الأحد، 10 مايو 2015

وهم فاحش للحاكم أحدث فتنة لبعض المعاصرين ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد ذكر عدد من الباحثين أن انشقاق القمر مؤرخ في بعض التواريخ الهندية

قال محمد ضياء الأعظمي في كتابه دراسات في الديانات الهندية :" قد ثبتت هذه المعجزة في الهند حين وقوعها فإن (السامري) ملك مليبار رأى شق القمر بنفسه وأمر بتسجيل هذه الحادثة في سجله الرسمي فسافر من الهند وقابل النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ومات في الطريق عند رجوعه إلى الهند (تاريخ فرشته) "

وهذا الأمر لا أعلم أصلاً في التواريخ الإسلامية وقد وجد بعض الناس عند رواية فيها وهم فاحش للحاكم فبنى عليها أن هذا الملك أسلم وأهدى هدية للنبي صلى الله عليه وسلم

قال الحاكم في مستدركه 7190 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ، ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَا: ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُتَوَكِّلِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «أَهْدَى مَلِكُ الْهِنْدِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرَّةً فِيهَا زَنْجَبِيلٌ فَأَطْعَمَ أَصْحَابَهُ قِطْعَةً قِطْعَةً وَأَطْعَمَنِي مِنْهَا قِطْعَةً» قَالَ الْحَاكِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: «لَمْ أُخَرِّجْ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الْكِتَابِ إِلَى هُنَا لِعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى حَرْفًا وَاحِدًا وَلَمْ أَحْفَظْ فِي أَكْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّنْجَبِيلَ سِوَاهُ فَخَرَّجْتُهُ»

والحديث على وهائه في ملك الروم وليس ملك الهند

قال ابن الأعرابي في معجمه 300 - نا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي، عَنْ [ص:176] أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «أَهْدَى مَلِكُ الرُّومِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرَّةً فِيهَا زَنْجَبِيلٌ فَأَطْعَمَ كُلَّ إِنْسَانٍ قِطْعَةً»

وقال الطبراني في الأوسط 2416 - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ قَالَ: نا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَهْدَى مَلِكُ الرُّومِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدَايَا، وَكَانَ فِيمَا أَهْدَى إِلَيْهِ جَرَّةٌ فِيهَا زَنْجَبِيلٌ، فَأَطْعَمَ كُلَّ إِنْسَانٍ قِطْعَةً، وَأَطْعَمَنِي قِطْعَةً لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا عَمْرٌو

وقال أبو نعيم في الطب النبوي 161- حَدَّثَنا سليمان بن أحمد، حَدَّثَنا أبو مسلم الكشي، حَدَّثَنا عَمْرو بن حكام، حَدَّثَنا شعبة، عَن علي بن زيد، عَن أَبِي المتوكل، عَن أَبِي سعيد  قال: أهدى ملك الروم إلى النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم جرة فيها زنجبيل فأطعم كل إنسان قطعة وأطعمني قطعة.

وهذا الحديث استنكروه بعينه على عمرو وسموه الزنجبيلي

قال الذهبي في الميزان :" قلت: هذا منكر من وجوه: أحدهما أنه لا يعرف أن ملك الروم  أهدى شيئا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وثانيهما أن هدية الزنجبيل من الروم إلى الحجار شئ ينكره العقل، فهو نظير
هدية التمر من الروم إلى المدينة النبوية.
ورواه غير واحد عن عمرو بن حكام"

ثم فيه نكارة إسنادية فأين الناس لا يروونه عن شعبة والحاكم يستدرك بمثل هذا على البخاري ومسلم وإنا لله وإنا إليه راجعون !

ولا يكتفي بهذا حتى يغلط في متن الحديث !
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم