مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الصحيح المسند من آثار التابعي الجليل سعيد بن المسيب ...

الصحيح المسند من آثار التابعي الجليل سعيد بن المسيب ...

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فهذا جمع لآثار التابعي الجليل سعيد بن المسيب - رحمه الله تعالى - وهو من كبار التابعين سناً وعلماً ، وقد كان أبوه وجده صحابيين ، وعامة العلماء على أن مراسيله أصح المراسيل

و قال عثمان الحارثى النحاس : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أفضل التابعين سعيد بن المسيب . فقال له رجل : فعلقمة و الأسود ؟
 فقال : سعيد بن المسيب و علقمة و الأسود .
و قال على ابن المديني : لا أعلم فى التابعين أحدا أوسع علما من سعيد بن المسيب

و قال أبو حاتم : ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب ، و هو أثبتهم فى  أبي هريرة .

أقول : وكفى بهذه الشهادات الثلاثة من هؤلاء الأئمة الكبار ، فهم يرونه أفضل وأعلم من الشعبي والنخعي ومكحول وابن سيرين والحسن البصري وعبيد بن عمير والأسود بن يزيد وعلقمة وعمر بن عبد العزيز وغيرهم من هؤلاء الأخيار .
 ولو فضلوه على واحد من هؤلاء لكان في ذلك شهادة عظيمة له وبرهان قوي على سعة علمه وفضله فكيف وقد فضلوه عليهم جميعاً !

وأحسب أن القاريء بعد أن عرف طرفاً من فضل هذا الإمام تشوق إلى النظر في أخباره ، والاغتراف من بحر علمه - رحمه الله تعالى - فلا أطيل في التقديم وأشرع في المقصود

1- قال ابن سعد في الطبقات [  75]:
 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلاَنَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :
 وَلَدُ نُوحٍ ثَلاَثَةٌ : سَامٌ ، وَحَامٌ ، وَيَافِثُ ، فَوَلَدُ سَامٍ الْعَرَبُ وَفَارِسُ وَالرُّومُ ، وَفِي كُلِّ هَؤُلاَءِ خَيْرٌ ، وَوَلَدُ حَامٍ السُّودَانُ وَالْبَرْبَرُ وَالْقِبْطُ ، وَوَلَدُ يَافِثَ التُّرْكُ وَالصَّقَالِبَةُ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ.
أقول : قد نص شيخ الإسلام على أن فارس والروم والعرب هم رؤوس الأمم والبقية حواشي

2- قال ابن سعد في الطبقات [  2709]:
 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :
مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكُلِّ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنِّي .
 قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ,  قَالَ مِسْعَرٌ : وَأَحْسِبُ قَدْ قَالَ :  وَعُثْمَانُ وَمُعَاوِيَةُ.

3- قال ابن سعد في الطبقات [  2713]:
 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :
 قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلِهَا فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ...ثم ذكر خبراً

4- قال ابن سعد في الطبقات [  2724]:
 أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ :
 سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ آيَةٍ ، مِنْ كِتَابِ اللهِ فَقَالَ سَعِيدٌ : لاَ أَقُولُ فِي الْقُرْآنِ شَيْئًا .
 قَالَ مَالِكٌ : وَبَلَغَنِي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ مِثْلُ ذَلِكَ .
سبحان الله على سعة علمه يتورع عن الكلام في القرآن برأيه ، اللهم لا تمقتنا

5- قال ابن سعد في الطبقات [  4631]:
 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
 رُفِعَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً .
 وَمَاتَ مُعَاذٌ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً.
علي بن زيد ضعيف غير أنه ربما احتمل في هذا خصوصاً وأن شعبة جرحه بقوله ( كان رفاعاً ) يعني وهمه في رفع الموقوفات فإذا روى مقطوعاً اطمأنت النفس إلى قبوله زحفاً ما لم يكن في متنه نكارة

6- قال ابن سعد في الطبقات [  5149]:
 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ :
 سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ , فَقَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَصُومُهُ .
 قَالَ : قُلْتُ : هَلْ غَيْرُهُ ؟ قَالَ : حَسْبُكَ بِهِ شَيْخًا.
فيه الاحتجاج بفعل الصحابي إذا لم يوجد دليل ، والحديث في فضل صيام عرفة ثابت غير أنه ربما قصد هنا الحاج

7- قال ابن سعد في الطبقات [  6883]:
 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ , عَنْ سَلاَّمِ بْنِ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ :
 سَأَلَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ , فَانْتَسَبْتُ لَهُ , فَقَالَ : لَقَدْ جَلَسَ أَبُوكَ إِلَيَّ فِي خِلاَفَةِ مُعَاوِيَةَ , فَسَأَلَنِي عَنْ كَذَا وَكَذَا , فَقُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ سَلاَمٌ : يَقُولُ عِمْرَانُ : وَاللَّهِ مَا أُرَاهُ مَرَّ عَلَى أُذُنِهِ شَيْءٌ قَطُّ إِلاَّ وَعَاهُ قَلْبُهُ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ.

8- قال ابن سعد في الطبقات [  6903]:
 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ :
 إِنِّي أَرَى أَنَّ نَفْسَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ كَانَتْ أَهْوَنَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ اللهِ مِنْ نَفْسِ ذُبَابٍ.

9- قال ابن سعد في الطبقات [  6904]:
 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ : حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ:
 أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ خَمْسِينَ سَوْطًا , وَأَقَامَهُ بِالْحَرَّةِ .
 وَأَلْبَسَهُ تُبَّانَ شَعْرٍ .
قَالَ : فَقَالَ سَعِيدٌ : أَمَا وَاللَّهِ , لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَزِيدُونَنِي عَلَى الضَّرْبِ مَا لَبِسْتُ لَهُمُ التُّبَّانَ ؛ إِنَّمَا تَخَوَّفْتُ أَنْ يَقْتُلُونِي , فَقُلْتُ : تُبَّانٌ أَسْتَرُ مِنْ غَيْرِهِ.
شيوخ أبي المليح تغتفر في كثرتهم ، وضرب عبد الملك لهذا العالم سيئة من سيئاته الكثيرة التي أحدها الحجاج بن يوسف ، وسيأتي خبر في إعجاب عبد الملك بصلابة سعيد بن المسيب ! ، وقد كان بينهما صداقة قبل أن يلي عبد الملك الخلافة وينتكس بمرة

10- قال ابن سعد في الطبقات [  6908]:
 أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانٌ قَالَ :
 كَانَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فِي بَيْتِ الْمَالِ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا عَطَاءَهُ , فَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا فَيَأْبَى , وَيَقُولُ لاَ حَاجَةَ لِي فِيهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي مَرْوَانَ.
تنزه عن كل هذا المال لأنه رآهم ظلموه ، وما أحب أن يقبل شيئاً من إحسانهم فيخف عنهم الوزر ، مع أنه كان مستحقاً لهذا المال ، وما كل هذا ما هيج وما سعى في فتنة


11- قال ابن سعد في الطبقات [ 6906]:
 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ :
 قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ : يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ مَا مَنَعَكَ مِنَ الْحَجِّ أَنَّكَ جَعَلْتَ لِلَّهِ عَلَيْكَ إِذَا رَأَيْتَ الْكَعْبَةَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ عَلَى ابْنِ مَرْوَانَ ؟
 قَالَ : مَا فَعَلْتُ , وَمَا أُصَلِّي صَلاَةً إِلاَّ دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ , وَإِنِّي قَدْ حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَإِنَّمَا كُتِبَتْ عَلَيَّ حَجَّةً وَاحِدَةً وَعُمْرَةً , وَإِنِّي أَرَى نَاسًا مِنْ قَوْمِكَ يَسْتَدِينُونَ , فَيَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ , ثُمَّ يَمُوتُونَ , وَلاَ يُقْضَى عَنْهُمْ , وَلَجُمْعَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ تَطَوُّعًا.
 قَالَ عَلِيٌّ : فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ الْحَسَنَ , فَقَالَ : مَا قَالَ شَيْئًا . لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ مَا حَجَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وَلاَ اعْتَمَرُوا.

12- قال ابن سعد في الطبقات [  6909]:
 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
 أَنَّهُ قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ : مَا شَأْنُ الْحَجَّاجِ لاَ يَبْعَثُ إِلَيْكَ وَلاَ يُحَرِّكُكَ وَلاَ يُؤْذِيكَ ؟
 قَالَ : وَاللَّهِ , لاَ أَدْرِي إِلاَّ أَنَّهُ دَخَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ أَبِيهِ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى صَلاَةً , فَجَعَلَ لاَ يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَلاَ سُجُودَهَا , فَأَخَذْتُ كَفًّا مِنْ حَصَى فَحَصَبْتُهُ بِهَا .
 زَعَمَ أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ : مَا زِلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أُحْسِنُ الصَّلاَةَ.

13- قال ابن سعد في الطبقات [  6910]:
 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ :
 حَجَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ أَرْسَلَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ رَجُلاَّ يَدْعُوهُ وَلاَ يُحَرِّكُهُ .
قَالَ : فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , وَقَالَ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَاقِفٌ بِالْبَابِ يُرِيدُ أَنْ يُكَلِّمَكَ .
 فَقَالَ : مَا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيَّ حَاجَةٌ , وَمَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ , وَإِنَّ حَاجَتَهُ إِلَيَّ لِغَيْرُ مَقْضِيَّةٍ .
قَالَ : فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهِ , فَقُلْ : إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُكَلِّمَكَ وَلاَ تُحَرِّكْهُ . قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ , فَقَالَ لَهُ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ مَا قَالَ لَهُ أَوَّلاَّ .
 قَالَ : فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ : لَوْلاَ أَنَّهُ تَقَدَّمَ إِلَيَّ فِيكَ مَا ذَهَبْتُ إِلَيْهِ إِلاَّ بِرَأْسِكَ . يُرْسِلُ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُكَلِّمُكَ تَقُولُ مِثْلَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ ؟
 فَقَالَ : إِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ بِي خَيْرًا فَهُوَ لَكَ , وَإِنْ كَانَ يُرِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ أَحِلُّ حُبْوَتِي حَتَّى يَقْضِيَ مَا هُوَ قَاضٍ , فَأَتَاهُ , فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ : رَحِمَ اللَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ أَبَى إِلاَّ صَلاَبَةً.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ بِهَذَا الإِسْنَادَ قَالَ :
 فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَرَأَى شَيْخًا قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ , فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟
فَقَالُوا : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ . فَلَمَّا جَلَسَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , فَقَالَ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ : لَعَلَّكَ أَخْطَأْتَ بِاسْمِي أَوْ لَعَلَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى غَيْرِي .
قَالَ : فَأَتَاهُ الرَّسُولُ , فَأَخْبَرَهُ , فَغَضِبَ وَهَمَّ بِهِ . قَالَ وَفِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَقِيَّةٌ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ جُلَسَاؤُهُ , فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقِيهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَشَيْخُ قُرَيْشٍ , وَصِدِّيقُ أَبِيكَ لَمْ يَطْمَعْ مَلِكٌ قَبْلَكَ أَنْ يَأْتِيَهُ . قَالَ : فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى أَضْرَبَ عَنْهُ.

14- قال ابن سعد في الطبقات [  6911]:
 أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ :
 قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْمَدِينَةَ , فَامْتَنَعَتْ مِنْهُ الْقَائِلَةُ , وَاسْتَيْقَظَ , فَقَالَ لِحَاجِبِهِ : انْظُرْ , هَلْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ؟
 قَالَ : فَخَرَجَ , فَإِذَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فِي حَلْقَةٍ لَهُ , فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ , ثُمَّ غَمْزَهُ , وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِإِصْبَعِهِ , ثُمَّ وَلَّى , فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيدٌ , وَلَمْ يَتْبَعْهُ .
 فَقَالَ : أُرَاهُ فَطِنَ , فَجَاءَ , فَدَنَا مِنْهُ , ثُمَّ غَمْزَهُ وَأَشَارَ إِلَيْهِ , وَقَالَ : أَلَمْ تَرَنِي أُشِيرُ إِلَيْكَ ؟
 قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ ؟ قَالَ : اسْتَيْقَظَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ انْظُرْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي , فَأَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ : أَرْسَلَكَ إِلَيَّ ؟ قَالَ : لاَ , وَلَكِنْ قَالَ : اذْهَبْ , فَانْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَهْيَأَ مِنْكَ .
 فَقَالَ سَعِيدٌ : اذْهَبْ , فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ , فَخَرَجَ الْحَاجِبُ ، وَهُوَ يَقُولُ : مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إِلاَّ مَجْنُونًا , فَأَتَى عَبْدَ الْمَلِكِ , فَقَالَ لَهُ مَا وَجَدْتُ فِي الْمَسْجِدِ إِلاَّ شَيْخًا , أَشَرْتُ إِلَيْهِ , فَلَمْ يَقُمْ , فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي ؟ فَقَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَقَالَ لِي : أَعْلَمْهُ .
 فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : ذَاكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ , فَدَعْهُ.

15- قال ابن سعد في الطبقات [  6913]:
 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ :
 مَا سَمِعْتُ تَأْذِينًا فِي أَهْلِي مُنْذُ ثَلاَثِينَ سَنَةً.
معنى هذا الخبر أنه كان لا يؤذن المؤذن إلا وهو في المسجد

16- قال ابن سعد في الطبقات [  6914]:
 أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ اللَّيْثِيُّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
مَا لَقِيتُ النَّاسَ مُنْصَرِفِينَ مِنْ صَلاَةٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

17- قال ابن سعد في الطبقات [  6915]:
 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
مَا فَاتَتْهُ صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً , وَلاَ نَظَرَ فِي أَقْفَائِهِمْ.
قَالَ عِمْرَانُ : وَكَانَ سَعِيدٌ يُكْثِرُ الاِخْتِلاَفَ إِلَى السُّوقِ .
يعني أنه لم يكن يصلي في الصف الثاني قط ، وإنما كانت كل صلاته في الصف الأول

18- قال ابن سعد في الطبقات [  6916]:
 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
 قُلْتُ لَهُ : لَوْ تَبَدَّيْتَ , وَذَكَرْتُ لَهُ الْبَادِيَةَ وَعَيْشَهَا وَالْعَتَمَ .
 فَقَالَ سَعِيدٌ : كَيْفَ بِشُهُودِ الْعَتَمَةِ ؟
الزهري يعرض على ابن المسيب الذهاب للبداية هروباً من الفتن ، فذكر له ابن المسيب أنه يمنعه من ذلك حبه لشهود صلاة العشاء في جماعة

19- قال ابن سعد في الطبقات [  6917]:
 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ :
 مَا أَظَلَّنِي بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَنْزِلِي إِلاَّ أَنِّي آتِي ابْنَةً لِي فَأُسَلِّمُ عَلَيْهَا أَحْيَانًا.
معنى هذا أنه كان قليل الزيارات للناس

20- قال ابن سعد في الطبقات في الطبقات [  6920]:
 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ , قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ :
 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ اشْتَكَى عَيْنَهُ .
فَقَالُوا لَهُ : لَوْ خَرَجْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِلَى الْعَقِيقِ , فَنَظَرْتَ إِلَى الْخُضْرَةِ لَوَجَدْتَ لِذَلِكَ خِفَّةً .
قَالَ : فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِشُهُودِ الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ ؟
عطاف يحتمل في هذا

21- قال ابن سعد في الطبقات [  6921]:
 أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ :
 لَقَدْ رَأَيْتُنِي لَيَالِي الْحَرَّةِ , وَمَا فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ غَيْرِي , وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَيَدْخُلُونَ زُمَرًا زُمَرًا يَقُولُونَ : انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ الْمَجْنُونِ , وَمَا يَأْتِي وَقْتَ صَلاَةٍ إِلاَّ سَمِعْتُ أَذَانًا فِي الْقَبْرِ , ثُمَّ تَقَدَّمْتُ , فَأَقَمْتُ , فَصَلَّيْتُ وَمَا فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ غَيْرِي.
وقعة الحرة هي الوقعة التي استبيحت فيها المدينة وحصل فيها ما لا يمكن وصفه من القبح والشناعة ، وإنني لا أحمد صنيع كثير من المؤرخين في تفصيل ما وقع في تلك الأيام ، ومن سيئات تلك الوقعة تعطيل الجماعة

22- قال ابن سعد في الطبقات [  6925]:
 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ :
 كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ يَسْرُدُ الصَّوْمَ , فَكَانَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أُتِيَ بِشَرَابٍ لَهُ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلى الْمَسْجِدَ فَشَرِبَهُ.

23- قال ابن سعد في الطبقات [  6932]:
 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ :
 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُسَمِّيَ وَلَدَهُ بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ.

24- قال ابن سعد في الطبقات [  6933]:
 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ :
 كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ فِي رَحْلِهِ.

25- قال ابن سعد في الطبقات [  6934]:
 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَال : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ :
 كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ يَلْبَسُ مُلاَءً شَرْقِيَّةً.

26- قال ابن سعد في الطبقات [  6936]:
 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ , قَالَ :
 كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ لاَ يُخَاصِمُ أَحَدًا وَلَوْ أَرَادَ إِنْسَانٌ رِدَاءَهُ رَمَى بِهِ إِلَيْهِ.

27- قال ابن سعد في الطبقات [  6937]:
 أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ قَالَ :
سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنِ الصَّلاَةِ عَلَى الطِّنْفِسَةِ , فَقَالَ : مُحْدَثٌ.
يبدو أنه يعني شيئاً يشبه سجادة الصلاة اليوم

28- قال ابن سعد في الطبقات [  6939]:
 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ :
 دُعِيَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ , فَأَجَابَ , ثُمَّ دُعِيَ فَأَجَابَ , ثُمَّ دُعِيَ الثَّالِثَةَ فَحَصَبَ الرَّسُولَ.
يبدو أنه يكره كثرة الخلطة

29- قال ابن سعد في الطبقات [  6942]:
 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ :
 كَانَ فِي رَمَضَانَ يُؤْتَى بِالأَشْرِبَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , فَلَيْسَ أَحَدٌ يَطْمَعُ أَنْ يَأْتِيَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ بِشَرَابٍ فَيَشْرَبُهُ , فَإِنْ أُتِيَ مِنْ مَنْزِلِهِ بِشَرَابٍ شَرِبَهُ , وَإِنْ لَمْ يُؤْتَ مِنْ مَنْزِلِهِ بِشَيْءٍ لَمْ يَشْرَبْ شَيْئًا حَتَّى يَنْصَرِفَ.

30- قال ابن سعد في الطبقات [   6947]:
 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ :
 كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ , سَلِّمْ سَلِّمْ.

31- قال ابن سعد في الطبقات [  6948]:
 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ :
 قَدْ بَلَغْتُ ثَمَانِينَ سَنَةً وَمَا شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنَ النِّسَاءِ , وَقَدْ كَادَ بَصَرُهُ يَذْهَبُ.
الله أكبر في هذا السن وفي ذلك الوقت الذي انتشرت فيه الفضيلة يقول هذا القول فما عسانا أن نقول في هذه الحال وفي هذا الزمان

32- قال ابن سعد في الطبقات [  6949]:
 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ :
 مَا خِفْتُ عَلَى نَفْسِي شَيْئًا مَخَافَةَ النِّسَاءِ . قَالَ : فَقَالُوا : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , إِنَّ مِثْلَكَ لاَ يُرِيدُ النِّسَاءَ , وَلاَ تُرِيدُهُ النِّسَاءَ . قَالَ : هُوَ مَا أَقُولُ لَكُمْ . قَالَ : وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا أَعْمَشَ.

33- قال ابن سعد في الطبقات [  6952]:
 أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ :
 قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ : قُلْ لِقَائِدِكَ يَقُومُ فَيَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ هَذَا الرَّجُلِ وَإِلَى جَسَدِهِ .
 قَالَ : فَانْطَلَقَ , فَنَظَرَ فَإِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ الْوَجْهِ , فَجَاءَ , فَقَالَ : رَأَيْتُ وَجْهَ زِنْجِيٍّ , وَجَسَدَهُ أَبْيَضَ , فَقَالَ : إِنَّ هَذَا سَبَّ هَؤُلاَءِ الرَّهْطَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَلِيًّا , فَنَهَيْتُهُ , فَأَبَى , فَدَعَوْتُ عَلَيْهِ , قَالَ : قُلْتُ : إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَسَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَكَ , فَخَرَجَتْ بِوَجْهِهِ قُرْحَةٌ فَاسْوَدَّ وَجْهُهُ.
هذا يذكر في كرامات الأولياء

34- قال ابن سعد في الطبقات [  6955]:
 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ :
 أَدْرَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ رَجُلاَّ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ مِصْبَاحٌ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِ .
 وَقَالَ كَيْفَ أَمْسَيْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : أَحْمَدُ اللَّهَ , فَلَمَّا بَلَغَ الرَّجُلُ مَنْزِلَهُ , دَخَلَ .
 وَقَالَ : نَبْعَثُ مَعَكَ بِالْمِصْبَاحِ ؟ قَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي بِنُورِكَ , نُورُ اللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نُورِكَ.

35- قال ابن سعد في الطبقات [  6956]:
 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , قَالَ :
 لاَ تَقُولَنَّ : مُصَيْحِفٌ , وَلاَ مُسَيْجِدٌ , وَلَكِنْ عَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّهُ , كُلُّ مَا عَظَّمَ اللَّهَ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ.
أقول : قد كره جماعة من السلف هذا وغلا أهل الرأي فاعتبروه كفراً مع إرجائهم

36- قال ابن سعد في الطبقات [  6957]:
 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ
 : خَرَجْتُ إِلَى الصُّبْحِ , فَوَجَدْتُ سَكْرَانَ , فَلَمْ أَزَلْ أَجُرُّهُ حَتَّى أَدْخَلْتُهُ مَنْزِلِي .
 قَالَ : فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ , فَقُلْتُ : لَوْ أَنَّ رَجُلاَّ وَجَدَ سَكْرَانَ أَيَدْفَعُهُ إِلَى السُّلْطَانِ , فَيُقِيمُ عَلَيْهِ الْحَدَّ ؟ قَالَ : فَقَالَ لِي : إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْتُرَهُ بِثَوْبِكَ , فَافْعَلْ .
 قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى الْبَيْتِ , فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ أَفَاقَ , فَلَمَّا رَآنِي عَرَفْتُ فِيهِ الْحَيَاءَ .
 فَقُلْتُ : أَمَا تَسْتَحْيِي لَوْ أُخِذْتَ الْبَارِحَةَ لَحُدِدْتَ , فَكُنْتَ فِي النَّاسِ مِثْلَ الْمَيِّتِ . لاَ تَجُوزُ لَكَ شَهَادَةٌ , فَقَالَ : وَاللَّهِ , لاَ أَعُودُ لَهُ أَبَدًا.
قَالَ ابْنُ حَرْمَلَةَ : فَرَأَيْتُهُ قَدْ حَسُنَتْ حَالُهُ بَعْدُ.

37- قال ابن سعد في الطبقات [  6958]:
 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ يَسَارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ :
 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَةً لَهُ عَلَى دِرْهَمَيْنِ مِنِ ابْنِ أَخِيهِ.
مسلم يحتمل في مثل هذا ، وهذا من فقه ابن المسيب فإن أعظمهن بركة أيسرهن مؤنة

38- قال ابن سعد في الطبقات [  6959]:
 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سَلاَّمُ بْنُ مِسْكِينٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَ :
 زَوَّجَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بِنْتًا لَهُ مِنْ شَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ , فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَ لَهَا : شُدِّي عَلَيْكَ ثِيَابَكِ , وَاتَّبِعِينِي . قَالَ : فَشَدَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا , ثُمَّ قَالَ لَهَا : صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , فَصَلَّتْ رَكْعَتَيْنِ , وَصَلَّى هُوَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى زَوْجِهَا , فَوَضَعَ يَدَهَا فِي يَدِهِ , وَقَالَ : انْطَلِقْ بِهَا , فَذَهَبَ بِهَا إِلَى مَنْزِلِهِ , فَلَمَّا رَأَتْهَا أُمُّهُ قَالَتْ : مَنْ هَذِهِ ؟ قَالَ : امْرَأَتِي ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ دَفَعَهَا إِلَيَّ . قَالَتْ : فَإِنَّ وَجْهِي مِنْ وَجْهِكِ حَرَامٌ . إِنْ أَفْضَيْتَ إِلَيْهَا حَتَّى أَصْنَعَ بِهَا صَالِحَ مَا يُصْنَعُ بِنِسَاءِ قُرَيْشٍ . قَالَ : فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّهِ , فَأَصْلَحَتْ إِلَيْهَا , ثُمَّ بَنَى بِهَا.
الله أكبر أين مثل هذا الشيخ اليوم ؟

39- قال ابن سعد في الطبقات [  6969]:
 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ قَالَ :
 لَمْ أَرَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ لَبَسَ ثَوْبًا غَيْرَ الْبَيَاضِ.
ذلك أن لبس البياض من السنة

40- قال ابن سعد في الطبقات [  6971]:
 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ :
 كُنْتُ أَرَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ , وَرَأَيْتُ سَعِيدًا لَهُ جُمَيْمَةٌ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ قَدْ فَرَّقَهَا.

41- قال ابن سعد في الطبقات [  6975]:
 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ :
 أَنَّهُ رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ لَيْسَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ.
وقد كره جماعه من السلف أن يكون بين عينيه هذا الأثر

42- قال ابن سعد في الطبقات [  6976]:
 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ قَالَ :
رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ لاَ يُحْفِي شَارِبَهُ جِدًّا . يَأْخُذُ مِنْهُ أَخْذًا حَسَنًا.

43- قال ابن سعد في الطبقات [  6977]:
 أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ :
 كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ لاَ يُخَضِّبُ.
الخضاب هو السنة ففعله أولى ولو مرة

44- قال ابن سعد في الطبقات  [  6978]:
 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلاَلٍ قَالَ :
 رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ
هذا كأنه يخالف السابق ولا خلاف فكل منهما رآه على حال

45- قال ابن سعد في الطبقات [  6985]:
 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ :
 رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ فِي مَرَضِهِ يُصَلِّي مُضْطَجِعًا مُسْتَلْقِيًا فَيُومِئُ بِرَأْسِهِ إِلَى صَدْرِهِ آئِمًا وَلاَ يَرْفَعُ إِلَى رَأْسِهِ شَيْئًا وَقَالَ سَعِيدٌ : الْمَرِيضُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعِ الْجُلُوسَ أَوْمَأَ آئِمًا , وَلَمْ يَرْفَعْ إِلَى رَأْسَهُ شَيْئًا.
أي أنه لم يكن يصلي على وسادة

46- قال ابن سعد في الطبقات [  6986]:
 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَالَ
 : دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَهُوَ شَدِيدُ الْمَرَضِ ، وَهُوَ يُصَلِّي الظُّهْرَ ، وَهُوَ مُسْتَلْقٍ يُومِئُ آئِمًا فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا.

47- قال ابن سعد في الطبقات [  6987]:
 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ :
كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فِي جِنَازَةٍ , فَقَالَ رَجُلٌ : اسْتَغْفِرُوا لَهَا , فَقَالَ : مَا يَقُولُ رَاجِزُهُمْ قَدْ حَرَّجْتُ عَلَى أَهْلِي أَنْ يَرْجُزَ مَعِي رَاجِزُهُمْ , وَأَنْ يَقُولُوا : مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ . حَسْبِي مَنْ يَقْلِبُنِي إِلَى رَبِّي , وَأَنْ يَمْشُوا مَعِي بِمِجْمَرٍ , فَإِنْ أَكُنْ طَيِّبًا فَمَا عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ مِنْ طَيِّبِهِمْ.
يعني أنه كان يكره أن يرفع بفي الجنازة بقولهم ( استغفروا لها ) ، وكره أن يمشى معه بمجمر ( يعني مبخرة )
ويبدو أن في ذلك الوقت قد ابتدعوا بدعة ، وهي أن أهل الميت يحضرون رجلاً يتبع الجنازة وهو يقول ( استغفروا لها )

48- قال ابن سعد في الطبقات [ 6989] :
 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
 أَوْصَيْتُ أَهْلِي إِذَا حَضَرَنِي الْمَوْتُ بِثَلاَثٍ : أَلاَّ يَتَّبِعَنِي رَاجِزٌ , وَلاَ نَارٌ , وَأَنْ يُعَجِّلَ بِي فَإِنْ يَكُنْ لِي عِنْدَ رَبِّي خَيْرٌ فَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا عِنْدَكُمْ.

49- قال ابن سعد في الطبقات [  6990]:
 أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ :
 قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ : إِذَا مَا مُتُّ , فَلاَ تَضْرِبُوا عَلَى قَبْرِي فُسْطَاطًا , وَلاَ تَحْمِلُونِي عَلَى قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ , وَلاَ تَتْبَعُونِي بِنَارٍ , وَلاَ تُؤْذِنُوا بِي أَحَدًا حَسْبِي مَنْ يُبَلِّغُنِي رَبِّي , وَلاَ يَتْبَعْنِي رَاجِزُهُمْ هَذَا.

50- قال ابن سعد في الطبقات [ 6993]:
 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالاَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ أَخِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ :
أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ أَبِيهِ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيْهِ , فَوُجِّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ .
 فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : مَنْ صَنَعَ هَذَا بِي ؟ أَلَسْتُ أَمْرَأً مُسْلِمًا وَجْهِي إِلَى اللهِ حَيْثُمَا كُنْتُ ؟.

51- قال ابن سعد في الطبقات [  6994]:
 أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ :
أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ حِينَ ثَقُلَ عِنْدَ الْوَفَاةِ حُرِفَ إِلَى الْقِبْلَةِ , فَأَفَاقَ , فَقَالَ : مَنْ حَوَّلَ فِرَاشِي ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ , فَقَالَ : هَذَا عَمَلُ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ أَوَ لَسْتُ عَلَى الإِسْلاَمِ حَيْثُ كُنْتُ ؟.

52- قال ابن سعد في الطبقات [  6996]:
 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ :
 لَمَّا حَضَرَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ الْمَوْتُ تَرَكَ دَنَانِيرَ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ , إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَتْرُكْهَا إِلاَّ لأَصُونَ بِهَا حَسْبِي وَدِينِي.
قبيصة يحتمل في مثل هذا

53- قال ابن أبي الدنيا في إصلاح المال [  66 ]:
 وبه حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، أنه ترك دنانير كثيرة ، فلما حضرته الوفاة ، قال :
 اللهم إنك تعلم أني لم أجمعها إلا لأصون بها ديني ، وأصل بها رحمي ، وأكف بها وجهي ، وأقضي بها ديني ، لا خير فيمن لا يجمع المال ليكف به وجهه ، ويصل به رحمه ، ويقضي به دينه ، ويصون به دينه .

54- قال ابن أبي الدنيا في إصلاح المال [  235 ]:
 وبه حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا محمد بن هلال ، قال سمعت سعيد بن المسيب ، يقول :
 ما تجارة أحب إلي من البز  ، ما لم يكن فيه أيمان .
البز الثياب

55- قال ابن أبي الدنيا في الإشراف [  30 ]:
 حدثني محمد بن قدامة ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة ، قال :
 رأيت رجلا أحمر من حمدان يسأل سعيد بن المسيب فلما أكثر عليه قال : من أمك ؟ من أمك ؟ قال : فاستحيا الرجل وطأطأ رأسه ، فقال سعيد :  هات حاجتك هات حاجتك .
كأنه رأى حماره جاء من خؤولته

56- قال ابن أبي الدنيا في الإشراف [  468 ]:
 حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، قال : حدثني حرمي بن عمارة ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، قال :
 قال سعيد بن المسيب : أصلح قلبك والبس ما شئت

57- قال ابن أبي الدنيا في العقل [  23 ]:
 ثنا أبو كريب ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب
{ وأشهدوا ذوي عدل منكم } قال : ذوي عقل .
مؤمل يحتمل في هذا

58- قال ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي [  115 ]:
 قال خالد بن خداش ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيب :
 أنه كان لا يرى بأسا بشوي البيض الذي يقامر به الصبيان ، أو قال : بأكله

59- قال ابن أبي الدنيا في قري الضيف [  6 ]:
 حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا جرير ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال
 : كان إبراهيم أول من أضاف الضيف

60- قال ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [  214 ]:
 حدثنا خلف بن هشام ، نا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال :
  إن العبد ليرفع بدعاء ولده من بعده .

61- قال ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان [  42 ]:
 وَحَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ:
: ما بعث الله نبيا إلا لم ييأس إِبْلِيسُ أَنْ يُهْلِكَهُ بِالنِّسَاءِ.

62- قال ابن أبي الدنيا في المطر والرعد والبرق [  167 ]:
 حدثني يعقوب بن عبيد ، أنا يزيد بن هارون ، أنا ابن أبي ذئب ، عن الحارث بن عبد الرحمن ، قال :
 كنا عند سعيد بن المسيب ، فذكروا الريح العقيم ، فقالوا : هي الدبور .
 وقال سعيد : هي الجنوب ، فقلت لهم : إنهم يزعمون أنه ليس من ريح ألين منها ، قال : الله عز وجل يجعل فيها ما شاء إذا شاء .

63_ قال يعقوب في المعرفة والتاريخ (1/96) : حدثنا زيد بن بشر قال: أخبرني ابن وهب قال: سمعت الليث يقول: حدثني يحيى بن سعيد.
وحدثنا أبو صالح قال: حدثني الليث عن يحيى بن سعيد:
 أن ابن المسيب يسمى رواية عمر بن الخطاب لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته
من هنا جاءه الفقه

64- قال يعقوب في المعرفة والتاريخ (1/96) : حدثني ابن بكير قال: حدثني الليث عن جعفر بن ربيعة قال:
 قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل المدينة ؟ قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقهاً وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب.
 وأما أغزرهم حديثاً فعروة بن الزبير ولا ينسى أن يفخر من عبيد الله بن عبد الله فخراً إلا فخر به.
 قال: ثم يقول لك عراك: وأعلمهم عندي جميعاً ابن شهاب فإنه جمع علمهم إلى علمه.

65- قال يعقوب في المعرفة (1/96) : حدثنا ابن بكير قال: قال الليث قال ابن شهاب:
ما صبر أحد على العلم صبري ولا نشره أحد نشري، فأما عروة فكان بئراً لا تكدره الدلاء، وأما سعيد بن المسيب فنصب نفسه للناس فذهب ذكره كل مذهب.

66- قال يعقوب في المعرفة (1/97) : حدثنا زيد بن بشر وأبو الطاهر ويونس عن عبد الأعلى قالوا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك عن ابن شهاب :
 أنه كان يجالس عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان يتعلم منه الأنساب وغير ذلك، فسأله يوماً عن شيء من الفقه فقال: إن كنت تريد هذا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب.
قال ابن شهاب: فجالسته سبع حجج وأنا لا أظن أن أحداً عنده علم غيره.
وقال: أن فتيا ابن شهاب ووجهة ما كان يأخذ به إلى قول سالم بن عبد الله وسعيد بن المسيب.

67- قال يعقوب في المعرفة (1/99) : حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن عبد الله عن عبد الرحمن بن القاسم قال:
جلست إلى سعيد بن المسيب وهو في المسجد وحده، فقال لي، إنه قد نهي عن مجالستي.
قلت: إني رجل غريب. قال: إنما أخبرتك لئلا تصيبك معرة لأن يعراك ذلك.

68- قال يعقوب في المعرفة (1/99) : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا سهل بن هاشم عن الأوزاعي قال:
 سئل الزهري ومكحول: من أفقه من أدركتما ؟ فقالا: سعيد بن المسيب.

69- قال يعقوب في المعرفة (1/100) : حدثني أبو بكر بن عبد الملك قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال:
 لقيت من قريش أربعة بحور: سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وأبا سلمة وعبيد الله بن عبد الله. قال معمر: كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد فأخرجت دفاتر الزهري على الدولاب.

وقد حمل معمر علم الزهري هذا كله ، مع سماعه من عمرو بن دينار ويحيى بن أبي كثير وقتادة والأعمش وأبي إسحاق ( الذين عليهم مدار الإسناد ) ، وحمل هذا العلم عنه عبد الرزاق مع سماعه من غير معمر ، وحمل علم عبد الرزاق الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - مع سماعه من العشرات غير معمر فكان وحده بحاراً مجتمعة

70-  قال يعقوب في المعرفة (1/159) : حدثني محمد بن يحيى وحرملة قالا: أنا ابن وهب حدثنا مالك عن ابن حيان المري إذ كان أميراً على المدينة:
 وعظ محمد بن المنكدر وأصحابه نفراً في شيء بلغهم من أمر الحمامات، وكان فيهم مولى لابن حيان، فرفع ذلك إلى ابن حيان، فبعث إلى محمد بن المنكدر وأصحابه فضربهم لما كان من كلامهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وقال: تتكلمون في مثل هذا !
 فقلت لمالك: وضرب ابن المنكدر ؟ فقال أي والله وربيعة أيضاً، وكان أحد المقنتين، ضرب وحلق رأسه ولحيته ولكن في شيء غير هذا.
 قال: وضرب سعيد بن المسيب مائة وأدخل في تبان.
وقال مالك: قال عمر بن عبد العزيز: ما أغبط رجلاً لم يصبه في هذا الأمر أذى.


71- قال يعقوب في المعرفة (1/362) : حدثني أحمد بن أبي العباس ثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن إنه قال:
 سألت سعيد بن المسيب عن مشكلة فقال: أعراقي أنت ؟

72- قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/45) : حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا عنبسة بن خالد عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال:
 قدمت دمشق زمن ابن الأشعب، وعبد الملك يومئذ مشغول بشأنه فجلست في مجلس لا أعرفهم، فأقبل رجل، فأوسعوا له، فإذا هو قبيصة بن ذؤيب
فقال: إن أمير المؤمنين أتاه شيء من أمهات الأولاد من ناحية المدينة - وكان عبد الملك قد سمع من سعيد بن المسيب فيه حديثاً، فلم يحفظه - . فقلت: أنا أحدثه بالحديث عن ابن المسيب.
قال: فأخذ بيدي، فأدخلني على عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين هذا يحدث بالحديث عن ابن المسيب.
قال: فسألني عن نسبي، فانتسبت له، فقال: إن كان أبوك لنعاراً في الفتن، كيف حديث ابن المسيب ؟
 قلت: إن سعيد بن المسيب كان يحدث أن فتىً من قريش كان يعجب عمر بن الخطاب، عقله، ولسانه. لقيه ذات يوم فسأله: ما صنعت في ميراثك من أبيك ؟
 قال: خرجت من ميراثي من أبي بأمي. قال: فصعد عمر المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فمن كانت له أمة يطؤها فولدت له، فإنها تعتق من رأس المال.
 فقال لي عبد الملك: ما مات رجل ترك مثلك.
فيه اعتداد عبد الملك بحديث سعيد على الرغم مما كان بينهما

وقال أبو زرعة في تاريخه حدثني الحارث بن مسكين عن ابن وهب عن مالك قال:
 غضب سعيد بن المسيب على ابن شهاب: فقال: ما حملك عل أن حدثت عبد الملك بن مروان حديثي ؟ فما زال غضبان عليه، حتى ترضاه بعد.

73- قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/70) : حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: إن سفيان حدثهم عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي قال: قال لي سعيد بن المسيب: إذا أردت أن تنكح، فأخبرني، فإني عالم بأنساب قريش. قال: فنكحت بنت القاسم بن محمد، ولم أخبره، فبلغه ذلك، فقال: حاد ما وضع الخشبي نفسه.
يعني أنه ما أبعد ونكح كفؤاً

74- قال أبو زرعة في الدمشقي في تاريخه (1/83) : حدثني محمود بن خالد قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال:
 سمعت سعيد بن المسيب يقول: أشبه عبد الله بن عمر أباه عمر بن الخطاب، وأشبه سالم أباه عبد الله بن عمر.

75- قال أبو زرعة في تاريخه (1/87) : سمعته من أبي نعيم عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن المغيرة بن حكيم قال:
 سألت سعيد بن المسيب عن النوم في المسجد، فقال: أين كان أصحاب الصفة ينامون !؟.

76- قال أبو زرعة في تاريخه (1/188) : حدثنا نوح بن حبيب قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال:
 أقمت عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، فقال: قم يا أعمى، فقد أنزقتني.
لعلها ( نزفتني ) كما ذكرها شيخ الإسلام ومعناها أخذت مني علماً غزيراً

77- قال أبو زرعة في تاريخه (1/100) : حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني عن الأعمش
عن إبراهيم : أنه سئل عن سعيد بن المسيب، فقال: ذاك امرؤ ارتفع بمنعته.
في المعرفة والتاريخ ( ببعيته ) وهذا غلط والصواب ب( منعته ) يعني تنزهه عن الأمراء وبعده عنهم

87- قال عبد الله في العلل [ 4321 ] حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال :
وقعت يعني الفتنة ولم يبقَ من أهل بدر أحد وقال يحيى مرة أخرى لم يبقَ من المهاجرين أحد
يعني كبير أحد وإلا فعلي بدري وكذا الزبير وطلحة

88- قال عبد الله بن أحمد في العلل [ 4331 ] حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن سعيد أن سعيد بن المسيب قال :
وقعت فتنة عثمان فلم يبق من المهاجرين أحد ووقعت الحرة فلم يبق من أهل الحديبية أحد ووقعت الثالثة فلم ترتفع وفي الناس طباخ

89- قال ابن المبارك في البر والصلة [  26 ]:
 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ:
 فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ:  {إِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} قَالَ: هُوَ الَّذِي يَنْدَمُ، ثُمَّ يُصِيبُ، ثُمَّ يَنْدَمُ، ثُمَّ يُصِيبُ، ثُمَّ يَتُوبُ .

90- قال سعيد بن منصور في سننه [  968]:
 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَصَّاحٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْعَزْلِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ أَكْرَمَهُ كَرَامَةً لَمْ يُكْرِمْهَا أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ ، أَرَاهُ مَنْ هُوَ كَائِنٌ مِنْ صُلْبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَإِنْ يَكُنْ مِمَّا أَرَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَكُنْ فَلاَ عَلَيْكَ أَنْ لاَ تَفْعَلَهُ.
هشام يحتمل في هذا


91- قال عبد الرزاق في المصنف [  1954 ]:
 عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ:
مَنْ صَلَّى بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَأَقَامَ , صَلَّى عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ مَلَكٌ , وَمَنْ أَذَّنَ وَأَقَامَ صَلَّى مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ.
قد خالف الليث ابن عيينة فزاد في سنده معاذ بن جبل

92- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  1608]:
 حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ ، قَالَ :
 إنَّمَا كَانُوا يَكْرَهُونَ الْمِنْدِيلَ بَعْدَ الْوُضُوءِ مَخَافَةَ الْعَادَةِ.
 [1609] حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ ، عْن عَبْدِ الْكَرِيمِ :
 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ؛ أَنَّهُ كَرِهَهُ ، وَقَالَ : هُوَ يُوزَنُ.

93- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  2988]:
 حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ قُرَّةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ :
 رَأَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ رَجُلاً يُصَلِّي ، وَلاَ يُتِمُّ رُكُوعَهُ ، وَلاَ سُجُودَهُ ، فَحَصَبَهُ ، وَقَالَ : أَغْلَقْتَ صَلاَتَك.
كان الإمام مالك يصف سعيد بالشدة لكونه كان يحصب الناس ، وهذه شدة في الحق

94- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  4248]:
 حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ :
 أَنَّ قَاصًّا كَانَ يَجْلِسُ قَرِيبًا مِنْ مَجْلِسِهِ ، فَيَقْرَأُ السَّجْدَةَ ، فَلاَ يَسْجُدُ سَعِيدٌ وَقَدْ سَمِعَهَا .
 قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : فَمَا يَمْنَعُك مِنَ السُّجُودِ ؟ قَالَ : لَيْسَ إلَيْهِ جَلَسْتُ.

95- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  5020]:
 حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّارِ ، قَالَ :
 رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَلْزَمُ مُصَلًّى وَاحِدًا فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ ، وَلاَ يُصَلِّي فِي غَيْرِهِ ، وَرَأَيْت سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَفْعَلُ ذَلِكَ.

96- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  5517]:
 حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، قَالَ : حدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ ، قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ :
 لأَنْ أُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ بِالْحَرَّةِ ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ التَّخَطِّي.

97- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  6769]:
 حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :
 أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُوتِرُ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ.

98- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  7449]:
 حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ :
 رَآنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَنَا أُصَلِّي بَعْضَ مَا فَاتَنِي مِنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ بَعْدَ مَا طَلَعَ الْفَجْرُ .
 فَقَالَ : أَمَا عَلِمْت أَنَّ الصَّلاَة تُكْرَهُ هَذِهِ السَّاعَةَ إِلاَّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ.

99- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  8086]:
 حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ :
 أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَاْن مَجْرَى الدَّمِ ، ثُمَّ يَنبِضُّ عِنْدَ عِجَانِهِ فَيُخْرِجُهُ ، فَلاَ يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَسْمَعَ حِسًّا ، أَوْ يَجِدَ رِيحًا.

100- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  8254]:
 حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ :
 أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَسْأَلُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ أُتِمُّ الصَّلاَة وَأَصُومُ فِي السَّفَرِ ؟ قَالَ : لاَ .
 قَالَ : فَإِنِّي أَقْوَى عَلَى ذَلِكَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْوَى مِنْك كَانَ يَقْصُرُ الصَّلاَة فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : خِيَارُكُمْ مَنْ قَصَرَ الصَّلاَة فِي السَّفَرِ وَأَفْطَرَ.
فيه الاحتجاج بالسنة التركية

101- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  8551]:
 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُسَيْبٍ قَالَ :
 صَلَّيْتُ إلَى جَنْبِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الْمَغْرِبَ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِية رَفَعْتُ صَوْتِي بِالدُّعَاءِ فَانْتَهَرَنِي ، فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قُلْتُ لَهُ : مَا كَرِهْتَ مِنِّي ؟
 قَالَ : ظَنَنْتَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِقَرِيبٍ مِنْكَ؟.
عباد بن نسيب يقويه رواية القطان عنه

102- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  21551]
 حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
 سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ مُرَّةَ يُحَدِّثُ سَعِيد بْن الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيًّا بَنَى لِلضَّوَالِّ مِرْبَدًا ، فَكَانَ يَعْلِفُهَا عَلَفًا لاَ يُسَمِّنُهَا ، وَلاَ يُهْزِلُهَا ، مِنْ بَيْتِ الْمَالِ ، فَكَانَتْ تُشْرِفُ بِأَعْنَاقِهَا ، فَمَنْ أَقَامَ بَيِّنَةً عَلَى شَيْءٍ أَخَذَهُ وَإِلاَّ أَقَرَّهَا عَلَى حَالِهَا لاَ يَبِيعُهَا .
 فَقَالَ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ : لَوْ وُلِّيت أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ صَنَعْت هَكَذَا.
فيه الاقتداء بفعل الراشدين

103- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  23149]:
 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ :
 يَأْكُلُ الْوَالِدُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ مَا شَاءَ ، وَلاَ يَأْكُلُ الْوَلَدُ مِنْ مَالِ وَالِدِهِ إلاَّ بِطِيبِ نَفْسِهِ.

104- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  24643]:
 حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ :
لَمْ أَرَ أَحَدًا كَانَ أَعْجَلَ إِفْطَارًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، كَانَ لاَ يَنْتَظِرُ مُؤَذِّنًا ، وَيُؤْتَى بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَيَشْرَبُهُ بِنَفَسٍ وَاحِدٍ ، لاَ يَقْطَعُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ.

105- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  25126]:
 حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :
 جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَعَلَيَّ جُبَّةُ خَزٍّ ، فَأَخَذَ بِكُمِّ جُبَّتِي وَقَالَ : مَا أَجْوَدَ جُبَّتَكَ هَذِهِ ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا تُغْنِي وَقَدْ أَفْسَدُوهَا عَلَيَّ ، قَالَ : وَمَنْ أَفْسَدَهَا ؟ قُلْتُ : سَالِمٌ .
 قَالَ : إِذَا صَلُحَ قَلْبُك فَالْبَسْ مَا بَدَا لَكَ .
 قَالَ : فَذَكَرْتُ قَوْلَهُمَا لِلْحَسَنِ , فَقَالَ : إِنَّ مِنْ صَلاَحِ الْقَلْبِ تَرْكَ الْخَزِّ.

106- قال ابن أبي شيبة في المصنف [  26954]:
 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ :
 كُنْتُ سَيِّئَ الْحِفْظِ ، فَرَخَّصَ لِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فِي الْكِتَابِ.

107- قال ابن أبي شيبة في المصنف  [ 33130]:
 حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ :
 {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} قَالَ : دِمَشْقُ.

108- قال ابن أبي حاتم في تفسيره [  3445]:
 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ، ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:
إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا بَدَّلَ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ، وَد أن سَيِّئَاتِهِ، كَانَتْ أَكْثَرَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُجَاهِدٍ، فَلَمْ يَقُلْ: إِنَّهُ لَيْسَ كَمَا قَالَ، وَقَرَأَ  { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا }

109- قال ابن أبي حاتم في تفسيره [  16688]:
 حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَلِيٍّ، أنبأ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ:
إِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ يُوفُونَ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ فَلا تَعْجَلْ بِالْخُرُوجِ مِنْهَا وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ لا يُوفُونَ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ فَعَجِّلْ بِالْخُرُوجِ مِنْهَا .

110- قال الطبري في تفسيره (6/41) : 6316 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال، حدثني سعيد بن المسيب:
 أنه بلغه أن أحدث القرآن بالعرش آية الدين.
في هذا إثبات صفة العلو وأن الله يتكلم بما شاء متى شاء

111- قال الطبري في تفسيره (18/ 33) : حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا مالك، عن عمارة بن عبد الله بن صياد، عن سعيد بن المسيب، قال:
{ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ } : سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.

112- قال الطبري في تفسيره (20/ 135) : حدثني عباس بن محمد، قال: ثنا خالد بن مخلد، قال: ثنا سليمان بن بلال، قال: ثني يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول:
كان لقمان الحكيم أسود من سودان مصر.

113- قال الطبري في تفسيره (20/ 135) : حدثنا العباس بن الوليد، قال: أخبرنا أبي، قال: ثنا الأوزاعي، قال: ثنا عبد الرحمن بن حرملة، قال:
 جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأل، فقال له سعيد: لا تحزن من أجل أنك أسود، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان: بِلال، ومهجِّع مولى عمر بن الخطاب، ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر.

114- قال الطبري في تفسيره (20/ 535) : حدثني الحسين بن علي الصُّدائي، قال: ثنا أبو النضر، عن الأشجعي، عن وائل بن داود، عن سعيد بن المسيب:
 في قوله { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } قال: في افتضاض العذارى .
هذا التفسير صح عن جمع من السلف

115- قال الطبري في تفسيره (24/ 624) : حدثني أحمد بن حرب، قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب:
 قال: الماعون، بلسان قريش: المال.

116- قال أبو نعيم في الحلية (2/162) : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:
مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي جَمَاعَةٍ فَقَدْ مَلَأَ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ عِبَادَةً.
عطاف يحتمل في مثل هذا

117- قال أبو نعيم في الحلية (2/163) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ:
كَانَتْ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَضِيلَةٌ لَا نَعْلَمُهَا كَانَتْ لِأَحَدٍ مِنَ التَّابِعِينَ لَمْ تَفُتْهُ الصَّلَاةُ فِي جَمَاعَةٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً عِشْرِينَ مِنْهَا لَمْ يَنْظُرْ فِي أَقْفِيَةِ النَّاسِ.
قد ورد هذا المعنى عن سعيد من طرق عديدة

118- قال أبو نعيم في الحلية (2/164) : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ:
 حَفِظْتُ صَلَاةَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَمَلَهُ بِالنَّهَارِ فَسَأَلْتُ مَوْلَاهُ عَنْ عَمَلِهِ، بِاللَّيْلِ فَأَخْبَرَنِي .
فَقَالَ: وَكَانَ لَا يَدَعُ أَنْ يَقْرَأَ، بِـ ص وَالْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَنِي فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ صَلَّى إِلَى شَجَرَةٍ فَقَرَأَ بِـ ص فَلَمَّا مَرَّ بِالسَّجْدَةِ سَجَدَ وَسَجَدَتِ الشَّجَرَةُ مَعَهُ فَسَمِعَهَا تَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِنِي بِهَذِهِ السَّجْدَةِ أَجْرًا وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا  وَارْزُقْنِي بِهَا شُكْرًا وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ.

119- قال أبو نعيم في الحلية (2/167) : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: ثَنَا عَمِّي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: ثنا عَمِّي عَبْدُ اللهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَطَّافِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ:
 كُنْتُ أُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَفَقَدَنِي أَيَّامًا فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: تُوُفِّيَتْ أَهْلِي فَاشْتَغَلْتُ بِهَا فَقَالَ: أَلَا أَخْبَرْتَنَا فَشَهِدْنَاهَا؟ قَالَ: ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَقُومَ فَقَالَ: هَلِ اسْتَحْدَثْتَ امْرَأَةً؟ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللهُ وَمَنْ يُزَوِّجُنِي وَمَا أَمْلِكُ إِلَّا دِرْهَمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً؟ فَقَالَ: أَنَا
 فَقُلْتُ: أَوَتَفْعَلُ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَوَّجَنِي عَلَى دِرْهَمَيْنِ أَوْ قَالَ: ثَلَاثَةٍ قَالَ: فَقُمْتُ وَلَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ مِنَ الْفَرَحِ فَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَجَعَلْتُ أَتَفَكَّرُ مِمَّنْ آخُذُ وَمِمَّنْ أَسْتَدِينُ فَصَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ وَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَاسْتَرَحْتُ وَكُنْتُ وَحْدِي صَائِمًا فَقَدَّمْتُ عَشَائِي أَفْطَرُ كَانَ خُبْزًا وَزَيْتًا فَإِذَا بِآتٍ يَقْرَعُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟
 قَالَ: سَعِيدٌ قَالَ: فَتَفَكَّرْتُ فِي كُلِّ إِنْسَانٍ اسْمُهُ سَعِيدٌ إِلَّا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَإِنَّهُ لَمْ يُرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَّا بَيْنَ بَيْتِهِ وَالْمَسْجِدِ فَقُمْتُ فَخَرَجْتُ فَإِذَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ بَدَا لَهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ قَالَ: لَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تُؤْتَى قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُ؟ قَالَ: إِنَّكَ كُنْتَ رَجُلًا عَزَبًا فَتَزَوَّجْتَ فَكَرِهْتُ أَنْ تَبِيتَ اللَّيْلَةَ وَحْدَكَ، وَهَذِهِ امْرَأَتُكَ فَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ مِنْ خَلْفِهِ فِي طُولِهِ ثُمَّ أَخَذَهَا بِيَدِهَا فَدَفَعَهَا بِالْبَابِ وَرَدَّ الْبَابَ فَسَقَطَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الْحَيَاءِ فَاسْتَوْثَقَتْ مِنَ الْبَابِ ثُمَّ قَدَّمْتُهَا إِلَى الْقَصْعَةِ الَّتِي فِيهَا الزَّيْتُ وَالْخُبْزُ فَوَضَعْتُهَا فِي ظِلِّ السِّرَاجِ لِكَيْ لَا تَرَاهُ ثُمَّ صَعَدْتُ إِلَى السَّطْحِ فَرَمَيْتُ الْجِيرَانَ فَجَاءُونِي فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ قُلْتُ: وَيْحَكُمْ زَوَّجَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ابْنَتَهُ الْيَوْمَ وَقَدْ جَاءَ بِهَا عَلَى غَفْلَةٍ فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ زَوَّجَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ وَهَا هِيَ فِي الدَّارِ قَالَ: فَنَزَلُوا هُمْ إِلَيْهَا وَبَلَغَ أُمِّي فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: وَجْهِي مِنْ وَجْهِكِ حَرَامٌ إِنْ مَسَسْتَهَا قَبْلَ أَنْ أُصْلِحَهَا إِلَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ قَالَ: فَأَقَمْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ دَخَلْتُ بِهَا فَإِذَا هِيَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَإِذَا هِيَ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ لِكِتَابِ اللهِ وَأَعْلَمِهِمْ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْرِفِهِمْ بِحَقِّ الزَّوْجِ قَالَ: فَمَكَثْتُ شَهْرًا لَا يَأْتِينِي سَعِيدٌ وَلَا آتِيهِ فَلَمَّا كَانَ قُرْبُ الشَّهْرِ أَتَيْتُ سَعِيدًا وَهُوَ فِي حَلْقَتِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ وَلَمْ يكَلِّمْنِي حَتَّى تَقَوَّضَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ غَيْرِي قَالَ: مَا حَالُ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ؟ قُلْتُ: خَيْرًا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَى مَا يُحِبُّ الصَّدِيقُ وَيَكْرَهُ الْعَدُوُّ قَالَ: إِنْ رَابَكَ شَيْءٌ فَالْعَصَا فَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَوَجَّهَ إِلَيَّ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ .
 قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ: وَكَانَتْ بِنْتُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ خَطَبَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِابْنِهِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ وَلَّاهُ الْعَهْدَ فَأَبَى سَعِيدٌ أَنْ يُزَوِّجَهُ فَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ الْمَلِكِ يَحْتَالُ عَلَى سَعِيدٍ حَتَّى ضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ وَصَبَّ عَلَيْهِ جَرَّةَ مَاءٍ وَأَلْبَسَهُ جُبَّةَ صُوفٍ .
 عَبْدُ اللهِ: وَابْنُ أَبِي وَدَاعَةَ هَذَا هُوَ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ
هذا السند فيه تكرار بين ، وقد تقدمت بأخصر من هذا فانظر كيف ظن بها على الملوك وزوجها لرجل فقير من تلاميذه ، وبمثل هذه الأحوال ارتفع هؤلاء القوم وأما اليوم فالحال معكوس تماماً عند العامة إلا من رحم ربك

120- قال أبو نعيم في الحلية (2/170) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: ثنا شَيْبَانُ، قَالَ: ثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دُعِيَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لِلْبَيْعَةِ لِلْوَلِيدِ، وَسُلَيْمَانَ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ .
قَالَ: فَقَالَ: لَا أُبَايعُ اثْنَيْنِ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.
 قَالَ: فَقِيلَ: ادْخُلْ مِنَ الْبَابِ وَاخْرُجْ مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ قَالَ: وَاللهِ لَا يَقْتَدِي بِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ  قَالَ: فَجَلَدَهُ مِائَةً وَأَلْبَسَهُ الْمُسُوحَ .
يبدو أنه رأى بدعية البيعة لاثنين معاً ، فإذا تنازعا كان المرء في حرج

121- قال أبو نعيم في الحلية (2/172) : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ:
 لَا تَقُولُوا: مُصَيْحِفٌ وَلَا مُسَيْجِدٌ مَا كَانَ للَّهِ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ جَمِيلٌ .
تقدم نحوه.

122- قال أبو نعيم في الحلية (2/173) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا أَبِي، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ:
مَا كَانَ إِنْسَانٌ يَجْتَرِئُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ كَمَا يَسْتَأْذِنُ الْأَمِيرَ.
إسماعيل يحتمل في هذا المقطوع

وبهذا أكون انتهيت من جمع الصحيح المقبول من آثار سعيد بن المسيب سائلاً المولى عز وجل أن ينفع بها ، والحمد لله الذي أشغلنا بما ينفعنا حين اشتغل غيرنا بالكذب والتخذيل وطلب الرياسة بهما فما أقبح البضاعة وما أقبح الثمن

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم



. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي