الاثنين، 18 نوفمبر 2013

الكلام على حديث : ( { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } هم الذين يصومون ويصلون ويخافون أن لا يقبل منهم )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الترمذي في جامعه 3175 : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ الهَمْدَانِيِّ:
 أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟
 قَالَ: " لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ  الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}  .
 وَرُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا
      
هذا معلول بالانقطاع

قال العلائي في جامع التحصيل :" 429 - عبد الرحمن بن سعيد بن وهب قال أبو حاتم لم يلق عائشة رضي الله عنها"

وقد اختلف على عبد الرحمن

قال الطبراني في الأوسط 4112 : حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : نا عمرو بن رافع أبو حجر قال : نا الحكم بن بشير بن سلمان قال : نا عمرو بن قيس الملائي ، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : قالت عائشة : يا رسول الله ، { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة  } أهم الذين يخطئون ويعملون بالمعاصي ؟ فقال : لا ، يا عائشة ، هم الذين يصلون ، ويتصدقون ، وقلوبهم وجلة .
 لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن قيس إلا الحكم بن بشير .

وقول الطبراني : (لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن قيس إلا الحكم بن بشير ) إشارة إلى وجود علة ورواية الترمذي المرسلة لا شك أنها أصح .
فإن في هذا السند الحكم بن بشير وهو صدوق أما سند الترمذي إلى عبد الرحمن فكله ثقات أثبات وخصوصاً أنه قد رواه الجمع الغفير عن مالك بن مغول عن عبد الرحمن  لذا رجح الدارقطني الرواية المرسلة


جاء في علل الدارقطني :" س 2216 : وسُئِل عَن حَدِيثِ أَبِي حازِمٍ ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال : قالَت عائِشَةُ : يا رَسُول الله ، والَّذِين يُؤتُون ما آتَوا وقُلُوبُهُم وجِلَةٌ هُو الَّذِي يُذنِبُ الذَّنب وهُو وجِلٌ مِنهُ ؟ قال : لا ، ولَكِن هُو الَّذِي يَصُومُ ويُصَلِّي ويَتَصَدَّقُ ووَجِلَ.
فَقال : يَروِيهِ عَبد الرَّحمَنِ بن سَعِيدِ بنِ وهبٍ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ يَحيَى بن اليَمانِ ، عَن مالِكِ بنِ مِغوَلٍ ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ سَعِيدِ بنِ وهبٍ ( عن أبيه ) ، عَن عائِشَةَ.
وَغَيرُهُ يَروِيهِ عَن عَبدِ الرَّحمَنِ مُرسَلاً ، عَن عائِشَة ، وهُو المَحفُوظُ"

ما بين القوسين زيادة مني ، استدركتها من موطن آخر من العلل

وجاء في العلل أيضاً :" 3675 - وسُئِل عَن حَدِيثِ سَعِيدِ بنِ وهبٍ الهَمدانِيِّ ، عَن عائِشَة ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم فِي قَولِهِ تَعالَى : { يُؤتُون ما ءَاتَوا وقُلُوبُهُم وجِلَةٌ}  قِيل : يا رَسُول الله هُو الَّذِي يَزنِي ويَسرِقُ ؟ قال : لا , ولَكِنَّهُ الَّذِي يُصَلِّي ، ويَصُومُ ، ويَتَصَدَّقُ ، ويَخافُ أَلا يُقبَل مِنهُ.
فَقال : يَروِيهِ مالِكُ بن مِغوَلٍ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ يَحيَى بن يَمانٍ ، عَن مالِكِ بنِ مِغوَلٍ ، عَن عَبدِ الرحمن بنِ سَعِيدِ بنِ وهبٍ ، عَن أَبِيهِ ، عَن عائِشَة وخالَفَهُ ابن عُلَيَّة وأَبُو أُسامَة ، ووَكِيعُ بن الجَرّاحِ ، رَوَوهُ عَن مالِكِ بنِ مِغوَلٍ ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ سَعِيدٍ ، عَن عائِشَة ، لَم يَذكُروا بَينَهُما أَحَدًا.
وَرَواهُ الحَسَنُ بن عَجلان ، وهُو ابن أَبِي جَعفَرٍ الجفري ، عَن مالِكِ بنِ مِغوَلٍ ، فَقال : عَن سَعِيدِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ ، عَن عائِشَة ، ووَهِم فِيهِ ، وإِنَّما هُو عَبد الرَّحمَنِ بن سَعِيدٍ.
وَرَواهُ عَمرو بن قَيسٍ المُلائِيُّ ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ سَعِيدٍ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ الحَسَنُ بن عَونٍ ، عَن سُفيان ، وعَمرِو بنِ رافِعٍ ، عَنِ الحَكَمِ بنِ بشير ، كلاهما عَن عَمرِو بنِ قَيسٍ المُلائِيِّ ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ سَعِيدِ بنِ وهبٍ ، قال : قالَت عائِشَةُ : يا رَسُول الله مُرسَلاً وخالَفَهُما عَبد الرَّحمَنِ بن بِشرِ بنِ الحَكَمِ ؛
فَرَواهُ عَن أَبِيهِ ، عَن عَمرِو بنِ قَيسٍ ، عَن عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ سَعِيدٍ ، عَن عائِشَة ، مُرسَلاً. "

وقال الطبري في تفسيره أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُغِيثٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: {الَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قَالَ: فَذَكَرَ مِثْلَ هَذَا

ليث ضعيف والرجل من أهل مكة قد يكون هو الساقط في حديث عبد الرحمن ومغيث ما عرفته  غير أن ليثاً قد اضطرب

وقال أيضاً حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُشَيْمٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، جَمِيعًا، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «وَيَا ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ أَوْ يَا ابْنَةَ الصِّدِّيقِ هُمُ الَّذِينَ يُصَلُّونَ وَيَفْرَقُونَ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُمْ»

وهذا معضل فليث وهشيم والعوام كلهم ليسوا تابعين بل أتباع تابعين ، وقد يكون مدار أخبارهم على عبد الرحمن فيرجع الخبر إلى الحديث المنقطع فكلهم يصلح أن يكون تلميذاً له ، أو يكونون قد أخذوا من رجل يصل إلى ذلك المجهول الذي أسقطه عبد الرحمن

وعليه فيبعد تصحيح الحديث بمثل هذه الطرق
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم