الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فإن مما يكثر من بعض الناس تسميتهم الدروس ( الوعظية ) بالدروس (الإيمانية)
مخصصين لها بهذا الوصف من دون دروس العقيدة ودروس الفقه وكأنها لا إيمان فيها وسموها
( دروس علمية ) وربما زادوا في دائرة ( الدروس الإيمانية ) دروس السيرة والتفسير.
فينبغي ترك هذا التعبير الحادث أو استخدامه في جميع أنواع الدروس لما فيه
من الإيهام والحط من قدر دروس العقيدة والفقه والمساهمة في تشويه مفهوم ( الإيمان
) عند العامة.
وإن مما ينبغي التنبه له أن الشريعة
ما جاءت لإصلاح المقاصد فقط ، بل جاءت لإصلاح الألفاظ والمقاصد فسلامة القصد لا تغني
عن سلامة اللفظ ، فالمراد لا يدفع الإيراد .
قال الله تعالى :" يا أيها
الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا".
قال الطبري 1437 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن
قتادة: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا} قول كانت تقوله اليهود استهزاء، فزجر
الله المؤمنين أن يقولوا كقولهم.
قلت : هذا مع سلامة صدور المؤمنين من كل ما فيه انتقاصٌ للنبي صلى الله
عليه وسلم.
وقال الإمام مسلم (870) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله. قالا:
حدثنا وكيع عن سفيان، عن عبدالعزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، عن عدي بن حاتم ؛ أن
رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما
فقد غوى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيب أنت. قل: ومن يعص الله
ورسوله".
قلت : هذا من ذاك ،وتأمل كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم الشدة
مع هذا الصحابي مع كونه لا يعرف الحكم الشرعي في المسألة بياناً منه صلى الله عليه
وسلم لعظيم خطر هذه المخالفة ، فإن الشدة تكون نصحاً وبياناً كما أنها تكون تعزيراً
وتبكيتاً.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم