الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال الجهمي الأشعري الآمدي في كتابه غاية
المرام في علم الكلام بعد أن دفع إثبات الصفات بحجة الجهمية الشهيرة وهي استلزام
ذلك للتجسيم ص138 :" فَإِن قيل بِأَن مَا دلّت عَلَيْهِ هَذِه الظَّوَاهِر من
المدلولات وَأَثْبَتْنَاهُ بهَا من الصِّفَات لَيست على نَحْو صفاتنا وَلَا على
مَا نتخيل من احوال ذواتنا بل مُخَالفَة لصفاتنا كَمَا ان ذَاته مُخَالفَة لذواتنا
وَهَذَا مِمَّا لَا يَقُود إِلَى التَّشْبِيه وَلَا يَسُوق إِلَى التجسيم
فَهَذَا وَإِن كَانَ فِي نَفسه جَائِزا
لَكِن القَوْل باثباته من جملَة الصِّفَات يستدعى دَلِيلا قَطْعِيا"
فهنا الآمدي اعترف بأن إثبات صفات لا تشبه
صفات المخلوقات كما أننا أثبتنا ذاتاً لا تشبه الذوات أمر ( جائز ) يعني عقلاً
والنصوص لا تدل إلا على هذا المعنى فلا
تعارض بين العقل والنقل ، فاشتراطه القطعية والحال هذه في إثبات بدعة ولا طائل
تحتها ما دام الأمر جائزاً في العقل
وقد رجح بعد ذلك طريقة التأويل مع أنها لا
داعي لها ما دام إثبات الصفات لا ينافي العقل وهو جائز في العقل كما أنها بدعة
وضلالة وتعطيل لكمال الله عز وجل بل هي الطريقة المنافية للعقل كما شرح ابن تيمية
في درء التعارض وغيرها من الكتب
هذا إلزام يسير للقوم والله الموفق
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم