الأحد، 2 يوليو 2017

حين يجمح الخيال المريض بالمنصرين وأتباعهم من الملاحدة ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                                                       أما بعد :
 
فهذا مقال للاستجمام والضحك على سخف عقول المنصرين وأتباعهم من الملاحدة وكما يقال من يبصق على السماء يرتد بصاقه على وجهه

حاول بعض المنصرين ادعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد بعد وفاة والده بأربع سنين !

وبنى هذه الدعوى على ثلاث روايات

الأولى : أن عبد المطلب تزوج زوجته التي ولدت له العباس في نفس اليوم الذي تزوج فيه والد النبي أمه

الثانية : أن العباس قيل أنه أسن من النبي بأربع سنين

الثالثة : أن والد النبي ما مكث مع أمه إلا عدة أشهر !

ولو سقطت رواية واحدة من هذه الروايات فإن الإشكال سيسقط تماماً ( ولا إشكال حتى لو صحت كلها )

والعجيب أن هذا المنصر يكفر بكل معجزات النبي صلى الله عليه وسلم المتواترة ثم يصدق بهذه ؟!

فقد رويت معجزات عديدة حتى في ولادة النبي صلى الله عليه وسلم

والحقائق التاريخية قاضية بأن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كان طبيعياً تماماً بدليل كفالة جده له ثم كفالة عمه واعتراف المشركين بنسبه وعدم طعنهم به عند أشد الخصومات

والآن سأسرد روايات تاريخية لا تقل عن التي اعتمد عليها النصراني بل هي أقوى منها تذكر أن والد النبي مات والنبي حمل !

قال الطبري في تاريخه : (قال ابن اسحاق) هلك عبد الله بن عبد المطلب أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم رسول الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة حامل به * وأما هشام فانه قال توفى عبد الله أبو رسول الله بعد ما أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون شهرا

قال ابن سعد في الطبقات 177- وأَخبَرنا وهبُ بن جَرير بن حازِمٍ، أَخبَرنا أَبي قالَ: سَمِعتُ أَبا يَزيدَ المَدَنيَّ قالَ: نُبِّئتُ أَنَّ عَبدَ الله أَبا رَسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أَتَى عَلَى امرَأَةٍ مِن خَثعَم فَرَأَت بَينَ عَينَيه نورًا ساطِعًا إِلَى السَّماء فَقالَت: هَل لَكَ فيَّ؟ قالَ: نَعَم حَتى أَرمي الجَمرَةَ فانطَلَقَ فَرَمَى الجَمرَةَ ثُمَّ أَتَى امرَأَتَهُ آمِنَةَ بِنتَ وهبٍ ثُمَّ ذَكَرَ, يَعني الخَثعَميَّةَ فَأَتاها فَقالَت: هَل أَتَيتَ امرَأَةً بَعدي؟ قالَ: نَعَمِ، امرَأَتي آمِنَةَ بِنتَ وهبٍ قالَت: فَلاَ حاجَةَ لي فيكَ إِنَّكَ مَرَرتَ وبَينَ عَينَيكَ نورٌ ساطِعٌ إِلَى السَّماء فَلَمّا وقَعتَ عَلَيها ذَهَبَ فَأَخبِرها أَنَّها قَد حَمَلَت خَيرَ أَهل الأَرضِ.

وهذا إسناده منقطع ولكن رجاله ثقات

قال ابن سعد في الطبقات 182- أَخبَرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَر بن واقِدٍ الأَسلَميُّ، أَخبَرنا موسَى بن عُبَيدَةَ الرَّبَذيُّ، عَن مُحَمد بن كَعبٍ قالَ (ح) وحَدَّثَنا سَعيدُ بن أَبي زَيدٍ، عَن أَيّوبَ بن عَبد الرَّحمَن بن أَبي صَعصَعَةَ, قالاَ: خَرَجَ عَبدُ الله بن عَبد المُطَّلِب إِلَى الشَّام إِلَى غَزَّةَ في عيرٍ مِن عيرات قُرَيشٍ يَحمِلونَ تِجاراتٍ, فَفَرَغوا مِن تِجاراتِهم ثُمَّ انصَرَفوا, فَمَرّوا بِالمَدينَة وعَبدُ الله بن عَبد المُطَّلِب يَومَئِذٍ مَريضٌ، فَقالَ: أَنا أَتَخَلَّفُ عِندَ أَخوالي بَني عَديّ بن النَّجّار فَأَقامَ عِندَهُم مَريضًا شَهرًا، ومَضَى أَصحابُهُ، فَقَدِموا مَكَّةَ فَسَأَلَهُم عَبدُ المُطَّلِب عَن عَبد الله، فَقالوا: خَلَّفناهُ عِندَ أَخوالِه بَني عَديّ بن النَّجّار وهوَ مَريضٌ، فَبَعَثَ إِلَيه عَبدُ المُطَّلِب أَكبَرَ ولَدِه الحارِثَ فَوَجَدَهُ قَد توُفّيَ ودُفِنَ في دار النّابِغَة وهوَ رَجُلٌ مِن بَني عَديّ بن النَّجّار في الدّار الَّتي إِذا دَخَلتَها فالدّوَيرَةُ عَن يَسارِك وأَخبَرَهُ أَخوالُهُ بِمَرَضِه وبِقيامِهم عَلَيه وما ولوا مِن أَمرِه وأَنَّهُم قَبَروهُ، فَرَجَعَ إِلَى أَبيه فَأَخبَرَهُ فَوَجِدَ عَلَيه عَبدُ المُطَّلِب وإِخوَتُهُ وأَخَواتُهُ وجدًا شَديدًا، ورَسولُ الله صَلى الله عَلَيه وسَلم يَومَئِذٍ حَملٌ، ولِعَبد الله يَومَ توُفّيَ خَمسٌ وعِشرونَ سَنَةً.
قالَ مُحَمد بن عُمَر الواقِديُّ: هَذا هوَ أَثبَتُ الأَقاويلِ، والرِّوايَةُ في وفاة عَبد الله بن عَبد المُطَّلِب وسِنِّه عِندَنا.

وفي حادثة فداء عبد الله بن عبد المطلب جاء ذكر العباس ومعلوم أن والد النبي ما تزوج والدته إلا بعد هذه الحادثة مما يدل أنه عاش وعاصر أخاه العباس قبل دخوله بزوجته مما يدفع الفرية

والآن لنأتي للرواية التي اعتمدها النصراني

قال ابن سعد في الطبقات 172-, قالَ: حَدَّثَنا مُحَمد بن عُمَر بن واقِدٍ الأَسلَميُّ, قالَ: حَدثَني عَبدُ الله بن جَعفَرٍ الزُّهريُّ، عَن عَمَّتِه أُمّ بَكر بِنت المِسوَر بن مَخرَمَةَ، عَن أَبيها قالَ (ح) وحَدثَني عُمَرُ بن مُحَمد بن عُمَر بن عَليّ بن أَبي طالِبٍ، عَن يَحيَى بن شِبلٍ، عَن أَبي جَعفَرٍ مُحَمد بن عَليّ بن الحُسَين, قالاَ: كانَت آمِنَةُ بِنتُ وهب بن عَبد مَناف بن زُهرَةَ بن كِلاَبٍ في حِجر عَمِّها وُهَيب بن عَبد مَناف بن زُهرَةَ, فَمَشَى إِلَيه عَبدُ المُطَّلِب بن هاشِم بن عَبد مَناف بن قُصَيٍّ بِابنِه عَبد الله بن عَبد المُطَّلِب أَبي رَسول الله صَلى الله عَليه وسَلم, فَخَطَبَ عَلَيه آمِنَةَ بِنتَ وهبٍ, فَزَوَّجَها عَبدَ الله بنَ عَبد المُطَّلِب وخَطَبَ إِلَيه عَبدُ المُطَّلِب بن هاشِم في مَجلِسِه ذَلِكَ ابنَتَهُ هالَةَ بِنتَ وُهَيبٍ عَلَى نَفسِه فَزَوَّجَهُ إيّاها فَكانَ تَزَوُّجُ عَبد المُطَّلِب بن هاشِم وتَزَوُّجُ عَبد الله بن عَبد المُطَّلِب في مَجلِسٍ واحِدٍ, فَوَلَدَت هالَةُ بِنتُ وُهَيبٍ لِعَبد المُطَّلِب حَمزَةَ بنَ عَبد المُطَّلِب, فَكانَ حَمزَةُ عَمَّ رَسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في النَّسَب, وأَخاهُ مِنَ الرَّضاعَةِ.

محمد الأسلمي هو الواقدي كذاب والسند الثاني عمر ويحيى مجهولان والخبر منقطع

وقولهم ( تزوج فلان فلانة ) لا يعني أنه دخل بها فقد يتزوجها بمعنى يعقد عليها ولا يدخل بها إلا بعد مدة أو يكون ينتظر بلوغها كما حصل مع عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم فهذا أساس ما اعتمد عليه المسكين رواية لا تدل على ما يريد لا إسناداً ولا متناً

وحتى المعطى الثاني والثالث فيهما شك أصلاً فتأمل السفه وقلة العقل والحقد إلى أين توصل هذه الأمور

ومن المضحكات المبكيات استدلالهم بهذه الرواية

قال أحمد في مسنده (21839) 22183- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ هَيْضَمٍ ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدٍ لاَ يَرَوْنَ أَنِّي أَفْضَلُهُمْ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّكُمْ مِنَّا قَالَ : نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنُ كِنَانَةَ ، لاَ نَقْفُو أُمَّنَا ، وَلاَ نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا.
قَالَ : فَكَانَ الأَشْعَثُ ، يَقُولُ : لاَ أُوتَى بِرَجُلٍ نَفَى قُرَيْشًا مِنَ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ إِلاَّ جَلَدْتُهُ الْحَدَّ.

فقالوا أن كندة ادعت النبي صلى الله عليه وسلم أنه منها !

وهذا من قلة العقل فالرجل الكندي يقول ( أنكم ) ولم يقل ( أنك )

وسبب ذلك أنه جاءتهم إشاعة أن عبد مناف جد النبي الخامس كان من كندة فالكلام ليس في نسب النبي خاصة وإنما في نسب قريش كلهم !

ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال ( نحن بنو النضر بن الحارث ) ولم يقل ( أنا ابن عبد الله بن عبد المطلب ) !

فتكلم في قضية عامة

وسبب هذا الإشكال الذي تكون عند الكنديين ما تشرحه الرواية المطولة

قال في سبل الهدى والرشاد :" قال ابن إسحاق: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الأشعث بن قيس في وفد كندة في ثمانين راكبا من كندة. فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده وقد رجّلوا جممهم وتكحّلوا عليهم جبب الحبرة، وقد كفّفوها بالحرير. فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألم تسلموا؟» قالوا: بلى. قال: «فما بال هذا الحرير في أعناقكم؟» قال: فشقّوه منها، فألقوه. ثم قال له الأشعث بن قيس: يا رسول الله، نحن بنو آكل المرار [وأنت ابن آكل المرار] . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «ناسبوا بهذا النّسب العباس بن عبد المطّلب، وربيعة بن الحارث» .
وكان العباس وربيعة تاجرين، وكانا إذا شاعا في بعض العرب فسئلا ممّن هما، قالا: نحن بنو آكل المرار يتعزّزان بذلك. وذلك أن كندة كانوا ملوكا ثم قال لهم: «لا، بل نحن بنو النضر بن كنانة [لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا] [فقال الأشعث بن قيس الكندي: «هل فرغتم يا معشر كندة؟] والله لا أسمع رجلا يقولها إلا ضربته ثمانين» [ (1) ] .
قال ابن هشام: الأشعث بن قيس من ولد آكل المرار من قبل أمه، وآكل المرار:
الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارك بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كنديّ، ويقال كندة. وإنما سمّي آكل المرار لأن عمرو بن الهبولة الغسّاني أغار عليهم. فأكل هو وأصحابه في تلك الغزوة شجرا يقال له المرار"

فكل ما في الموضوع أن العباس وربيعة كانا إذا ذهبا تجارة لليمن ينسبان أنفسهما لملك من ملوك كندة ( وهو جدهم فعلاً من جهة الأم ) لكي يهابهم الناس ويراعون فيهم الرحم ولا يسرقونهم فظن القوم أن عبد مناف كندي منهم ممن هاجر من ديارهم ولهذا أولاده ينتسبون إليهم وما فهموا الأمر على وجهه ، وهذا كثير في العرب يهاجر رجل منهم إلى مكان آخر ويعيش مع قوم ويصير ينتسب معهم بالولاء ويسمى ولاء الحلف مع حفاظه على نسبه الأصلي حتى إذا ذاع صيته تفاجأ القوم الذين هو منهم أصالة به وبأحفاده ولم يكونوا يدرون بمصيره بعد مغادرته إياهم وقد يظنونه مات ثم يحيا ذكره بسبب حفيد له فيتعرفون عليه وهذا حاصل في العرب إلى عهد قريب جداً ومتكرر بل هناك قبائل سادتها الذين يسمون ب( الشيوخ ) معلوم أنهم ليسوا من نفس القبيلة بل وفدوا من قبائل أخرى

قال في سبل الهدى والرشاد :" بنو آكل المرار: وهو الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية من كندة ولقب بذلك لأكله المرار هو وأصحابه، والمرار شجر معروف. وللنبي صلى الله عليه وسلم جدّة من كندة وهي أمّ كلاب بن مرة واسمها دعد بنت شريد بن ثعلبة بن الحارث الكندي، وقيل بل هي جدّة كلاب أمّ أمّه هند.
لا نفقوا أمنا ولا ننتفي من أبينا: أي لا نتهمها ولا نقذفها وقيل معناه: لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمهات"

فتأمل كيف من كتابهم المقدس ينسب الأنبياء للزنا كما نسبه لداود ويهوذا بل أبناء يهوذا من الزنا معدودون في أجداد المسيح تأمل كيف أن هؤلاء يتكلمون في أشرف الانساب

والزنا فيهم فاش إلى يومنا هذا  
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم