مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه )

الكلام على حديث : ( لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
 
                   
قال النسائي في الكبرى  9135 : أخبرنا عمرو بن منصور قال ثنا محمد بن محبوب قال ثنا سرار بن مجشر بن قبيصة البصري ثقة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
 لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه .
قال أبو عبد الرحمن سرار بن مجشر هذا ثقة بصري وهو ويزيد بن زريع يقدمان في سعيد بن أبي عروبة لأن سعيدا كان تغير في آخر عمره فمن سمع منه قديما فحديثه صحيح وافقه عمر بن إبراهيم على رفعه

أقول : غير أن رواية قتادة عن سعيد بن المسيب بالعنعنة فيها كلام ، وإلا فإن سعيداً قد تابعه على هذا عمران القطان

قال ابن حجر في تهذيب التهذيب :" و قال إسماعيل القاضى فى " أحكام القرآن " : سمعت على ابن المدينى يضعف أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب تضعيفا شديد .
 و قال : أحسب أن أكثرها بين قتادة و سعيد فيها رجال "

وقال أحمد كما في مسائل أبي داود 1933 : "أَحَادِيثُ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مَا أَدْرِي كَيْفَ هِيَ، قَدْ أَدْخَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعِيدٍ نَحْوًا مِنْ عَشْرَةِ رِجَالٍ لَا يُعْرَفُونَ "

وقد خالف سعيد عمر بان إبراهيم فرواه عن قتادة عن الحسن عن ابن عمرو

قال النسائي في الكبرى  9136 : أخبرنا محمد بن المثنى قال نا الخليل بن عمر بن إبراهيم قال حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
 لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها

من هذا تعلم أن الرواية المذكورة في مستدرك الحاكم من طريق عمر عن قتادة عن المسيب عن عبد الله خطأ بل هي كما روى النسائي

ووافق شعبة سعيد فروى الخبر عن عن قتادة عن سعيد ولكنه وقفه .
 وشعبة عن قتادة عن سعيد صحيح لأن شعبة لا يروي عن شيوخه إلا ما كان مسموعاتهم لم يدلسوا فيه

قال النسائي  9137 : أخبرنا عمرو بن علي قال نا يحيى قال نا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو : قوله

فهذه رواية يحيى القطان عن شعبة وقد خالف ابن المبارك يحيى القطان فرواه مرفوعاً

قال ابن أبي الدنيا في العيال 525 : حدثنا أحمد بن جميل ، حدثنا ابن المبارك ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها ولا تستغني .

وقد استغربه البزار وقال أنه لا يعلم أحداً رواه مرفوعاً عن شعبة إلا ابن المبارك 

وقد رجح البيهقي الموقوف عن قتادة

حيث قال في سننه 14720 : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَرْوَزِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى امْرَأَةٍ لَا تَشْكُرُ لِزَوْجِهَا وَهِيَ لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ .
 هَكَذَا أُتِيَ بِهِ مَرْفُوعًا وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللهِ غَيْرُ مَرْفُوعٍ.

والله أعلم ، وقد رجحه لأنه رآه المحفوظ عن شعبة وهو الوحيد الذي تؤمن روايته من طريق قتادة عن المسيب
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي