الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قد اطلعت على ميثاق الثورة السورية لكاتبه
[ عدنان عرعور ] في صفحته على الفيس بوك ، فرأيت فيه الكثير من المخالفات الشرعية
، فأزمعت أن أبينها نصحاً للإسلام والمسلمين .
قال عدنان عرعور :
[ ميثاق الثورة السورية :
أيها الشعب السوري الأبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انطلاقا من حقنا في تحقيق الحرية, والعدالة,
والكرامة, والتخلص من العبودية والاستبداد , والظلم , قام شعبنا العظيم بثورته
المجيدة ، لتحقيق أهدافه المشروعة .
وتوحيدا لأهداف الثورة ومبادئها، وبيانا
لآليتها وأدبياتها, قمنا بصياغة هذاالميثاق, للالتزام به والتعاهد عليه, راجين من
الله تعالى التوفيق، وتحقيق هذهالأهداف, إنه ولي ذلك وأهله
{ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله
على نصرهم لقدير} (39)الحج ]
أقول : في هذه الفقرة عدة أمور .
الأول : ثناؤه وسلامه على عامة الشعب
السوري بمافيهم العلمانوين والعلويون والنصارى والرافضة
فإن قيل : هو إنما يقصد أهل السنة .
قيل : لو قرأت بقية بيانه لعلمت أنه موجه
للشعب السوري المشارك بالثورة بكافة أطيافه ، وهذا هو ظاهر لفظه .
قال الإمام مسلم [5789 ] :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ - يَعْنِى الدَّرَاوَرْدِىَّ - عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
لاَ تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلاَ النَّصَارَى بِالسَّلاَمِ فَإِذَا لَقِيتُمْ
أَحَدَهُمْ فِى طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ ».
الأمر الثاني : لم يذكر في أهداف الثورة
إعلاء كلمة الله ، أو إزالة الحاكم الكافر للمجيء بحاكمٍ مسلم ، وإنما ذكر أهدافاً
يشترك فيها اليهودي والنصراني والعلماني والنصيري والرافضي ، بل ظاهر كلامه أن كل
شعب وقع عليه الظلم والاستبداد فإن له أن يصنع كما صنع الشعب السوري وإن كان حاكمه
سنياً ، وكثيرٌ من الأحزاب الداخلة في الثورة تعيش في بلاد الكفر تحت ولاية الكفار
فلا إشكال عندهم في هذا.
الأمر الثالث : قوله [ والتحرر من
العبودية ] البقاء تحت ولاية الظالم سواءً كان مسلماً أو كافراً لا يسمى عبوديةً
في الشرع ، إلا إذا كان المرء رقيقاً يباع ويشترى .
الأمر الرابع : إيراده لقوله تعالى { أذن
للذين يقاتلون بأنهم ظلموا } ، لا وجه له هنا ، وذلك لأنكم لا تقاتلون وإنما
ثورتكم سلمية فلا مجال لإيراد آيات الجهاد أو الإذن فيه ؟
وفي الحقيقة لا يوجد في الإسلام شيء اسمه [
ثورة سلمية ] يخرج فيها الناس عزلاً معرضين لأنفسهم لخطر فتك الطغاة ، وهم
يستمطرون نظر الرحمة من الكفار الذين سيجبرون حكومتهم على التنحي .
والمسلم تحت ولاية الكافر له أحوال :
الأولى : أن يكون مستضعفاً لا يتمكن من إظهار
شعائر دينه ، فهذا يجب عليه الهجرة ولا يعرض نفسه لفتك الكفار اقتداءً بالنبي صلى
الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة ، وقد تعرض الصحابة لصنوف من الظلم والاستبداد ،
ولو قاتل الصحابة في تلك الحال لقاتلوا من أجل التوحيد لا من أجل الحرية .
قال الله تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ
تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا
كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ
وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ
مَصِيرًا }
وإذا كان عامة العلماء قد أفتوا بحرمة
العمليات الانتحارية ، مع أنها تصيب الكفار بشيء من الضرر ، فما بالك من تمكين
الكافر من دم المسلم ، دون أن يصاب الكافر بأي ضرر .
وحقيقة الجهاد في الإسلام أن يقاتل
المسلمون العدو فيقتلون ويقتلون .
قال الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ
حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ
مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
وقال تعالى :{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ
اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ
قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}
وأما تمكين العدو من دمك ، وأنت أعزل وهو
مسلح ، فليس هذا من الجهاد في شيء بل هو انتحار محض، وتسميته جهاداً وإنزال آيات
الجهاد عليه إلحادٌ في آيات الله عز وجل .
قال الألباني _ الذي يتمسح به عرعور _ في
حركة حماس - :
الحركة القائمة اليوم في الضفة هذه الحركة
ليست إسلامية شئتم أو أبيتم لأنهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدته وين العدة ؟
العالم الإسلامي كله بتفرج وهدول بتقتلوا
وبتذبحوا ذبح النعاج والأغنام ثم نريد أن نبني أحكاما كأنها صادرة من خليفة
المسلمين ومن قائد الجيش الذي أمَّره الخليفة ونجيبها لجماعة مثل جماعة (حماس) هذه
نعطيهم الأحكام الإسلامية، ما ينبغي هذا بارك الله فيكم نحن نرغب من هؤلاء الشباب
يجب أن يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة مش الآن.[الشريط [ 489] من سلسلة الهدى والنور
]
أقول : ما قاله هنا ينطبق على حال ما يسمى
بالثورة السورية فيقال لهم كما قال: الشباب يجب أن يحتفظوا بدمائهم , لا أن يمكنوا
الكافر منها .
وقال الله تعالى : { مَنْ كَفَرَ
بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا} .
فأباح الله – عز وجل – للمسلم أن يتكلم
بكلمة الكفر , حفاظاً على دمه بشرط أن يكون قلبه مطمئن بالإيمان , فإن هذه الآية
قد نزلت في عمار بن ياسر حين أجبره المشركون على سب النبي – صلى الله عليه وسلم – فينبغي
للمسلم من باب أولى أن يسكت عن إنكار المنكر إذا أدى ذلك إلا سفك دمه , فكيف بمن
يأمر المسلمين بأن يعرضوا أنفسهم للقتل والبطش , رافعين لشعارات غربية مثل : [ الحرية
] و [ الديمقراطية ] !
لا شك أن هذا ضيع أديان الناس وأبدانهم , نسأل
الله العافية .
وقال ابن أبي شيبة في المصنف [38462] :
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ
إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: آمُرُ
أَمِيرِي بِالْمَعْرُوفِ، قَالَ: إِنْ خِفْت أَنْ يَقْتُلَك فَلاَ تُؤَنِّبَ
الإِمَامَ، فَإِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَفِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَه .
أقول : فعلق الحكم على خوف القتل , فتأمل .
الثانية : أن يكون متمكناً من إظهار شعائر
دينه ، وهذا محل خلافٍ بين أهل العلم في وجوب الهجرة عليه ، وفي تحرير حقيقة [ إظهار
شعائر الدين ]
الثالثة : أن يكون للمسلمين شوكة تمكنهم
من إزالة هذا الكافر ، دون أن يترتب على إزالته شرٌ أعظم ، وإحلال مسلمٍ مكانه
فهذا مأذونٌ فيه
قال الإمام البخاري [ 7055 ] :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي ابْنُ
وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ
أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ
قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ
مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا
أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا
وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ
أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ
بُرْهَانٌ.
ويجب أن قتاله من أجل التوحيد ، لا من أجل
شيء آخر
قال الله تعالى :{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى
لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ}
والفتنة الشرك عند عامة مفسري السلف ،
والقتال تحت راية يشترك فيها اليهوي والنصراني والبوذي وهي راية [ الحرية والعدالة
والمساواة ] مقاتلٌ تحت راية عمية ، وهذه ألفاظ مجملة وإذا استفصل قائلها فإن
غالباً ما تكون مخالفةً للشرع .
وقال الإمام مسلم [ 4892 ] :
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - يَعْنِى ابْنَ حَازِمٍ - حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بْنُ جَرِيرٍ
عَنْ أَبِى قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ
فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ
يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ
فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِى يَضْرِبُ بَرَّهَا
وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِى لِذِى عَهْدٍ عَهْدَهُ
فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ ».
وقال شيخ الإسلام كما في تلخيص الاستغاثة
والرد على البكري :
فقلت لهم هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو
كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد فإنه كان
قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك ولحكمة الله عز و جل في ذلك ولهذا كان
أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي
أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال
فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا. اهـ
2- قال عدنان عرعور :
[ أهداف الثورة السورية :
تهدف الثورة السورية إلى تحقيق ما يأتي
إجمالاً
· تحرير الشعب السوري مما أصابه من الظلم
، والعبودية ، ومصادرة الحريات ، وسلبالكرامة ، وإنقاذه مما حل فيه من الفساد
المالي ، والكساد الاقتصادي ، وما أحدثهالنظام من الفوضى الإدارية ، والطائفية
المقيتة ، والتخلف الفكري وإزالة الفوارقوالامتيازات غير المشروعة بين طبقات الشعب.
وتفصيل ذلك كما يلي :
الإصلاح والبناء إصلاح ما فسد ، وبناء
مستقبل زاهر .للشعب السوري العظيم
.النهضة الفكرية ، والتنمية الاقتصادية
.العدالة وضمان حقوق الإنسان وبخاصة
كرامتهم
إعطاء كل ذي حق حقه . .
ضمان الحريات للجميع ]
أقول : في هذه الفقرة عظائم :
الأولى : لم يذكر في الأهداف إعلاء كلمة
الله عز وجل ، وتحقيق التوحيد
الثانية : دعوته لإزالة الفوارق بين أطياف
الشعب السوري ، والسوريون فيهم المسلم والكافر فكيف نزيل الفوارق بينهم ؟
قال الله تعالى :{ أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}
الثالثة : ذمه لما يسمى بـ [ الطائفية ] وهي
في الحقيقة الولاء والبراء على التوحيد والسنة .
الرابعة : قوله [ ضمان الحريات للجميع ] ،
يدخل في قوله الجميع النصراني الذي يرى من حريته أن تسمح له ببناء كنيسة ، ويدخل
في ذلك العلماني الذي يرى من حريته أن تسمح له بنشر كفره في الصحف والقنوات
التلفزيونية ، ويدخل في ذلك ويدخل والله المستعان !
3- قال عدنان :
[ الثورة السلمية إلى أن تتم الإصلاحات :
إنشاء مجلس انتقالي أو هيئة من الأطياف
المشاركة كافة في الثورة لتسلم السلطةإلى حين قيام النظام الشعبي
قيام نظام شعبي [ ديمقراطي ] حر ودستوري
مدني [ ليس بعسكري ] الانتخابات ، في ظل رقابة عربية ودولية ] .
أقول : الله المستعان هنا يصرح بأن نتيجة
هذه الثورة الي يحلم بها إقامة [ الديمقراطية الكافرة ] ، فيحض المسلمين على أن
يخرجوا إلى الشوارع ويقتلوا حتى تحكم الديمقراطية في النهاية ، وتكون الرقابة لدول
الكفر علينا .
وعدنان نفسه مولعٌ بالديمقراطية فقد قال
في نهاية ميثاقه : [ للتصويت عليه هذا الميثاق لإبداء الرأي والملاحظات من كل
الأطياف ! ]
أي أن الرافضي والنصيري والنصراني
والعلماني سيصوت ويعدل وسيؤخذ هذا كله بعين الاعتبار والله المستعان
جاء في مجلة الأصالة العدد الثاني، [ صفحة24
] قول الألباني والوادعي في بيان لهما :
" الديمقراطية عند واضعيها ومعتنقيها:
حكم الشعب نفسه بنفسه، وأن الشعب مصدر السلطات جميعاً، وهي بهذا الاعتبار مناقضة
للشريعة الإسلامية والعقيدة، قال تعالى: { إن الحكم إلا لله}، وقال: { ومن لم يحكم
بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ، وقال: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم }، وقال: { ولا يُشرك في حكمه أحداً} .
…ولأن الديمقراطية نظام طاغوت، وقد أُمرنا
أن نكفر بالطاغوت، قال تعالى: { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة
الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} ، وقال تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمةٍ
رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} ، وقال: { ألم ترى إلى الذين أوتوا
نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين
آمنوا سبيلاً} .
…فالديمقراطية والإسلام نقيضان لا يجتمعان
أبداً، إما الإيمان بالله والحكم بما أنزل الله ، وإما الإيمان بالطاغوت والحكم به
، وكل ما خالف شرع الله فهو من الطاغوت .
…ولا عبرة بمن يحاول أن يجعلها من الشورى
الإسلامية ، لأن الشورى فيما لا نص فيه ولأهل الحل والعقد من أهل الدين والورع ،
والديمقراطية بخلاف ذلك كما سبق .
…والتعددية فرع عن الديمقراطية، وهي قسمان:
تعددية سياسية ، وتعددية فكرية عقائدية . أما التعددية العقائدية : فمعناها أن
الناس في ظل النظام الديمقراطي لهم الحرية في أن يعتقدوا ما يشاؤون، ويمكنهم
الخروج من الإسلام إلى أي ملة ونحلة أخرى حتى ولو كانت يهودية أو نصرانية، أو
شيوعية أو اشتراكية أو علمانية، وتلك هي الردة بعينها، قال تعالى: { إن الذين ارتدوا
على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سوَّل لهم وأملى لهم ذلك بأنهم
قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم} ، وقال
تعالى: { ومن يرتد منك عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا
والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ، وقال: { ومن يبتغِ غير الإسلام
ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} .
…وأما التعددية السياسية: فهي فتح المجال
لكافة الأحزاب بغض النظر عن أفكارها وعقائدها لتحكم المسلمين عن طريق الانتخاب،
وهذا فيه مساواة بين المسلم وغيره .
…وهذا خلاف للأدلة القطعية التي تحرم أن
يتولى المسلمين غيرهم، قال تعالى: { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} ،
وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} ،
وقال: { أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون}. …ولأن التعددية تؤدي إلى
التفرق والاختلاف الموجب لعذاب الله، قال تعالى: { ولا تكونوا كالذين تفرقوا
واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} ، وموجب أيضاً لبراءة
الله ورسوله ممن يفعل هذا ،
قال تعالى: { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا
شيعاً لست منهم في شيء}.
ومن حاول أن يجعل هذه التعددية تعددية
برامج لا مناهج ، أو على غرار الخلاف المذهبي بين علماء الإسلام ، فالواقع يرده ،
ولأن برنامج كل حزب منبثق من فكره وعقيدته ، فبرنامج كل حزب منبثق من فكره وعقيدته
، فبرنامج الاشتراكي منطلق من مبادئ الاشتراكية ، والعلماني الديمقراطي من مبادئ
الديمقراطية .. وهلمَّ جرَّا .
والانتخابات السياسية بالطريقة
الديمقراطية حرام أيضاً لا تجوز .
لأنه لا يُشترط في المنتخَب والناخب
الصفات الشرعية لمن يستحق الولاية العامة أو الخاصة ، فهي بهذه الطريقة تؤدي إلى
أن يتولى حكم المسلمين من لا يجوز توليته ولا استشارته ، ولأن المقصود بالمنتخَب
أن يكون عضواً في مجلس النواب التشريعي والمجالس النيابية التي لا تحتكم إلى كتاب
الله وسنة رسوله وإنما تتحاكم إلى الأكثرية ، فهي مجالس طاغوتية لا يجوز الاعتراف
بها ، فضلاً عن أن يسعى المسلم إلى إنشائها ويتعاون في إيجادها وهي تحارب شرع الله
، ولأنها طريقة غربية من صنع اليهود والنصارى ولا يجوز شرعاً التشبه بهم .
…ومن يقول: إنه لم يثبت في الشرع طريقة
معينة في اختيار الحاكم فمن ثَمَّ فلا مانع من الانتخابات يُقال له: ليس صحيحاً
أنه لم يثبت ذلك في الشرع، فما فعله الصحابة من كيفيات الاختيار للحاكم فكلها طرق
شرعية .
وأما طريقة الأحزاب السياسية فيكفي في
المنع منها أنه لا يوضع لها ضوابط، وتؤدي إلى تولية غير المسلم وليس أحد من
الفقهاء يقول بجواز ذلك .اهـ
سئل سلمان العودة
في محاضرة أقيمت له في تاريخ ليلة الاثنين
15 من شهر جمادى الأولى لعام 1411هــ الموافق 03/ديسمبر/1990، بعنوان
«جزيرة الإسلام»
السؤال التالي: «الوحدة العربية، القومية العربية، حكم الشعب بالشعب،
ما معنى هذه المصطلحات؟».
فأجاب سلمان العودة : «الوحدة العربية: هذه دعوة إلى توحد العرب كلهم تحت
راية واحدة، مسلمهم وكافرهم ويهودهم ونصرانيهم، وهذه لا شك دعوة قومية باطلة مناوئة
للإسلام، أما القومية العربية، فهي كذلك.
وأما حكم الشعب بالشعب: فهو ما يسمى بالديمقراطية، فالغرب ينادي بالديمقراطية،
والمقصود بالديمقراطية؛ أن لا يُحكم بالإسلام، وإنما يحكمون بما يراه الشعب.
فالشعب يختار ممثلين له، يكونون في مجالس معينة، فإذا أريد مسألة تنادوا
فيها، مثلاً لو أرادوا البحث في قضية، أوضاع المرأة، هل نأذن للمرأة بالاختلاط بالرجال
أو لا تختلط بالرجال مثلاً، يقولون: لا نرجع إلى القرآن والسنة، إنما نعرض الموضوع
على الممثلين الذين يمثلون الشعب، والذين اختارهم الشعب.
فنقول: ما رأيكم؟ فإذا قال أكثرهم: لا مانع أن تختلط المرأة بالرجل فتختلط،
وقل مثل ذلك في قضايا العقوبات، والحدود، والمعاملات، والأحكام وغيرها، لا يؤمنون بحلالٍ
ولا حرام.
فهذا معنى الديمقراطية في الأصل.
وبعض الناس يطلق الديمقراطية ويقصد بها الشورى.
ونحن لا يعنينا هؤلاء، بل يعنينا مصطلح الديمقراطية كما هو في أصله، وهي
كلمة يونانية أصلها: ديموكراتي، أي: حكم الشعب، ويعرفها بعضهم: بأنها حكم الشعب بالشعب.
فالشعب مصدر هو السلطات، وهو الذي يحلل ويحرم، ويأمر وينهى، ويمنع ويبيح،
هذا معنى الديمقراطية في الأصل».
فالشعب هو الذي يحكم ، وهذا حكمٌ بغير ما أنزل الله فالشعب قد يختار الشريعة
وقد يختار غيرها وقد يختار بعضاً ويترك البعض الآخر والحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر
عند القوم ، والعودة هنا يثني وكأنه مستحل !
وقال سفر الحوالي في محاضرة له بعنوان ثمرات التقوى : «بالنسبة لنا نحن
في دين الإسلام: الديمقراطية كفر، الديمقراطية شرك، لماذا؟
لأنه ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾
[المائدة:44]، ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾
[النساء:65] ويقول عز وجل: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا
وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾[الجاثية:18] هؤلاء لا يعلمون،
فالتحكيم الديمقراطي هو اتباع لأهواء الذين لا يعلمون، أما نحن فإنما أمرنا ﴿وَأَنِ
احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾ [المائدة:49]،
فديننا والحمد لله هو تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أما هذه الديمقراطية فهي كفر وشرك كما بينا والمجال لا يتسع للتفصيل.
وأما ما يتعلق بالشورى -كما يلبس البعض- والقول أن الشورى هي الديمقراطية
فهي في الأمور الشوروية التي لا نص فيها، وفي تنفيذ الشرع، فإذا نزلت بنا نازلة، كيف
نقيم حكم الله في هذه النازلة؟ أي نص ينطبق على هذه النازلة؟ هنا يكون أهل الشورى،
إما بالنص إذا كان نصاً آيةً أو حديثاً، وإما بالاستنباط، ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ
مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى
أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء:83]
فنستنبط ونجتمع ونأخذ الرأي من أهله، إذا كانت مشكلةً أو نازلةً حربية مثلاً، يجمع
العسكريون مع العلماء مع من يكون فيهم الثقة، ويقال لهم ما رأيكم في هذا؟ كيف نواجههم؟
كيف نقاومهم؟
أما الآيات والأحاديث نحن ما اجتمعنا إلا لنعمل بها ولنقيمها، ولا نقاش
في ذلك، لكن الديمقراطية يجتمعون يقولون: نحرم الخمر أو لا نحرم, بل وصل الأمر والعياذ
بالله إلى أن بعض مجالسهم الديمقراطية أباحت اللواط زواجاً أي أن يعقد للرجل على الرجل
والعياذ بالله، هذه الديمقراطية نسأل الله العفو والعافية».
ويطالب عرعور بإقامة مجلس حكم انتقالي من
جميع الأطياف [ العلوي ، النصراني ، العلماني ، السني ] ! ، وهكذا يحض على أن يبقى
المسلمون تحت ولاية أهل الكفر !
يقول الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ
خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}
وعدنان يقول : ليحكمنا من ليس منا
باختيارنا .
4- قال عدنان عرعور :
[ مبادئ الثورة
اعتماد دستور سنة 1950م مبدئياً حتى يتم
تعديله والتصويت عليه من قبل الشعب وفيهتبين أحكام اختيار الرئيس ومدة ولايته ..
إلغاء القوانين والمراسيم التعسفية التي
أصدرها النظام ، حيث ألحقت الأذى والضرربأبناء هذا الشعب الكريم.
سورية دولة واحدة ، ترابها لا يتجزأ ،
ووحدة شعبها لا يساوم عليها لأي هدف أو سببكان.
سورية جزء لا يتجزأ من الأمة العربية
والإسلامية ، وهي عضو في جامعة الدولالعربية ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، ومنظمة
الأمم المتحدة ، وغيرها من المنظماتالمشروعة.
ضمان الحريات الدينية والسياسية
والاجتماعية والاقتصادية للجميع.
تحقيق العدالة للجميع ، وبخاصة بين
الطوائف والأطياف والقوميات ، وبين الرجالوالنساء , والتأكيد على تحريم ظلم المرأة
ومنعها من حقوقها..
رفض التدخل الأجنبي ، بكل أشكاله ودوافعه..
تحقيق التعايش بين أطياف المجتمع كافة،
وانتماءاته وقومياته وطوائفه..
الحفاظ على حقوق الإنسان المشروعة للجميع،
وبخاصة حقوق المرأة المشروعة..
احترام كرامة المواطن السوري وتحقيق ذلك
عملياً، والاهتمام به في أي بقعة منبقاع الأرض.
الاعتراف بالهيئات الرسمية ، والمؤسسات
الشرعية ، والمنظمات العالمية ، وبخاصةجامعة الدول العربية ، ومنظمة الدول
الإسلامية ، ومنظمة الأمم المتحدة ، وغيرها منالمنظمات المشروعة.
الإقرار بالاتفاقيات الدولية المشروعة..
منع الاعتداء على الآخرين , لدين أو مذهب
أو رأي أو قومية.
فصل السلطات الثلاثة بعضها عن بعض ، وضمان
استقلالها.
أداء الأمانة ، وذلك بنشر مفهومها بين
المجتمع والالتزام بها حكاما ومحكومين ،وتربية الناس عليها.
السعي لتحقيق السلام العادل داخل البلاد
وخارجها وتدعيم مبدأ التعايش السلميالعالمي.
نظراً لثبوت مراوغة النظام وغدره ، ورفضه
للإصلاحات وخداعه ، فلن يكون هناك حوارمعه حتى يلبي الشروط التي طرحت بمذكرة الرد
على الحوار، ليثبت جديته وحسن نيته ]
أقول : هنا ينص عدنان على حرية العقيدة
صراحةً في قوله [ضمان الحريات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للجميع ]
فيجوز للمسلم أن يرتد ولا تقع عليه عقوبة ، لأن في معاقبته مناقضة للحرية
ومن الحريات الاقتصادية التعامل بالربا ،
ومن الحريات السياسية إنشاء الأحزاب ، ومن الحريات الإجتماعية الزنا .
وقول عدنان : [ فصل السلطات الثلاثة- كذا
والصواب : ثلاث - بعضها عن بعض، وضمان استقلالها ] فيه إقرار للحكم بغير ما أنزل
الله ، فإن إحدى هذه السلطات هي السلطة التشريعية ,
وعدنان يقول [ حرية العقيدة ] و [ السلام
العالمي ] فمن أين تعلم هذه العبارات ؟
أليست هي عبارات سيد قطب ؟
ويقول عدنان : [رفض التدخل الأجنبي، بكل
أشكاله ودوافعه]! ، إذا كنت لا تقاتل النظام ولا قبل لك به ولو رفعت السلاح ، وترفض
التدخل الخارجي بكافة صوره فكيف ستسقط النظام ؟!
وإذا كنت استبحت الاستعانة بالكافر السوري
، فلماذا لا تستعين بالكافر الأجنبي ؟
والإلزام بتداول السلطة في فترة زمنية
معينة لوثةٌ ديمقراطية لا أصل لها في الإسلام فلم يفعله خلفاء المسلمين وملوكهم في
القرون الماضية ، ولا أصل له في الكتاب والسنة.
وقوله : [إلغاء القوانين والمراسيم
التعسفية التي أصدرها النظام، حيث ألحقت الأذى ]
أقول : لماذا لا تلغون جميع القوانين
الوضعية وتستبدلونها بالكتاب والسنة ؟
أما أنا فأعرف الجواب وهو أن هذه الثورة
ليست سنيةً لا في أهدافها ومقدماتها ولا في طريقتها ، ولا في نتيجتها .
والآن ننتظر من المرقعين في منتديات [ الكل
] الانبراء للدفاع عن ميثاق الثورة السورية كما انبروا للدفاع عن رسالة عمان ،
وطبعاً سيندرج ناقد هذا الميثاق في قائمة [ سوء الظن ] و [ إعانة الشيطان على الأخ
] وغيرها من وسائل الإرهاب التي يستخدمونها .
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم