الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فينشر بعض الناس هذا الأثر المكذوب
ذكر أبو حيان التوحيدي في كتابه "البصائر
والذخائر" في الجزء الأول ص 156، يعطي إشارة على الفساد الموجود عند الخوارج،
قال "أتى رجل من الخوارج إلى الحسن البصري ، فقال له : ما تقول في الخوارج؟
قال الحسن : هم أصحاب دنيا، قال : ومن أين قلت أنهم أصحاب ، والواحد منهم يمشي بين
الرماح حتى تتكسر فيه، ويخرج من أهله وولده ، قال الحسن : حدثني عن السلطان ! هل
منعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة ! قال : لا ،، فأراه إنما منعك
الدنيا فقاتلته عليها
أقول : هذا الأثر لا ذكر له إلا في كتاب
أبي حيان وهو زنديق كذاب
قال الذهبي في تاريخ الإسلام (6/405)
:" أبو حيان التوحيدي، صاحب المصنفات، واسمه علي بن محمد بن العباس الصوفي. كان
في حدود الأربعمائة، وله مصنفات عديدة في الأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيئ الاعتقاد،
نفاه الوزير أبو محمد المهلبي.
قال ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة: كان
أبو حيان كذاباً، قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور جسام
من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل
ولقد وقف سيدنا الصاحب كافي الكفاة على ما كان
يدغله ويخفيه من سوء الاعتقاد، فطلبه ليقتله، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفق عليهم
بزخرفه وإفكه، ثم عثروا منه على قبيح دخلته وسوء عقيدته وما يبطنه من الإلحاد،
ويرويه في الإسلام من الفساد، وما يلصقه بأعلام الصحابة من القبائح، ويضيفه إلى
السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزير المهلبي، فاستتر منه، ومات في الاستتار،
وأراح الله منه، ولم يؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية.
وقال أبو الفرج بن الجوزي في تاريخه: زنادقة
الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان التوحيدي، وأبو العلاء المعري، وأشدهم على
الإسلام أبو حيان لأنهما صرحا،وهو مجمع ولم يصرح.
قلت: وكان من تلامذه علي بن عيسى الرماني،
وقد بالغ في الثناء على الرماني في كتابه الذي ألفه في تقريظ الجاحظ، فانظر إلى
الحامد والمحمود، وأجود الثلاثة: الرماني مع اعتزاله وتشيعه.
وأبو حيان هو الذي نسب نفسه إلى التوحيد،
كما سمى ابن تومرت أتباعه، فقال: الموحدين، وكما سمى صوفية الفلاسفة نفوسهم بأهل
الوحدة وأهل الإلحاد.
أخبرني أحمد بن سلامة كتابةً، عن
الطرسوسي، عن ابن طاهر الحافظ، قال: سمعت أبا الفتح عبد الوهاب الشيرازي بالري
يقول: سمعت أبا حيان التوحيدي يقول: أناس مضوا تحت التوهم، وظنوا أن الحق معهم،
وكان الحق وراءهم.
قلت: مثلك يا معثر، بل أنت حامل لوائهم.
وقيل: إن أبا حيان معدود في كبار الشافعية.
ذكره لي القاضي عز الدين الكناني.
وقال الشيخ محيي الدين النواوي في كتاب
تهذيب الأسماء: أبو حيان التوحيدي من أصحابنا المصنفين، من غرائبه أنه قال في بعض
رسائله: لا ربا في الزعفران، ووافقه عليه القاضي أبو حامد المروزي، والصحيح تحريم
الربا فيه.
وقد ذكره ابن النجار وقال: له المصنفات
الحسنة، كالبصائر وغيرها، وكان فقيراً صابراً متديناً، إلى أن قال: كان صحيح
العقيدة، كذا قال، بل كان عدواً لله خبيثاً. قال: سمع أبا بكر الشافعي، وجعفر
الخلدي، وأبا سعيد السيرافي، والقاضي أحمد بن بشر العامري.
وعنه: علي بن يوسف القاضي، ومحمد بن منصور
بن جيكان وعبد الكريم بن محمد الداوودي، ونصر ين عبد العزيز المقرئ الفارسي، ومحمد
بن إبراهيم بن فارس الشيرازيون، ولقي الصاحب ابن عباد، وأمثاله.
قلت: وسماع نصر بن عبد العزيز منه في سنة
خمس وتسعين وثلاثمائة، وقد سمع منه بشيراز أبو سعد عبد الرحمن بن ممجة الأصبهاني
في سنة أربعمائة"
وقد أغنى الله عز وجل أهل الحق عن هذا
الزنديق ، وقد بلغني أن بعضهم يترحم عليه وقد أتي من جهله فمثل هذا لا يترحم عليه
ولا ينقل عنه
واليوم هناك ضرب من الخوارج أشنع من
المذكورين في الأثر وهم الذين يخرجون من أجل الديمقراطية والحرية وسلطة القضاء
الوضعي وغيرها من البلايا
ويقابلهم أقوام يظهرون المحبة لولاتهم لما
يعطونهم من الدنيا وإن كانوا فجاراً فجوراً لا يجوز أن يحب معه المرء
قال البخاري في صحيحه 7212 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ أَبِي
حَمْزَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ
اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ رَجُلٌ
عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ وَرَجُلٌ
بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَاهُ إِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ
وَفَى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ وَرَجُلٌ يُبَايِعُ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ
الْعَصْرِ فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ
فَأَخَذَهَا وَلَمْ يُعْطَ بِهَا
فالذي يكون سبب التزامه منهج السمع
والطاعة ما يصيب من الدنيا لا يخرج من الذم الشرعي
ويغلط بعض الدعاة غلطاً عظيماً عند حضه
الناس على تركهم الفتن بقوله ( أنتم في كذا وكذا من رغد العيش ) فيدخل عليهم هذه
النية ويفهم العامة أنهم لو لم يكونوا كذلك لجاز لهم الاحتجاج والتظاهر ويفهم غيرهم أنه مع
الرغد لا يجوز الخروج الحاكم وإن كفر وتوفرت القدرة وأمنت المفسدة الراجحة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم