الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فإن الناس اليوم يثقون بأي شيء يقال عنه ( علم ) ويظنون أن الأبحاث
التجريبية كلها متصلة ببعضها البعض ومبنية على اليقين فصناعة السيارة متصلة
بتنبؤات الفيزيائيين الفلكيين
والواقع خلاف هذا تماماً ، ولا يتنبه الناس إلى الفلسفة المادية
التي تحمل على الكثير من النظريات فيقبلونها ويقولون علم
ومختصر المقال أن فلسفة العلوم الحديثة مبنية على ما يلي
أعطني معجزة واحدة وأنا أتكفل بالبقية
معنى ذلك أنهم اعترفوا بابتداء الكون بما يشبه المعجزة وهو التسليم
لنظرية الانفجار الكبير
ثم بعد ذلك كل شيء في هذا الكون سواءً الكواكب والنجوم وسواء
الحيوانات والنباتات والإنسان كلها ينبغي أن تفسر من داخل الطبيعة ولا تفسر
نهائياً بأي شيء خارج الطبيعة ( يعني فعل الإله )
ومن خلال هذه الفلسفة تعتبر نظرية التطور علم ويعتبر التصميم الذكي
ليس علماً لأن الثاني يشير إلى الإله
وهنا يوجد تناقض لأن الضبط الدقيق الذي يسلم به الفيزيائيون في
أغلبهم لا يختلف من جهة المعنى عن التصميم الذكي ولكن من الفيزيائيين من أرجع
الضبط الدقيق لوجود كم هائل جداً من الأكوان جاء كوننا مضبوطاً من بينها بالصدفة
المحضة ولكن هذا التصور لا دليل عليه رصدي عليه ولكن بحسب فلسفة العلم المتحيزة
ابتداءً ضد الفعل الإلهي فهذا القول أولى من التسليم بالله وفعله في ضبط الكون
وهكذا هم يتكلفون الإيمان ( وأنا ما أقول حين أقول الإيمان ) بأمور
عجيبة ومقدرة خارقة للصدفة لكي يبقوا في حدود الطبيعة ولا يخرجوا إلى ما فوقها
فأصل الكون حادث صدفوي
وأصل الأرض والنظام الشمسي حادث صدفوي
وأصل الحياة أيضاً حادث صدفوي
فيقومون بتجربة ليحصلوا فيها على بعض الأحماض الأمينية ثم يقولون
ممكن أن توجد الحياة تلقائياً والأحماض الأمينية هي لبنة ابتدائية جداً للحياة
بصورتها المعقدة ولكنهم يتلاعبون بالعقول
ثم تنوع جميع الأحياء جاء بسبب الطفرات العشوائية ( وواضح من اسمها
أنها حدث غير مقصود بمعنى صدفة ) ثم الانتقاء الطبيعي ( وهذا يسير على قانون وليس
صدفوياً محضاً فهو ينتقي أفضل الصفات اللازمة للبقاء وهذا الفعل العاقل منسوب
للطبيعة العمياء ) !
وهم ليسوا بذلك الغباء حتى يظهروا لك هذا القول على صورته التي أصورها
بل هم يغلفونه بأغلفة عديدة والأمر ليس بالبساطة التي أذكرها لك
بل اختصار فلسفتهم ملاييين + الصدفة يساوي صنعاً متقناً
فكل شيء تراه وكأنه مصمم أمامك فهو نتاج ملايين السنين أو حتى
مليارات مع صدف متراكمة
ولتقريب الأمر إلى الذهن لنتصور أن مجموعة من كوكب آخر جاءوا إلى
كوكب الأرض بعد انقراض البشر كما انقرضت الديناصورات ولم يعد للبشر أي وجود أو أثر( سوى أحافير قليلة قد تفسر على أنهم كائن كالحيوانات التي نراها لا دليل على كونها ذكية وذات إرادة )
ووضعوا في أذهانهم أن يفسروا كل شيء يرونه مستبعدين لوجود كائنات
حية عاقلة قادرة على الصنع سبقتهم في الأرض
فإنهم سيأتون مثلاً إلى عمارة فيفترضون أنها تشكلت عبر ملايين
السنين أو مليارات السنين بفعل تراكم الأحجار صدفوياً
حقيقة العمارة ليست أشد تعقيدات من الكائنات الحية بل في الواقع
الكائنات الحية أشد تعقيداً
هذا ما يفعلونه بكل دقة ولكننا لا ننتبه إلى ما فيه من السماجة
لأنه يغلف باسم العلم ويخلط فيه ما ثبت بما لم يثبت وتمارس فيه من الحيل اللفظية
الشيء الكثير فيختفي ذلك الوجه القبيح تحت كل ما سبق من التجميل
فمثلاً في سياق نظرية التطور التطوريون يبدأون معك النقاش من منتصف
الطريق
فإن قلت كيف هذا ؟
قلت لك جوهر نظرية التطور أن الحياة بدأت بصورة بسيطة جدا بشكل
تلقائي وهذه الصورة مهمة لاستبعاد وجود خالق أو مصمم فالتصميم مبني على وجود أشياء
مركبة لغرض معين وهكذا تبدو الكائنات الحية فجاءت نظرية التطور لتضع بديلا لهذا
لكي تقول لك أن الحياة بدأت بصورة بسيطة جدا ثم هذا التعقيد والتنوع الذي تراه
أمامك إنما تمت استفادته لاحقا من الطفرات والانتقاء الطبيعي
ووجود أي حالة لعضو معقدة غير قابلة للاختزال بصورة بدائية تؤدي
الغرض تعتبر مناقضة لفلسفة التطور
ولكن لننظر هل عامة التطوريين في استدلالاتهم ونقاشاتهم واعون لهذا
الالتزام
في الواقع هم يمارسون حيلة من اذا سألته كيف الاستريو فسيقول لك
سماعات وميكرفون
ويظن أنه قد أجاب ولكن كيف جاء الميكرفون وهو كيان معقد
يحدثك مثلا عن القردة العليا أو عن السمكة ولكن عفوا هذه كيانات
معقدة من أين جاءت وكيف يمكن تفسير ما فيها من الأجهزة
فمثلا لو نظرنا للجهاز التنفسي أو الهضمي أو الجهاز المناعي في
الجسم أو الهيكل العظمي لو سألت كيف جاء سيعطيك التطوري جوابا يرجعك إلى كيان معقد
آخر فحسب
مثلا القلب فيه بطين أيمن وبطين أيسر وأذين أيمن وأذين أيسر لنفرض
أن كل واحد من هذه كيان بسيط وليس معقدا فكيف وجد القلب البدائي في أول كائن ظهر
هل بدأ البطين أولا ثم كيف تطور أم كلها تطورت معا بصدفة سعيدة هذا يرادف الخلق في
الحقيقية
حين يحدثك عن حلقة وسيطية فهو يحدثك عن حلقة بين كيانين معقدين فهو
يأخذك لمنتصف الطريق
والأمر نفسه اذا حدثك عن عضو ضامر فهو يكلمك عن عضو معقد أصالة
يحتاج لشرح وجوده ابتداء بمسلك دارويني
ويقف عائقا أمام الخيالات الداروينية كون كثير من الكيانات. في
الجسم حساسة وأدنى تغير فيها يسبب مرضا فكيف يتصور مع هذا الحلقات الوسيطية
وكلما تعمقنا في الجسم علمنا أن هناك حاجة للمزيد من الحلقات
الوسيطية
وهناك مشكلة أخرى تواجه التفسيرات الداروينية وهي أن هذه الأجهزة
تعمل معا بشكل متكامل فكيف تكونت بشكل تدريجي بحيث كان بعضها موجودا والبعض الآخر
غير موجود
مايكل بيهي في صندوق دارون الأسود تنبه لهذه المغالطة التطورية
بالقفز من بداية البحث إلى منتصفه لقفز هذه الصعوبات طرح أمثلة كثيرة لما رَآه
تعقيدا غير قابل للاختزال وأراه بالغ في التعمق والتدليل فالفكرة ايصالها أيسر
وحتى الانتخاب الطبيعي عامة كلامهم عنه وعن وظيفته يبدأ بالكلام
على كيانات معقدة وأنه استبعد كيت وكيت وأبقى على كيت وكيت في كيان معقد أصلا واذا
عجزت النظرية عن شرح كيفية تكون الأجهزة الأولية في الكائنات الحية المعقدة
فالكلام فيما بعد ذلك مجرد قفز لا داعي له ونحن هنا تبرعنا بإسقاط الكلام عن أصل
الحياة
ثم بعد التفسير نحتاج
إلى أن يحدد لنا كم من الوقت أو الطفرات نحتاج لنحصل على جهاز هضمي
كامل أو نظام مناعي كامل أو جهاز تنفسي.
هذه العقلية التطورية مسيطرة عليهم في كل شيء صدفة زائد مليارات
السنين تصنع المعجزات كما يقال
وكثير من المسلمين إذا خرجوا خارج سياق نظرية التطور يسلمون لهم
بتفاسيرهم المتأثرة أصلاً بهذه العقلية
فمثلاً لو نظرت في مسألة تكون الشمس كيف يفسرون وجود هذا النجم على
المسافة المناسبة من الأرض لا قريب بحيث يحرق ولا بعيد بحيث نتجمد وهو صامد في
دعواهم من مليارات السنين لا كغيرة من النجوم التي تخفت ويتوقعون له البقاء
لمليارات السنين أيضاً
يقولون : تكونت الشمس نتيجة انهيار قسم من سحابة جزيئية عملاقة
والتي كانت تحتوي في معظم تركيبها على الهيدروجين والهيليوم
من المحتمل بأن الموجة الصدمية الناتجة عن انفجار المستعر الأعظم
قد حثت على تشكل الشمس عن طريق ضغط الغازات ضمن السحابة الجزيئية، وتسبب بانهيار
داخل السحابة في منطقة ما تحت تأثير جاذبيتها
الجزء المنفصل من السحابة المنهار بدأ بالدوران بسبب مصونية الزخم
الزاوي وبدأته حرارته بالازدياد مع ارتفاع الضغط، نتيجة لذلك تجمعت معظم الكتلة في
المركز، بينما طارت البقية لخارج القرص والتي شكلت الكواكب وبقية النظام الشمسي.
ولد الضغط والحرارة في نواة السحابة المنفصلة كمية كبيرة من الحرارة كما تراكم
مزيد من الغاز من محيط القرص، أخيراً تسبب ذلك ببدأ التفاعلات النووية وبذلك ولدت
شمسنا
لاحظ أنه كالعادة بدأ معك من منتصف الطريق فيحدثك عن سحابة جزيئية
من أين جاءت هذه السحابة أصلاً ؟ ولماذا جاءت محملة بالكميات الكافية لتكوين نظام
شمسي ؟
ثم لاحظ قولهم ( من المحتمل ) هذه الكلمة تتكرر كثيراً في سياقاتهم
التخرصية والتي يسمونها علماً ( من المحتمل ) ( من المرجح ) ولا تدري كيف رجحوا (
يعتقد العلماء ) ويعتقد هنا بمعنى يظن وهذه كلها يملأون بها الفجوات التي يدعون
أنهم يعوضون بها قصة إله الفجوات
وهم يقولون أنه من نفس السحابة تكونت الأرض والشمس وهذا عليه إيراد قوي فالغازات مثل النيون والأرجون والكريبتون والزينون أقل بمليون مرة من نسبة وجوده في الفضاء على أقل تقدير وهذه معضلة أخرى
وهم يقولون أنه من نفس السحابة تكونت الأرض والشمس وهذا عليه إيراد قوي فالغازات مثل النيون والأرجون والكريبتون والزينون أقل بمليون مرة من نسبة وجوده في الفضاء على أقل تقدير وهذه معضلة أخرى
والواقع أنه كلما تقدم الزمن كلما زادت الفجوات والمشاكل بحسب
أقيستهم
حتى أنك تجد في موقع ناسا اعترافاً يقول ما لا نعرفه عن الكون أكثر
مما نعرفه
صدق الله ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
هل تذكر فكرة الأكوان المتعددة التي وضعت للخروج من مأزق الضبط
الدقيق للكون
سأحدثك اليوم عن أمر هام ومحل جدل شديد في الفيزياء الكونية
طبقاً للفيزياء المعهودة الكلاسيكية فإن النجوم البعيدة عن مركز
المجرة تنتقل بشكل أبطأ من النجوم القريبة من مركز المركز
، لكن المشاهدات وعمليّات الرصد المختلفة أظهرت أنّ النجوم تمتلك
سرعات متقاربة جدًّا بغض النظر عن مكان وجودها داخل المجرة.
فلكي تكون المعادلات صحيحة تم افتراض وجود مادة مظلمة تؤثر على
النجوم البعيدة عن مركز المجرة بحيث تجعلها تملك السرعة نفسها للنجوم القريبة من
مركز المجرة
هذه المادة غير مرئية وإلى الآن لم تكتشف
وأيضاً افترض العلماء أن سرعة تمدد الكون ستتابطأ بفعل الجاذبية
لكن عندما قام فريقان مستقلان بقياس هذا التباطؤ في التمدد وجدوا أن التمدد يزداد
بدل أن يقل! شبهها أحد العلماء برميك لمفاتحٍ إلى أعلى متوقعًا أن ينزل إلى أسفل،
لكن عوضًا عن ذلك فإنه يستمر بالصعود إلى أعلى متجهًّا نحو السقف! وهذا دفع
العلماء ليظنوا أن التمدد المتسارع للكون ناتجٌ عن قوةٍ متولدةٍ من تموّجاتٍ
كميّةٍ في الفضاء الفارغ كما يبدو، والتي يزداد مقدارها كلما توسع الكون. ولأنّ
العلماء لم يجدوا لها اسمًا أفضل من الطاقة المظلمة فأطلقوه عليها
وهذه الطاقة المظلمة مثيرة للحيرة فهي إلى الآن غير مرصودة حتى جمح
خيال بعض الفيزيائيين وقال أنها ربما كائنات فضائية ( وطبعاً هذا كلام علمي ما دام
أنه لا يشير لخالق )
اكتشاف المادة المظلمة أو الطاقة المظلمة كفيل بأن يوصلك إلى منصبة
جائزة نوبل باستحقاق لا يتناقش فيه اثنان لهذا اشتد حماس كثيرين لادعاء أنهم وجدوا
إشارات تدل على وجود المادة المظلمة ولكن وكالة ناسا شككت بقوة ونقلت تشكيكات ورأت
أن الأمر ليس كافياً إلى الآن
بل هنا خبر سيء
https://phys.org/…/2012-04-dark-theories-mysterious-lack-su…
تشير هذه الدراسة أنه لم ترصد المادة المظلمة بالقرب من الشمس
وبالتالي يتوقع عدم وجودها عند الأرض أو عدم المقدرة على رصدها
وهنا دراسة أخرى تؤكد على أنهم لم يجدوا أثراً للطاقة المظلمة
https://www.newscientist.com/article/2117865-no-sign-of-seasonal-dark-matter-after-four-years-of-searching/
وقد طرح بعض الفيزيائيين نموذج مركزية الأرض ( أي أنها لا تدور ) كحل لفقدان الطاقة المظلمة
"An alternative to admitting the existence of dark energy is to review the postulates that necessitate its introduction. In particular, it has been proposed that the SNe observations could be accounted for without dark energy if our local environment were emptier than the surrounding Universe, i.e., if we were to live in a void. This explanation for the apparent acceleration does not invoke any exotic substances, extra dimensions, or modifications to gravity – but it does require a rejection of the Copernican Principle. We would be required to live near the center of a spherically symmetric under-density, on a scale of the same order of magnitude as the observable Universe. Such a situation would have profound consequences for the interpretation of all cosmological observations, and would ultimately mean that we
could not infer the properties of the Universe at large from what we observe locally
وطبعاً دوران الأرض عند كثير من الناس من القطعيات ولا يدرون أنها نظرية رياضية فقط ولا يوجد مشاهدات تعضدها ولهذا يسهل على حذاق الفيزيائيين طرح النموذج المقابل لحل بعض المشكلات
وهنا دراسة أخرى تؤكد على أنهم لم يجدوا أثراً للطاقة المظلمة
https://www.newscientist.com/article/2117865-no-sign-of-seasonal-dark-matter-after-four-years-of-searching/
وقد طرح بعض الفيزيائيين نموذج مركزية الأرض ( أي أنها لا تدور ) كحل لفقدان الطاقة المظلمة
"An alternative to admitting the existence of dark energy is to review the postulates that necessitate its introduction. In particular, it has been proposed that the SNe observations could be accounted for without dark energy if our local environment were emptier than the surrounding Universe, i.e., if we were to live in a void. This explanation for the apparent acceleration does not invoke any exotic substances, extra dimensions, or modifications to gravity – but it does require a rejection of the Copernican Principle. We would be required to live near the center of a spherically symmetric under-density, on a scale of the same order of magnitude as the observable Universe. Such a situation would have profound consequences for the interpretation of all cosmological observations, and would ultimately mean that we
could not infer the properties of the Universe at large from what we observe locally
وطبعاً دوران الأرض عند كثير من الناس من القطعيات ولا يدرون أنها نظرية رياضية فقط ولا يوجد مشاهدات تعضدها ولهذا يسهل على حذاق الفيزيائيين طرح النموذج المقابل لحل بعض المشكلات
ذكر صاحب كتاب تحرير العلم من الأوهام أنه لماذا يقدم العلماء على
إنكار الخوارق والمادة المظلمة التي بتقديرهم تشغل معظم الكون مجهولة لنا تماماً
فقد يصيب المرء الظاهرة الخارقة عن طريق التواصل مع هذه المادة التي هي مسئولة عن
عدد من الظواهر التي لا نفهمها بحسب الفيزياء المعهودة بل هي أشبه بالمعجزات
وقد أورد أمر الطاقة المظلمة على قانون حفظ الطاقة والمادة فالمادة
قد تكتسب أكثر من طاقتها أو مادتها بفعل الطاقة المظلمة أو المادة المظلمة والمادة
المظلمة نفسها قد تتحول أو تبتلع الطاقة المرئية على أن الطاقة المظلمة مجرد
افتراض
ثم إن الطاقة المظلمة يزداد كل يوم تقديرها لضبط المعادلة فأين ذهب
مبدأ حفظ المادة والطاقة
وعلى العموم في العديد من الأحيان تكون حساباتهم صحيحة ويكون فهمهم
للكون فيه درجة من الصحة ولكنهم كالعرافين يخلطون هذا بظنون عظيمة وفي كثير من
الأحيان يعترفون أنها ظنون وشكوك ولكن يأتي المترجم ويدعيها جزماً
بل في الواقع هم أخذهم الغرور ليس إلى مرحلة تخطي تخصصاتهم إلى
تخصصات الغير مثل دخولهم في الأبحاث العقلية فحسب بل وصل بهم الأمر إلى إنكار
العلوم الأخرى كعلم اللاهوت ( الشريعة ) والفلسفة ( الأبحاث العقلية ) ودعوى أنه
لا يعرف الحق إلا عن طريقهم وعن طريق منهجهم الخاص
وكثيرون يرونها مجرد خرافة لإنقاذ الفيزياء النيوتنية وأن هناك
أيضاً ظاهرة عجيبة أسندت للطاقة المظلمة وهي أن الكون كلما زاد تعقيده كلما زادت
درجه تماسكه وهو امر مذهل وغير مبرر في ظل تناقص كثافه الماده بتزايد درجه تعقيد
النظام
فانظر العجب !
وقد قام روبرت شيلدريك في
كتابه تحرر العلم من الأوهام باستعراض عشرة عقائد للعلماء التجريبيين ونقدها وبيان
أنها مجرد معتقدات بلا دليل
وهم يمارسون مغالطات عديدة من أهمها القياس مع الفارق فهم ينظرون
للبشر والكائنات الحية فيقيسون هذا على هذا ولا ينظرون إلى وعي البشر وإلى اللغة
وإلى غريزة التدين والإرادة الحرة وغيرها مما يفعل البشر عن غيرهم وإدخاله في سياق
تطوري لا معنى له ولا وقت له في مقاييسهم
وأيضاً يقيسون الشمس في قربها المناسب من الأرض وفي توقدها على
بقية النجوم بل عندهم أن الشمس والأرض نشتآ معاً وهذا أيضاً مصادفة !
وهم يقبلون أقرب نموذج وإن ظهرت نتائج تعاكسه أو تخالفه ما دام هذا
أقرب تفسير مادي ويأبون الاعتراف بخطئها حتى تأتيهم بنظرية مادية أخرى بحسب
مقاييسهم وإلا يرمونك بكل نقيصة
فمثلاً يقولون بقدم الأرض وقد أكد بعض الباحثين أن الأرض لو كان
هذا عمرها لكانت كمية الهيليوم فيها مليون ضعف الموجود حالياً وأنه لا يمكن
للهيليوم الخروج من الغلاف الجوي وكذلك كمية الهيدروجين في الجو لا تناسب طبيعته
في التجزؤ إلى الهيليوم فهو أكثر من المحتاج إليه في عمر الكون الكبير المفترض
ولكنهم لهم عادة أنهم افترضوا نظرية مادية فإنهم ينظرون إلى ما يقويها فقط خصوصاً
إذا كان البديل يشير إلى تدبير إلهي ثم إن النظرية تكون مبنية على مقدمات كثيرة
ومركبة فإذا صحت واحدة من هذه المقدمات اعتبروا ذلك صحة لبقية المقدمات كلها !
وخلاصة ما هم عليه أن متخم بالإيمان مع دعوى أنهم تجريبيون بعيدون
عن الإيمان
فأولاً : الاعتقاد بأن الكون يسير حالياً بنفس الطريقة التي كان
يسير بها قديماً هذا مجرد إيمان
ثانياً : الاعتقاد بالصدف الخلاقة عبر ملايين السنين هذا مجرد
إيمان لم يختبر في المختبر ويستحيل أن يختبر
ثالثاً : تفصيلياً في ثنايا هذه السياقات اضطروا للإيمان بمليارات
الأكوان غير كوننا وبالطاقة المظلمة والمادة المظلمة وآلاف الحلقات الوسيطية
للكائنات الحية كما أنهم يؤمنون بعدم وجود استقلالية أو فرق بين الظواهر
الفيزيائية والكائنات الحية لهذا عامة فلاسفتهم ينفون الإرادة الحرة عن البشر ( وعندهم حيلة وهي أن الممكن عندهم في حكم الواقع ففقط يقومون بإثبات إمكانية الشيء أو بعضه وأحياناً يكون ذكاؤهم متدخلاً في الموضوع بشكل واضح ثم يقررون أن الشيء الذي فعلوه في المختبر تقصداً ليس جائز الوقوع صدفة بل وقع وانتهى الأمر صدفة لأن هذا التفسير العلمي ! )
لهذا عليك أن تنتبه وألا تقبل أي شيء بحجة أنه يلقى إليك باسم (
العلم ) ففي كثير من الأحيان يكون ( العلم ) المقصود هو تخرصات الماديين وقتل
الخراصون وهذا الخرص يكون كثيراً في سياق نفي حصول شيء خارق والجزم بعدم وجود شيء
خارق هو إيمان مع مخالفته لبديهة معجزة خلق الكون فلا تقبل حتى تسائل بدقة ولو لم يكن في كلامهم مخالفة للشرع ظاهرة
وحتى لو وجدوا سبباً مادياً لما يسمى بالانفجار الكبير فهذا السبب
المادي الحادث سيكون مفتقراً إلى سبب آخر لأن كل ما له بداية لا بد له من سبب حتى
ننتهي إلى الذي لا بداية له وهو الأول الذي ليس قبله شيء سبحانه وتعالى
ولهذا مسكين من يؤمن بتخرصاتهم ثم يريد أن يجمع بينها وبين الشرع
كأنصار التطور الموجه فهؤلاء ما قبلوا بنظرية كنظرية التطور بكل التزاماتها
العجيبة واجتهدوا في الاستدلال لها كل اجتهاد إلا لأنها تفسر الطبيعة من داخلها
وتقصي فعل الإله فإذا أضفت ذكر الإله تكون أفسدت عليهم هذا وسيكون الإيمان بخلق
مباشر أهون بكثير من تبني صعوبات التطور والتزاماته وعجائبه
وأما الملحدون فهؤلاء خلق عجيب تجد عامتهم ينكرون الأخلاق الموضوعية ( يعني أنها تستمد قيمتها من نفسها ) وينكر المباديء العقلية وينكر الظواهر الخارقة والمعجزات وكل النقول المتواترة المتعلقة بالدين ثم هو يؤمن بتخرصات هؤلاء تفصيلياً لا يغادر منها شيئاً ولا يساءل منها شيئاً
وما أحسن ما قال الكاتب العلمي (ل . أ بينيت ) :" إن الإيمان بأن خالقاً حكيماً أبدع الكون من العدم وسيره لبلوغ غاية واضحة وهدف محدد هو أمر يقبله العقل بسهولة ولكن لا الذي لا يقبله العقل هو الإيمان بأن كل يراه في هذا الكون ليس إلا تراكماً لمجموعة لانهائية من الصدف العمياء "
وما أحسن ما قال الكاتب العلمي (ل . أ بينيت ) :" إن الإيمان بأن خالقاً حكيماً أبدع الكون من العدم وسيره لبلوغ غاية واضحة وهدف محدد هو أمر يقبله العقل بسهولة ولكن لا الذي لا يقبله العقل هو الإيمان بأن كل يراه في هذا الكون ليس إلا تراكماً لمجموعة لانهائية من الصدف العمياء "
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله
وصحبه وسلم