الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الكلام على زيادة : ( والسل شهادة )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الطبراني في الكبير [1265] حدثنا أحمد قال حدثنا محمد بن المؤمل قال حدثنا بكر بن يحيى بن زبان قال حدثنا مندل بن علي عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال :
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزكاة ثلاث مرار وقال ما تعودون الشهيد فيكم؟
 قالوا الذي يقتل في سبيل الله .
قال إن شهداء أمتي إذا لقليل القتل في سبيل الله شهادة والطاعون شهادة والنفساء شهادة والحرق شهادة والغرق شهادة والسل شهادة والبطن شهادة لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا مندل تفرد به بكر.

أقول: مندل بن علي ضعيف وعامة فقرات الحديث لها شواهد تقويه إلا قوله (والسل شهادة) فشواهده واهية

وهذا السند واهي فإن مندلاً قد خولف في السند والمتن
قال ابن أبي عاصم ابن أبي شيبة في المصنف 19476 : حدثنا يزيد بن هارون عن التيمي عن أبي عثمان عامر بن مالك عن صفوان بن أمية قال الطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن والنفساء

وهذا السند يلتقي مع رواية مندل في أبي عثمان النهدي وهو أصح فدل على نكارة رواية مندل سنداً ومتناً

ومن شواهده الواهية
قال أبو نعيم في معرفة الصحابة 2474 - حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن بكر، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن راشد بن حبيش، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتعلمون من الشهيد؟» فأرم القوم، فقال عبادة: ساندوني، فأسندوه، فقال: يا رسول الله، الصابر المحتسب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن شهداء أمتي إذا لقليل، القتل في سبيل الله شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة، والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة»، قال: وزاد فيها أبو العوام سادن بيت المقدس: «والحرق والسل» وقال شيبان: عن قتادة، فقال: عن راشد، عن عبادة بن الصامت.

أقول: زيادة أبي العوام لا شك منكرة والحديث في المسند برقم (16041) بدون هذه الزيادة وعلى كل السند ضعيف فقتادة لم يسمع مسلم بن يسار كما في جامع التحصيل

وقد روي من حديث عبادة بسند آخر أقوى منه بدون هذه الزيادة عند أحمد في المسند برقم (22736)
وقال الطبراني في الكبير 14583 - حَدَّثَنَا خَلْفُ بن عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بن يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ بن مِلْحَانَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بن هَارُونَ بن عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ:"مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ ", قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ:"إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالْبَطْنُ شَهِيدٌ، وَالْمُتَرَدِّي شَهِيدٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ", زَادَ الْحُلْوَانِيُّ فِي حَدِيثِهِ:"وَالسُّلُ شَهِيدٌ، وَالْحَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالَغَرِيبُ شَهِيدٌ".

أقول: عبد الملك بن هارون بن عنترة متروك له ترجمة حافلة في الميزان

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم