الامام ويسجد قبله.
مات سنة أربع ومائتين  ، وكان رأسا في الفقه"

فهنا وقع بما نعى على الخطيب ، وقوله عنه ( كان رأساً في الفقه ) فأما فقه أهل الحديث فلا ناقة له فيه ولا جمل وأما فقه أهل الرأي فتلك مثلبة لا منقبة

وزاد ابن حجر في لسان الميزان :" وقال النضر بن شميل لرجل : كتب كتب الحسن بن زياد لقد جلبت إلى بلدك شرا , لقد جلبت إلى بلدك شرا.
وقال جزرة : ليس بشيء لا هو محمود عند أصحابنا ، وَلا عندهم يعني أصحابه قيل له بأي شيء تتهمه قال بداء سوء وليس هو في الحديث بشيء.
وقال أبُو داود : عن الحسن بن علي الحلواني رأيت اللؤلؤي قبل غلاما وهو ساجد.
قال أبو داود : هو كذاب غير ثقة ، وَلا مأمون.
وقال أبو ثور : ما رأيت أكذب من اللؤلؤي كان على طرف لسانه : ابن جريج عن عطاء.
وقال أحمد بن سليمان الرهاوي : رأيته يوما في الصلاة وغلام أمرد إلى جانبه في الصف فلما سجدوا مد يده إلى خد الغلام فقرصه ففارقته فلا أحدث عنه.
وقيل ليزيد بن هارون : ما تقول في اللؤلؤي ؟ فقال : أو مسلم هو ؟.
وقال يعلى بن عُبَيد : اتق اللؤلؤي.
وقال ابن أَبِي شيبة : كان أبو أسامة يسميه الخبيث.
وقال يعقوب بن سفيان والعقيلي والساجي : كذاب.
وقال النَّسَائي : ليس بثقة ، وَلا مأمون.
قلت : ومع ذلك كله فأخرج له أبو عوانة في مستخرجه والحاكم في مستدركه.
وقال مسلمة بن قاسم : كان ثقة"

ووصفه عثمان بن سعيد الدارمي بالمنسلخ من السنة

قال الدارمي في الرد على المريسي :" إِنَّمَا ذَلِكَ إِلَى الْفُقَهَاءِ، الْعُلَمَاءِ الْجَهَابِذَةِالنُّقَّادِ لَهَا الْعَارِفِينَ بِطُرُقِهَا وَمَخَارِجِهَا، خِلَافَ الْمَرِيسِيِّ وَاللُّؤْلُؤِيِّ وَالثَّلْجِيِّ وَنُظَرَائِهِمُ الْمُنْسَلِخِينَ مِنْهَا، وَمِنْ مَعْرِفَتِهَا"

وهذا يناقض ما ذكره رسلان عنه 
 

فالخلاصة في أمره أنه

كذاب باتفاق أئمة النقد المرجوع إليهم ، وأنه كان يسيء الصلاة والقضاء ويتوسع في الرأي فمثل هذا لا يقال فيه ( كان محباً للعلم والسنة )
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي