الجمعة، 4 يوليو 2014

بيان كذب سلمان العودة على الإمام أحمد في شأن الشافعي وأهل الرأي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال سلمان العودة في محاضرة له بعنوان الخطوط المتوازية ! :" أذكر الإخوة في هذا المجال بقضية التعاون، وقضية أن الاختلاف لا يفسد للود قضية، الشافعي رحمه الله كان يقول: قالوا يزورك أحمد وتزوره قلت الفضائل لا تغادر منزله إن زارني فبفضله أو زرته فلفضله فالفضل في الحالين له وأحمد رحمه الله كان يقول: الشافعي كالشمس للدنيا والعافية للبدن، فهل ترى لهذين من عوض، أو عنهما من خلف؟!! وكان يقول أيضاً: كنا على خلافٍ مع أهل الرأي -من أصحاب أبي حنيفة من أهل الكوفة - حتى جاء الشافعي فأصلح بيننا"

الأثر الأخير الذي نقله عن أحمد لا أصل له عن أحمد وإنما المعروف خلافه وهو مدح ردود الشافعي على أهل الرأي

قال ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قَالَ: «كَانَتْ أَقْفِيَتُنَا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فِي أَيْدِي أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ مَا تُنْزَعُ، حَتَّى رَأَيْنَا الشَّافِعِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ أَفْقَهَ النَّاسِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا كَانَ يَكْفِيهِ قَلِيلُ الطَّلَبِ فِي الْحَدِيثِ»

ونقلها الذهبي بهذا اللفظ :" ما زالت أقفيتنا في أيدي أصحاب الرأي، حتى جاء الشافعي فانتزعها من أيديهم"

فتأمل كيف حرف سلمان العودة الأثر تحريفاً عكس معناه تماماً

وقال الآبري في مناقب الشافعي 60- سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن قدامة الأردبيلي -قدم علينا نصيبين غازياً- قال: سمعت سعيد بن عمرو البرذعي يقول:
وردت الري فدخلت على أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأخبرته بقول أحمد بن حنبل فقلت: يا أبا زرعة سمعت حميد بن الربيع يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول:

ما أعلم أحداً أعظم منةً على الإسلام في زمن الشافعي من الشافعي.
فقال أبو زرعة: صدق أحمد بن حنبل، ما أعلم أحداً أعظم منةً على الإسلام في زمن الشافعي من الشافعي، ولا أحداً ذب عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما ذب الشافعي، ولا أحداً كشف عن سوءات القوم كشفه

وأبو زرعة يعني بالقوم أهل الرأي ولا شك

ومما يؤكد ما قاله الإمام أحمد

ما قال قال أبو نعيم في الحلية (9/103) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ الْخُوَارِزْمِيُّ، نَزِيلُ مَكَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، قَالَ: قَالَ أَبُو ثَوْرٍ:

كُنْتُ أَنَا وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَحُسَيْنُ الْكَرَابِيسِيُّ، وَذَكَرَ جَمَاعَةً مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ مَا تَرَكْنَا بِدْعَتَنَا حَتَّى رَأَيْنَا الشَّافِعِيَّ.
قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، قَالَ:

لَمَّا وَرَدَ الشَّافِعِيُّ الْعِرَاقَ جَاءَنِي حُسَيْنٌ الْكَرَابِيسِيُّ - وَكَانَ يَخْتَلِفُ مَعِي إِلَى أَصْحَابِ الرَّأْيِ.

 فَقَالَ: قَدْ وَرَدَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَتَفَقَّهُ، فَقُمْ بِنَا نَسْخَرُ بِهِ.

فَذَهَبْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ الْحُسَيْنُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَلَمْ يَزَلِ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى أَظْلِمَ عَلَيْنَا الْبَيْتُ فَتَرَكْنَا بِدْعَتَنَا، وَاتَّبَعْنَاهُ .

وقولهم ( فتركنا بدعتنا ) يدل على المتقرر عندهم في أهل الرأي آنذاك من أنهم من أهل البدع وقد نقل حرب الإجماع على ذلك

وليعلم أن عياضاً صاحب ترتيب المدارك نقل الأثر بنحو مما نقله العودة فنقله بلفظ (  لِذَلِكَ قَالَ: مَا زِلْنَا نلعن أَهل الرأْي ويلعنوننا  حتى جاءَ الشافعي فَمَزَجَ  بَيْنَنَا)

وهذا من تحريفات المتأخرين على الأئمة فلا أصل لهذا عن أحمد وعياض ينقل عنهم كلاماً في العقيدة لا يقولونه 

وعياض ليس حنبلياً ولا أدرك أحمد ولا هو مشرقي حتى وفي الأثر نكارة بينة يشرحها ما سبق 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم