الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فقد نظرت في عدة مجلدات للكافي تصنيف
الكليني وهو من أهم الكتب المعتمدة عند الإمامية الاثنا عشرية وهذا الكتاب مليء
بالعجائب
وقد ذكر بعض عجائبة أود التنبيه على عظيم
غلط المقارنة بين صحيح البخاري وكتاب الكافي للكليني وهناك فروق عظيمة بين
الكتابين لا يمكن حصرها ألخص منها مجموعة لإفهام العامة
الأول : أن البخاري عالم في الجرح
والتعديل له كتاب التاريخ الكبير والأوسط والضعفاء الصغير بخلاف الكليني الذي ليس
له شيء في هذا الباب بل علم الرجال عند الرافضة لم يكن موجوداً
الثاني : أن البخاري عاصر حركة علمية في
شيوخه وأقرانه وتلاميذه عامتهم صنف في الجرح والتعديل والمراسيل والعلل وعامتهم
وافقوا على تعديل عامة رواة البخاري الذين اعتمدهم فمن ذلك ما كتب ابن أبي حاتم
وتواريخ يحيى بن معين وعلل الذهلي وعلل ابن المديني والذين احتج بهم مالك في
الموطأ وأحوال الرجال للجوزجاني وتواريخ أحمد وغيرها كثير وهذا لا وجود له عند
الرافضة ، وقد تتبع ابن حجر الرواة الذين انتقد على البخاري تخريجه لهم وحقق أن
عامتهم في الشواهد أو أخذ عليهم البدعة مع الصدق بالحديث
الثالث : أنه لا يوجد حديث في صحيح
البخاري إلا وهو موجود في مصدر حديثي آخر بالمخرج نفسه في أقرانه أو شيوخه أو شيوخ
شيوخه فموطأ مالك كله في الصحيح وكذلك كثير من تصانيف ابن المبارك ووكيع والحميدي
وإسحاق وأحمد ابن حنبل والذي قبلها كصحيفة همام بن منبه وكتب ابن أبي عروبة وجزء
ابن جريج وأجزاء أخرى وما خرج البخاري حديثاً من طريق هؤلاء وغيرهم إلا جاء
مطابقاً لما في مصنفاتهم وكذلك فيما خرجه من أحاديث شيوخهم وشيوخ شيوخهم وهذا لا
ينطبق على ما في كتب الإمامية وخصوصاً الكافي فقد كان فريداً في عصره ، وإذا نظرت
في كتب أقران البخاري خصوصاً بقية الستة وابن أبي الدنيا وعامة ما صنف في العقيدة
والفقه والفضائل إذا رووا أخبار البخاري شاركوه بالسند والمتن
الرابع : أن كتاب البخاري عليه مستخرجات
عدة خرجت أحاديث البخاري من غير طريق البخاري وهذا يفتقده الكافي
الخامس : أن كتاب الكافي مليء بروايات
المبهمين فما أكثر ( عدة من أصحابنا ) و ( عن بعض أصحابه ) و ( عمن سمع ) وهذا لا
يوجد في البخاري إلا في حديث واحد ( أخبرنا الحي ) وهو شاهد وقد روي موصولاً
والكافي مليء بالمراسيل مراسيل جعفر
الصادق عن النبي صلى الله عليه وسلم والبخاري كتاب متصلات
السادس : أن أهل السنة عندهم علم علل
بمعنى أن الراوي الثقة تقارن أخباره بروايات أصحابه حتى ولو كان ثقة فيكون روى
موصولاً والصواب فيه المرسل ، ويكون يرويه مرفوعاً والصواب فيه الوقف وهذا العلم
لا وجود له عند الرافضة والبخاري كان إماماً فيه ولو نظرت في مستدرك الحاكم لوجدت
كثيراً من الأحاديث التي استدركها لها علل خفية تعلم بالنظر في كتب العلل وهنا
تظهر إمامة البخاري في هذا الفن
السابع : أن عند أهل السنة باب في الرواة
المختلطين وفي المدلسين وفي الإرسال الخفي ولا وجود لهذا عند الرافضة وهذا من
دقائق الفن ولا وجود لهذه عند الرافضة وبهذه الأبواب ومع باب العلل دفع الكثير من
حديث كبار الثقات عن درجة الاحتجاج ولا وجود لهذا عند الرافضة
الثامن : أنه لا يوجد في صحيح البخاري
احتجاج بأحاديث مجسمة وفي الكافي احتجاج بأحاديث هشام بن الحكم الرافضي المجسم وهو
مجسم باعترافهم
التاسع : أنه لا يوجد في البخاري انفرادات
مستغربة بمعنى أن الانفراد عن رجل كسفيان بن عيينة أو الأعمش أو الزهري بحديث
مرفوع متصل شبه مستحيل في كتب الحديث السنية لأن هؤلاء كثر أصحابهم جداً فلا يكاد
أحد ينفرد عنهم بشيء بل الثقة عن انفرد عنهم ولم يكن من علية أصحابهم لم يقبله
الناس وجعلوا ذلك علامة على العلة ولا وجود لهذا عند الرافضة
العاشر : أن البخاري جاء بعد ظهور جماعة
من الفقهاء الكبار الذين بنوا مذاهبهم على الأحاديث كمالك والليث بن سعد وابن
المبارك وإسحاق بن راهوية وأحمد ابن حنبل والشافعي وغيرهم وعامتهم توفي قبل ميلاد
البخاري ، وعاصر أيضاً اكتمال جهود أئمة الجرح والتعديل كيحيى القطان وعبد الرحمن
بن مهدي وابن معين وابن المديني وابن حنبل وغيرهم وقد تتلمذ البخاري على الثلاثة
الأخيرين ، وكذلك التصانيف العظيمة كمسند أحمد ومسند ابن راهوية ومسند الحميدي ( وهؤلاء
شيوخ البخاري ) وغيرهم كثير فاستفاد البخاري من هذه الجهود كلها مع ما له من سعة
العلم والذكاء فلم يودع في صحيحه إلا ما أفتى به الفقهاء وصححه المحدثون وخرجه
الأئمة المعروفون لهذا كان ابن تيمية _ رحمه الله _ يطلق أن البخاري لو لم يخلق لم
ضر الأحاديث بشيء ولا نظير لهذا البتة مع الكافي بل هو يزعم أن كثيراً من
المعصومين كانوا تحت التقية
الحادي عشر : أن رواة البخاري يمكن امتحان
صدقهم بمقارنة مروياتهم بمرويات أقرانهم ثم النظر في الواقع العملي للصحابة
والتابعين ومقارنته مع ما يروونه مع النظر في قواعد الشريعة العامة وهذا لا وجود
له في كتب الإمامية وخصوصاً الكافي فهذه القواعد الدقيقة لا وجود لها عندهم وسيتم
إثبات هذا في المقال
والبخاري اعتمد هذا في صحيحه فكان دائماً
يذكر فتاوى الصحابة والتابعين التي تقوي سلامة الأحاديث التي يخرجها وهذا في
احاديث الأحكام فمن سلمت له أحاديث الأحكام قبل في غيرها بالشروط المعهودة
وعامة ما ذكرته في فضل البخاري على الكافي
ينطبق على مسند زيد بن علي عند الزيدية ، ومسند الربيع بن حبيب عند الإباضية
ومن السخرية المقارنة بين البخاري وهذه
الكتب ولكن الله المستعان
وليعلم أن كافي الرافضة عامته عن جعفر
الصادق والباقر والكاظم وعلي وزين العابدين ورواياتهم أكثر من الروايات عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، وأما الرواية الحسن والحسين فأقل القليل إن لم يكن معدوماً
عن الحسن
وليعلم أيضاً أن أهل السنة رووا عن جعفر
الصادق ومحمد الباقر وعلي ولم يجدوا مندوحة من رواية أقوالهم ونشرها ووضعها جنباً
إلى جنب مع أقوال آخرين من الصحابة والتابعين
وقد رووا عن أبي هريرة وعائشة إنكار المسح
على الخفين ورووا عن غيرهم إباحة نكاح المتعة ( بالصورة القديمة لا ما عند الرافضة
) ، فحين يأتي الكليني ويروي أخباراً كثيرة جداً عن هؤلاء فلا يترك كلمة جميلة
رويت عن زاهد أو عابد أو صحابي أو حتى فيلسوف فينسبها لهؤلاء ويروي عنهم بالأسانيد
فهذا بحد ذاته دليل على الكذب إذ كيف يترك السلف مع تشوفهم للرواية وكثير منهم فيه
تشيع ومحبة لأخبار أهل البيت ( سنيهم ومتشيعهم ) حتى قال أبو حاتم في جعفر الصادق (
إمام من أئمة المسلمين ) فلا يروون هذه الأخبار ويأتي الكليني وحده ويروي عنهم كل
هذه الأخبار وسيأتي أن الكليني معترف باحتياجه لعلماء أهل السنة في الرواية عن
المعصومين
والآن مع شيء من عجائب الكافي
العجيبة الأولى : الكليني في كتابه الكافي
يحتج بمرويات أبي إسحاق السبيعي ( وهو ثقة عند أهل السنة ومن كبار ثقاتهم وفيه
تشيع ) ويحتج بمرويات الزهري ( وهو شرطي عند بني أمية وكان إماما ثقة ) وبمرويات
سفيان بن عيينة وهو من علماء أهل السنة ويحتج بمرويات عبد الرزاق ومعمر وبمرويات
داود بن الحصين وهو إباضي
وهذه شهادة من الكليني أن النواصب منهم
ثقات ثم إن فيه دلالة على أنه يحتاج إلى غير المعصومين في الرواية عن المعصومين
فما فرقهم عن غيرهم
ثم إن هؤلاء خير منهم باتفاق أهل السنة
والرافضة أنس بن مالك وابن عباس وعائشة وابن عمرو وابن عمر وغيرهم ممن اجتنبهم
الكليني ولم يخرج لهم !
وأيهم أوثق من زكاهم الله وأثنى علة
جهادهم في كتابه وأمهات المؤمنين أم أصحاب المعصومين الذين لم يزكهم القرآن
العجيبة الثانية : قال الكليني في كتاب
العلم 2- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي
الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ
الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ ذَاكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ
يُورِثُوا دِرْهَماً وَ لَا دِينَاراً وَ إِنَّمَا أَوْرَثُوا أَحَادِيثَ مِنْ
أَحَادِيثِهِمْ فَمَنْ أَخَذَ بِشَيْءٍ مِنْهَا فَقَدْ أَخَذَ حَظّاً وَافِراً
فَانْظُرُوا عِلْمَكُمْ هَذَا عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ فَإِنَّ فِينَا أَهْلَ
الْبَيْتِ فِي كُلِّ خَلَفٍ عُدُولًا يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَ
انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ.
في هذا نص واضح أن النبي صلى الله عليه
وسلم لم يورث وشهادة لصدق الصديق في منعه توريث فاطمة للنبي صلى الله عليه وسلم
العجيبة الثالثة : قال الكليني في الكافي
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ جَمِيعاً عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ خَطَبَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) النَّاسَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ
يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ يَتَوَلَّى فِيهَا رِجَالٌ رِجَالًا فَلَوْ
أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ لَمْ يَخْفَ عَلَى ذِي حِجًى وَ لَوْ أَنَّ الْحَقَّ
خَلَصَ لَمْ يَكُنِ اخْتِلَافٌ وَ لَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ
هَذَا ضِغْثٌ فَيُمْزَجَانِ فَيَجِيئَانِ مَعاً فَهُنَالِكَ اسْتَحْوَذَ
الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَ نَجَا الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ
اللَّهِ الْحُسْنَى .
2-
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله
عليه وآله ) إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَلْيُظْهِرِ الْعَالِمُ
عِلْمَهُ فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ .
3-
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ رَفَعَهُ قَالَ
مَنْ أَتَى ذَا بِدْعَةٍ فَعَظَّمَهُ فَإِنَّمَا يَسْعَى فِي هَدْمِ الْإِسْلَامِ .
4-
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ رَفَعَهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) أَبَى اللَّهُ لِصَاحِبِ
الْبِدْعَةِ بِالتَّوْبَةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَيْفَ ذَلِكَ قَالَ
إِنَّهُ قَدْ أُشْرِبَ قَلْبُهُ حُبَّهَا .
5-
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه
وآله ) إِنَّ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ تَكُونُ مِنْ بَعْدِي يُكَادُ بِهَا
الْإِيمَانُ وَلِيّاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مُوَكَّلًا بِهِ يَذُبُّ عَنْهُ
يَنْطِقُ بِإِلْهَامٍ مِنَ اللَّهِ وَ يُعْلِنُ الْحَقَّ وَ يُنَوِّرُهُ وَ
يَرُدُّ كَيْدَ الْكَائِدِينَ يُعَبِّرُ عَنِ الضُّعَفَاءِ فَاعْتَبِرُوا يَا
أُولِي الْأَبْصَارِ وَ تَوَكَّلُوا عَلَى اللَّهِ
والآن لطم الشيعة والتطبير وكثير من
المحدثات ما دليلها ؟
أم تنطبق عليهم هذه الأخبار
أما إن الرافضة لو حوكموا لما في كتبهم
لهلكوا ، وكذلك الزيدية وحتى الإباضية أسلافهم لم يكونوا جهمية وكذلك أهل الكتاب (
لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل )
العجيبة الرابعة : قال الكليني في الكافي
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ رَفَعَهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ( عليه السلام ) بِمَا
أُوَحِّدُ اللَّهَ فَقَالَ يَا يُونُسُ لَا تَكُونَنَّ مُبْتَدِعاً مَنْ نَظَرَ
بِرَأْيِهِ هَلَكَ وَ مَنْ تَرَكَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ ( صلى الله عليه وآله )
ضَلَّ وَ مَنْ تَرَكَ كِتَابَ اللَّهِ وَ قَوْلَ نَبِيِّهِ كَفَرَ
ظاهر هذا الخبر أن ترك آل البيت ضلال وليس
كفراً وهذا يناقض الروايات الأخرى في تكفير منكر الولاية
العجيبة الخامسة : معلوم أن الكليني جهمي
والرافضة جهمية
قال الكليني في الكافي عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَسِّنٍ الْمِيثَمِيِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي مَنْصُورٍ الْمُتَطَبِّبِ
فَقَالَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي قَالَ كُنْتُ أَنَا وَ ابْنُ أَبِي
الْعَوْجَاءِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
فَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ تَرَوْنَ هَذَا الْخَلْقَ وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى
مَوْضِعِ الطَّوَافِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ أُوجِبُ لَهُ اسْمَ الْإِنْسَانِيَّةِ
إِلَّا ذَلِكَ الشَّيْخُ الْجَالِسُ يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ
مُحَمَّدٍ ( عليه السلام ) فَأَمَّا الْبَاقُونَ فَرَعَاعٌ وَ بَهَائِمُ فَقَالَ
لَهُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ وَ كَيْفَ أَوْجَبْتَ هَذَا الِاسْمَ لِهَذَا
الشَّيْخِ دُونَ هَؤُلَاءِ قَالَ لِأَنِّي رَأَيْتُ عِنْدَهُ مَا لَمْ أَرَهُ
عِنْدَهُمْ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ لَا بُدَّ مِنِ اخْتِبَارِ مَا
قُلْتَ فِيهِ مِنْهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُقَفَّعِ لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي
أَخَافُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيْكَ مَا فِي يَدِكَ فَقَالَ لَيْسَ ذَا رَأْيَكَ وَ
لَكِنْ تَخَافُ أَنْ يَضْعُفَ رَأْيُكَ عِنْدِي فِي إِحْلَالِكَ إِيَّاهُ
الْمَحَلَّ الَّذِي وَصَفْتَ فَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ أَمَّا إِذَا تَوَهَّمْتَ
عَلَيَّ هَذَا فَقُمْ إِلَيْهِ وَ تَحَفَّظْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الزَّلَلِ وَ
لَا تَثْنِي عِنَانَكَ إِلَى اسْتِرْسَالٍ فَيُسَلِّمَكَ إِلَى عِقَالٍ وَ سِمْهُ
مَا لَكَ أَوْ عَلَيْكَ قَالَ فَقَامَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ وَ بَقِيتُ أَنَا
وَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ جَالِسَيْنِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْنَا ابْنُ أَبِي
الْعَوْجَاءِ قَالَ وَيْلَكَ يَا ابْنَ الْمُقَفَّعِ مَا هَذَا بِبَشَرٍ وَ إِنْ
كَانَ فِي الدُّنْيَا رُوحَانِيٌّ يَتَجَسَّدُ إِذَا شَاءَ ظَاهِراً وَ
يَتَرَوَّحُ إِذَا شَاءَ بَاطِناً فَهُوَ هَذَا فَقَالَ لَهُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ
قَالَ جَلَسْتُ إِلَيْهِ فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ غَيْرِي ابْتَدَأَنِي
فَقَالَ إِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ عَلَى مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ وَ هُوَ عَلَى مَا
يَقُولُونَ يَعْنِي أَهْلَ الطَّوَافِ فَقَدْ سَلِمُوا وَ عَطِبْتُمْ وَ إِنْ
يَكُنِ الْأَمْرُ عَلَى مَا تَقُولُونَ وَ لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ فَقَدِ
اسْتَوَيْتُمْ وَ هُمْ فَقُلْتُ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَ أَيَّ شَيْءٍ نَقُولُ
وَ أَيَّ شَيْءٍ يَقُولُونَ مَا قَوْلِي وَ قَوْلُهُمْ إِلَّا وَاحِدٌ فَقَالَ وَ
كَيْفَ يَكُونُ قَوْلُكَ وَ قَوْلُهُمْ وَاحِداً وَ هُمْ يَقُولُونَ إِنَّ لَهُمْ
مَعَاداً وَ ثَوَاباً وَ عِقَاباً وَ يَدِينُونَ بِأَنَّ فِي السَّمَاءِ إِلَهاً وَ
أَنَّهَا عُمْرَانٌ وَ أَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ السَّمَاءَ خَرَابٌ
هنا ظاهر أن الصادق يثبت العلو لله
وقال الكليني في الكافي عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ كَتَبْتُ
إِلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ( عليه السلام ) جَعَلَنِيَ اللَّهُ
فِدَاكَ يَا سَيِّدِي قَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ اللَّهَ فِي مَوْضِعٍ دُونَ
مَوْضِعٍ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وَ أَنَّهُ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي
النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَ رُوِيَ
أَنَّهُ يَنْزِلُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَوْضِعِهِ فَقَالَ
بَعْضُ مَوَالِيكَ فِي ذَلِكَ إِذَا كَانَ فِي مَوْضِعٍ دُونَ مَوْضِعٍ فَقَدْ
يُلَاقِيهِ الْهَوَاءُ وَ يَتَكَنَّفُ عَلَيْهِ وَ الْهَوَاءُ جِسْمٌ رَقِيقٌ
يَتَكَنَّفُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِقَدْرِهِ فَكَيْفَ يَتَكَنَّفُ عَلَيْهِ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ فَوَقَّعَ ( عليه السلام ) عِلْمُ ذَلِكَ
عِنْدَهُ وَ هُوَ الْمُقَدِّرُ لَهُ بِمَا هُوَ أَحْسَنُ تَقْدِيراً وَ اعْلَمْ
أَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَهُوَ كَمَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ
وَ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا لَهُ سَوَاءٌ عِلْماً وَ قُدْرَةً وَ مُلْكاً وَ
إِحَاطَةً
وهذا أيضاً إثبات للعلو
وقال الكليني في الكافي عَنْهُ عَنْ
عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ
يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ
عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ
أُذَيْنَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ما
يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ
سادِسُهُمْ فَقَالَ هُوَ وَاحِدٌ وَاحِدِيُّ الذَّاتِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ وَ
بِذَاكَ وَصَفَ نَفْسَهُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ بِالْإِشْرَافِ وَ
الْإِحَاطَةِ وَ الْقُدْرَةِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ
وَ لا فِي الْأَرْضِ وَ لا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَ لا أَكْبَرُ بِالْإِحَاطَةِ وَ
الْعِلْمِ لَا بِالذَّاتِ لِأَنَّ الْأَمَاكِنَ مَحْدُودَةٌ تَحْوِيهَا حُدُودٌ
أَرْبَعَةٌ فَإِذَا كَانَ بِالذَّاتِ لَزِمَهَا الْحَوَايَةُ
وهذا إثبات للعلو وتصريح بكونه سبحانه
بائن من خلقه
وقال الكليني في الكافي عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ الْحَرِيرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ الْخَفَّافِ
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ يَا سَعْدُ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ
فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ نَظَرَ
إِلَيْهَا الْخَلْقُ وَ النَّاسُ صُفُوفٌ عِشْرُونَ وَ مِائَةُ أَلْفِ صَفٍّ
ثَمَانُونَ أَلْفَ صَفٍّ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ وَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ صَفٍّ مِنْ
سَائِرِ الْأُمَمِ فَيَأْتِي عَلَى صَفِّ الْمُسْلِمِينَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ
فَيُسَلِّمُ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَعْرِفُهُ
بِنَعْتِهِ وَ صِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَّا فِي
الْقُرْآنِ فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ وَ الْجَمَالِ وَ النُّورِ
مَا لَمْ نُعْطَهُ ثُمَّ يُجَاوِزُ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى صَفِّ الشُّهَدَاءِ
فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ الشُّهَدَاءُ ثُمَّ يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
الرَّبُّ الرَّحِيمُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَ الشُّهَدَاءِ نَعْرِفُهُ
بِسَمْتِهِ وَ صِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ فَمِنْ هُنَاكَ
أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ وَ الْفَضْلِ مَا لَمْ نُعْطَهُ قَالَ فَيَتَجَاوَزُ
حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى صَفِّ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ فِي صُورَةِ شَهِيدٍ فَيَنْظُرُ
إِلَيْهِ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ فَيَكْثُرُ تَعَجُّبُهُمْ وَ يَقُولُونَ إِنَّ هَذَا
مِنْ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَ صِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّ
الْجَزِيرَةَ الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا كَانَتْ أَعْظَمَ هَوْلًا مِنَ الْجَزِيرَةِ
الَّتِي أُصِبْنَا فِيهَا فَمِنْ هُنَاكَ أُعْطِيَ مِنَ الْبَهَاءِ وَ الْجَمَالِ
وَ النُّورِ مَا لَمْ نُعْطَهُ ثُمَّ يُجَاوِزُ حَتَّى يَأْتِيَ صَفَّ
النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ فِي صُورَةِ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ فَيَنْظُرُ
النَّبِيُّونَ
وَ الْمُرْسَلُونَ إِلَيْهِ فَيَشْتَدُّ
لِذَلِكَ تَعَجُّبُهُمْ وَ يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ
الْكَرِيمُ إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ مُرْسَلٌ نَعْرِفُهُ بِسَمْتِهِ وَ صِفَتِهِ
غَيْرَ أَنَّهُ أُعْطِيَ فَضْلًا كَثِيراً قَالَ فَيَجْتَمِعُونَ فَيَأْتُونَ
رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَيَسْأَلُونَهُ وَ يَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ
مَنْ هَذَا فَيَقُولُ لَهُمْ أَ وَ مَا تَعْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ مَا نَعْرِفُهُ
هَذَا مِمَّنْ لَمْ يَغْضَبِ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى
الله عليه وآله ) هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ
يُجَاوِزُ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى صَفِّ الْمَلَائِكَةِ فِي سُورَةِ مَلَكٍ
مُقَرَّبٍ فَتَنْظُرُ إِلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فَيَشْتَدُّ تَعَجُّبُهُمْ وَ
يَكْبُرُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ لِمَا رَأَوْا مِنْ فَضْلِهِ وَ يَقُولُونَ تَعَالَى
رَبُّنَا وَ تَقَدَّسَ إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ نَعْرِفُهُ
بِسَمْتِهِ وَ صِفَتِهِ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ أَقْرَبَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى
اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَقَاماً فَمِنْ هُنَاكَ أُلْبِسَ مِنَ النُّورِ وَ
الْجَمَالِ مَا لَمْ نُلْبَسْ ثُمَّ يُجَاوِزُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّ
الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَيَخِرُّ تَحْتَ الْعَرْشِ فَيُنَادِيهِ
تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَا حُجَّتِي فِي الْأَرْضِ وَ كَلَامِيَ الصَّادِقَ
النَّاطِقَ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَ سَلْ تُعْطَ وَ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَيَرْفَعُ
رَأْسَهُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى كَيْفَ رَأَيْتَ عِبَادِي
فَيَقُولُ يَا رَبِّ مِنْهُمْ مَنْ صَانَنِي وَ حَافَظَ عَلَيَّ وَ لَمْ يُضَيِّعْ
شَيْئاً وَ مِنْهُمْ مَنْ ضَيَّعَنِي وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّي وَ كَذَّبَ بِي وَ
أَنَا حُجَّتُكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِي لَأُثِيبَنَّ عَلَيْكَ الْيَوْمَ
أَحْسَنَ الثَّوَابِ وَ لَأُعَاقِبَنَّ عَلَيْكَ الْيَوْمَ أَلِيمَ الْعِقَابِ
قَالَ فَيَرْجِعُ الْقُرْآنُ رَأْسَهُ فِي صُورَةٍ أُخْرَى قَالَ فَقُلْتُ لَهُ
يَا أَبَا جَعْفَرٍ فِي أَيِّ صُورَةٍ يَرْجِعُ قَالَ فِي صُورَةِ رَجُلٍ شَاحِبٍ
مُتَغَيِّرٍ يُبْصِرُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ فَيَأْتِي الرَّجُلَ مِنْ شِيعَتِنَا
الَّذِي كَانَ يَعْرِفُهُ وَ يُجَادِلُ بِهِ أَهْلَ الْخِلَافِ فَيَقُومُ بَيْنَ
يَدَيْهِ فَيَقُولُ مَا تَعْرِفُنِي فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَيَقُولُ مَا
أَعْرِفُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ فَيَرْجِعُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي كَانَتْ
فِي الْخَلْقِ الْأَوَّلِ وَ يَقُولُ مَا تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ
الْقُرْآنُ أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَ أَنْصَبْتُ عَيْشَكَ سَمِعْتَ
الْأَذَى وَ رُجِمْتَ بِالْقَوْلِ فِيَّ أَلَا وَ إِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ قَدِ
اسْتَوْفَى تِجَارَتَهُ
وَ أَنَا وَرَاءَكَ الْيَوْمَ قَالَ
فَيَنْطَلِقُ بِهِ إِلَى رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَيَقُولُ يَا
رَبِّ يَا رَبِّ عَبْدُكَ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ قَدْ كَانَ نَصِباً فِيَّ
مُوَاظِباً عَلَيَّ يُعَادَى بِسَبَبِي وَ يُحِبُّ فِيَّ وَ يُبْغِضُ فَيَقُولُ
اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَدْخِلُوا عَبْدِي جَنَّتِي وَ اكْسُوهُ حُلَّةً مِنْ
حُلَلِ الْجَنَّةَ وَ تَوِّجُوهُ بِتَاجٍ فَإِذَا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ عُرِضَ عَلَى
الْقُرْآنِ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ رَضِيتَ بِمَا صُنِعَ بِوَلِيِّكَ فَيَقُولُ يَا
رَبِّ إِنِّي أَسْتَقِلُّ هَذَا لَهُ فَزِدْهُ مَزِيدَ الْخَيْرِ كُلِّهِ
فَيَقُولُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ عُلُوِّي وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِي
لَأَنْحَلَنَّ لَهُ الْيَوْمَ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ مَعَ الْمَزِيدِ لَهُ وَ لِمَنْ
كَانَ بِمَنْزِلَتِهِ أَلَا إِنَّهُمْ شَبَابٌ لَا يَهْرَمُونَ وَ أَصِحَّاءُ لَا
يَسْقُمُونَ وَ أَغْنِيَاءُ لَا يَفْتَقِرُونَ وَ فَرِحُونَ لَا يَحْزَنُونَ وَ
أَحْيَاءٌ لَا يَمُوتُونَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا
الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا أَبَا
جَعْفَرٍ وَ هَلْ يَتَكَلَّمُ الْقُرْآنُ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ
الضُّعَفَاءَ مِنْ شِيعَتِنَا إِنَّهُمْ أَهْلُ تَسْلِيمٍ ثُمَّ قَالَ نَعَمْ يَا
سَعْدُ وَ الصَّلَاةُ تَتَكَلَّمُ وَ لَهَا صُورَةٌ وَ خَلْقٌ تَأْمُرُ وَ تَنْهَى
قَالَ سَعْدٌ فَتَغَيَّرَ لِذَلِكَ لَوْنِي وَ قُلْتُ هَذَا شَيْءٌ لَا
أَسْتَطِيعُ أَنَا أَتَكَلَّمُ بِهِ فِي النَّاسِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ هَلِ
النَّاسُ إِلَّا شِيعَتُنَا فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الصَّلَاةَ فَقَدْ أَنْكَرَ
حَقَّنَا ثُمَّ قَالَ يَا سَعْدُ أُسْمِعُكَ كَلَامَ الْقُرْآنِ قَالَ سَعْدٌ
فَقُلْتُ بَلَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ فَقَالَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ
الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ فَالنَّهْيُ كَلَامٌ وَ
الْفَحْشَاءُ وَ الْمُنْكَرُ رِجَالٌ وَ نَحْنُ ذِكْرُ اللَّهِ وَ نَحْنُ أَكْبَرُ.
تأمل قوله : (فَيَقُولُ وَ عِزَّتِي وَ
جَلَالِي وَ عُلُوِّي وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِي)
ثم نجد رواية أخرى تقرر مذهب الجهمية في
أن الله في كل مكان
قال الكليني في الكافي - وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ قَالَ قَالَ ابْنُ أَبِي
الْعَوْجَاءِ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فِي بَعْضِ مَا كَانَ
يُحَاوِرُهُ ذَكَرْتَ اللَّهَ فَأَحَلْتَ عَلَى غَائِبٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ وَيْلَكَ كَيْفَ يَكُونُ
غَائِباً مَنْ هُوَ مَعَ خَلْقِهِ شَاهِدٌ
وَ إِلَيْهِمْ أَقْرَبُ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ يَسْمَعُ كَلَامَهُمْ وَ يَرَى
أَشْخَاصَهُمْ وَ يَعْلَمُ أَسْرَارَهُمْ فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ أَ
هُوَ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَ لَيْسَ إِذَا كَانَ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَكُونُ فِي
الْأَرْضِ وَ إِذَا كَانَ فِي الْأَرْضِ كَيْفَ يَكُونُ فِي السَّمَاءِ فَقَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) إِنَّمَا وَصَفْتَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي
إِذَا انْتَقَلَ عَنْ مَكَانٍ اشْتَغَلَ بِهِ مَكَانٌ وَ خَلَا مِنْهُ مَكَانٌ
فَلَا يَدْرِي فِي الْمَكَانِ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ مَا يَحْدُثُ فِي الْمَكَانِ
الَّذِي كَانَ فِيهِ فَأَمَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الشَّأْنِ الْمَلِكُ الدَّيَّانُ
فَلَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ وَ لَا يَشْتَغِلُ بِهِ مَكَانٌ وَ لَا يَكُونُ
إِلَى مَكَانٍ أَقْرَبَ مِنْهُ إِلَى مَكَانٍ
وقد ذكر الكليني قاعدة في أن كل رواية
تخالف القرآن فهي مردودة
ودعنا نطبق هذا على هذه الرواية
يقول الله تعالى في شأن موسى ( وقربناه
نجياً )
وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ
رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206))
وهذه عندية قرب فكيف يقال بأن الله لا
يكون شيء أقرب إليه من شيء
وفي رواية في الكافي :" جَلَّ أَيْنَ
هُوَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) هُوَ هَاهُنَا وَ هَاهُنَا
وَ فَوْقُ وَ تَحْتُ وَ مُحِيطٌ بِنَا وَ مَعَنَا وَ هُوَ قَوْلُهُ ما يَكُونُ
مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَ لا خَمْسَةٍ"
وفي رواية أخرى في الكافي عن الصادق أن من
وصف أن الله على شيء أو في شيء فقد كفر ، وهذا يقضي بتكفير جعفر الصادق لعلي بن
أبي طالب !!
والعجيب أنهم ينزهون الله عز وجل عن العلو
ثم يثبتون له البداء !
والعجيب أن عندهم روايات تقول أن بداء
الله ليس عن جهل فلماذا لا يكون علوه يفيد التحيز ؟
وقال الكليني في الكافي
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ
الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ
قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) إِنَّ اللَّهَ أَجَلُّ وَ
أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ بِاللَّهِ
قَالَ صَدَقْتَ قُلْتُ إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبّاً فَيَنْبَغِي لَهُ
أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ لِذَلِكَ الرَّبِّ
رِضًا وَ سَخَطاً وَ أَنَّهُ لَا يُعْرَفُ رِضَاهُ وَ سَخَطُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ
أَوْ رَسُولٍ.
فكما أثبت لله رضا وسخطاً لا يشبه ما عند
المخلوقين فاثبت لله علواً منزهاً عما تراه نقصاً
وقال الكليني في الكافي عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ
أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَضْحَكُ اللَّهُ عَزَّ
وَ جَلَّ إِلَى رَجُلٍ فِي كَتِيبَةٍ يَعْرِضُ لَهُمْ سَبُعٌ أَوْ لِصٌّ فَحَمَاهُمْ
أَنْ يَجُوزُوا
وقال الكليني في الكافي مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَ الْعَرْشُ
الْعِلْمُ ثَمَانِيَةٌ أَرْبَعَةٌ مِنَّا وَ أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ شَاءَ اللَّهُ
وهنا تأويل للعرش وهنا روايات كثيرة تثبت
حقيقة العرش وهذه الرواية تهدم المذهب الإمامي فهم عندهم اثني عشر إماماً كلهم من
أهل البيت وهذه الرواية تقر بأربعة فقط يحملون العلم !!
وقال الكليني في الكافي حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقُمِّيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَيُّوبَ عَنْ أَبِي يَحْيَى الصَّنْعَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه
السلام ) قَالَ قَالَ لِي يَا أَبَا يَحْيَى إِنَّ لَنَا فِي لَيَالِي الْجُمُعَةِ
لَشَأْناً مِنَ الشَّأْنِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا ذَاكَ الشَّأْنُ
قَالَ يُؤْذَنُ لِأَرْوَاحِ الْأَنْبِيَاءِ الْمَوْتَى ( عليهم السلام ) وَ
أَرْوَاحِ الْأَوْصِيَاءِ
الْمَوْتَى وَ رُوحِ الْوَصِيِّ الَّذِي
بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى تُوَافِيَ عَرْشَ
رَبِّهَا فَتَطُوفَ بِهِ أُسْبُوعاً وَ تُصَلِّيَ عِنْدَ كُلِّ قَائِمَةٍ مِنْ
قَوَائِمِ الْعَرْشِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تُرَدُّ إِلَى الْأَبْدَانِ الَّتِي
كَانَتْ فِيهَا فَتُصْبِحُ الْأَنْبِيَاءُ وَ الْأَوْصِيَاءُ قَدْ مُلِئُوا
سُرُوراً وَ يُصْبِحُ الْوَصِيُّ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ وَ قَدْ زِيدَ
فِي عِلْمِهِ مِثْلُ جَمِّ الْغَفِيرِ
وهذا تحقيق لوجود العرش وأن له قوائم
وقال الكليني عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
الْخَطَّابِ وَ غَيْرِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ رَفَعَهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام )
قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) إِنَّ لِلَّهِ نَهَراً دُونَ
عَرْشِهِ وَ دُونَ النَّهَرِ الَّذِي دُونَ عَرْشِهِ نُورٌ نَوَّرَهُ وَ إِنَّ فِي
حَافَتَيِ النَّهَرِ رُوحَيْنِ مَخْلُوقَيْنِ رُوحُ الْقُدُسِ وَ رُوحٌ مِنْ
أَمْرِهِ وَ إِنَّ لِلَّهِ عَشْرَ طِينَاتٍ خَمْسَةً مِنَ الْجَنَّةِ وَ خَمْسَةً
مِنَ الْأَرْضِ فَفَسَّرَ الْجِنَانَ وَ فَسَّرَ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ
نَبِيٍّ وَ لَا مَلَكٍ مِنْ بَعْدِهِ جَبَلَهُ إِلَّا نَفَخَ فِيهِ مِنْ إِحْدَى
الرُّوحَيْنِ وَ جَعَلَ النَّبِيَّ ( صلى الله عليه وآله ) مِنْ إِحْدَى
الطِّينَتَيْنِ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ( عليه السلام ) مَا
الْجَبْلُ فَقَالَ الْخَلْقُ غَيْرَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ
جَلَّ خَلَقَنَا مِنَ الْعَشْرِ طِينَاتٍ وَ نَفَخَ فِينَا مِنَ الرُّوحَيْنِ
جَمِيعاً فَأَطْيِبْ بِهَا طِيباً
وقال الكليني في الكافي عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَسْوَدَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي
جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) فَأَنْشَأَ يَقُولُ ابْتِدَاءً مِنْهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ
أَسْأَلَهُ نَحْنُ حُجَّةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ بَابُ اللَّهِ وَ نَحْنُ لِسَانُ
اللَّهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ وَ نَحْنُ عَيْنُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَ
نَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ
8-
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ حَسَّانَ الْجَمَّالِ قَالَ حَدَّثَنِي
هَاشِمُ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ الْجَنْبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
( عليه السلام ) يَقُولُ أَنَا عَيْنُ اللَّهِ وَ أَنَا يَدُ اللَّهِ وَ أَنَا
جَنْبُ اللَّهِ وَ أَنَا بَابُ اللَّهِ .
وهذه الروايات لا يعلق عليها !
وقال أيضاً الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الصَّلْتِ عَنِ الْحَكَمِ وَ إِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ حَبِيبٍ عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ
قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) يَقُولُ بِنَا عُبِدَ اللَّهُ وَ
بِنَا عُرِفَ اللَّهُ وَ بِنَا وُحِّدَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ
مُحَمَّدٌ حِجَابُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى
أما إن الله الحجاب يحجب عن الرؤية فهل
حجب النبي صلى الله عليه وسلم الناس عن رؤية ربهم الرؤية القلبية بمعنى معرفته !
العجيبة السادسة : قال الكليني في الكافي
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ
سَمِعْتُ الرِّضَا ( عليه السلام ) يَقُولُ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً قَطُّ
إِلَّا بِتَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَ أَنْ يُقِرَّ لِلَّهِ بِالْبَدَاءِ
وفي رواية أخرى أن عبد المطلب أول من قال
بالبداء !
فيا ليت شعري كيف يكون كل الأنبياء قالوا
بالبداء ويقول عبد المطلب أول من قال بالبداء !
فإن قيل : هو أول من قال بالبداء من العرب
فيقال : لا يخلو أن يكون أخذه من نبي !
قال الكليني في الكافي عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْأَصَمِّ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مُقَرِّنٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَوَّلُ مَنْ قَالَ
بِالْبَدَاءِ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ عَلَيْهِ بَهَاءُ
الْمُلُوكِ وَ سِيمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ
إنا لله وإنا راجعون لا يختلف أهل السير
أنه كان يعبد الإسلام ولو كان موحداً لما كان ابنه أبو لهب وابنه حمزة كافرين
باتفاق الرافضة ويقولون حمزة أسلم حمية ونفعته حميته
قال الكليني في الكافي عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَامِرِ بْنِ
السِّمْطِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه
السلام ) قَالَ لَمْ يُدْخِلِ الْجَنَّةَ حَمِيَّةٌ غَيْرُ حَمِيَّةِ حَمْزَةَ
بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ ذَلِكَ حِينَ أَسْلَمَ غَضَباً لِلنَّبِيِّ ( صلى
الله عليه وآله ) فِي حَدِيثِ السَّلَى الَّذِي أُلْقِيَ عَلَى النَّبِيِّ ( صلى
الله عليه وآله )
العجيبة السابعة : عبد الله بن عباس فخر
أهل البيت في سعة علمه انظر كيف يتكلم عن الزنديق الكليني
قال الكليني في الكافي عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ بَيْنَا أَبِي جَالِسٌ وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ إِذَا
اسْتَضْحَكَ حَتَّى اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ دُمُوعاً ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ
مَا أَضْحَكَنِي قَالَ فَقَالُوا لَا قَالَ زَعَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مِنَ
الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَقُلْتُ لَهُ هَلْ رَأَيْتَ
الْمَلَائِكَةَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ تُخْبِرُكَ بِوَلَايَتِهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا
وَ الْآخِرَةِ مَعَ الْأَمْنِ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْحُزْنِ قَالَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ
تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وَ قَدْ دَخَلَ
فِي هَذَا جَمِيعُ الْأُمَّةِ فَاسْتَضْحَكْتُ ثُمَّ قُلْتُ صَدَقْتَ يَا ابْنَ
عَبَّاسٍ أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ فِي حُكْمِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ اخْتِلَافٌ
قَالَ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ مَا تَرَى فِي رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلًا أَصَابِعَهُ
بِالسَّيْفِ حَتَّى سَقَطَتْ ثُمَّ ذَهَبَ وَ أَتَى رَجُلٌ آخَرُ فَأَطَارَ
كَفَّهُ فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْكَ وَ أَنْتَ قَاضٍ كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ قَالَ
أَقُولُ لِهَذَا الْقَاطِعِ أَعْطِهِ دِيَةَ كَفِّهِ وَ أَقُولُ لِهَذَا
الْمَقْطُوعِ صَالِحْهُ عَلَى مَا شِئْتَ وَ ابْعَثْ بِهِ إِلَى ذَوِي عَدْلٍ
قُلْتُ جَاءَ الِاخْتِلَافُ فِي حُكْمِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ نَقَضْتَ
الْقَوْلَ الْأَوَّلَ أَبَى اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ أَنْ يُحْدِثَ فِي خَلْقِهِ
شَيْئاً مِنَ الْحُدُودِ وَ لَيْسَ تَفْسِيرُهُ فِي الْأَرْضِ اقْطَعْ قَاطِعَ
الْكَفِّ أَصْلًا ثُمَّ أَعْطِهِ دِيَةَ الْأَصَابِعِ هَكَذَا حُكْمُ اللَّهِ
لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا أَمْرُهُ إِنْ جَحَدْتَهَا بَعْدَ مَا سَمِعْتَ مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَأَدْخَلَكَ اللَّهُ النَّارَ كَمَا
أَعْمَى بَصَرَكَ يَوْمَ جَحَدْتَهَا عَلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ فَلِذَلِكَ
عَمِيَ بَصَرِي قَالَ وَ مَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ فَوَ اللَّهِ إِنْ عَمِيَ بَصَرِي
إِلَّا مِنْ صَفْقَةِ جَنَاحِ الْمَلَكِ قَالَ فَاسْتَضْحَكْتُ ثُمَّ تَرَكْتُهُ
يَوْمَهُ ذَلِكَ لِسَخَافَةِ عَقْلِهِ ثُمَّ لَقِيتُهُ فَقُلْتُ يَا ابْنَ
عَبَّاسٍ مَا تَكَلَّمْتَ بِصِدْقٍ مِثْلِ أَمْسِ قَالَ لَكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ ( عليه السلام ) إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَ إِنَّهُ
يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ وَ إِنَّ لِذَلِكَ الْأَمْرِ
وُلَاةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَقُلْتَ مَنْ هُمْ
فَقَالَ أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِي أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ فَقُلْتَ لَا
أَرَاهَا كَانَتْ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَتَبَدَّى لَكَ الْمَلَكُ الَّذِي
يُحَدِّثُهُ فَقَالَ كَذَبْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ رَأَتْ عَيْنَايَ
الَّذِي حَدَّثَكَ بِهِ عَلِيٌّ وَ لَمْ
تَرَهُ عَيْنَاهُ وَ لَكِنْ وَعَى قَلْبُهُ وَ وُقِرَ فِي سَمْعِهِ ثُمَّ صَفَقَكَ
بِجَنَاحِهِ فَعَمِيتَ قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَا اخْتَلَفْنَا فِي شَيْءٍ
فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ فَهَلْ حَكَمَ اللَّهُ فِي حُكْمٍ مِنْ
حُكْمِهِ بِأَمْرَيْنِ قَالَ لَا فَقُلْتُ هَاهُنَا هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ
العجيبة الثامنة : قال الكليني في الكافي
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ
عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام )
عَنِ الْإِمَامِ يَعْلَمُ الْغَيْبَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ
يَعْلَمَ الشَّيْءَ أَعْلَمَهُ اللَّهُ ذَلِكَ
هذا نص ظاهر في أن الإمام المعصوم لا يعلم
الغيب وفي الكافي نصوص تناقض هذا
العجيبة التاسعة : قال الكليني في الكافي
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحَكَمِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ
عَلَيْهِ لَمَّا صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا الْكُتُبَ وَ الْوَصِيَّةَ فَلَمَّا رَجَعَ عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) دَفَعَتْهَا إِلَيْهِ
ظاهر هذا أن أم سلمة مسلمة ومؤمنة ومؤتمنة
على الوحي فكيف تدخل في نصوص ردة الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا أربعة
ولا تذكر فيهم زيادة على أنها كانت على وفاق عظيم مع صويحباتها والخلفاء الراشدين
العجيبة العاشرة : قال الكليني في الكافي
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ
نُوحٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ( عليه السلام ) إِنِّي أَرْجُو
أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ وَ أَنْ يَسُوقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ
بِغَيْرِ سَيْفٍ فَقَدْ بُويِعَ لَكَ وَ ضُرِبَتِ الدَّرَاهِمُ بِاسْمِكَ فَقَالَ
مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَتْ إِلَيْهِ الْكُتُبُ وَ أُشِيرَ إِلَيْهِ
بِالْأَصَابِعِ وَ سُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ وَ حُمِلَتْ إِلَيْهِ الْأَمْوَالُ
إِلَّا اغْتِيلَ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ لِهَذَا
الْأَمْرِ غُلَاماً مِنَّا خَفِيَّ الْوِلَادَةِ وَ الْمَنْشَإِ غَيْرَ خَفِيٍّ
فِي نَسَبِهِ
وهذا يخالف الروايات أن الأئمة كلهم ماتوا
مسممين أو مقتولين
العجيبة الحادية عشر :
قال الكليني في الكافي عِدَّةٌ مِنْ
أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
الْمُثَنَّى الْخَطِيبِ قَالَ كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ وَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ
الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى الْقَبْرِ قَدْ سَقَطَ وَ الْفَعَلَةُ يَصْعَدُونَ وَ
يَنْزِلُونَ وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِنَا مَنْ مِنْكُمْ لَهُ
مَوْعِدٌ يَدْخُلُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) اللَّيْلَةَ
فَقَالَ مِهْرَانُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ أَنَا وَ قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمَّارٍ
الصَّيْرَفِيُّ أَنَا فَقُلْنَا لَهُمَا سَلَاهُ لَنَا عَنِ الصُّعُودِ لِنُشْرِفَ
عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه وآله ) فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ
لَقِينَاهُمَا فَاجْتَمَعْنَا جَمِيعاً فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ قَدْ سَأَلْنَاهُ
لَكُمْ عَمَّا ذَكَرْتُمْ فَقَالَ مَا أُحِبُّ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَعْلُوَ
فَوْقَهُ وَ لَا آمَنُهُ أَنْ يَرَى شَيْئاً يَذْهَبُ مِنْهُ بَصَرُهُ أَوْ
يَرَاهُ قَائِماً يُصَلِّي أَوْ يَرَاهُ مَعَ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ ( صلى الله عليه
وآله )
إنا لله وإنا إليه راجعون في هذه الرواية
أن النبي يجالس نساءه في البرزخ ة!
العجيبة الثانية عشر : قال الكليني في
الكافي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سَيْفِ بْنِ
عَمِيرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه
السلام ) لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) مَا كَانَ ضَجَّتِ
الْمَلَائِكَةُ إِلَى اللَّهِ بِالْبُكَاءِ وَ قَالَتْ يُفْعَلُ هَذَا
بِالْحُسَيْنِ صَفِيِّكَ وَ ابْنِ نَبِيِّكَ قَالَ فَأَقَامَ اللَّهُ لَهُمْ ظِلَّ
الْقَائِمِ ( عليه السلام ) وَ قَالَ بِهَذَا أَنْتَقِمُ لِهَذَا
الملائكة تبكي ! إنا لله وإنا إليه راجعون
وفي هذا إثبات صفة الكلام لله عز وجل
العجيبة الثالثة عشر : قال الكليني في
الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْعُصْفُورِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ
أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) يَقُولُ
إِنَّ اللَّهَ
خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ أَحَدَ
عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ فَأَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً فِي ضِيَاءِ
نُورِهِ يَعْبُدُونَهُ قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ
يُقَدِّسُونَهُ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه
وآله )
النبي والأئمة مخلوقون من نور !
آدم نبي وخلق من طين وكذلك عيسى وهؤلاء
الأئمة عندهم خير من الأنبياء ! وهذا مخالف لظاهر القرآن
العجيبة الرابعة عشر : قال الكليني في
الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ الْعَرْزَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّادِقِ
( عليه السلام ) قَالَ قَالَ أَثَافِيُّ الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ الصَّلَاةُ وَ
الزَّكَاةُ وَ الْوَلَايَةُ لَا تَصِحُّ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا
بِصَاحِبَتَيْهَا .
في هذا تكفير لتارك الصلاة أو تارك الزكاة
واليوم يضجون من مثل هذه الاختيارات من أهل السنة والتوحيد ومنهم من يشوش على حروب
الردة
وقال الكليني في الكافي عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ
ابْنِ مُسْكَانَ يَرْفَعُهُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فِي الْمَسْجِدِ إِذْ قَالَ قُمْ
يَا فُلَانُ قُمْ يَا فُلَانُ قُمْ يَا فُلَانُ حَتَّى أَخْرَجَ خَمْسَةَ نَفَرٍ
فَقَالَ اخْرُجُوا مِنْ مَسْجِدِنَا لَا تُصَلُّوا فِيهِ وَ أَنْتُمْ لَا
تُزَكُّونَ
يُونُسُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ مَنْ مَنَعَ
قِيرَاطاً مِنَ الزَّكَاةِ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَا مُسْلِمٍ وَ هُوَ قَوْلُهُ
عَزَّ وَ جَلَّ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ .
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى وَ لَا تُقْبَلُ لَهُ
صَلَاةٌ
العجيبة الخامسة عشر : قال الكليني في
الكافي يُونُسُ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ قَالَ قَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) مَنْ أَذَاعَ عَلَيْنَا حَدِيثَنَا سَلَبَهُ
اللَّهُ الْإِيمَانَ .
يُونُسُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ بَعْضِ
أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ مَا قَتَلَنَا مَنْ
أَذَاعَ حَدِيثَنَا قَتْلَ خَطَإٍ وَ لَكِنْ قَتَلَنَا قَتْلَ عَمْدٍ.
هنا يشهد الكليني على نفسه !
العجيبة السادسة عشر : قال الكليني في
الكافي أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي
عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ لَا تَصْحَبُوا أَهْلَ الْبِدَعِ وَ
لَا تُجَالِسُوهُمْ فَتَصِيرُوا عِنْدَ النَّاسِ كَوَاحِدٍ مِنْهُمْ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ وَ قَرِينِهِ
- مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
أَبِي نَصْرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه
السلام ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) إِذَا رَأَيْتُمْ
أَهْلَ الرَّيْبِ وَ الْبِدَعِ مِنْ بَعْدِي فَأَظْهِرُوا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ
وَ أَكْثِرُوا مِنْ سَبِّهِمْ وَ الْقَوْلَ فِيهِمْ وَ الْوَقِيعَةَ وَ
بَاهِتُوهُمْ كَيْلَا يَطْمَعُوا فِي الْفَسَادِ فِي الْإِسْلَامِ وَ يَحْذَرَهُمُ
النَّاسُ وَ لَا يَتَعَلَّمُوا مِنْ بِدَعِهِمْ يَكْتُبِ اللَّهُ لَكُمْ بِذَلِكَ
الْحَسَنَاتِ وَ يَرْفَعْ لَكُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ فِي الْآخِرَةِ
فأين دعاة التسامح والتقريب من هذه النصوص
وحسن المالكي كان يقول أن الكافي خير من السنة لعبد الله بن أحمد بشرط حذف كتاب
الروضة
العجيبة السابعة عشر : قال الكليني في
الكافي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي
جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ قُلْتُ لَهُ فَمَا تَقُولُ فِي مُنَاكَحَةِ
النَّاسِ فَإِنِّي قَدْ بَلَغْتُ مَا تَرَاهُ وَ مَا تَزَوَّجْتُ قَطُّ فَقَالَ وَ
مَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ فَقُلْتُ مَا يَمْنَعُنِي إِلَّا أَنَّنِي أَخْشَى
أَنْ لَا تَحِلَّ لِي مُنَاكَحَتُهُمْ فَمَا تَأْمُرُنِي فَقَالَ فَكَيْفَ
تَصْنَعُ وَ أَنْتَ شَابٌّ أَ تَصْبِرُ قُلْتُ أَتَّخِذُ الْجَوَارِيَ قَالَ
فَهَاتِ الْآنَ فَبِمَا تَسْتَحِلُّ الْجَوَارِيَ قُلْتُ إِنَّ الْأَمَةَ لَيْسَتْ
بِمَنْزِلَةِ الْحُرَّةِ إِنْ رَابَتْنِي بِشَيْءٍ بِعْتُهَا وَ اعْتَزَلْتُهَا
قَالَ فَحَدِّثْنِي بِمَا اسْتَحْلَلْتَهَا قَالَ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَابٌ
فَقُلْتُ لَهُ فَمَا تَرَى أَتَزَوَّجُ فَقَالَ مَا أُبَالِي أَنْ تَفْعَلَ قُلْتُ
أَ رَأَيْتَ قَوْلَكَ مَا أُبَالِي أَنْ تَفْعَلَ فَإِنَّ ذَلِكَ عَلَى جِهَتَيْنِ
تَقُولُ لَسْتُ أُبَالِي أَنْ تَأْثَمَ مِنْ غَيْرِ أَنْ آمُرَكَ فَمَا
تَأْمُرُنِي أَفْعَلُ ذَلِكَ بِأَمْرِكَ فَقَالَ لِي قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (
صلى الله عليه وآله ) تَزَوَّجَ وَ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ امْرَأَةِ نُوحٍ وَ
امْرَأَةِ لُوطٍ مَا قَدْ كَانَ إِنَّهُمَا قَدْ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ
عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) لَيْسَ
فِي ذَلِكَ بِمَنْزِلَتِي إِنَّمَا هِيَ تَحْتَ يَدِهِ وَ هِيَ مُقِرَّةٌ
بِحُكْمِهِ مُقِرَّةٌ بِدِينِهِ قَالَ فَقَالَ لِي مَا تَرَى مِنَ الْخِيَانَةِ
فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَخانَتاهُما مَا يَعْنِي بِذَلِكَ إِلَّا
الْفَاحِشَةَ وَ قَدْ زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فُلَاناً
قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا تَأْمُرُنِي أَنْطَلِقُ فَأَتَزَوَّجُ
بِأَمْرِكَ فَقَالَ لِي إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَعَلَيْكَ بِالْبَلْهَاءِ مِنَ
النِّسَاءِ قُلْتُ وَ مَا الْبَلْهَاءُ قَالَ ذَوَاتُ الْخُدُورِ الْعَفَائِفُ
فَقُلْتُ مَنْ هِيَ عَلَى دِينِ سَالِمِ
بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ لَا فَقُلْتُ مَنْ هِيَ عَلَى دِينِ رَبِيعَةِ
الرَّأْيِ فَقَالَ لَا وَ لَكِنَّ الْعَوَاتِقَ اللَّوَاتِي لَا يَنْصِبْنَ
كُفْراً وَ لَا يَعْرِفْنَ مَا تَعْرِفُونَ قُلْتُ وَ هَلْ تَعْدُو أَنْ تَكُونَ
مُؤْمِنَةً أَوْ كَافِرَةً فَقَالَ تَصُومُ وَ تُصَلِّي وَ تَتَّقِي اللَّهَ وَ
لَا تَدْرِي مَا أَمْرُكُمْ فَقُلْتُ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ
الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ لَا وَ اللَّهِ لَا
يَكُونُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَا كَافِرٍ قَالَ فَقَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ مِنْ قَوْلِكَ يَا
زُرَارَةُ أَ رَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ
آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ فَلَمَّا قَالَ عَسَى
فَقُلْتُ مَا هُمْ إِلَّا مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ قَالَ فَقَالَ مَا تَقُولُ
فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ
النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا إِلَى
الْإِيمَانِ فَقُلْتُ مَا هُمْ إِلَّا مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ فَقَالَ وَ
اللَّهِ مَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وَ لَا كَافِرِينَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ
مَا تَقُولُ فِي أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ فَقُلْتُ مَا هُمْ إِلَّا مُؤْمِنِينَ
أَوْ كَافِرِينَ إِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ فَهُمْ مُؤْمِنُونَ وَ إِنْ دَخَلُوا
النَّارَ فَهُمْ كَافِرُونَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وَ لَا
كَافِرِينَ وَ لَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ لَدَخَلُوا الْجَنَّةَ كَمَا دَخَلَهَا
الْمُؤْمِنُونَ وَ لَوْ كَانُوا كَافِرِينَ لَدَخَلُوا النَّارَ كَمَا دَخَلَهَا
الْكَافِرُونَ وَ لَكِنَّهُمْ قَوْمٌ قَدِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَ
سَيِّئَاتُهُمْ فَقَصُرَتْ بِهِمُ الْأَعْمَالُ وَ أَنَّهُمْ لَكَمَا قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ أَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُمْ أَمْ مِنْ أَهْلِ
النَّارِ فَقَالَ اتْرُكْهُمْ حَيْثُ تَرَكَهُمُ اللَّهُ قُلْتُ أَ فَتُرْجِئُهُمْ
قَالَ نَعَمْ أُرْجِئُهُمْ كَمَا أَرْجَأَهُمُ اللَّهُ إِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُمُ
الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وَ إِنْ شَاءَ سَاقَهُمْ إِلَى النَّارِ بِذُنُوبِهِمْ وَ
لَمْ يَظْلِمْهُمْ فَقُلْتُ هَلْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَافِرٌ قَالَ لَا قُلْتُ
فَهَلْ يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا كَافِرٌ قَالَ فَقَالَ لَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ
اللَّهُ يَا زُرَارَةُ إِنَّنِي أَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ أَنْتَ لَا تَقُولُ
مَا شَاءَ اللَّهُ أَمَا إِنَّكَ إِنْ كَبِرْتَ رَجَعْتَ وَ تحَلَّلَتْ عَنْكَ
عُقَدُكَ
في هذه الرواية نسبة زوجات الأنبياء للزنا
وهذا من أخبث ما يكون فكيف تنزه الأنبياء عن الصغائر ثم تثبت عليهم هذا الحط
العظيم
قال الشريف المرتضى في كتابه تنزيه
الأنبياء ص35 :" تنزيه نوح عليه السلام تنزيه نوح عما لا يليق به (مسأله فان
سأل
سائل عن قوله تعالى: (ونادى نوح ربه فقال
رب ان أبني من اهلي وان
وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين قال يا نوح
أنه ليس من أهلك انه عمل
غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم اني
اعظك ان تكون من
الجاهلين) (1) فقال: ظاهر قوله تعالى انه
ليس من أهلك، فيه تكذيب،
لقوله عليه السلام ان ابني من أهلي. وإذا
كان النبي (ع) لا يجوز
عليه الكذب فما الوجه في ذلك ؟ قيل له في
هذه الآية وجوه، كل واحد
منها صحيح مطابق لادلة العقل (2). (أولها)
أن نفيه لان يكون من
أهله لم يتناول فيه نفي النسب، وإنما نفى
ان يكون من أهله الذين
وعده الله تعالى بنجاتهم، لانه عزوجل كان
وعد نوحا عليه السلام بأن
ينجي اهله في قوله: (قلنا احمل فيها من كل
زوجين اثنين واهلك إلا
من سبق عليه القول) (3) فاستثنى من اهله
من اراد اهلاكه بالغرق.
ويدل على صحة هذا التأويل قول نوح عليه
السلام: ان ابني من
اهلي وان وعدك الحق. وعلى هذا الوجه
يتطابق الخبران ولا يتنافيان.
وقد روي هذا التأويل بعينه عن ابن عباس
وجماعة من المفسرين.
(والوجه الثاني) ان يكون المراد من قوله
تعالى: (ليس من اهلك) أي
انه ليس على دينك، وأراد انه كان كافرا
مخالفا لابيه، فكأن كفره
اخرجه من ان يكون له أحكام أهله. ويشهد
لهذا التأويل قوله تعالى
على سبيل التعليل: (انه عمل غير صالح) فتبين
انه انما خرج عن احكام
اهله بكفره وقبيح عمله. وقد حكي هذا الوجه
أيضا عن جماعة من اهل
التأويل. (والوجه الثالث) انه لم يكن ابنه
على الحقيقة، وإنما ولد
على فراشه. فقال (ع) ان ابني على ظاهر
الامر. فأعلمه الله تعالى ان
الامر بخلاف الظاهر، ونبهه على خيانة
امرأته، وليس في ذلك تكذيب
خبره، لانه انما اخبر عن ظنه وعما يقتضيه
الحكم الشرعي، فاخبره
الله تعالى بالغيب الذي لا يعلمه غيره. وقد
روي هذا الوجه عن الحسن
ومجاهد وابن جريج. وفي هذا الوجه بعد، إذ
فيه منافاة للقرآن لانه
تعالى قال: (ونادى نوح ابنه) فأطلق عليه
اسم النبوة. ولانه تعالى
أيضا استثناه من جملة أهله بقوله تعالى: (واهلك
إلا من سبق عليه
القول). ولان الانبياء عليهم السلام يجب
ان ينزهوا عن هذه الحال
لانها تعبير وتشيين ونقص في القدر، وقد
جنبهم الله تعالى ما دون
ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر
عن القبول منهم. وقد حمل
ابن عباس قوة ما ذكرناه من الدلالة على ان
تأويل قوله تعالى في
امرأة نوح وامرأة لوط، فخانتاهما، أن
الخيانة لم تكن منهما بالزنا،
بل كانت احداهما تخبر الناس بأنه مجنون،
والاخرى تدل على الاضياف.
والوجهان الاولان هما المعتمدان في الآية"
فتأمل قوله : (ولان الانبياء عليهم السلام
يجب ان ينزهوا عن هذه الحال
لانها تعبير وتشيين ونقص في القدر، وقد
جنبهم الله تعالى ما دون
ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر
عن القبول منهم)
العجيبة الثامنة عشر : قال الكليني في
الكافي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ وَ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مَسْرُوقٍ قَالَ
سَأَلَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) عَنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مَا هُمْ
فَقُلْتُ مُرْجِئَةٌ وَ قَدَرِيَّةٌ وَ حَرُورِيَّةٌ فَقَالَ لَعَنَ اللَّهُ
تِلْكَ الْمِلَلَ الْكَافِرَةَ الْمُشْرِكَةَ الَّتِي لَا تَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى
شَيْءٍ.
فأين من يحاربون غلو من يسمونهم ب( الوهابية
)
وقال الكليني في الكافي مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَنْصُورِ
بْنِ يُونُسَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه
السلام ) قَالَ أَهْلُ الشَّامِ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الرُّومِ وَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَ أَهْلُ مَكَّةَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ
جَهْرَةً
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ
أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ( عليهما السلام ) قَالَ إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ
لَيَكْفُرُونَ بِاللَّهِ جَهْرَةً وَ إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَخْبَثُ مِنْ
أَهْلِ مَكَّةَ أَخْبَثُ مِنْهُمْ سَبْعِينَ ضِعْفاً .
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ
أَيُّوبَ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَهْلُ الشَّامِ شَرٌّ أَمْ أَهْلُ
الرُّومِ فَقَالَ إِنَّ الرُّومَ كَفَرُوا وَ لَمْ يُعَادُونَا وَ إِنَّ أَهْلَ
الشَّامِ كَفَرُوا وَ عَادَوْنَا
عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ
عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ
يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ لَا تُجَالِسُوهُمْ
يَعْنِي الْمُرْجِئَةَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ لَعَنَ اللَّهُ مِلَلَهُمُ
الْمُشْرِكَةَ الَّذِينَ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ
العجيبة التاسعة عشر :
قال الكليني في الكافي أَبُو عَلِيٍّ
الْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ مَنْ مَضَى بِهِ يَوْمٌ وَاحِدٌ
فَصَلَّى فِيهِ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ وَ لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِقُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ قِيلَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ لَسْتَ مِنَ الْمُصَلِّينَ
وفي هذا وجوب قراءة سورة الإخلاص في اليوم
والليلة وهذا غريب
العجيبة العشرون : قال الكليني في الكافي
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرْقَدٍ وَ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ قَالَا كُنَّا
عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) وَ مَعَنَا رَبِيعَةُ الرَّأْيِ
فَذَكَرْنَا فَضْلَ الْقُرْآنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) إِنْ
كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ لَا يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَتِنَا فَهُوَ ضَالٌّ فَقَالَ
رَبِيعَةُ ضَالٌّ فَقَالَ نَعَمْ ضَالٌّ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه
السلام ) أَمَّا نَحْنُ فَنَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ أُبَيٍّ
أبي بن كعب كان من ضمن من بايع الصديق
والفاروق وذي النورين وممن دخل في دعوى الردة التي يدعيها الرافضة
فكان يحتاج إليه المعصوم في قراءة القرآن
وأين قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
؟
وفي كتاب الكافي يذكر حديثاً يرويه الباقر
عن جابر بن عبد الله
فكيف يحتاج المعصوم إلى غير المعصوم في
تعلم علم جده ؟
العجيبة الحادية والعشرون : قال الكليني
في الكافي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ وَ
بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِيهَا فَقَالَ أَمَّا زِيَارَةُ الْقُبُورِ فَلَا بَأْسَ
بِهَا وَ لَا تُبْنَى عِنْدَهَا الْمَسَاجِدُ
وهذا مما لا يطبقه الرافضة البتة في
مشاهدهم
العجيبة الثانية والعشرون : قال الكليني
في الكافي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ
ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ قَالَ مَا
تَرْوِي هَذِهِ النَّاصِبَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِيمَا ذَا فَقَالَ فِي
أَذَانِهِمْ وَ رُكُوعِهِمْ وَ سُجُودِهِمْ فَقُلْتُ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ
أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَآهُ فِي النَّوْمِ فَقَالَ كَذَبُوا فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ
عَزَّ وَ جَلَّ أَعَزُّ مِنْ أَنْ يُرَى فِي النَّوْمِ قَالَ فَقَالَ لَهُ سَدِيرٌ
الصَّيْرَفِيُّ
هذا لا يقول به أهل السنة
وإليك هذا المناقض
قال الكليني في الكافي مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ
سُوَيْدٍ الْقَلَانِسِيِّ عَنْ بَشِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام )
قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنَّ
الْقِتَالَ مَعَ غَيْرِ الْإِمَامِ الْمُفْتَرَضِ طَاعَتُهُ حَرَامٌ مِثْلُ
الْمَيْتَةِ وَ الدَّمِ وَ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ فَقُلْتَ لِي نَعَمْ هُوَ كَذَلِكَ
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) هُوَ كَذَلِكَ هُوَ كَذَلِكَ .
فهنا الدين يؤخذ من المنام ؟ ولكن بشرط
إقرار المعصوم وهذا ما ادعوه على أهل السنة
العجيبة الثالثة والعشرون : قال الكليني
في الكافي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ شَرِيكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا هُزِمَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ قَالَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) لَا تَتْبَعُوا مُوَلِّياً وَ لَا
تُجِيزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ فَلَمَّا كَانَ
يَوْمُ صِفِّينَ قَتَلَ الْمُقْبِلَ وَ الْمُدْبِرَ وَ أَجَازَ عَلَى جَرِيحٍ
فَقَالَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ هَذِهِ سِيرَتَانِ
مُخْتَلِفَتَانِ فَقَالَ إِنَّ أَهْلَ الْجَمَلِ قَتَلَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ
وَ إِنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ قَائِماً بِعَيْنِهِ وَ كَانَ قَائِدَهُمْ .
وهذا اعتراف بتفاوت حال الفريقين بخلاف
مذهب الرافضة
العجيبة الرابعة والعشرون : قال الكليني
في الكافي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ ( عليه السلام ) مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ
حُبُّ النِّسَاءِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ
عُثْمَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ
مَا أَظُنُّ رَجُلًا يَزْدَادُ فِي الْإِيمَانِ خَيْراً إِلَّا ازْدَادَ حُبّاً
لِلنِّسَاءِ
العجيبة الخامسة والعشرون : قال الكليني
في الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيِّ
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ( عليه
السلام ) سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَرْزُقَهُ ابْنَةً تَبْكِيهِ وَ تَنْدُبُهُ بَعْدَ
مَوْتِهِ
إنا لله وإنا إليه راجعون كيف يدعو الله
بأن تظهر ابنته السخط ، وفي كافي الكليني أن من ضرب فخذه في مصيبة حبط عمله فكيف
يتسق هذا مع هذه الرواية
وهذا كتاب مليء بالعجائب وقد نبه عليه
كثيرون وإنما أردت بيان أمور أحسب أنني لم أسبق إليها في غالبها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم