الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال أبو نعيم في الحلية (4/196) :" زِيَادُ بْنُ جَرِيرٍ الْأَسْلَمِيُّ
قَالَ الشَّيْخُ رَضِىَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: وَمِنْهُمْ مُعَظِّمُ الْأَمَانَةِ،
وَمُنَظِّمُ الدِّيَانَةِ، الْفَقِيهُ التَّقِيُّ، الْعَامِلُ الْوَفِيُّ: زِيَادُ
بْنُ جَرِيرٍ الْأَسْلَمِيُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ،
ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا
شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ خُنَاسِ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ:
أَقْبَلَتُ مَعَ زِيَادِ بْنِ جَرِيرٍ مِنَ الْكُنَاسَةِ، فَقُلْتُ فِي كَلَامِي: لَا
وَالْأَمَانَةِ. فَجَعَلَ زِيَادٌ يَبْكِي وَيَبْكِي، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي أَتَيْتُ
أَمْرًا عَظِيمًا، فَقُلْتُ لَهُ: أَكَانَ يُكْرَهُ مَا قُلْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، «كَانَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ يَنْهَى
عَنِ الْحَلِفِ بِالْأَمَانَةِ أَشَدَّ النَّهْيِ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا
هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ هُوَ ابْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عَتَّابٍ،
قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ زِيَادِ بْنِ جَرِيرٍ فَسَمِعَ رَجُلًا يَحْلِفُ بِالْأَمَانَةِ،
قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَبْكِي. قُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: «أَمَا
سَمِعْتَ هَذَا يَحْلِفُ بِالْأَمَانَةِ، فَلَأَنْ تُحَكَّ أَحْشَائِي حَتَّى تَدْمَى
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ بِالْأَمَانَةِ»
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ
مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
عَنْ زِيَادِ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ:
" يَا زِيَادُ، أَفِي هَدْمٍ أَنْتُمْ أَمْ فِي بِنَاءٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا،
بَلْ فِي بِنَاءٍ. فَقَالَ عُمَرُ: «أَمَا إِنَّ الزَّمَانَ يَنْهَدِمُ بِزَلَّةِ عَالِمٍ،
وَجِدَالِ مُنَافِقٍ، أَوْ أَئِمَّةٍ مُضِلِّينَ»
أَبُو أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ،
ثنا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ زِيَادِ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: أَتَيْتُ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ لِي: «هَلْ تَدْرِي مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟ يَهْدِمُهُ
زَلَّةُ عَالِمٍ، أَوْ جِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، وَحُكْمُ الْمُضِلِّينَ» .
رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ نَحْوَهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
سَعْدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: كَانَ زِيَادُ بْنُ جَرِيرٍ يَقُولُ: «تَجَهَّزْتُمْ؟»
فَسَمِعَهُ رَجُلٌ يَقُولُ: مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ تَجَهَّزْتُمْ؟ فَيَقُولُ: «تَجَهَّزُوا
لِلِقَاءِ اللهِ تَعَالَى»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ،
ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ
زِيَادِ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: «مَا فَقِهَ قَوْمٌ لَمْ يَبْلُغُوا التُّقَى»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ،
عَنْ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: «وَدِدْتُ أَنِّي فِي دِينٍ
مِنْ حَدِيدٍ، مَعِي فِيهِ مَا يُصْلِحُنِي، لَا أُكَلِّمُ النَّاسَ وَلَا يكَلِّمُونِي،
حَتَّى أَلْقَى اللهَ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا يَعْقُوبُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَالَ لِي زِيَادُ بْنُ جَرِيرٍ:
«خُذْ مِنْ شَعْرِكَ؛ فَإِنَّ فِيهِ فِتْنَةً»
قَالَ: وَكَانَ زِيَادٌ يَقُولُ لَنَا: " سَلُوا اللهَ، يَعْنِي الشَّهَادَةَ،
فَيقَالَ لَهُ: إِنَّهَا مَخْزُونَةٌ. فَيَقُولُ: سَلُوا الْخَازِنَ، فَإِنَّهُ يَغْضَبُ
عَلَى مَنْ لَا يَسْأَلُهُ "
قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي زِيَادَ بْنَ جَرِيرٍ فَيَقُولُ لَهُ:
إِنِّي أُرِيدُ رُسْتَاقَ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ لَهُ: «اقْطَعْ طَرِيقَكَ بِذِكْرِ
اللهِ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سَعْدٍ،
عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدِ، قَالَ: قَالَ لِي زِيَادُ بْنُ جَرِيرٍ: اقْرَأْ عَلَيَّ.
فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ.
الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} [الشرح: 2] فَقَالَ: «يَا ابْنَ أُمِّ زِيَادٍ، أَنُقِضَ
ظَهْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَجَعَلَ يَبْكِي كَمَا يَبْكِي
الصَّبِيُّ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، أَنَّ
زِيَادَ بْنَ جَرِيرٍ الْأَسَدِيَّ، قَالَ: " قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
وَعَلَيَّ طَيْلَسَانُ وَشَارِبِي عَافٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ
فَنَظَرَ [ص:198] إِلَيَّ وَلَمْ يَرُدَّ السَّلَامَ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُ
ابْنَهُ عَاصِمًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ رَمَيْتَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي
الرَّأْسِ، فَقَالَ: سَأَكْفِيكَ ذَلِكَ. فَلَقِيَ أَبَاهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
أَخُوكَ زِيَادُ بْنُ جَرِيرٍ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ.
فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهِ طَيْلَسَانًا، وَرَأَيْتُ شَارِبَهُ
عَافِيًا قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيَّ فَأَخْبَرَنِي، فَانْطَلَقْتُ فَقَصَصْتُ شَارِبِي،
وَكَانَ مَعِي بُرْدٌ شَقَقْتُهُ فَجَعَلْتُهُ إِزَارًا وَرِدَاءً، ثُمَّ أَقْبَلْتُ
إِلَى عُمَرَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، هَذَا أَحْسَنُ
مِمَّا كُنْتَ فِيهِ يَا زِيَادُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا أَبُو حُصَيْنٍ،
عَنْ زِيَادِ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ عَلَى الْمَاصِ، فَكُنْتُ
أَعْشُرُ بَنِي تَغْلِبَ كُلَّمَا أَقْبَلُوا وَأَدْبَرُوا، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَجُلٌ
مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ عَامِلَكَ زِيَادَ بْنَ جَرِيرٍ
يَعْشُرُنَا كُلَّمَا أَقْبَلْنَا وَأَدْبَرْنَا. قَالَ: «سَأَكْفِيكَ ذَلِكَ، فَكَتَبَ
إِلَى زِيَادٍ أَنْ عَشِّرْهُمْ فِي السَّنَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً»"
أقول : هذه الترجمة النفيسة تحرف فيها اسم العلم طوال الترجمة وهو ( زياد
بن حدير ) وليس ( زياد بن جرير ) كما استظهر محقق الحلية !
ولا يوجد في الأعلام من اسمه زياد بن جرير أصلاً
وكتاب الحلية على كثرة فوائده مع الأسف الشديد لم يحظ بتحقيق علمي جاد
، ومحققه يخبط خبط عشواء ، فيحرف ( ابن خفيف ) إلى ( ابن حنيف ) وغيرها من التحريفات
وترى في قراءته للأسانيد أعاجيب لا تجيء
فأحث طلبة العلم الجادين أن يعنوا بهذا الكتاب الذي جمع نفائس عظيمة من
أخبار السلف وينقحوا أسانيده
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم