مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: ابن تيمية : اليهود والنصارى أعظم إيماناً من ابن رشد

ابن تيمية : اليهود والنصارى أعظم إيماناً من ابن رشد



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (10/206) :" ولما كان ابن رشد هذا يعتقد في الباطن ما يعتقده من مقالات المتفلسفة كانت غايته فيما أثبته من كلام الله هو من جنس الإعلام العام الذي يشترك فيه نوع الإنسان
 ولهذا كانت اليهود والنصارى أعظم إيمانا بالله وأنبيائه ودينه وبالآخرة من الفلاسفة لكن في اليهود والنصارى من يسلك مسلك هؤلاء المتفلسفه فيجتمع فيه الضلالان
 واليهود والنصارى آمنوا ببعض ما أنزل الله وكفروا ببعض كما قال تعالى { إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا } سورة النساء 150 151"

وابن رشد هذا صاحب بداية المجتهد ونهاية المقتصد وله حظ عظيم من الترحم والحكم بالإمامة في هذا العصر مع ظاهر كونه فليسلوفاً ملحداً ، وظهور تكفير ابن تيمية له في هذا النص الذي في آخر الدرء

وقال أيضاً تعليقاً على تسميته لابن تومرت المجرم بالإمام المهدي وثنائه على قمعه للمجسمة (10/299) :" أحدها أنه قد أسلم على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأمم ودعي إلى الإسلام من أصناف الأمم من لا يوجد بعدهم مثلهم في الحذق والنظر فإن الصحابة دعوا أكمل الأمم العرب والعبرانيين والروم والفرس ومن دخل في هؤلاء من القبط والنبط وفتحوا أوسط الأرض وكل من دعي أو أسلم بعد هؤلاء كالترك والديلم والبربر والحبشة وغيرهم فإنهم دون هؤلاء في الفضائل
 ومن المعلوم أن فلسفة اليونان والهند ونحوهم كانت موجودة إذ ذاك كوجودها اليوم وأكثر إذ كانت اليونان موجودين قبل مبعث المسيح وكان أرسطو وملكه الإسكندر بن فليبس قبل المسيح بنحو
ثلاثمائة سنة وآخر ملوكهم بطليموس الذي دخل النصارى عليهم
 ثم من نظر في أخبار الأمم الذين لم يكن لهم كتاب كالروم واليونان ونحوهم علم أن النصارى أكمل منهم في الإلهيات وأفضل وأعلم منهم وأعقل وإنما كان يكون حذق تلك الأمم في غير العلوم الإلهية كالطب والحساب والهيئة ونحو ذلك
 وأعظم اشتغالهم بالهيئة إنما كان لأجل الشرك والسحر ودعوة الكواكب والأوثان من دون الله فإنهم يقولون إنهم يستخرجون قوى الأفلاك ويمزجون بين القوة الفعالة السماوية والقوى المنفعلة الأرضية
 ولهذا يوجد في بلادهم من الطلاسم ونحوها ما هو معروف بأرض مصر والشام والجزيرة وغيرها
 فدعوى المدعي أن الناس احتاجوا فيمن يدعونه إلى الإسلام إلى تغيير الأصول الشرعية التي لم يحتج الصحابة إلى تغييرها دعوى باطلة

الوجه الثاني أن يقال القرآن فيه بيان الجواب عن هذا السؤال وسائر ما يسأل عنه لكن يريد الذي يجيب بما في القرآن والسنة أن يعرف معاني القرآن والسنة ويعرف معاني كلام السائل فإن الناس لهم عبارات يعبرون بها عن معانيهم غير العبارات التي في الكتاب والسنة كما لأمة لسان غير لسان العرب
 فالمجيب بما جاء به الرسول يحتاج إلى أن يعرف معنى العبارتين العبارة التي خاطب بها الرسول والعبارة التي وقع بها السؤال"

إلى آخر كلامه المستحسن ، ومجرد إيمان ابن رشد بأن ابن تومرت المهدي يخرجه من الإسلام

وحتى الذهبي ظاهر أمره أنه يكفر ابن رشد فقال في السير (21/308) :" وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَوْط الله، وَسَهْل بن مَالِكٍ، وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يُرْوَى عَنْه"

والشاهد أن هذا الرجل الذي اجتمع ألوان من الكفر وكفره أهل العلم واليوم يترحم عليه بلا نكير بل بعضهم يصفه بالإمامة ولا ينبغي العناية حتى بتصانيفه الفقهية فإن الفقه التصانيف فيه كثيرة ولا يحتاج فيه إلى من هو أمثل من ابن رشد والأمر كما قال الذهبي ( لا ينبغي أن يروى عنه ) ، على أنه قد يعد مصدراً للمراجعة لأنه جمع جهود غيره وعبارته سهلة 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي