مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: تعقيب على عثمان الخميس في قوله ( الحياة البرزخية لا نوم فيها )

تعقيب على عثمان الخميس في قوله ( الحياة البرزخية لا نوم فيها )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد قال لي بعض أصدقائي أن البرزخ لا نوم فيه فسألته عن مصدره فأحالني على عثمان الخميس وأراني مقطعاً له يقول فيه أنه لا نوم في البرزخ فهو إما نعيم وإما عذاب

وتأول الآية ( من بعثنا من مرقدنا ) أن عذاب القبر بالنسبة لهذا الآخرة كالنوم !

وقد أحسن في تضعيف أخبار تزاور الموتى المرفوعة، مع أنه قد ورد مقطوع على ابن سيرين ومثله يعتد به فابن سيرين إمام تابعي ولا يروي إلا عن ثقة ومراسيله من أصح المراسيل

فقلت لهذا الأخ أن هناك أخباراً في أن المؤمن في القبر يقال له نم نومة العروس ، والكافر يقال له نم نومة المنهوش وهذا يدفع ما قال عثمان الخميس ، فتشكك هذا الأخ لما كان الخميس يتكلم به من ثقة ، ولما للشهرة من سلطان على قلوب كثير من العباد يقارع سلطان الحجة ويغلب في أحيان كثيرة والله المستعان

قال عبد الله بن أحمد في السنة 1320 - حدثني أبي ، نا يحيى بن سعيد ، عن يزيد بن كيسان ، حدثني أبو حازم ، عن أبي هريرة أن المؤمن حين ينزل به الموت ويعاين ما يعاين ود أنها خرجت والله يحب لقاء المؤمن ويصعد بروحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين فيستخبرونه عن موتاهم من أهل الأرض فإذا قال : إن فلانا قد فارق الدنيا قالوا ما جيء بروح ذلك إلينا لقد ذهب بروح ذلك إلى النار أو إلى أهل النار وإن المؤمن إذا وضع في القبر يسأل من ربك ؟ فيقول ربي الله فيقال من نبيك فيقول نبيي محمد صلى الله عليه وسلم فيقال ما دينك فيقول الإسلام ديني ثم يفتح له باب في القبر فيقال انظر إلى مقعدك ثم يتبعه نوم كأنما كانت رقدة فإذا كان عدو الله عاين ما يعاين ود أنها لا تخرج أبدا والله يبغض لقاءه وإنه إذا دخل القبر يسأل من ربك قال : لا أدري قال : لا دريت قال : من نبيك قال : لا أدري قالا : لا دريت قال : ما دينك قال : لا أدري قال : لا دريت ثم يضرب ضربة يسمعه كل دابة إلا الثقلين  ثم يقال له : نم كما ينام المنهوش . قلت يا أبا هريرة وما المنهوش ؟ قال : « الذي تنهشه الدواب والحيات » ثم قال أبو هريرة : « ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه هكذا وشبك بين أصابعه »

وهنا تصريح بذكر نوم المؤمن ونوم الكافر وهذا الخبر إسناده صحيح إلى أبي هريرة ، وهذا الخبر وإن كان موقوفاً إلا أن له حكم الرفع

وقال ابن أبي شيبة في المصنف  12188- حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : إنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعَ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ مُدْبِرِينَ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلاَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَكَانَتِ الزَّكَاةُ عَنْ يَمِينِهِ وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَسَارِهِ وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَيَؤتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَتَقُولُ الصَّلاَةُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ وَيَأْتِي عَنْ يَمِينِهِ فَتَقُولُ الزَّكَاةُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ وَيَأْتِي عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُولُ الصِّيَامُ مَا قِبَلِي مَدْخَل وَيَأْتِي مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إلَى النَّاسِ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، قَالَ فَيُقَالُ لَهُ اجْلِسْ فَيَجْلِس قَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ تَدَانَتْ لِلْغُرُوبِ فَيُقَالُ لَهُ أَخْبِرْنَا عَنْ مَا نَسْأَلُك عَنْهُ فَيَقُولُ دَعَوْنِي حَتَّى أُصَلِّيَ فَيُقَالُ لَهُ إنَّك سَتَفْعَلُ فَأَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُك فَيَقُولُ وَعَمَّ تَسْأَلُونِي فَيَقُولُونَ أَرَأَيْت هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَا تَقُولُ فِيهِ وَمَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ ، قَالَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ فَيُقَالُ لَهُ نَعَمْ فَيَقُولُ أَشْهَدُ ، أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ وَأَنَّهُ جَاءَ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْنَاهُ فَيُقَالُ لَهُ عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلَى الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلَى النَّارِ ، فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ مَقْعَدُك وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا لَو عَصَيته فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا ثُمَّ يُجْعَلُ نَسَمَةً في النَّسْمِ الطَّيِّبِ وَهِيَ طَيْرٌ خُضْرٌ تَعَلَّقَ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ وَيُعَادُ الْجِسْمُ إلَى مَا بُدِأَ مِنْهُ مِنَ التُّرَابِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَفِي الآخِرَةِ} قَالَ مُحَمَّدٌ ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ : ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ فَيَنَامُ نَوْمَةِ الْعَرُوسِ لاَ يُوقِظُهُ إِلاَّ أُحِبُّ أَهْلِهِ إلَيْهِ , حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ مُحَمَّدٌ ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا فَيؤْتَي مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ , فَلاَ يُوجَدُ لَهُ شَيْءٌ ، ثُمَّ يَأْتِي عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يُوجَدُ لَهُ شَيْءٌ ، ثُمَّ يَأْتِي عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يُوجَدُ لَهُ شَيْءٌ ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَلاَ يُوجَدُ لَهُ شَيْءٌ , فَيُقَالُ لَهُ : اجْلِسْ فَيَجْلِسُ فَزِعًا مَرْعُوبًا , فَيُقَالُ لَهُ : أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُك عَنْهُ ؟ فَيَقُولُ : وَعَمَّ تَسْأَلُونِي ؟ فَيُقَالُ : أَرَأَيْت هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَاذَا تَقُولُ فِيهِ وَمَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَيَقُولُ : أَيُّ رَجُلٍ ؟ قَالَ : فَيُقَالُ الَّذِي فِيكُمْ فَلاَ يَهْتَدِي لاِسْمِهِ فَيُقَالُ : مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي سَمِعْت النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْت كَمَا قَالُوا : فَيُقَالُ عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ , وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ , وَعَلَى ذَلِكَ تَبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلَى النَّارِ ، فَيُقَالُ لَهُ ذَلِكَ مَقْعَدُك وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا , فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلَى الجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ ذَلِكَ مَقْعَدُك مِنْهَا فَيَزْدَاد حَسْرَةً وَثُبُورًا ، ثُمَّ يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ , وَهِيَ الْمَعِيشَةُ الضَّنْكُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.

وهذا موقوف حسن

وأما الآية التي أولها فتفسيره مخالف لتفسير السلف للآية _ وإن قال به ابن كثير _ ومن خالف تفسير المتفق عليه انخرط في سلك البدعة

قال الطبري في تفسيره (2/532) : حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن الحسن، عن أُبي بن كعب، في قوله( يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) قال: ناموا نومة قبل البعث .
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن رجل يقال له خيثمة في قوله( يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) قال: ينامون نومة قبل البعث .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) هذا قول أهل الضلالة. والرَّقدة: ما بين النفختين.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله( يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا ) قال: الكافرون يقولونه .
ويعني بقوله( مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا ) من أيقظنا من منامنا، وهو من قولهم: بعث فلان ناقته فانبعثت، إذا أثارها فثارت. وقد ذُكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود:(مِنْ أّهَبَّنَاِ مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا) .."

ففسر الطبري الرقدة بالمنام بعد ذكره للآثار

وقال هناد في الزهد 312 - حدثنا المحاربي ، عن ليث ، عن مجاهد في قوله عز وجل ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا  ) قال : « للكفار هجعة  يجدون فيها طعم النوم حتى يوم القيامة فإذا صيح : يا أهل القبور . يقولون : ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ) قال مجاهد : يرى أن لهم رقدة . قال : يقول المؤمن إلى جنبه : ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) »

ورواية ليث عن مجاهد في التفسير مقبولة

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 36513- حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} قَالَ : كَانُوا يَرَوْنَ ، أَنَّ الْعَذَابَ يُخَفَّفُ ، عَنْ أَهْلِ الْقُبُورِ مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ ، فَإِذَا جَاءَتِ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ ، قَالُوا : {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}.

وهذا إسناد صحيح إلى أبي صالح السمان التابعي المعروف

ونوم أهل الإيمان لا يمنع من تنعمهم كما لا يخفى ولا يتعارض معه والمراد هنا إثبات وقوع الأمر

وأود أن أنبه هنا إلى أمر وهو أن كثيراً من المتصدين للدعوة لا يراعون أنهم يستمع إليهم عامة وضعفاء في العلم فيتكلمون في عدد من المسائل دون أدنى تحرير وإذا وقع منهم الغلط ونبههم بعض الناس لا يرجعون في غالب أحوالهم وقد جربت هذا بنفسي فمنهم من جربت معه المراسلة ومنهم من رددت عليه علناً ومنهم استخدمت معه الشدة ومنهم من استخدمت معه اللين والنتيجة واحدة في كل هذا تقريباً

ولا أحد يكاد يسلم من الغلط ولكن هذا لا يعني السكوت عن الغلط أو الإعراض عن نصح الناصحين

على أن الغلط ليس درجة واحدة فمن تبع من يثق في علمه في مسألة مشهورة عند أهل عصره أو بيئته ليس كمن أحدث قولاً غريباً شذ به عن الناس وكان باطلاً

ومن وقع في ضلالة بينها السلف ليس كمن وقع في أمر خفي من أمور الفقه أو الحديث أو التفسير أو حتى التاريخ

فقد يقول قائل : لعل الخلل فيما تكتب

فيقال : الاعتراضات على درجات منها ما للمرء مندوحة في الإعراض عنه لوهنه أو سخفه كمعارضة كلام السلف بكلام بعض المتأخرين أو المعاصرين ، أو ترديد اعتراض تمت الإجابة عليه في المقال الأصل

أو مجرد التشكيك أو الاتهام بالتسرع دون بينة

وكثير مما كتبت إن لم يكن كله خارج عن هذا بل هو رد في أصل الموضوع واستدلال بالمأثور والمخالف إن كان من الضرب كان من أصحاب الشبهة المعتبرة إن كان مخطئاً وحقه البيان والجواب على ما قال أو التسليم له بصواب قوله إن كان مصيباً

والحال اليوم بعيدة عن هذا جداً في أحوال كثير من الدعاة والله المستعان فكثير منهم سعى لغرس قيم معينة في نفوس العامة تعطيه حصانة ضد النقد فتجد العامي يقول ( من أنت حتى ترد على الشيخ فلان ) أو ( أنت حاسد وحاقد ) وهذا يردده أيضاً أتباع الشيخ والشيخ لا يبين ولا يقوم الغلاة فيه بل يقربهم أكثر من الناصحين مما يدل على أنه سعيد بهذا الذي يقال وهو بذلك أقرب إلى أخلاق الفراعنة الذين يحلو لهم تشبيه الحكام بهم من أخلاق الأنبياء الذين يزعمون أنهم من ورثتهم

قال ابن وضاح في كتابه البدع :" إنما هلكت بنو إسرائيل على يدي قرائهم وفقهائهم وستهلك هذه الأمة على يدي قرائهم وفقهائهم"

وقال أبو نعيم في الحلية (2/370) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: ثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا حَزْمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: «أَنا لِلْقَارِئِ الْفَاخِرِ أَخْوَفُ مِنِّي لِلْفَاجِرِ الْمُبْرِزِ بِفُجُورِهِ إِنَّ هَذا أَبْعَدُهُمَا غَوْرًا»

وقد قال الله تعالى في بني إسرائيل (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)

والأمة متوعدة باتباع سبيل هؤلاء حذو القذة بالقذة ومن ذلك جعل أعراض العلماء أعظم من الشرع نفسه فيسكت عن بيان الشرع تقديساً لبعض الأشخاص

هذا إن سلمنا أنه عالمٌ حقاً لا أنه من الرؤوس الجهال يتخذهم الناس علماء في آخر الزمان

وأنا قلت تحذيراً للمردود عليه ومن يحبه من السلوك في هذا المسلك بل إن المحبة تقتضي النصح والبيان والتقويم لا الغش والدفاع بالباطل

قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)

وكثير من المتعصبين يؤذون من يبين الخطأ بأي أسلوب كان _ وشنشنة الأسلوب آخر ما يلجأون إليه _ أذية غير شرعية تدخلهم في هذا الوعيد من باب أولى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي