الاثنين، 7 يوليو 2014

بيان كذب رواية ( سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان لا يدري ما يقول )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

ينشر في عدد من منتديات النصارى ويسرقها منهم الملاحدة والعلويين ما هذا نصه :"  أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سحر حتى كان لا يدري ما يقول "


الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم: 7/364

السحر جعل رسول الاسلام لا يدري ما يقول ..!!!

مع ان القران يصرح قائلا عن محمد :


{ ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى } ( النجم :4)


وهذا السحر امتد لستة اشهر :


" المدة التي مكث النبي صلى الله عليه وسلم فيها في السحر ستة أشهر "


الراوي: - - خلاصة الدرجة: وجدناه موصولا بإسناد الصحيح - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري - الصفحة أو الرقم: 10/237

ستة اشهر ومحمد لا يدري ما يقول ولا يعرف سماه من عماه .. |

رواية ( لا يدري ما يقول ) التي زعموا أن الشوكاني صححها محض كذب والشوكاني لم يصححها


قال الشوكاني وهو ينقل عن كتب الزيدية :" وَحُكِيَ فِي الْبَحْرِ عَنْ الْعِتْرَةِ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ أَنَّ السِّحْرَ كُفْرٌ .
وَحُكِيَ أَيْضًا عَنْ الْعِتْرَةِ وَأَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ لَا حَقِيقَةَ لَهُ وَلَا تَأْثِيرَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الإستراباذي وَالْمَغْرِبِيِّ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ أَنَّ لَهُ حَقِيقَةً وَتَأْثِيرًا إذْ قَدْ يَقْتُلُ السُّمُومُ ، وَقَدْ يُغَيِّرُ الْعَقْلَ ، وَقَدْ يَكُونُ بِالْقَوْلِ فَيُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أَرَادَ السَّاحِرَاتِ فَلَوْلَا تَأْثِيرُهُ لَمَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ .
وَقَدْ يَحْصُلُ بِهِ إبْدَالُ الْحَقَائِقِ مِنْ الْحَيَوَانَاتِ .
قُلْنَا : سَمَّاهُ اللَّهُ خَيَالًا وَالْخَيَالُ لَا حَقِيقَةَ لَهُ فَقَالَ : { يُخَيَّلُ إلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } قَالُوا : رَوَتْ عَائِشَةُ { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ } .
قُلْنَا : رِوَايَةٌ ضَعِيفَةٌ .
انْتَهَى كَلَامُ الْبَحْرِ"

وهذه الرواية كذب لا أصل لها في شيء من كتب الحديث ، وهذا برهان إفلاس فالبتر والكذب برهان إفلاس

وشبهة سحر النبي صلى الله عليه وسلم التي ادعاها بعض عباد الأوثان وأنه مسحور السحر الذي يؤثر على العقل يبطلها حال النبي صلى الله عليه وسلم فالمسحور السحر الذي لا يدري صاحبه ما يقول لا يمكن له أن يدير شئون نفسه فضلاً عن أن يدير شئون أمة بنجاح ( وهذا القدر يوافق عليه الجميع لذا ذكرته )

وأما سحر النبي صلى الله عليه وسلم الثابت الذي لم يمس الوحي بشيء وإنما كان يخيل إليه أنه يفعل ولم يفعله ، فشفاء النبي صلى الله عليه وسلم منه دليل من دلائل النبوة إذ عرف مكانه وأنزل رب العالمين المعوذتين ولهما أثر معروف في إبطال السحر إلى يومنا هذا ويوجد على ذلك آلاف الأمثلة في حياتنا المعاصرة فضلاً عما قبلها

قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث :"  وقد روى ابن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: وهذا طريق مرضي صحيح أنه قال حين سحر: جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما: ما وجع الرجل قال: مطيوب فقال: من طبه قال: لبيد بن الأعصم قال: في أي شيء قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر قال: وأين هو قال: في بئر ذي أروان. وليس هذا مما يجتر الناس به إلى أنفسهم نفعاً ولا يصرفون عنها ضراً ولا يكسبون به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثناء ومدحاً ولا حملة هذا الحديث كذا بين ولا متهمين ولا معادين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما ينكر أن يكون لبيد بن الأعصم هذا اليهودي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قتلت اليهود قبله زكريا بن آذن في جوف شجرة قطعته قطعاً بالمناشير. وذكر وهب بن منبه أو غيره أنه عليه السلام لما وصل المنشار إلى أضلاعه أن فأوحى الله تعالى إليه إما أن تكف عن أنينك وإما أن أهلك الأرض ومن عليها وقتلت بعده ابنه يحيى بقول بغي واحتيالها في ذلك وادعت يعني اليهود أنها قتلت المسيح وصلبته ولو لم يقل الله تعالى: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " لم نعلم نحن أن ذلك شبهه لأن اليهود أعداؤه وهم يدعون ذلك والنصارى أولياؤه وهم يقرون لهم به وقتلت الأنبياء وطبختهم وعذبتهم أنواع العذاب ولو شاء الله جل وعز لعصمهم منهم وقد سم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذراع شاة مشوية سمته يهودية فلم يزل السم يعاده حتى مات وقال صلى الله عليه وسلم: ما زالت أكلة خيبر تعادني فهذا أوان انقطاع أبهري فجعل الله تعالى لليهودية عليه السبيل حتى قتلته ومن قبل ذلك ما جعل الله لهم السبيل على النبيين والسحر أيسر خطباً من القتل والطبخ والتعذيب فإن كانوا إنما أنكروا ذلك لأن الله تعالى لا يجعل للشيطان على النبي صلى الله عليه وسلم سبيلاً ولا على الأنبياء فقد قرؤوا في كتاب الله تعالى: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته " يريد إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته يعزيه عما ألقاه الشيطان على لسانه حين قرأ في الصلاة: " وتلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتجى " غير أنه لا يقدر أن يزيد فيه أو ينقص منه أما تسمعه يقول: " فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته " أي يبطل منه ما ألقاه الشيطان ثم قال: " ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض " وكذلك قوله في القرآن: " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " أي لا يقدر الشيطان أن يزيد فيه أولاً ولا آخراً.
قال أبو محمد: حدثني أبو الخطاب قال: نا بشر بن المفضل عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال إن عفريتاً من الجن يكيدك فإذا أويت إلى فراشك فقل: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " حتى تختم آية الكرسي وقد حكى الله تعالى عن أيوب صلى الله عليه وسلم فقال: " إني مسني الشيطان بنصب وعذاب " قال أبو محمد: وأما قولهم في السحر الذي رآه موسى صلى الله عليه وسلم إنه تخييل إليه وليس على حقيقته فما تنكر هذا ولا ندفعه وإنا لنعلم أن الخلائق كلها لو اجتمعوا على خلق بعوضة لما استطاعوا غير أنا لا ندري أهو بالزئبق الذي ادعوا أنهم جعلوه في سلوخ الحيات حتى جرت أم بغيره. ولا يعلم حقيقة هذا إلا من كان ساحراً أو من سمع فيه شيئاً من السحرة"

وبقي القول أنني رجعت إلى موقع الدرر السنية فلم أجد تلك الإحالة المزعومة التي فيها دعوى تصحيح الشوكاني لهذا الخبر الذي لا وجود في كتب الحديث البتة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم