الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال مقاتل بن سليمان المتوفى عام 150
للهجرة في تفسيره :" أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ يعني النَّبِيّ- صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وحده عَلى مَا آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ يعني ما
أعطاهم من فضله، وذلك أن اليهود قَالُوا انظروا إلى هَذَا الَّذِي لا يشبع من
الطعام ماله هم إلا النساء
يعنون النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فحسدوه عَلَى النُّبُوَّة وعلى كثرة النّساء، ولو كان نبيا ما رغب فِي
النّساء يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ
وَالْحِكْمَةَ يعنى النبوة وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً- 54- وكان يُوسُف منهم
عَلَى مصر وداود وسليمان منهم، وكان لداود تسعة وتسعون امرأة وكان لسليمان
ثلاثمائة امرأة حرة وسبعمائة سرية فكيف تذكرون محمدا فِي تسع نسوة وَلا تذكرون
دَاوُد وسليمان- عليهما السَّلام- فكان هَؤُلاءِ أكثر نساء، وأكثر ملكا من محمد- صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
أقول : هذا الشبهة لا زالت تردد وانظر هذا
الرد المفحم قبل ألف وثلاثمائة
وما ذكره مقاتل لا زال موجوداً في كتب
اليهود والنصارى وقد ذكرت طرفاً منه في مقالي تعدد الزوجات والسراري في الكتاب
المقدس ، بل وفيه ما هو أكثر من نسبة الزنا للأنبياء والعياذ بالله
وقد سبق مقاتلاً السدي إلى هذا الاستدلال العجيب
قال الطبري في تفسيره 9828 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"فقد آتينا آل إبراهيم"، سليمان وداود ="الحكمة"، يعني: النبوة ="وآتيناهم ملكًا عظيمًا"، في النساء، فما باله حَلّ لأولئك وهم أنبياء: أن ينكح داود تسعًا وتسعين امرأة، وينكح سليمان مئة، ولا يحل لمحمد أن ينكح كما نكحوا؟
وقد سبق مقاتلاً السدي إلى هذا الاستدلال العجيب
قال الطبري في تفسيره 9828 - حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي:"فقد آتينا آل إبراهيم"، سليمان وداود ="الحكمة"، يعني: النبوة ="وآتيناهم ملكًا عظيمًا"، في النساء، فما باله حَلّ لأولئك وهم أنبياء: أن ينكح داود تسعًا وتسعين امرأة، وينكح سليمان مئة، ولا يحل لمحمد أن ينكح كما نكحوا؟
وقال الطوفي في الانتصارات الإسلامية :"
ألستم قد اتفقتم معنا على أن نكاح الرجل عمته من سوء الأفعال؟
وهذه" يوكابد" أم موسى، كانت
عمة والدة عمران «1»، وعمران من فضلاء المؤمنين.
وكذلك الجمع بين الأختين بنكاح من مقبحات
الشرائع أيضا!
وقد علمت أن اسرائيل جمع بينهما «2»، فما
بال عيناك أبصرتا في كتابنا شيئا، وعميتا عن الأكبر منه في كتابك!.
أما إنك لتراه، ولكن رضاك عن فاعليه،
وبصيرتك في أنهما محقان، منعك من انتقاد ما فعلاه.
وكذلك الأمر فيما شرع لي كتابي، وإنما يتقدم
النظر في الأصول التي هي آيات صدق الرسول"
ومقاتل بن سليمان متهم بالكذب ولكن
الشافعي مدحه في التفسير
وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله،
هو أحمد بن حنبل، يسأل عن مقاتل بن سليمان، فقال: كانت له كتب ينظر فيها، إلا أني
أرى أنه كان له علم بالقرآن. «تاريخ بغداد» 13/161
و قال سفيان بن عبد الملك المروزى : سمعت
ابن المبارك ، و سئل عن مقاتل بن سليمان ، و أبى شيبة الواسطى ، فقال : ارم بهما ،
و مقاتل بن سليمان ما أحسن تفسيره لو كان ثقة .
و قال مكى بن إبراهيم ، عن يحيى بن شبل : قال
لى عباد بن كثير : ما يمنعك من مقاتل ؟ قال : قلت : إن أهل بلادنا كرهوه .
قال : فلا تكرهنه فما بقى أحد أعلم بكتاب
الله منه .
روى له أبو داود فى كتبا " المسائل "
قوله فى جهم بن صفوان
و قال الخليلى : محله عند أهل التفسير محل
كبير و هو واسع ، لكن الحفاظ ضعفوه فى الرواية ، و هو قديم معمر ، و قد روى عنه
الضعفاء مناكير ، و الحمل فيها عليهم
واتهامه بالكذب صعب دفعه
وأما اتهامه بالتجسيم والتشبيه فهذا يحتاج
إلى بحث ومعظم المتقدمين لا يذكره ومن الناس من يبرئه من ذلك، وإنما ذكروا التشبيه وأما التجسيم فهو من زيادات المتأخرين وفرق بينهما
وجواب مقاتل مفحم للنصارى وقد أخذه من
فهمه للقرآن
وبقي الرد على الملاحدة السفهاء ، والذين
من فرط جهلهم يبررون عمل قوم لوط بحجة أنه موجود في بعض الحيوانات ! ، ولا يبررون
تعدد الزوجات وهو موجود في كثير من الحيوانات _ وهذا الاحتجاج لاعتقادهم أننا جئنا
من الحيوانات عن طريق التطور _
ثم هم يقولون أن الحياة بقاء للأقوى وأن
الحفاظ على النوع هو أساس تصرفات المخلوقات ومعلوم أن التعدد يحافظ على النوع أكثر
وسواء كان التعدد عدلاً أم ظلماً _ وهو
اليوم قريب من الضرورة _ فعلى مذهب القوم لا يوجد حساب في الآخرة يحاسب فيه
الظالمون في الدنيا على ظلمهم والجاهليون الذين سبقوا الإسلام وكانوا لا يورثون
النساء ومنهم من لا يعطيها مهرها وكن هن ميراث ويتزوجونهن كرهاً ويعضلونهن ويأدون
البنات وغير ذلك مما جاء الإسلام بزواله لن يحاسبوا على فعلوه في الآخرة ومن ازال
هذا لا أجر له
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم