الأحد، 11 مايو 2014

باب استحباب دعوة الأهل والأصحاب عند ختم القرآن ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال ابن أبي شيبة في المصنف 30661- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَن مِسْعَرٍ ، عَن قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّهُ كَانَ إذَا خَتَمَ جَمَعَ أَهْلَهُ.
30662- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَن مِسْعَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ : يُذْكَرُ ، أَنَّهُ يُصَلَّى عَلَيْهِ إذَا خَتَمَ.
30663- حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَن مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : كَانَ مُجَاهِدٌ ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ وَنَاسٌ يَعْرِضُونَ الْمَصَاحِفَ ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي أَرَادُوا أَنْ يَخْتِمُوا أَرْسَلُوا إلَيَّ وَإِلَى سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ فَقَالُوا : إنَّا كُنَّا نَعْرِضُ الْمَصَاحِفَ فَأَرَدْنَا أَنْ نَخْتِمَ الْيَوْمَ فَأَحْبَبْنَا أَنْ تَشْهَدُونَا ، إِنَّهُ كَانَ يُقَالُ : إذَا خُتِمَ الْقُرْآنُ نَزَلَتِ الرَّحْمَةُ عِنْدَ خَاتِمَتِهِ ، أَوْ حَضَرَتِ الرَّحْمَةُ عِنْدَ خَاتِمَتِهِ.

وقال الفريابي في فضائل القرآن 81 - حدثنا عبيد الله بن معاذ ، ثنا أبي ، ثنا شعبة ، عن الحكم قال : أرسل إلي مجاهد ، فقال : إنا دعوناك ، إنا أردنا أن نختم القرآن ، فكان يقال : « إن الدعاء مستجاب عند ختم القرآن ، ثم دعا بدعوات »

أقول : أثر أنس صحيح وأثر مجاهد صحيح ومجاهد تابعي جليل من أعيان تلاميذ الصحابة تتملذ على عائشة وابن عمر وابن عباس وجابر وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وغيرهم من الصحابة وتتملذ على كبار التابعين

والحكم بن عتيبة فقيه أهل الكوفة في عصره

وعبدة كان تابعياً شامياً كوفياً ( سكن المكانين ) قال الأوزاعي :" لم يقدم علينا من العراق أحد أفضل من عبدة بن
أبى لبابة ، و الحسن بن الحر ، و كانا شريكين جميعا"

وكان مشهوراً بالزهد والعبادة

فهؤلاء الثلاثة اتفقوا على هذا الفعل ولا يعلم لهم مخالف ولا من أنكر عليهم بل فعله له أصل عن أنس بن مالك الصحابي

قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/311) :" وأنت ترى عامة كلام أحمد إنما يثبت الرخصة بالأثر عن عمر ، أو بفعل خالد بن معدان (12) ، ليثبت بذلك أن ذلك كان يفعل على عهد السلف ، ويقرون عليه ، فيكون من هدي المسلمين ، لا من هدي الأعاجم وأهل الكتاب ، فهذا هو وجه الحجة ، لا أن مجرد فعل خالد بن معدان حجة"

والخبر الذي معنا من هذا الباب

وقد أفتى الإمام أحمد بهذه الآثار

قال ابن القيم في جلاء الأفهام ص402 :" وقد نص الإمام احمد رحمه الله تعالى على الدعاء عقيب الختمة فقال في رواية أبي الحارث كان انس إذا ختم القرآن جمع أهله ولده
 وقال في رواية يوسف بن موسى وقد سئل عن الرجل يختم القرآن فيجتمع اليه قوم فيدعون قال نعم رأيت معمرا يفعله إذا ختم
 وقال في رواية حرب استحب إذا ختم الرجل القرآن أن يجمع اهله ويدعو
 وروى ابن أبي داود في فضائل القرآن عن الحكم قال ارسل الي مجاهد وعنده ابن أبي لبابة ارسلنا اليك انا نريد أن نختم القرآن وكان يقال أن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن ثم دعوا بدعوات
 وروى أيضا في كتابه عن ابن مسعود انه قال من ختم القرآن فله دعوة مستجابة
 وعن مجاهد قال تنزل الرحمة عند ختم القرآن "

وقد عمل أحمد بهذا  قَالَ أَبُو الْفضل: كَانَ أبي يخْتم من جُمُعَة إِلَى جُمُعَة فَإذْ ختم دَعَا فيدعو ونؤمن على دُعَائِهِ فَلَمَّا كَانَ غَدَاة الْجُمُعَة وَجه إِلَيّ وَإِلَى أخي عبد الله فَلَمَّا أَن ختم جعل يَدْعُو ونؤمن على دُعَائِهِ ..

سيرة الإمام أحمد بن حنبل لولده صالح ص105.


أفادني به الأخ مأمون السوري
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم