الخميس، 4 يناير 2018

أسطورة رقية بنت الحسين ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                                                       أما بعد :

فما زلت أذكر صدمتي حين علمت بأن القعقاع بن عمرو لا ذكر له إلا في روايات سيف بن عمر التميمي الكذاب

ووقع في نفسي شيء حين رأيت الروافض يذكرون هذا مغتبطين به وكأنه فتح عظيم مع أن أبطال الصحابة لا يدخلون في الحصر

وكنت دائماً أتعجب من كثرة ذكرهم لرقية بنت الحسين

ثم أتساءل أين ذهبت لا يذكر عنها من الأخبار ما يذكر عن سكينة وفاطمة فكل من سكينة وفاطمة تزوجتا عدة مرات وأنجبتا الكثير _ وكلاهما تزوجن من أمويين للمعلومية من أحفاد عثمان _

وهذه فقط اختفت تماماً_ علماً أن رقية يقولون أنها ماتت مبكراً _

ثم اليوم وقفت على معلومة هامة وهي أنه لا ذكر لرقية في كتب أهل السنة !

والواقع أن هذا معناه أنه لا ذكر لها في كتب الشيعة الأوائل لأن كتبهم متضمنة في تاريخ الطبري وغيره

وقد رجعت إلى كتاب لوط بن يحيى في مقتل الحسين فلم أجد لرقية ذكراً ورجعت إلى مقاتل الطالبيين للأصفهاني فلم أجد لها ذكراً وكلاهما من الشيعة ولا مصلحة لأحد بذكر أخواتها وإغفالها

وهناك أخرى تدعي زينب بنت الحسين  فهذه حالها أحسن من حال رقية فقد ذكرها لوط بن يحيى في خبره وقد انفرد بذكرها

وهو متهم بالكذب وأغفل ذكرها الزبير بن بكار _ نبه على هذا ابن عساكر _ ولا يعرف لها ذكر نهائياً في كتب التواريخ إلا في خبر لوط بن يحيى وفي خبر باطل عند أخباري لا يعرف اسمه ابن طيفور وهو متأخر عن لوط في كتاب له اسمه بلاغات النساء 

وأقوى رواية في وفود علي زين العابدين على يزيد لا تذكر سوى فاطمة وسكينة وهذا الذي تعضده بقية الدلائل التاريخية من بقائهن وزواجهن وإنجابهن عدة مرات

قال الطبراني في الكبير 2806 - حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ثنا يحيى بن بكير Y حدثني الليث قال : أبى الحسين بن علي رضي الله عنهم أن يستأسر فقاتلوه فقتلوه وقتلوا ابنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطف وانطلق بعلي بن الحسين و فاطمة بنت حسين و سكينة بنت حسين إلى عبيد الله بن زياد و علي يومئذ غلام قد بلغ فبعث بهم إلي يزيد بن معاوية فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذو قرابتها و علي بن الحسين رضي الله عنهما في غل فوضع رأسه فضرب فضرب على ثنيتي الحسين رضي الله عنه فقال :
 ( نفلق هاما من رجال أحبة ... إلينا وهم كانو أعق وأظلما )
 فقال علي بن الحسين رضي الله عنه { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر وتلا علي أية من كتاب الله عزوجل فقال يزيد : بل بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير فقال علي رضي الله عنه أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه و سلم مغلولين لأحب أن يخلينا من الغل قال : صدقت فخلوهم من الغل قال : ولو وقفنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم على بعد لأحب أن يقربنا قال : صدقت فقربوهم فجعلت فاطمة و سكينة يتطاولان لتريان رأس أبيهما وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر عنهما رأس أبيهما ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأخرجوا إلى المدينة

والليث بن سعد لم يدرك تلك الحقبة ولكنه كان من علماء الناس وفضلائهم وقد تتلمذ على الزهري تلميذ علي بن الحسين فلا شك أن خبره مقدم على خبر كذبة المؤرخين

والخلاصة أن رقية بنت الحسين شخصية لا ذكر لها في كتب أهل السنة ولا متقدمي الشيعة وإنما كلف بذكرها المتأخرون منهم وأتحدى أن يأتوا بسند صحيح على شرطهم هم يذكرها وقد جعلوا لها ضريحاً خيالياً

وأما زينب فما ذكرها سوى لوط بن يحيى وهو متهم وأغفلها عامة مؤرخي أنساب قريش والروايات القوية لا تذكرها ولا عقب لها ولا أي أخبار ممن يجعلنا نكاد نقطع ببطلان خبر لوط بن يحيى في ذكرها_ والتي شهدت الطف زينب الكبرى بنت علي _

وقد يكون للحسين ابنة بهذا الاسم غير أن شهودها للطف بعيد وكل ما حاكه الروافض خيال ولا رواية لهاتين لا في كتب السنة ولا الامامية والعجيب أن الروافض لا يذكرون إلا رقية وزينب وذلك لنقمة في قلوبهم على فاطمة وسكينة لأنهما تزوجتا من الأمويين أحفاد عثمان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم