الجمعة، 31 يناير 2014

الكلام على حديث : ( خمس بخمس .....وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ....)



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الطبراني في الكبير 10830 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن الْمُنِيبِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بن عَبْدِ اللَّهِ بن كَيْسَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الضَّحَّاكِ بن مُزَاحِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
خَمْسٌ بِخَمْسٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خَمْسٌ بِخَمْسٍ؟
قَالَ:مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلا سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ.
 وَمَا حَكَمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا فَشَا فِيهِمُ الْفَقْرُ، وَلا ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْفَاحِشَةُ إِلا فَشَا فِيهِمُ الْمَوْتُ.
 وَلا طفَّفُوا الْمِكْيَالَ إِلا مُنِعُوا النَّبَاتَ وَأُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَلا مَنَعُوا الزَّكَاةَ إِلا حُبِسَ عَنْهُمُ الْقَطْرُ.
      
إسحاق قال البخاري في ترجمة والده : له ابن يسمى إسحاق . منكر الحديث .

قال أبو أحمد الحاكم في ترجمة والده : هو من ثقات المراوزة ، ممن يجمع حديثه .
و قد ذكرت فى ترجمة ابنه حديثا موضوعا رواه عن أبيه ، عن عكرمة ، و عنه عبد العزيز . اهـ
و زاد ( أى ابن حبان ) : يتقى حديثه من رواية ابنه عنه .
فهذا منكر

وقال ابن ماجه  4019 : حدثنا محمود بن خالد الدمشقي . حدثنا سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب عن ابن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم . فقال
 :" يامعشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط . حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم
 ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض مافي بأيديهم
 وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم "

قال الألباني : قلت : و هذا سند ضعيف من أجل ابن أبي مالك و اسمه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن
ابن أبي مالك و هو ضعيف مع كونه فقيها و قد اتهمه ابن معين كما في " التقريب " انتهى

أقول : في الحديث الأول (وَمَا حَكَمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا فَشَا فِيهِمُ الْفَقْرُ)
وفي الثاني (وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم )
وفرقٌ بين اللفظين.
وزيادة ( لولا البهائم لم يمطروا ) انفرد بها أحدهما عن الآخر

وقال البيهقي في الشعب 3311 : أخبرنا أبو علي الروذباري أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي أنا أبو حاتم الرازي ثنا معاذ بن أسيد المروزي أنا الفضل بن موسى الشيباني نا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس قال :
 ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم و لا فشت الفاحشة في قوم إلا أخذهم الله بالموت و ما طفف قوم الميزان إلا أخذهم الله بالسنين و ما منع قوم الزكاة إلا منعهم الله القطر من السماء و ما جار قوم في حكم إلا كان الداء بينهم أظنه قال : و القتل
 كذا قال عن ابن عباس موقوفا

هذا مع وقفه لا ذكر فيه لجور الأئمة صريحاً وحسين بن واقد قال أحمد :" ما أنكر حديثه عن عبد الله بن بريدة "

وقد روي هذا الخبر مرفوعاً عند البزار قال 4463- حَدَّثنا رجاء بن مُحَمد ، قَال : حَدَّثنا عُبَيد الله بن موسى ، قَال : حَدَّثنا بشير بن المهاجر عن عَبد الله بن بُرَيدة ، عَن أَبيهِ ، رَضِي الله عنه ، قال قال رَسُول اللهِ صلى الله علي وسلم : ما نقض قوم العهد إلاَّ كان القتل بينهم ، ولاَ ظهرت فاحشة في قوم قط إلاَّ سلط الله عليهم الموت ، ولاَ منع قوم قط الزكاة إلاَّ حبس الله عنهم القطر.
وهذا الحديث لاَ نعلمُهُ يُرْوَى إلاَّ عن بُرَيدة ، ولاَ نَعْلَمُ له طريقا عن بُرَيدة إلاَّ هذا الطريق.

وبشير هذا ضعفه جمع فالخبر يقرب من أن يكون مضطرباً ، والأقرب أن رواية حسين أصح لأن بشيراً سلك الجادة

وقال ابن أبي الدنيا في العقوبات 11 : حدثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدثني أبو ضمرة ، عن نافع بن عبد الله ، عن فروة بن قيس المكي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر ، قال :
 كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله ، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال :
 يا معشر المهاجرين ، خمس خصال ، وأعوذ بالله أن تدركوهن : ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى أعلنوا بها ، إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان ، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولا خفر قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم ، وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله عز وجل ويتخيروا في كتاب الله عز وجل إلا جعل الله عز وجل بأسهم  بينهم .

قال الذهبي في نافع :" مجهول وخبره باطل "

فتبين من هذا أن زيادة (وَمَا حَكَمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا فَشَا فِيهِمُ الْفَقْرُ) منكرة انفرد بها إسحاق ولا ذكر لها في عامة المتون الأخرى بل الخبر كله لا تطمئن النفس لتمشيته والله أعلم

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم