أما
بعد :
قال مسلم في صحيحه 340- [269-...] وَحَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَمَرَرْنَا بِوَادٍ ،
فَقَالَ : أَيُّ وَادٍ هَذَا ؟ فَقَالُوا : وَادِي الأَزْرَقِ ، فَقَالَ : كَأَنِّي
أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ مِنْ لَوْنِهِ
وَشَعَرِهِ شَيْئًا لَمْ يَحْفَظْهُ دَاوُدُ ، وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ
، لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ بِالتَّلْبِيَةِ ، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي قَالَ : ثُمَّ
سِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى ثَنِيَّةٍ ، فَقَالَ : أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ ؟ قَالُوا
: هَرْشَى ، أَوْ لِفْتٌ ، فَقَالَ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ عَلَى نَاقَةٍ
حَمْرَاءَ ، عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ ، خِطَامُ نَاقَتِهِ لِيفٌ خُلْبَةٌ ، مَارًّا
بِهَذَا الْوَادِي مُلَبِّيًا.
في هذا الحديث أن موسى كان عند التلبية
واضعاً أصبعيه في أذنيه
ومن ها هنا مال ابن حبان إلى استحباب
هذا الفعل حيث قال في صحيحه : ذِكْرُ الِاسْتِحْبَابِ لِلْمُلَبِّي عِنْدَ التَّلْبِيَةِ
إِدْخَالُ الْأَصْبَعَيْنِ فِي الْأُذُنَيْنِ.
وهذا غير مدفوع من جهة النظر ، ومعلوم
أن التلبية مشروعة في الحج والعمرة وهذا الصنيع علته واضحة كما هو في الأذان لكونه
أدعى لعلو الصوت في ذلك هذا
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم