مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بحث في أثر مشهور في توقير الأئمة ليحيى القطان

بحث في أثر مشهور في توقير الأئمة ليحيى القطان



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال الخطيب في الجامع 300 - أنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري ، نا محمد بن العباس الخزاز ، نا أبو بكر الصولي ، نا إسحاق بن إبراهيم القزاز ، نا إسحاق الشهيدي ، قال : « كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ثم يستند إلى أصل منارة مسجده فيقف بين يديه علي بن المديني ، والشاذكوني ، وعمرو بن علي ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين وغيرهم ؛ يسألونه عن الحديث ، وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب ، لا يقول لواحد منهم اجلس ، ولا يجلسون هيبة وإعظاما »

أقول : هذا أثر يورده بعض الناس في باب أدب الطالب مع شيخه

وفي هذا الأثر جهالة فإسحاق بن إبراهيم القزاز لم أجد له ترجمة وهذا الأثر في متنه غرابة

فإن هذا الفعل قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم

قال مسلم في صحيحه 858- [84-413] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا فَرَآنَا قِيَامًا ، فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا فَصَلَّيْنَا بِصَلاَتِهِ قُعُودًا فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : إِنْ كِدْتُمْ آنِفًا لَتَفْعَلُونَ فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ ، وَهُمْ قُعُودٌ فَلاَ تَفْعَلُوا ائْتَمُّوا بِأَئِمَّتِكُمْ إِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا.

وهؤلاء العلماء يحيى القطان وابن معين وأحمد من أحرص الناس على السنة وأعرفهم بها

والقيام على الرجل أشد من القيام للرجل وقد كان الصحابة لا يقومون للنبي صلى الله عليه وسلم لما يعرفونه من كراهيته لذلك

قال أحمد في مسنده 12345 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " مَا كَانَ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ "

فليس الفعل المذكور في الأثر من باب الأدب المشروع مع الشيخ فإن الصحابة كانوا أحسن الناس أدباً مع معلمهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا يفعلوه وما كرهه النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي لكل من يزعم أنه يقتدي به أن يكرهه ويعلم طلبته أنه يكرهه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي