مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: كذب عدنان إبراهيم على أبي هريرة في موضوع الأخوة الإنسانية

كذب عدنان إبراهيم على أبي هريرة في موضوع الأخوة الإنسانية



أما بعد :


ففي خطبة عدنان إبراهيم ( موقف المسلمين إزاء مصائب غير المسلمين )

ذكر أن أبا هريرة لحق رجلاً هو راكب وخادمه يمشي فقال له أبو هريرة أركبه معك فإنما هو أخوك وروحه مثل روحك

وقال أن أبا هريرة قال له إنما هو أخوك ولم يعرف دينه واستدل على ذلك للأخوة الإنسانية !

والواقع أن الرواية فيها التصريح بأن هذا الخادم كان مسلماً

قال ابن أبي شيبة في المصنف 27220- حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، عَن حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُهَزَّمِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَشْتَدُّ خَلْفَهُ غُلاَمٌ فَقَالَ : احْمِلْهُ فَإِنَّهُ أَخُوك الْمُسْلِمُ ، وَرُوحُهُ مِثْلُ رُوحِك.

وفي سند الخبر أبو المهزم راو متروك معروف وليس في متن الخبر ما يستنكر

وليعلم أن عدنان وأضرابه يريدون أن يوحوا للناس بأنه لا فرق في الإسلام في المعاملة بين المسلم والكافر مطلقاً إلا في حال الحرب

وهذا باب يحتاج إلى بيان وإيضاح فهناك قدر مشترك خصوصاً مع أهل الذمة من صيانة المال والعرض والنفس وتحريم الظلم والقذف وغير ذلك

وهناك قدر مشترك في استحباب الإحسان للجار والوالدين والأقرباء من غير أهل الإسلام من غير المحاربين ، وأيضاً الإحسان العام لأهل الذمة وغيرهم بالصدقة وغير ذلك ومعلوم ما قاله جماعة من المفسرين في قوله تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً )

ولكن هناك أمر فارق في أحكام كثيرة ففي كفارة قتل الخطأ لا تعتق إلا رقبة مؤمنة وعليها قيس غيرها ، والجزية لا تؤخذ من مسلم والكافر والكافرة إذا أسلما قبل التمكن منهما سقط عنهما تبعات كل ما فعلاه قبل الإسلام من قتل وغيره ولم يجز الاسترقاق أو القتل ، ودية المسلم أكبر من دية الذمي في عموم أقوال أهل العلم لأن قتله لأخيه فيه زيادة تفريط بحق الأخوة وتخسير للمسلمين ، والزكاة لا تدفع إلا لمسلم إلا في باب المؤلفة قلوبهم وغيبة المسلم وقذفه وغيرها أعظم إثما مما يفعل بالكافر

وعدنان وغيره لهم منهجية يردون على بعض الغلاة وربما اخترعوا أقوالاً لهؤلاء الغلاة لا يقولون بها أصالة

ثم يذهبون للجفاء ويذكرون بعض الحقيقة دون البعض الآخر

فهذا علي بن أبي طالب شارك في حروب الردة ضد مانعي الزكاة والذين قولهم أهون بكثير من قول العلمانيين الذين يقول عدنان بإسلامهم

ثم علي نفسه بعد وفاة عثمان حصلت له ثلاثة حروب مع أهل القبلة ، وخرج الخوارج من جيشه لما اعترضوا عليه

فبناءً على التحليلات العدنانية يقال علي بن أبي طالب كان إقصائياً _ حاشاه _ فجوزي بظهور طائفة تكفره !

هل يمكن لعاقل أن يقول هذا ، يخلط بين سجن ابن تيمية ظلماً وما فعله العلماء من سجن ومعاقبة بعض الزنادقة كالجعد وأضرابه ؟

فهذا يقال فيه ما قيل في مثال علي بن أبي طالب

ولو كان هناك قاضي عدل قضى على مجموعة من الناس بما يستحقون فبلي بثورة صارت على الحاكم جعلت جماعة من هؤلاء المجرمين يصيرون قضاة فحكموا عليه ظلماً بمثل ما حكم عليهم بالعدل هل هذا يسوغ إلغاء القضاء ؟

أو الشماتة به حتى ؟

على المرء أن يعمق تفكيره قليلاً ومحاولة إيهام أنه لا يوجد في المنتسبين للقبلة من فيه شرك أو فيه بدعة وأن هناك من ينكر هذا محاولة بائسة

ويسأل هذا الشخص ما موقفك من الخوارج فأنت تقر بوجودهم وأنهم ضلال وتصدق الأحاديث في تضليلهم
وترى نفسك أهدى منهم وأعظم أجراً

وتقول هذا في النواصب أيضاً ، وغيرك يذكر طوائف أخرى بمثل مقدماتك

وكما قاتل علي الخوارج وهم مبتدعة ، هو أيضاً قاتل المرتدين مع تلفظهم بالشهادتين وأدائهم الصلاة

فكل الأقسام موجودة في أهل القبلة وظهور من يتخبط ويكفر من ليس أهلاً ويبدع من ليس أهلاً لا يسوغ السكوت عن الحكم بهذا فيمن هو أهل لذلك

واعجب ممن يدعو لوحدة المسلمين ثم هو يقع في الصحابة الكرام ، وخطبة عدنان إبراهيم يكاد لا يكون لها محل من الإعراب لأن المنتسبين للإسلام مشغولون مع الأسف عن التأثر بمآسي بعضهم البعض وعدنان يحدثهم عن التأثر بمآسي غير المسلمين ، المسلمون يا خطيب فيينا تأثرهم بكرة القدم والحفلات الغنائية وأضرابها مما يفعله ( الكفار ) وحتى المنتسبين للإسلام أكبر بكثير من تأثرهم لما يحصل في بورما مثلاً أو افريقيا الوسطى أو لمسلمي الصين 

وعدنان إبراهيم وأضرابه يمارسون حيلة رخيصة حيث يأتون بأحكام خاصة بأهل الذمة ويعممونها على كل الكفار ، فكما أن الكفار الحربيين لهم أحكام خاصة لا تشمل غيرهم ، فكذلك أهل الذمة لهم أحكام خاصة لا تشمل غيرهم لا تشمل الكافر الذي تأتي أنت لبلده 

وهناك أحكام خاصة بالوالدين ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً )

وأحكام خاصة بالزوجة الذمية العفيفة ولا تشمل غيرها في النكاح 

ويخفون عن الناس ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعضٍ ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين)

ويخفون عنهم الأخبار الكثيرة جداً في حرمة التشبه بهم فيما كان من خصائصهم  



هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي