مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات ...

وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال أبو داود في الزهد 15 - حدثنا أبو داود قال نا محمد بن رافع النيسابوري ، قال : نا محمد بن الحسن يعني ابن أتش قال : نا منذر ، عن وهب : « أن رجلا عبد الله سبعين سنة ، ثم خرج يوما فقلل عمله ، وشكى إلى الله منه ، واعترف بذنبه ، فأتاه آت من الله فقال : » إن مجلسك هذا أحب إلي من عملك فيما مضى من عمرك «

قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ص265:" وقال سعيدُ بن سالم القداح : بلغني أنَّ موسى - عليه السلام - كانت له إلى الله حاجةٌ ، فطلبها ، فأبطأت عليه ، فقال : ما شاء الله ، فإذا حاجتُه بَيْنَ يديه ، فعجب ، فأوحى الله إليه : أما علمتَ أنَّ قولَك : ما شاء الله أنجحُ ما طُلِبَتْ به الحوائج .
وأيضاً فإنَّ المؤمن إذا استبطأ الفرج ، وأيس منه بعدَ كثرة دعائه وتضرُّعه ، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة ، وقال لها : إنَّما أُتيتُ من قِبَلِكَ ، ولو كان فيك خيرٌ لأُجِبْتُ "

فعلق ابن رجب قائلاً :" وهذا اللومُ أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطَّاعاتِ ، فإنَّه يُوجبُ انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنَّه أهلٌ لما نزل به من البلاء ، وأنَّه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء ، فلذلك تُسرِعُ إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكرب ، فإنَّه تعالى عندَ المنكسرةِ قلوبهم من أجله "
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي