الأحد، 14 ديسمبر 2014

الإباضية بين أئمة الدعوة وسيد قطب



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

يقول سيد قطب في مقال نشرته مجلة الشهاب المصرية (عدد 15 مارس 1948) ما نصه :
(ورأينا الذي نرجو من ورائه الخير للمسلمين ألا يكون الخلاف المذهبي سببا للخصومة والفرق بين طوائفهم ، وبخاصة إذا لم يؤد إلى تكفير أو قتال. ومن حسن الحظ أن في فقه الإباضية وأصول ما ذهبوا إليه من المرونة ما يسمح بالتقائهم مع غيرهم على ما يصير به المسلم مسلما من أصول الدين وقواعده الأساسية فيما نعلم ، وفي ذلك الكفاية)

سيد قطب يقول بخلق القرآن وينكر الرؤية ضمنياً وينكر العلو وهذا هو التجهم الغالي الذي كفر به السلف

وهو يقول بوحدة الوجود وإن رغمت أنوف فعباراته في ذلك واضحة وتأويلها متكلف

وله وقيعة في عثمان قلد فيها المودودي في ضلالات أخرى

والإباضية اليوم يقولون بخلق القرآن وينكرون الرؤية والعلو وعامة الصفات مع القول بأن العاصي بالكبيرة سيخلد في النار ووقيعة عظيمة في صحابة رسول الله

وبعد أن ذكرت لك موقف هذا الجاهل من الإباضية فخذ موقف أئمة التوحيد ودعاته

جاء في الدرر السنية (4/409) :" وأما دعاء الصالحين، والاستغاثة بهم، وقصدهم في الملمات والشدائد، فهذا لا ينازع مسلم في تحريمه، والحكم بأنه من الشرك الأكبر؛ فليس في تكفيرهم، وتكفير الجهمية قولان. وأما الإباضية في هذه الأزمان، فليسوا كفرقة من أسلافهم، والذي بلغنا أنهم على دين عباد القبور، وانتحلوا أموراً كفرية لا يتسع ذكرها هنا، ومن كان بهذه المثابة، فلا شك في كفره؛ فلا يقول بإسلامهم إلا مصاب في عقله ودينه، ولا تصح خلف من لا يرى كفر هؤلاء الملاحدة، أو يشك في كفرهم"

وجاء أيضاً في الدرر (10/431) :" وأما إباضية أهل هذا الزمان، فحقيقة مذهبهم وطريقتهم: جهمية، قبوريون، وإنما ينتسبون إلى الإباضية انتسابا، فلا يشك في كفرهم وضلالهم، إلا من غلب عليه الهوى، وأعمى الله عين بصيرته؛ فمن تولاهم فهو عاص ظالم، يجب هجره ومباعدته، والتحذير منه، حتى يعلن بالتوبة، كما أعلن بالظلم والمعصية"

وجاء أيضاً في الدرر  (12/45) :" والخوارج ما عندنا أحد منهم، حتى في الأمصار، ما فيها طائفة تقول بقول الخوارج، إلا الإباضية في أقصى عمان، ووقعوا فيما هو أكبر من رأي الخوارج، وهي عبادة الأوثان، ولا وجدنا لخطك، وتسميه بالخوارج، وتسميه بالمعارج، إلا أن هذه الدعوة الإسلامية، التي هي دعوة الرسل، إذا كفروا من أنكرها، قلت: يكفرون المسلمين، لأنهم يقولون: لا إله إلا الله; والله أعلم"

وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله فمن والى رجلاً جهمياً يرد أخبار الآحاد في العقيدة ويدعو للتقريب مع الخوارج الطاعنين في الصحابة

فأين ولاؤه وبراؤه وعلى أي عقيدة يجاهد ؟

قال الخلال في السنة 795 - أَخْبَرَنِي الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، يَقُولُ: " عَاشَرْتُ النَّاسَ وَكَلَّمْتُ أَهْلَ الْكَلَامِ، وَكَذَا، فَمَا رَأَيْتُ أَوْسَخَ وَسَخًا، وَلَا أَقْذَرَ قَذَرًا , وَلَا أَضْعَفَ حُجَّةً، وَلَا أَحْمَقَ مِنَ الرَّافِضَةِ ، وَلَقَدْ وُلِّيتُ قَضَاءَ الثُّغُورِ، فَنَفَيْتُ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ رِجَالٍ جَهْمِيِّينَ وَرَافِضِيًّا، أَوْ رَافِضِيَّيْنِ وَجَهْمِيًّا، وَقُلْتُ: مِثْلُكُمْ لَا يُسَاكِنُ أَهْلَ الثُّغُورِ، فَأَخْرَجْتُهُمْ "

ثم يأتي منتكس فطرة كالحدوشي وأبي قتادة يعظمان سيداً ويحطان على أئمة الدعوة

والمرجيء مهما بلغ في إرجائه هو دون الجهمي
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم