الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فثمة قصة مشهورة تنسب لعلي بن أبي طالب
رضي الله عنه في الفرائض
قال الشعراوي في تفسيره :" على سبيل
المثال، تأتي له امرأة فتقول: يا ابن أبي طالب كيف يعطونني دينارا من ستمائة؟
مورثي خَلَّفَ ستمائة دينار فأعطوني دينارا واحدا. فقال لها: لعله مات عن زوجة،
وعن بنتين، وعن أم، الزوجة تأخذ الثُمن (خمس وسبعين دينارا) والبنتان تأخذان
الثلثين (أربعمائة دينار) وللأم السدس وهو مائة دينار، ولعل له اثنى عشر أخا وأختا
واحدة، أشقاء أو لأب، وأنت هذه الأخت وقد بقي من التركة خمسة وعشرون دينارا توزع
على الاثني عشر أخا والأخت، فيكون نصيبك دينارا"
وقد رأيت بعض من ينسب للسنة في هذا العصر
ينسب هذه القصة لعلي رضوان الله عليه في تعليقه على بعض مسائل الإمام أحمد رحمه
الله
والحق أن هذه القصة لا أصل لها عن علي بن
أبي طالب وإنما تنسب للمأمون
قال الذهبي في السير :" رَوَى
مُحَمَّدُ بنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: أَنَّ المَأْمُوْنَ جلسَ فَجَاءتْهُ امْرَأَةٌ
فَقَالَتْ: مَاتَ أَخِي وَخَلَّفَ سِتَّ مائَةِ دِيْنَارٍ فَأَعْطَوْنِي
دِيْنَاراً واحدًا، وقالوا: هذا ميراثك. فحسب المَأْمُوْنُ وَقَالَ: هَذَا خَلَّفَ
أَرْبَعَ بنَاتٍ. قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: لَهُنَّ أَرْبَعُ مائَةِ دِيْنَارٍ.
قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: وَخَلَّفَ أُمّاً فلهَا مائَةُ دِيْنَارٍ، وَزَوْجَةً
لَهَا خَمْسَةٌ وَسَبْعُوْنَ دِيْنَاراً بِاللهِ أَلَكِ اثْنَا عَشرَ أَخاً؟
قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: لِكُلِّ وَاحِدٍ دِيْنَارَان وَلكِ دِيْنَارٌ"
ونسبها في عقود الجمان لأبي حنيفة ولم أجد
لها إسناداً عن أي أحد من هؤلاء غير أنها عن علي لم أجدها في الكتب أصلاً إلا كتب
المعاصرين
وربما هي في كتب الرافضة عن علي
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم