الخميس، 12 أكتوبر 2017

برهان كذب شيخ الرافضة الصدوق على علماء أهل السنة ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                                                       أما بعد :
 
فإن المناقشة الموضوعية الدقيقة للمذاهب المنحرفة ينبغي أن تبدأ من النظر في مصادر التلقي عندهم

وخلال نظري في مذاهب الإمامية رأيتهم يعتمدون بشكل كبير على مرويات عدد من مصنفيهم من أشهرهم الملقب ب( الصدوق ) وهذا الرجل الناظر المتخصص لا يشك في كذبه ولكن يمكن أن نوصل هذا الأمر لغير المتخصصين وللخصوم هذا هو مربط الفرس

ومن خلال نظري في أمالي الصدوق وجدت البرهان الدامغ الذي يقنع كل منصف متجرد من الهوى

ألا وهو أن الصدوق روى أخباراً كثيرة من طريق علماء أهل السنة كالثوري والأوزاعي ومالك وسعيد بن جبير وبعض أعيان رواياتهم بروايات لا وجود لها في كتب أهل السنة الجامعة لحديثهم ولا وجود لها في مؤلفاتهم ولا مؤلفات تلاميذهم

فهل الصدوق وحده من سمعها أو بقية شيوخه

وعندنا سفيان الثوري مثلاً لا يروي حديثاً مرفوعاً عن رسول الله إلا ويكاد يتواتر عنه لكثرة أصحابه وتلاميذه والأمر نفسه مع مالك

والآن مع أكاذيب الصدوق !

وقد اخترت نماذج فحسب


الكذبة الأولى : أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني، قال: حدثنا معاذ بن المثنى العنبري، قال: حدثنا عبد الله بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي وائل، عن وهب بن منبه، قال: وجدت في بعض كتب الله عز وجل: أن يوسف (عليه السلام) مر في موكبه على امرأة العزيز وهي جالسة على مزبلة، فقالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا، أصابتنا فاقة فتصدق علينا. فقال يوسف (عليه السلام): غموط النعم  سقم دوامها، فراجعي ما يمحص عنك دنس الخطيئة، فإن محل الاستجابة قدس القلوب وطهارة الاعمال. فقالت: ما اشتملت بعد على هيئة التأثم ، وإني لاستحيي أن يرى الله لي موقف استعطاف ولما تهريق العين عبرتها، ويؤدي الجسد ندامته. فقال لها يوسف: فجدي، فالسبيل هدف الامكان قبل مزاحمة العدة  ونفاد المدة. فقالت: هو عقيدتي، وسيبلغك إن بقيت بعدي. فأمر لها بقنطار من ذهب، فقالت: القوت بتة ، ما كنت لارجع إلى الخفض وأنا مأسورة في السخط. فقال بعض ولد يوسف ليوسف: يا أبه، من هذه التي قد تفتت لها كبدي، ورق لها قلبي؟ قال: هذه دابة الترح  في حبال الانتقام. فتزوجها يوسف (عليه السلام)، فوجدها بكرا، فقال: أنى وقد كان لك بعل؟! فقالت: كان محصورا بفقد الحركة وصرد المجاري

هذه الرواية ملفقة السند فسفيان الإمام ومنصور الإمام وأبو وائل الإمام لا يروى عنهم هذه القصة في الكتب وأبو وائل لا يروي عن وهب بن منبه بل هو أكبر منه بكثير وعامة روايته عن الصحابة فكيف ينزل ويروي عن وهب الذي في سن أبنائه ووهب ما سمع إلا من بعض صغار الصحابة

فهذا كذب ظاهر

الكذبة الثانية : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر، قال: حدثنا أحمد بن علي الرملي، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق المروزي، قال: حدثنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي هارون العبدي، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علي بن أبي طالب أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأصحهم دينا، وأفضلهم يقينا، وأحلمهم حلما، وأسمحهم كفا، وأشجعهم قلبا، وهو الامام والخليفة بعدي.

هذا الحديث واضح الوضع يحيى بن أبي كثير إمام من أئمة أهل السنة المعروفين بالرواية ومن الستة الذين عليهم مدار الإسناد ولا وجود لهذا الحديث ولو مختصراً في الكتب وليس له رواية عن أبيه فيما أعرف وإسماعيل لا يعرف بالرواية عن يحيى فهذا إسناد عجب ومتن عجب

وبالعقل هل يمكن أن يحدث جابر بحديث كهذا وهو رجل معروف أنه من عموم الصحابة الذين بايعوا الصديق والفاروق



الكذبة الثالثة : حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا إبراهيم بن عمروس الهمداني بهمدان، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن إسماعيل القحطبي، قال: حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن أبيه، عن الاوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن مرة، عن سلمة بن قيس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علي في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الارض، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الارض، أعطى الله عليا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الارض لوسعهم، وأعطاه من الفهم جزءا لو قسم على أهل الارض لوسعهم، شبهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى، وزهده بزهد أيوب، وسخاءه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داود، وقوته بقوة داود. له اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة، بشرني به ربي وكانت له البشارة عندي، علي محمود عند الحق، مزكى عند الملائكة، وخاصتي وخالصتي، وظاهرتي  و مصباحي، وجنتي ورفيقي، آنسني به ربي عز وجل، فسألت ربي أن لا يقبضه قبلي، وسألت أن يقبضه شهيدا، أدخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر، وقصور علي كعدد البشر. علي مني وأنا من علي، من تولى عليا فقد تولاني، حب علي نعمة، واتباعه فضيلة، دان به الملائكة، وحفت  به الجن الصالحون، لم يمش على الارض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا، لم يك قط عجولا، ولا مسترسلا لفساد، ولا متعندا ، حملته الارض فأكرمته، لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد كان أكرم خروجا منه، ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا، أنزل الله عليه الحكمة، ورداه  بالفهم، تجالسه الملائكة ولا يراها، ولو أوحي إلى أحد بعدي لاوحي إليه، فزين الله به المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب  به البلاد، وأعز به الاجناد، مثله كمثل بيت الله الحرام، يزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة، ومثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت الدنيا، وصفه الله في كتابه، ومدحه بآياته، ووصف فيه آثاره، وأجرى  منازله، فهو الكريم حيا والشهيد ميتا.

أقول : يحيى بن أبي كثير تقدم الكلام عليه

وهنا الخبر يذكر من طريق الأوزاعي ! وهو إمام أهل الشام في عصره وهذا الخبر لا يعرف في كتب الإسلام عنهم

والأوزاعي عندهم شامي ناصبي كيف يروي خبراً كهذا ! ولو كان أئمة أهل السنة يروون هذه الأخبار لما اختلف الناس في فضل علي بن أبي طالب على غيره ولا يعرف في شيوخ يحيى بن أبي كثير رجل اسمه عبد الله بن مرة



الكذبة الرابعة : حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (رحمه الله)، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن خالد، قال: حدثنا محمد ابن درستويه الفارسي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثني حماد بن أبي سليمان، عن أنس، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: من صام يوما من رجب إيمانا واحتسابا، جعل الله تبارك وتعالى بينه وبين النار سبعين خندقا، عرض كل خندق ما بين السماء والارض (

أبو داود الطيالسي له مسند معروف فيه حديثه وشعبة هو إمام من أئمة المسلمين لا يروي حديثاً مرفوعاً إلا ويتواتر عنه من عناية الناس بالرواية عنه

ولا وجود لهذا الحديث في مصادر المسلمين كلها من طريق هؤلاء الأعلام وهو حديث في فضل رجب فلا يقال أن الناس كتموه بغضاً في أحد أو حباً في أحد بل هو مخترعات الصدوق



الكذبة الخامسة :  عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك، والمحب له مؤمن، والمبغض له منافق، والمقتفي لاثره لاحق، والمحارب له مارق، والراد عليه زاهق، علي نور الله في بلاده، وحجته على عباد، علي سيف الله على أعدائه، ووارث علم أنبيائه، علي كلمة الله العليا، وكلمة أعدائه السفلى، علي سيد الاوصياء، ووصي سيد الانبياء، علي أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، وإمام المسلمين، لا يقبل الله الايمان إلا بولايته وطاعته

أقول : عامة الرافضة يحكمون بخيانة ابن عباس فهل يعقل أن يحدث بهذا الحديث ومشهور أنه لم يكن مع علي في كل ما أراد

وزياد بن المنذر هو إمام الطائفة الجارودية كذاب معروف ولكنه لا يعرف بالرواية عن سعيد بن جبير !

الكذبة السادسة : حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسني، قال: أخبرنا أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي ، قال: حدثنا محمد ابن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي، قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري، قال: حدثنا شريك، عن سالم الافطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي، شيعتك هم الفائزون يوم القيامة، فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك، ومن أهانك فقد أهانني، ومن أهانني أدخله الله نار جهنم خالدا فيها وبئس المصير. يا علي، أنت مني وأنا منك، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا، فمن أحبهم فقد أحبنا، ومن أبغضهم فقد أبغضنا، ومن عاداهم فقد عادانا، ومن ودهم فقد ودنا. يا علي، إن شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب وعيوب. يا علي، أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام المحمود، فبشرهم بذلك.

سالم الأفطس مرجيء معروف
و قال أحمد بن عبد الله العجلى : جزرى ثقة ، و كان مع بنى أمية ، فلما ولى بنو
العباس أرسلوا إليه رجلا ـ و هو فى مسجد حران ـ فأخرجه إلى باب المسجد فضرب
عنقه

فرجل من شيعة بني أمية كيف يروي مثل هذا ! ولا وجود لهذا الحديث في عموم كتب الإسلام والرافضة لا ينازعون في كون هؤلاء من أهل السنة


الكذبة السابعة :حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا الحسن بن محمد المروزي، عن أبيه، عن يحيى بن عياش، قال: حدثنا علي بن عاصم الواسطي، قال: أخبرني عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد تذاكر أصحابه عنده فضائل شعبان، فقال: شهر شريف، وهو شهري، وحملة العرش تعظمه وتعرف حقه، وهو شهر تزاد فيه أرزاق المؤمنين كشهر رمضان، وتزين فيه الجنان، وإنما سمي شعبان لانه تتشعب فيه أرزاق المؤمنين، وهو شهر العمل فيه مضاعف، الحسنة بسبعين، والسيئة محطوطة، والذنب مغفور، والحسنة مقبولة، والجبار جل جلاله يباهي فيه بعباده، وينظر إلى صوامه وقوامه، فيباهي بهم حملة العرش. فقام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، صف لنا شيئا من فضائله لنزداد رغبة في صيامه وقيامه، ولنجتهد للجليل عز وجل فيه. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): من صام أول يوم من شعبان كتب الله له سبعين حسنة، الحسنة.

وهذا كذب أصلع من اختراع القمي فعلي بن عاصم وعطاء وسعيد وابن عباس أحاديثهم مجموعة ومعروفة ولم يخرج أحد عنهم هذا الحديث مع كونه في فضائل شعبان يعني لا يوجد لأحد سبب في كتمه ويا ليت شعري كيف يكون مكتوما والقمي يحدث به

الكذبة الثامنة : قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): معاشر الناس، من أحسن من الله قيلا، وأصدق من الله حديثا؟ معاشر الناس، إن ربكم جل جلاله أمرني أن اقيم لكم عليا علما وإماما وخليفة ووصيا، وأن أتخذه أخا ووزيرا. معاشر الناس، إن عليا باب الهدى بعدي، والداعي إلى ربي، وهو صالح المؤمنين (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إننى من المسلمين). معاشر الناس إن عليا مني، ولده ولدي، وهو زوج حبيبتي، أمره أمري، ونهيه نهيي. معاشر الناس، عليكم بطاعته واجتناب معصيته، فإن طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي. معاشر الناس، إن عليا صديق هذه الامة وفاروقها ومحدثها، إنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها، إنه باب حطتها، وسفينة نجاتها، وإنه طالوتها وذو قرنيها. معاشر الناس، إنه محنة الورى، والحجة العظمى، والآية الكبرى، وإمام أهل الدنيا، والعروة الوثقى. معاشر الناس، إن عليا مع الحق، والحق معه، وعلى لسانه. معاشر الناس، إن عليا قسيم النار، لا يدخل النار ولي له، ولا ينجو منها عدو له، إنه قسيم الجنة، لا يدخلها عدو له، ولا يزحزح عنها ولي له. معاشر أصحابي، قد نصحت لكم، وبلغتكم رسالة ربي، ولكن لا تحبون الناصحين. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

تهاويل هذا الحديث عجيبة وكل من يعرف رأي الرافضة في ابن عباس يعلم أنه عندهم قبل عندنا يستحيل أن يحدث بمثل هذا ولا وجود لهذا الحديث إلا عند هذا الرجل

الكذبة التاسعة :أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني، قال حدثنا أحمد بن صالح، عن حكيم بن عبد الرحمن، قال: حدثني مقاتل بن سليمان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا علي، أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، إلا أنه لا نبي بعدي. يا علي، أنت وصيي وخليفتي، فمن جحد وصيتك وخلافتك فليس مني ولست منه، وأنا خصمه يوم القيامة. يا علي، أنت أفضل أمتي فضلا، وأقدمهم سلما، وأكثرهم علما، وأوفرهم حلما، وأشجعهم قلبا، وأسخاهم كفا. يا علي أنت الامام بعدي والامير، وأنت الصاحب بعدي والوزير، ومالك في أمتي من نظير. يا علي، أنت قسيم الجنة والنار، بمحبتك يعرف الابرار من الفجار، ويميز بين الاشرار والاخيار، وبين المؤمنين والكفار. وصلى الله على رسوله محمد وآله.

أقول : مقاتل بن سليمان كذاب نعم ولكن لا تعرف له أي رواية عن جعفر الصادق والصادق ليس مذكوراً في شيوخه وشيوخه كلهم من التابعين والصادق من أتباع التابعين وهذا تفسير مقاتل موجود لو كان الصادق من شيوخه لروى عنه ولو رواية واحدة حتى

الكذبة العاشرة : حدثنا محمد بن إبراهيم المعاذي، قال: حدثنا أحمد بن حيويه  الجرجاني المذكر، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن بلال ، قال: حدثنا أبو محمد، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن كرام، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا معاوية بن إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس: ما لمن صام شهر رمضان وعرف حقه؟ قال: تهيأ - يا بن جبير - حتى أحدثك بما لم تسمع أذناك، ولم يمر على قلبك، وفرغ نفسك لما سألتني عنه، فما أردته هو علم الاولين والآخرين. قال سعيد بن جبير: فخرجت من عنده، فتهيأت له من الغد، فبكرت إليه مع طلوع الفجر، فصليت الفجر، ثم ذكرت الحديث، فحول وجهه إلي، فقال: اسمع مني ما أقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لو علمتم ما لكم في رمضان لزدتم لله تعالى ذكره شكرا، إذا كان أول ليلة غفر الله عزوجل لامتي الذنوب كلها، سرها وعلانيتها، ورفع لكم ألفي ألف درجة، وبنى لكم خمسين مدينة. وكتب الله عزوجل لكم يوم الثاني بكل خطوة تخطونها في ذلك اليوم عبادة سنة، وثواب نبي، وكتب لكم صوم سنة. وأعطاكم الله عزوجل يوم الثالث بكل شعرة على أبدانكم قبة في الفردوس من درة بيضاء، في أعلاها اثنا عشر ألف بيت من النور، وفي أسفلها اثنا عشر ألف بيت، في كل بيت ألف سرير، على كل سرير حوراء، يدخل عليكم كل يوم ألف ملك، مع كل ملك هدية. وأعطاكم الله عزوجل يوم الرابع في جنة الخلد سبعين ألف إلى آخر الحديث.

ترك الصدوق الدنيا كلها وجاء يكذب على سفيان بن عيينة الذي عمر في الحديث وروايته حتى تتلمذ عليه المئات بحيث لا يمكن أن ينفرد عنه بحديث والرجل إذا أراد فضح نفسه يروي عن ابن عيينة حديثاً لا يعرفه الناس ، والعجيب أن ابن عيينة على كثرة شيوخه فليس معاوية بن إسحاق منهم ! مما يدل على أن الصدوق يلفق الأسانيد من عنده وهذا حديث في الفضائل لو كان صحيحاً لرواه كل الناس وابن عيينة هو شيخ الشافعي وأحمد والحميدي وإسحاق وغيرهم ممن لهم كتب مطبوعة مستقصية بين أيدينا


الكذبة الحادية عشر :  حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ثابت بن كنانة، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن العباس أبو جعفر الخزاعي، قال: حدثنا حسن بن الحسين العرني، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عباس، قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فخطب، واجتمع الناس إليه، فقال (صلى الله عليه وآله): يا معشر المؤمنين، إن الله عزوجل أوحى إلي أني مقبوض، وأن ابن عمي عليا مقتول، وإني - أيها الناس - أخبركم خبرا، إن عملتم به سلمتم، وإن تركموه هلكتم، إن ابن عمي عليا هو أخي ووزيري، وهو خليفتي، وهو المبلغ عني، وهو إمام المتقين، قائد الغر المحجلين، إن استرشدتموه أرشدكم، وإن تبعتموه نجوتم، وإن خالفتموه ضللتم، وإن أطعتموه فالله أطعتم، وإن عصيتموه فالله عصيتم، وإن بايعتموه فالله بايعتم، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم. إن الله عزوجل أنزل علي القرآن، وهو الذي من خالفه ضل، ومن ابتغى علمه عند غير علي هلك. أيها الناس، اسمعوا قولي، واعرفوا حق نصيحتي، ولا تخلفوني في أهل بيتي إلا بالذي أمرتم به من حفظهم، فإنهم حامتي (1) وقرابتي وإخوتي وأولادي، وإنكم مجموعون ومساءلون عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. إنهم أهل بيتي، فمن آذاهم آذاني، ومن ظلمهم ظلمني، ومن أذلهم أذلني، ومن أعزهم أعزني، ومن أكرمهم أكرمني، ومن نصرهم نصرني، ومن خذلهم خذلني، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني أيها الناس، اتقوا الله، وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه، فإني خصم لمن آذاهم، ومن كنت خصمه خصمته، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

وهذا كذب عجب إذ كيف يحدث ابن عباس بهذا ويفضح نفسه وأباه والمهاجرين والأنصار ولو كان حقاً لصارت حرباً عظيمة بين الناس حتى يتقلد علي الخلافة ولا وجود لهذا الخبر في الكتب وعطاء بن السائب من رجال أهل السنة

الكذبة الثانية عشر : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)، قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح بن سعد التميمي، عن أبيه، قال: حدثنا أحمد بن هشام، قال: حدثنا منصور بن مجاهد، عن الربيع بن بدر، عن سوار بن منيب، عن وهب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لله تبارك وتعالى ملكا يسمى سخائيل يأخذ البروات للمصلين عند كل صلاة من رب العالمين جل جلاله، فإذا أصبح المؤمنون وقاموا وتوضؤوا وصلوا صلاة الفجر، أخذ من الله عز وجل براءة لهم، مكتوب فيها: أنا الله الباقي، عبادي وإمائي في حرزي جعلتكم، وفي حفظي، وتحت كنفي صيرتكم، وعزتي لا خذلتكم، وأنتم مغفور لكم ذنوبكم إلى الظهر. فإذا كان وقت الظهر فقاموا وتوضؤوا وصلوا، أخذ لهم من الله عزوجل البراءة الثانية، مكتوب فيها: أنا الله القادر، عبادي وإمائي بدلت سيئاتكم حسنات، وغفرت لكم السيئات، وأحللتكم برضاي عنكم دار الجلال. فإذا كان وقت العصر فقاموا وتوضؤوا وصلوا أخذ لهم من الله عزوجل البراءة الثالثة، مكتوب فيها أنا الله الجليل، جل ذكري وعظم سلطاني، عبيدي وإمائي حرمت أبدانكم على النار، وأسكنتكم مساكن الابرار، ودفعت عنكم برحمتي شر الاشرار. فإذا كان وقت المغرب فقاموا وتوضؤوا وصلوا، أخذ لهم من الله عزوجل البراءة الرابعة، مكتوب فيها: أنا الله الجبار الكبير المتعال، عبيدي وإمائي صعد ملائكتي من عندكم با لرضا، وحق علي أن أرضيكم وأعطيكم يوم القيامة منيتكم. فإذا كان وقت العشاء فقاموا وتوضؤوا وصلوا، أخذ لهم من الله عزوجل البراءة الخامسة، مكتوب فيها: إني أنا الله لا إله غيري، ولا رب سواي، عبادي وإمائي في بيوتكم تطهرتم، وإلى بيوتي مشيتم، وفي ذكري خضتم، وحقي عرفتم، وفرائضي أديتم، أشهدك يا سخائيل وسائر ملائكتي أني قد رضيت عنهم. قال: فينادي سخائيل بثلاث أصوات كل ليلة بعد صلاة العشاة: يا ملائكة الله، إن الله تبارك وتعالى قد غفر للمصلين الموحدين. فلا يبقى ملك في السماوات السبع إلا استغفر للمصلين، ودعا لهم بالمداومة على ذلك، فمن رزق صلاة الليل من عبد أو أمة، قام لله عزوجل مخلصا، فتوضأ وضوءا سابغا، وصلى لله عزوجل بنية صادقة وقلب سليم وبدن خاشع وعين دامعة، جعل الله تبارك وتعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة، في كل صف ما لا يحصي عددهم إلا الله تبارك وتعالى، أحد طرفي كل صف بالمشرق والآخر بالمغرب.

حديث موضوع كما ترى والربيع بن بدر ووهب من رجال أهل السنة ومع ذلك هذا الحديث غير مذكور في كتبهم وهو حديث فضائل

الكذبة الثالثة عشر : حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي (رحمه الله)، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن مالك بن أنس، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام)، قال: جاء الفقراء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالوا: يا رسول الله، إن للاغنياء ما يعتقون به وليس لنا، ولهم ما يحجون به وليس لنا، ولهم ما يتصدقون به وليس لنا، ولهم ما يجاهدون به وليس لنا. فقال (صلى الله عليه وآله): من كبر الله تبارك وتعالى مائة مرة كان أفضل من عتق مائة رقبة، ومن سبح الله مائة مرة كان أفضل من سياق مائة بدنة، ومن حمد الله مائة مرة كان أفضل من حملان مائة فرس في سبيل الله بسرجها ولجمها وركبها، ومن قال: لا إله إلا الله مائة مرة كان أفضل الناس عملا ذلك اليوم إلا من زاد. قال: فبلغ ذلك الاغنياء فصنعوه، قال: فعادوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقالوا: يا رسول الله، قد بلغ الاغنياء ما قلت فصنعوه. فقال (صلى الله عليه وآله): ذلك فضل الله يؤتيه

الإمام مالك المذكور في هذا السند له الموطأ فيه كل أحاديثه والكذب عليه فج وقبيح فهو رجل إمام تلاميذه ملأوا الأمصار والانفراد عنه عسير

الكذبة الرابعة عشر :  حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من دان بديني وسلك منهاجي واتبع سنتي، فليدن بتفضيل الائمة من أهل بيتي على جميع امتي، فإن مثلهم في هذه الامة مثل باب حطة في بني إسرائيل.

أقول : عكرمة وابن عباس من رجال أهل السنة وإن مما يستحيل عقلاً تحديثهم بهذا عند الرافضة قبل أهل السنة



الكذبة الرابعة عشر : حدثنا يعقوب بن يوسف بن يعقوب الفقيه شيخ لاهل الري، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار البغدادي، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكندي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك، قال: حدثنا أبي، عن الاعمش، عن عطاء، قال: سألت عائشة عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقالت: ذاك خير البشر، ولا يشك فيه إلا كافر.

عطاء بن أبي رباح تابعي من علماء أهل السنة وإنما إدراكه لعائشة بعد وفاة علي فكيف تحدثه عائشة بهذا ؟! وهي عند الرافضة كافرة به

الكذبة الخامسة عشر : حدثنا محمد بن موسى ابن السندي، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان، عن أبي الزبير المكي، قال: رأيت جابرا متوكئا على عصاه وهو يدور في سكك الانصار ومجالسهم، وهو يقول: علي خير البشر، فمن أبى فقد كفر. يا معشر الانصار، أدبوا أولادكم على حب علي، فمن أبى فانظروا في شأن أمه.

أبو الزبير من رجال كتب السنة فكيف يروي هذا ؟ وهو عالم من علماء مكة ثم انظر العجب في موضوع قذف أم من يبغض علياً وعند الرافضة روايات أن عقيلاً كان ضد علي

الكذبة السادسة عشر :حدثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التميمي الخرقاني (رحمه الله)، قال: حدثنا جعفر بن محمد المكي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدائني، عن محمد بن زياد، عن المغيرة، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، قال: كنا جلوسا في مجلس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان، فقال أبو الدرداء: يا قوم، ألا أخبركم بأقل القوم مالا، وأكثرهم ورعا، وأشدهم اجتهادا في العبادة؟ قالوا: من؟ قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام). قال: فو الله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرض عنه بوجهه، ثم انتدب له رجل من الانصار، فقال له: يا عويمر، لقد تكلمت بكلمة ما وافقك عليها أحد منذ أتيت بها فقال أبو الدرداء: يا قوم، إني قائل ما رأيت، وليقل كل قوم منكم ما رأوا، شهدت علي بن أبي طالب (عليه السلام):وأكمل الحديث

هذا كذب واضح فأبو الدرداء كان في الشام لما ولد عروة وترعرع في المدينة ولما مات أبو الدرداء كان عمر عروة تسع سنين فقط وأبو الدراء كان في الشام وهذا الخبر فيه كذب على سفيان وهشام بن عروة وعروة فكلهم مكثر وله تلاميذ ولا يعرف هذا الحديث عنهم في الكتب وواضح أنه اختراع

الكذبة السابعة عشر : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أبي، عن محمد ابن عبد الجبار، عن أبي أحمد الازدي، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى آخى بيني وبين علي بن أبي طالب، وزوجه ابنتي من فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك مقربي ملائكته، وجعله لي وصيا وخليفة، فعلي مني وأنا منه، محبه محبي، ومبغضه مبغضي، وإن الملائكة لتتقرب إلى الله بمحبته.

تقدم الكلام على عكرمة وابن عباس

الكذبة الثامنة عشر : حدثنا أحمد بن محمد بن حمدان المكتب، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الصفار حدثنا يحيى بن المغيرة، قال: حدثنا جرير، عن الاعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليلة أسري بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي، فأدخلني الجنة، وأجلسني على درنوك  من درانيك الجنة، فناولني سفرجلة، فانفلقت بنصفين، فخرجت منها حوراء كأن أشفار عينيها مقاديم  النسور، فقالت: السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا محمد. فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قالت: أنا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أنواع: أسفلي من المسك، وأعلاي من الكافور، ووسطى من العنبر، وعجنت بماء الحيوان، قال الجليل: كوني، فكنت، خلقت لابن عمك ووصيك ووزيرك علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

أقول جرير تلميذ الأعمش من ثقات أهل السنة والأعمش من كبار الثقات على تشيع عنده بلا غلو ولا وجود لهذا الحديث عنهم حتى في كتب الموضوعات

الكذبة التاسعة عشر : حدثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا الفضل بن الصقر العبدي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الاعمش، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليه خميصة  وقد اشتمل بها، فقيل: يا رسول الله، من كساك هذه القميصة؟ فقال: كساني حبيبي وصفيي، وخاصتي وخالصتي، والمؤدي عني، ووصيي ووارثي وأخي، وأول المؤمنين إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأسمح الناس كفا، سيد الناس بعدي، قائد الغر المحجلين، إمام أهل الارض علي بن أبي طالب، فلم يزل يبكي حتى ابتل الحصى من دموعه شوقا إليه.

أقول : قاتل الله الكذب الأعمش أكبر من الصادق ولا يروي عنه وأحاديث الأعمش تملأ الكتب وليس فيها حديث واحد عن الصادق وأبو معاوية تلميذه أوثق الناس فيه وأحاديثه تملأ الكتب وهو رجل مرجيء يبعد أن يروي مثل هذا

الكذبة العشرون :حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، قال: حدثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح، قال: حدثني محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن الاوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن حبيب بن الجهم، قال: لما رحل بنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى بلاد صفين، نزل بقرية يقال لها صندوداء، ثم أمرنا فعربنا عنها، ثم عرس  بنا في أرض بلقع  فقام إليه مالك بن الحارث الاشتر، فقال: يا أمير المؤمنين، أتنزل الناس على غير ماء! فقال: يا مالك، إن الله عز وجل سيسقينا في هذا المكان ماء أعذب من الشهد، وألين من الزبد الزلال، وأبرد من الثلج، وأصفى من الياقوت، فتعجبنا ولا عجب من قول أمير المؤمنين (عليه السلام). ثم أقبل يجر رداءه، وبيده سيفه، حتى وقف على أرض بلقع، فقال: يا مالك، احتفر أنت وأصحابك. فقال مالك: احتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة، فيها حلقة تبرق كاللجين ، فقال لنا: روموها، فرمناها بأجمعنا ونحن مائة رجل، فلم نستطع أن نزيلها عن موضعها، فدنا أمير المؤمنين (عليه السلام) رافعا يده إلى السماء يدعو، وهو يقول: طاب طاب مريا عالم طيبوا ثابوثه شمثيا كوبا حاحانو ثاتو ديثابر حوثا، آمين آمين رب العالمين، رب موسى وهارون، ثم اجتذبها فرماها عن العين أربعين ذراعا. قال مالك بن الحارث الاشتر: فظهر لنا ماء أعذب من الشهد، وأبرد من الثلج، وأصفى من الياقوت، فشربنا وسقينا، ثم رد الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب، ثم ارتحل، فما سرنا إلا غير بعيد، قال: من منكم يعرف موضع العين؟ فقلنا: كلنا، يا أمير المؤمنين. فرجعنا فطلبنا العين فخفي مكانها علينا أشد خفاء، فظننا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد رهقه العطش، فأومأنا بأطرافنا، فإذا نحن بصومعة  راهب فدنونا منها، فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فقلنا: يا راهب، عندك ماء نسقي منه صاحبنا. قال: عندي ماء قد استعذبته منذ يومين. فأنزل إلينا ماء مرا خشنا ، فقلنا: هذا قد استعذبته منذ يومين! فكيف لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا؟ وحدثناه بالامر، فقال: صاحبكم هذا نبي؟ قلنا: لا، ولكنه وصي نبي. فنزل إلينا بعد وحشته منا، وقال: انطلقوا بي إلى صاحبكم. فانطلقنا به، فلما بصر به أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: شمعون؟ قال الراهب: نعم شمعون، هذا اسم سمتني به أمي، ما أطلع عليه أحد إلا الله تبارك وتعالى، ثم أنت، فكيف عرفته، فأتم حتى أتمه لك؟ قال: وما تشاء يا شمعون؟ قال: هذا العين واسمه. قال: هذا عين راحوما وهو من الجنة، شرب منه ثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا وأنا آخر الوصيين شربت منه. قال الراهب: هكذا وجدت في جميع كتب الانجيل، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك وصي محمد (صلى الله عليه وآله). ثم رحل أمير المؤمنين (عليه السلام) والراهب يقدمه حتى نزل صفين، ونزل معه بعابدين  والتقى الصفان، فكان أول من أصابته الشهادة الراهب، فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) وعيناه تهملان وهو يقول: المرء مع من أحب، الراهب معنا يوم القيامة، ورفيقي في الجنة

أقول : وهذه كذبة ضخمة فقد اجتمع في الإسناد سفيان الثوري إمام أهل الكوفة والأوزاعي إمام أهل الشام ويحيى بن أبي كثير إمام أهل اليمامة

ولو كان هؤلاء الأعلام يحدثون بهذه الأمور لغلب على الناس التشيع في تلك الأقطار ولا يعرف لحبيب بن الجهم رواية ولا يعرف في التابعين رجل بهذا الاسم


الكذبة الحادية والعشرون : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله)، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يوسف بن عقيل، عن إسحاق بن راهويه، قال: لما وافى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) نيسابور، وأراد أن يرحل منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث، فقالوا له: يا بن رسول الله، ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك، وقد كان قعد في العمارية فأطلع رأسه، وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: سمعت جبرئيل (عليه السلام) يقول: سمعت الله عز وجل يقول: لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن عذابي. فلما مرت الراحلة نادانا: بشروطها، وأنا من شروطها.

أقول : إسحاق بن راهوية إمام خراسان في عصره وهو من كبار النواصب عند الرافضة فهو قرين أحمد ابن حنبل فكيف يروي مثل هذا وهذا مسنده موجود ليس فيه أي حديث عن الرضا ! والرواية عن الرضا لا تعيب وهو نسيب الخليفة

الكذبة الثانية والعشرون :حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلي بن محمد البصري، عن جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن عليا وصيي وخليفتي، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، ومن ناواهم فقد ناواني، ومن جفاهم فقد جفاني، ومن برهم فقد برني، وصل الله من وصلهم، وقطع من قطعهم، ونصر من نصرهم، وأعان من أعانهم، وخذل من خذلهم، اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت، فعلي وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

تقدم الكلام على سعيد بن جبير وابن عباس وهذا الحديث لا يروى في كتب أهل السنة بهذا اللفظ

الكذبة الأخيرة : حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عن محمد بن يزيد، عن سفيان الثوري، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: من صام يوما من رجب في أوله أو في وسطه أو في آخره غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام ثلاثة أيام من رجب في أوله وثلاثة أيام في وسطه وثلاثة أيام في آخره غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن أحيا ليلة من ليالي رجب أعتقه الله من النار وقبل شفاعته في سبعين ألف رجل من المذنبين، ومن تصدق بصدقة في رجب ابتغاء وجه الله أكرمه الله يوم القيامة في الجنة من الثواب بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

أقول : وهذا الخبر كذب على الثوري لا وجود في كتب أهل السنة من طريقه وهو اختراع واضح وسفيان إذا روى المرفوع تواتر عنه فكيف بإسناد كهذا وخبر في الفضائل

والخلاصة أن الكذوب الذي يسميه الرافضة الصدوق يروي عن علماء أهل السنة ما يستحيل عليهم روايته وما لا يوجد في كل مصادر أهل السنة المعنية بجمع حديثهم حتى المعنية بجمع الغرائب والمناكير والموضوعات وهذا يقتضي أنه كذاب بيقين ساقط العدالة وأن الطائفة التي أجمعت على عدالته طائفة ضالة والواجب اطراح جميع أحاديثه وأخباره   
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم