الأحد، 24 نوفمبر 2013

الكلام على حديث : ( أصبت السنة ) لمن تيمم وصلى ثم وجد الماء في الوقت ولم يعد



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال أبو داود في سننه 338 : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي أخبرنا عبد الله بن نافع عن الليث بن سعد عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدري قال خرج رجلان فى سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا طيبا فصليا ثم وجدا الماء فى الوقت فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر ثم أتيا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرا ذلك له فقال للذى لم يعد «أصبت السنة وأجزأتك صلاتك». وقال للذى توضأ وأعاد «لك الأجر مرتين»

أقول: وقد أعل أبو داود هذا الخبر بالإرسال فقال:" وغير ابن نافع يرويه عن الليث عن عميرة بن أبى ناجية عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن النبى -صلى الله عليه وسلم-. قال أبو داود وذكر أبى سعيد الخدرى فى هذا الحديث ليس بمحفوظ وهو مرسل "

وقد نص الطبراني في المعجم الأوسط (8/ 48) على أنه لم يروه موصولاً إلا عبد الله بن نافع:" لم يرو هذا الحديث عن الليث بن سعد إلا عبد الله بن نافع "

وعبد الله بن نافع هو المخزومي وقد تكلم فيه بعض أهل العلم فلا يحتمل منه المخالفة والإنفراد بالوصل

فقال الإمام أحمد:" لم يكن صاحب حديث كان ضعيفا "

وقال الإمام البخاري:" في حفظه شيء "

غير أن روايته عن مالك قوية وممن خالفه يحيى بن أبي بكير كما أوضح ذلك
البيهقي في سننه فقال (1/ 231):"ورواه غير عبد الله بن نافع عن الليث عن عمير بن أبي ناجية عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير عن الليث عن عمير بن أبي ناجية فذكره كذا في كتابي عمير والصواب عميرة بن أبي ناجية "

ويحيى بن عبد الله بن بكير وإن كانه في حفظه كلام إلى أنه من أثبت الناس في الليث قال ابن عدي:" كان جار الليث بن سعد وهو أثبت الناس فيه وعنده عن الليث ما ليس عند أحد"

وأكثر الكلام فيه من أجل روايته عن مالك، ولهذا رجح أبو داود روايته على رواية عبد الله بن نافع

وقد رواه ابن لهيعة من وجه ثالث عن عطاء مرسلاً وفيه مخالفة في السند لرواية الليث

قال البيهقي:" 1032 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود قال: ذكر أبي سعيد في هذا الحديث وهم وليس بمحفوظ وهو مرسل قال الشيخ وفيه اختلاف ثالث أخبرناه أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا القعنبي ثنا بن لهيعة عن بكر بن سوادة عن أبي عبد الله مولى إسماعيل بن عبيد عن عطاء بن يسار أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بمعناه "

وممن رواه عن الليث مرسلاً عبد الله بن المبارك وهذا لا يصمد أمامه عبد الله بن نافع بحال

قال النسائي في سننه434 - أخبرنا سويد بن نصر قال حدثنا عبد الله عن ليث بن سعد قال حدثني عميرة وغيره عن بكر بن سوادة عن عطاء بن يسار أن رجلين: وساق الحديث

أقول: وهذا كله يؤيد ما ذهب إليه الإمام أبو داود من إعلال الحديث بالإرسال، ويبقى معنا الكلام على متن الخبر

فإن فيه إشكالاً إذ أنه أثبت الأجر مرتين لمن اجتهد وخالف السنة، وقد يحمل على أن إعادة الصلاة والحال هذه مستحبة ولكن يشكل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل السنة مع الأول ولم يثبتها للثاني إلا أن يقال أنه أثبتها وزيادة بدليل ذكر الأجرين

وما دام الحديث ضعيفاً فقد زالت كل الإشكالات والله أعلم

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم