الخميس، 31 يوليو 2014

حكم الشعراوي والكبيسي عند الأشاعرة والماتردية



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فمن المعلوم انتساب الشعراوي المصري المعاصر للأشاعرة وحطه على أهل السنة والتوحيد الذين يسميهم وهابية ، وأما أحمد الكبيسي العراقي المعاصر فهو ينكر عذاب القبر وهو يزعم أنه أشعري فقد قدم لرد عمر عبد الله كامل على سفر الحوالي في شأن الأشاعرة

فأما الشعراوي فيؤوله بالتهديد وأما الكبيسي فيزعم أنه لا يحصل في القبر وإنما يحصل في السماء إذ أن البرزخ هناك ( فينبغي أن يسمى عذاب البرزخ السماوي إذن )

وإليك الآن كلام الأشعرية والماتردية فيمن ينكر عذاب القبر

قال محمد أنور شاه الكشميري الماتردي في رسالته إكفار الملحدين من ضروريات الدين ص45 :" أو أنكر عذاب القبر، وسوال المنكر والنكير، أو أنكر الصراط والحساب سواء. قال: لا أثق بهؤلاء الرواة، أو قال: أثق بهم لكن الحديث مأول، ثم ذكر تأويلاً فاسداً لم يسمع من قبله فهو الزنديق"

وقال حسن أيوب الأشعري في تبسيط العقائد الإسلامية :" ومن اعترف بالدين ظاهراً وباطناً يفسر بعض ما ثبت من الدين بالضرورة بخلاف ما فسره الصحابة والتابعون وأجمعت عليه الأمة فهو الزنديق (أي الكافر) كما إذا اعترف بأن القرآن حق، وأن ما فيه من ذكر الجنة والنار حق، ولكن المراد بالجنة الابتهاج والسرور والفرح الذي يحصل بسبب الملكات المحمودة أو الأفعال الحسنة. والمراد بالنار هي الندامة التي تحصل بسبب الملكات (الأخلاق) المذمومة، وليس في الخارج جنة ولا نار ... إلى أن قال:
والتأويل (أي التفسير) للكتاب والسنة تأويلان:
تأويل لا يخالف قاطعاً من الكتاب والسنة واتفاق الأمة، وتأويل يصادم ما يثبت بدليل قاطع فذلك هو الزندقة. فكل من أنكر الشفاعة أو أنكر رؤية الله تعالى يوم القيامة، أو أنكر عذاب القبر وسؤال منكر ونكير، أو أنكر الصراط والحساب فهو مبتدع فاسق وحده القتل"

وقال أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين :" فإن قلت فما ذكرته يقتضي أن تسرع النار إليه عقيب موته فما باله يؤخر إلى يوم القيامة ويمهل طول هذه المدة فاعلم أن كل من أنكر عذاب القبر فهو مبتدع محجوب عن نور الله تعالى وعن نور القرآن ونور الإيمان"


وجاء في البحر الرائق من كتب الأحناف الماتردية :" سُئِلَ أَبُو يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ امْرَأَةٍ لَا تَعْرِفُ أَنَّ الْكُفَّارَ يَدْخُلُونَ النَّارَ فَقَالَ تَعْلَمُ وَلَا تَكْفُرُ وَيَكْفُرُ بِإِنْكَارِهِ رُؤْيَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ دُخُولِ الْجَنَّةِ وَبِإِنْكَارِهِ عَذَابَ الْقَبْرِ وَبِقَوْلِهِ لَا أَعْلَمُ أَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى إذَا بُعِثُوا هَلْ يُعَذَّبُونَ بِالنَّارِ وَبِإِنْكَارِ حَشْرِ بَنِي آدَمَ"

وقال الباجوري في شرح جوهرة التوحيد الذي يدرس في الأزهر :" وكل هذا محمول على حقيقته عند العلماء بما يتناسب مع البرزخ والحاصل أن كلاً من السؤال والعذاب والنعيم واجب سمعاً، فهو في حد ذاته أمر ممكن عقلاً، أخبر به الصادق فأضحى واجباً شرعاً، هذا ما عليه أهل السنة وجمهور المعتزلة ولا ينكره إلا ملحد مطموس البصيرة"

وقال الشلبي الحنفي الماتردي في حاشيته على تبيين الحقائق (1/135) :" وَلَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ خَلْفَ مُنْكِرِ الشَّفَاعَةِ وَالرُّؤْيَةِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ؛ لِأَنَّهُ كَافِرٌ لِتواتر هَذِهِ الْأُمُورِ عَنْ الشَّارِعِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –"

وقال ابن رشد في المقدمات الممهدات :" وسنة لا يردها إلا أهل الزيغ والتعطيل، إذ قد أجمع أهل السنة على تصحيحها وتأويلها، كأحاديث الشفاعة والرؤية وعذاب القبر وما أشبه ذلك"

وقال عبد القاهر البغدادي في الفرق بين الفرق ص253 :" َمِنْهَا أَخْبَار مستفيضة بَين ائمة الحَدِيث وَالْفِقْه وهم مجمعون على صِحَّتهَا كالاخبار فِي الشَّفَاعَة والحساب والحوض والصراط وَالْمِيزَان وَعَذَاب الْقَبْر وسؤال الْملكَيْنِ فى الْقَبْر وَكَذَلِكَ الْأَخْبَار المستفيضة فى كثير من احكام الْفِقْه كنصب الزَّكَاة واخبار الهوا وحد الْخمر فى الْجُمْلَة والاخبار فى الْمسْح على الْخُفَّيْنِ وفى الرَّجْم وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا اجْمَعْ الْفُقَهَاء على قبُول الاخبار فِيهَا وعَلى الْعَمَل بمضمونها وضللوا من خَالف فِيهَا من أهل الاهواء كتضليل الْخَوَارِج فِي انكارها الرَّجْم وتضليل من انكر من النجدات حد الْخمر وتضليل من انكر الْمسْح على الْخُفَّيْنِ وتكفير من أنكر الرُّؤْيَة والحوض والشفاعة وَعَذَاب الْقَبْر"


وكلام القوم في هذا كثير جداً

فإلى من يصف السلفيين بالخوارج والتكفيريين والغلاة هؤلاء هم الأشاعرة والماتردية وهذا حكمهم في منكر عذاب القبر فقولوا فيهم قولكم في أهل التوحيد
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم