الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فهذا جمع لآثار التابعي الزاهد محمد بن
واسع البصري رحمه الله تعالى ، وقد اشتهر بالزهد والعبادة اشتهاراً عظيماً في عصره
حتى أن بعض الناس يذكر أنه إذا أن يرق قلبه ينظر إلى محمد بن واسع
وهذه آثار جمعتها لك مما صح عنه أسأل
المولى عز وجل أن ينفعني وإياك بها ، وألا يجعلها حجة علينا
1_ قال ابن سعد في الطبقات 10350- أَخْبَرَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ التَّيْمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَلاَّمُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ : حَدَّثَ رَجُلٌ أَيُّوبَ يَوْمًا بِحَدِيثٍ ،
قَالَ : فَقَالَ أَيُّوبُ : مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا ؟ قَالَ : حَدَّثَنِيهِ
مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ قَالَ : بَخٍ ثُمَّ قَالَ : عَمَّنْ ؟ قَالَ : عَنْ
فُلاَنٍ قَالَ : لاَ تَرْوِهِ.
2_ قال ابن سعد في الطبقات 10351- أَخْبَرَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ : كَانَ بَيْنَ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَبَيْنَ
رَجُلٍ شَيْءٌ ، فَشَكَاهُ إِلَى أَبِيه قَالَ : فَأَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى
ابْنِهِ ، فَقَالَ لَهُ : وَأَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ ؟ وَاللَّهِ مَا اشْتَرَيْتُ
أُمَّكَ إِلاَّ بِثَلاَثِمِئَةِ دِرْهَمٍ ، وَأَمَّا أَبُوكَ فَلاَ كَثَّرَ
اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ : وَنَحْنُ
نَقُولُ : بَلَى ، فَكَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ.
3_ قال ابن سعد في الطبقات 10352- قَالَ :
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي
هَارُونُ بْنُ الْجَرَّاحِ ابْنِ ابْنَةِ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ ، قَالَ عُبَيْدُ
اللهِ : وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَغَيْرُهُ ، يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْضٍ ، قَالُوا : لَمَّا ثَقُلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ دَخَلَ عَلَيْهِ
أَصْحَابُهُ ، فَجَاءَ هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَقَالَ الْقَوْمُ :
هَارُونُ أَبُو الْحَسَنِ ، أَوْسِعُوا لَهُ فَأَوْسَعُوا لَهُ ، فَجَلَسَ
نَاحِيَةً ، وَالْقَوْمُ فِي تَقْرِيظِ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ مَغْلُوبٌ ، فَأَفَاقَ
قَالَ : فَسَمِعَ بَعْضَ قَوْلِهِمْ ، فَقَالَ : {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ
بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ} ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ
نَاصِيَتِي وَقَدَمَيَّ وَأُقْذَفُ فِي النَّارِ لاَ يُغْنِي عَنِّي ، وَاللَّهِ ،
مَا تَقُولُونَ شَيْئًا ، يَا إِخْوَتِي ، يُذْهَبُ بِي ، وَاللَّهِ ، عَنْكُمْ
إِلَى النَّارِ ، أَوْ يَعْفُو اللَّهُ.
4_ قال ابن أبي الدنيا في الإخلاص والنية 46
- حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني شبابة بن سوار ، قال : أخبرني أبو الطيب ، موسى
بن يسار قال : صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان الليل أجمع يصلي في
المحمل جالسا يومئ (1) برأسه إيماء ، وكان يأمر الحادي أن يكون خلفه ويرفع صوته
حتى لا يفطن له
أبو الطيب قال عنه أبو حاتم شيخ وروى عنه
ثلاثة من الثقات
5_ قال ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول
106 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا صالح بن محمد ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ،
عن حماد بن زيد ، قال : « ما رأيت محمد بن واسع إلا وكأنه يبكي ، وكان يجلس مع
المساكين والبكائين »
6_ قال ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء 159
- حدثنا خالد بن خداش ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : جاء ثابت إلى محمد بن
واسع يعوده (1) ، فسلم يحيى البكاء على ثابت فقال : « من أنت ؟ » فقال رجل : هذا
أبو مسلم ، هذا يحيى قال : « من أبو مسلم ؟ » قالوا : يحيى البكاء قال : « إن شر
أيامكم يوم عرفتم بالبكاء ، ونسبتم إليه »
7_ قال ابن أبي الدنيا في الصبر 188 - حدثنا
أحمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن مصعب ، عن يحيى بن سليم ، عن ابن أبي رواد قال : رأيت
في يد محمد بن واسع قرحة ، فكأنه رأى ما شق علي منها ، فقال : « أتدري ماذا لله
علي في هذه القرحة من النعمة ؟ » فسكت ، فقال : « حين لم يجعلها على حدقتي (1) ،
ولا على طرف لساني ، ولا على طرف ذكري » . قال : فهانت علي قرحته
8_ قال ابن أبي الدنيا في المحتضرين 174 -
حدثنا عبد الله قال : حدثني محمد بن عمر المقدمي ، وهارون بن عبد الله ، وغيرهما
قالوا : حدثنا سعيد بن عامر ، عن حزم قال : قال محمد بن واسع وهو في الموت : « يا
إخوتاه تدرون أين يذهب بي ؟ يذهب بي - والله الذي لا إله إلا هو - إلى النار أو
يعفو عني »
9_ قال ابن أبي الدنيا في المحتضرين 176 -
حدثني إبراهيم بن عبد الله الهروي قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن يونس بن
عبيد قال : دخلنا على محمد بن واسع نعوده فقال : « وما يغني عني ما يقول الناس إذا
أخذ بيدي ورجلي فألقيت في النار ؟ »
10_ قال ابن أبي الدنيا في الورع 226 - حدثنا
الحسن بن عبد العزيز ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب قال : سمعت محمد بن واسع يقول : « يكفي
من الدعاء مع الورع (1) اليسير منه »
11_ قال ابن أبي الدنيا في صفة النار 37 -
حدثني أبي رحمه الله ، قال : أخبرنا روح بن عبادة ، عن هشام ، عن محمد بن واسع ،
قال : قلت لبلال - وأرسل إلي - : إنه بلغني « أن في النار بئرا يقال له جب الحزن ،
يؤخذ المتكبرون فيجعلون في توابيت من نار ، ثم يجعلون في تلك البئر ، ثم تطبق
عليهم جهنم من فوقهم » فبكى بلال
12_ قال ابن أبي الدنيا في قصر الأمل 86 -
حدثني محمد بن يزيد الأدمي ، قال : حدثنا يحيى بن سليم ، عن عمران بن مسلم ، عن
محمد بن واسع ، قال : « أربعة من الشقاء : طول الأمل ، وقسوة القلب ، وجمود العين
، والبخل »
13_ قال ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس 39
- حدثنا علي بن الجعد ، سمعت جسرا أبا جعفر ، يقول : « رأى رجل من أهل البصرة كأن
مناديا ينادي من السماء خير رجل بالبصرة محمد بن واسع »
14_ قال ابن أبي الدنيا في القبور 7- وحدثنا
محمد بن الحسين ثنا خالد بن خداش ثنا سلام بن أبي مطيع قال كنا مع محمد بن واسع في
جنازة فأسرعوا بها المشي [ص:49] فانتهينا إلى الجبان ولم تتلاحق الناس فانتظروا
بها حتى تلاحقوا قال فصلينا عليها ثم انتهينا بها إلى القبر فوضعت وجئت إلى محمد
بن واسع فسمعته يقول لرجل إلى جنبه كل يوم ينقل منا إلى المقابر نقلة وكأنك بهذا
الأمر قد تمم كاد آخرنا حتى يلحق بأولنا.
15_ قال ابن أبي الدنيا في القبور 40- حدثني
محمد ثنا محمد بن سنان الباهلي ثنا سلام بن أبي مطيع قال شهدت قتادة في جنازة فلم
يتكلم حتى انصرف وشهدت الحريري في جنازة فلم يزل يبكي حتى تفرق القوم وشهدت محمد
بن واسع في جنازة فلم يزل واضعا إصبعه السبابة على بابه مقنع الرأس مطرقا ما يلتفت
يمينا ولا شمالا حتى انصرف الناس وما يشعر بهم قال ثم أتيته فنظر يمينا وشمالا فلم
يرى أحدا فتقدم إلى القبر فتكلم بكلمات ثم انصرف.
16_ قال ابن أبي الدنيا في القبور 169- حدثني
أحمد بن إبراهيم العبدي حدثني أبو داود عن عمارة بن مهران المعولي قال قال لي محمد
بن واسع ما أعجب إلي منزلك قلت وما يعجبك من منزلي وهو عند القبور قال وما عليك
يقلون الأذى ويذكرونك الآخرة.
17_ قال أحمد في الزهد 270-, حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الأَشْهَبِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
وَاسِعٍ قَالَ : كَانَ لُقْمَانُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ لاِبْنِهِ : يَا
بُنَيَّ ، اتَّقِ اللَّهَ ، وَلاَ تُرِ النَّاسَ أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ ؛ لِيُكْرِمُوكَ بِذَلِكَ ، وَقَلْبُكَ فَاجِرٌ.
18_ قال أحمد في الزهد 496- حَدَّثَنَا
أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ
قَالَ : قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ يابني : لاَ تَتَعَلَّمْ مَا لَمْ تَعْلَمْ
حَتَّى تَعْمَلَ بِمَا تَعْلَمُ.
19_ قال عبد الله في زوائد الزهد 1847- حَدَّثَنَا
هَارُونُ ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ
بْنَ وَاسِعٍ ، يَقُولُ : مَا بَقِيَ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ أُلَذُّ بِهِ إِلاَّ الصَّلاَةَ
جَمَاعَةً وَلُقَى الإِخْوَانِ.
سيار لعله يحتمل في المقطوع
20_ قال أحمد في الزهد 1937- حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : قَعَدَ مَالِكٌ
وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ ، قَالَ مَالِكٌ : مَا هُوَ إِلاَّ طَاعَةُ اللَّهِ أَوِ
النَّارُ قَالَ : فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ : لاَ أَقُولُ مَا قُلْتَ
مَا هُوَ إِلاَّ رَحْمَةُ اللَّهِ أَوِ النَّارُ قَالَ : فَقَالَ مَالِكٌ : أَشْهَدُ
أَنَّكَ مِنْ قُرَّاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
21_ قال أحمد في الزهد 1945- حَدَّثَنِي
أبو مُعَاوِيَةُ الْغَلاَبِيُّ قَالَ : ذَكَرَ حَوْشَبٌ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ
دِينَارٍ قَالَ : سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي أَيُّهَا النَّاسُ الرَّحِيلَ
الرَّحِيلَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَامَ غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ : فَبَكَى
مَالِكٌ حَتَّى سَقَطَ أَوْ كَادَ يَسْقُطُ.
22_ قال البيهقي في الزهد الكبير 440 - أخبرنا
أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يعقوب بن سفيان ،
حدثني سعيد بن أسد ، ثنا حمزة ، عن ابن شوذب قال : اجتمع محمد بن واسع ، ومالك بن
دينار فتذاكروا العيش ، فقال مالك : « ما شيء أفضل من أن يكون للرجل غلة يعيش منها
؟ فقال محمد بن واسع : طوبى لمن وجد غداء ولم يجد عشاء ، ووجد عشاء ولم يجد غداء
والله عنه راض »
حمزة تصحيف وصوابه ضمرة
23_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 22414- حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَزِّمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ
الأَزْدِيِّ ، قَالَ : لاَ يَطِيبُ هَذَا الْمَالُ إلاَّ مِنْ أَرْبَعِ خِلاَلٍ : سَهْمِ
فِيءِ الْمُسْلِمِينَ ، أَوْ تِجَارَةٍ مِنْ حَلاَلٍ ، أَوْ إعْطَاء مِنْ أَخٍ
مُسْلِمٍ عَنْ ظَهْرِ يَدٍ ، أَوْ مِيرَاثٌ فِي كِتَابِ اللهِ.
24_ أبو نعيم في الحلية (2/345) : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، قَالَ: ثنا
أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي
سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، قَالَ: «إِذَا أَقْبَلَ الْعَبْدُ
بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ أَقْبَلَ اللهُ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ»
25_ قال أبو نعيم في الحلية (2/345) : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا
الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: «مَا أَحَدٌ أَحَبُّ
إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللهَ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ»
26_ قال أبو نعيم في الحلية (2/346) : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ
بْنِ وَاسِعٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: «قَرِيبًا أَجَلِي
بَعِيدًا أَمَلِي سَيِّئًا عَمَلِي»
شيخ أبي نعيم وصفه أبو نعيم بصاحب
القراءات والتفاسير
27_ قال أبو نعيم في الحلية (2/347) : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،
قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَيَّارٌ، قَالَ: ثنا ابْنُ شَوْذَبٍ، قَالَ: حَضَرَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ
مَحْضَرًا فِيهِ بُكَاءٌ فَلَمَّا فَرَغُوا أُتُوا بِالطَّعَامِ فَتَنَحَّى
مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ نَاحِيَةً فَجَلَسَ فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ
أَلَا تَدْنُو إِلَى الطَّعَامِ فَتَأْكُلَ قَالَ: «إِنَّمَا يَأْكُلُ مَنْ بَكَى»
كَأَنَّهُ يَعِيبُ عَلَيْهِمُ الطَّعَامَ بَعْدَ الْبُكَاءِ أَوْ مَعَ الْبُكَاءِ
28_ قال أبو نعيم في الحلية (2/349) : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ
عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ، يَقُولُ: «لَوْ
كَانَ يُوجَدُ لِلذُّنُوبِ رِيحٌ مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَدْنُوَ مِنِّي مِنْ نَتْنِ
رِيحِي»
سفيان بن وكيع يروي عنه هنا حافظ متيقظ
29_ قال أبو نعيم في الحلية (2/349) : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا
عَبْدُ اللهِ بْنُ صَنْدَلٍ، قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: قَالَ
مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: «إِنَّمَا هُوَ طَاعَةُ اللهِ أَوِ النَّارُ» فَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: «إِنَّمَا هُوَ عَفْوُ اللهِ أَوِ النَّارُ»
شيخ عبد الله يقويه رواية عبد الله عنه
30_ قال أبو نعيم في الحلية (2/349) : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ:
قَالَ جَعْفَرٌ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: لَوْ تَكَلَّمْتَ يَا أَبَا
عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ هَذِهِ عَلَانِيَةٌ حَسَنَةٌ
ثُمَّ قَالَ: {إِنْ تَكُونُوا صَالِحَيْنَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ
غَفُورًا} [الإسراء: 25] ثُمَّ سَكَتَ
31_ قال أبو نعيم في الحلية (2/349) : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، قَالَ:
ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: «مَنْ مَقَتَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِ اللهِ أَمَّنَهُ
مِنْ مَقْتِهِ»
عثمان بن عمر وثقه الحاكم وابن حبان وخرج
له الضياء في المختارة
32_ قال أبو نعيم في الحلية (2/352) : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: ثنا
ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ مَعَ يَزِيدَ
بْنِ الْمُهَلَّبِ بِخُرَاسَانَ غَازِيًا فَاسْتَأْذَنَهُ لِلْحَجِّ فَأَذِنَ لَهُ
فَقَالَ لَهُ: نَأْمُرُ لَكَ؟ قَالَ: «تَأْمُرُ بِهِ لِلْجَيْشِ كُلِّهِمْ؟» قَالَ:
لَا، قَالَ: «لَا حَاجَةَ لِي بِهِ»
33_ قال أبو نعيم في الحلية (2/352) : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى
بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ فَدَعَاهُ إِلَى طَعَامِهِ فَأَبَى وَاعْتَلَّ
عَلَيْهِ فَغَضِبَ بِلَالٌ وَقَالَ: إِنِّي أَرَاكَ تَكْرَهُ طَعَامَنَا فَقَالَ: «لَا
تَقُلْ ذَلِكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ فَوَاللهِ لَخِيَارُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْنَا
مِنْ أَبْنَائِنَا»
تأمل تقييده بالأخيار ، وذلك أن الوالي
إذا صار خيراً كان بصلاحه صلاح الناس
34_ قال أبو نعيم في الحلية (2/353) : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ
فَكَانَ يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ رِزْقٍ يُبَاعِدُنَا
مِنْكَ، طَهِّرْنَا مِنْ كُلِّ خَبِيثٍ وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا الظَّلَمَةَ» ،
ثُمَّ يَسْكُتُ سَاعَةً ثُمَّ يُعِيدُهُ
35_ قال أبو نعيم في الحلية (2/353) : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،
قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ،
قَالَ: قَسَمَ أَمِيرٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْبَصْرَةِ عَلَى قُرَّاءِ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ فَبَعَثَ إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَقَبِلَ وَأَبَى مُحَمَّدُ
بْنُ وَاسِعٍ فَقَالَ: «يَا مَالِكُ قَبِلْتَ جَوَائِزَ السُّلْطَانِ؟» قَالَ: فَقَالَ:
يَا أَبَا بَكْرٍ سَلْ جُلَسَائِي، فَقَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ اشْتَرى بِهَا
رِقَابًا فَأَعْتَقَهُمْ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: «أَنْشُدُكَ اللهَ أَقَلْبُكَ
السَّاعَةَ لَهُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُجِيزَكَ؟» قَالَ: اللهُمَّ
لَا، قَالَ: " تَرَى: أَيُّ شَيْءٍ دَخَلَ عَلَيْكَ؟ " فَقَالَ مَالِكٌ
لِجُلَسَائِهِ: إِنَّمَا مَالِكٌ حِمَارٌ إِنَّمَا يَعْبُدُ اللهَ مِثْلُ
مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ
الله أكبر الله أكبر
36_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو حَمَّادِ
بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
وَاسِعٍ، قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا عَلَى الْخَنْدَقِ مَنْظَرَةُ
فَأُخِذْتُ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، وَهُوَ أَمِيرٌ
عَلَى الْبَصَرَةِ، فَقَالَ: حَاجَتُكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قُلْتُ: حَاجَتِي
إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ كَمَا قَالَ أَخُو بَنِي عَدِيٍّ، قَالَ: وَمَنْ
أَخُو بَنِي عَدِيٍّ؟ قَالَ: الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ، اسْتَعْمَلَ صَدِيقًا لَهُ
مَرَّةً عَلَى عَمَلٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ
لا تَبِيتَ إِلا وَظَهْرُكَ خَفِيفٌ، وَبَطْنُكَ خَمِيصٌ، وَكَفُّكَ نَقِيَّةٌ
مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالِهِمْ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ
لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ سَبِيلٌ: " إِنَّمَا
السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ " "، فَقَالَ: صَدَقَ
وَاللَّهِ وَنَصَحَ، ثُمَّ قَالَ: مَا حَاجَتُكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قُلْتُ:
حَاجَتِي أَنْ تُلْحِقَنِي بِأَهْلِي، قَالَ: نَعَمْ
سعيد بن زيد يحتمل في هذا
37_ قال أبو نعيم في الحلية (2/351) : حَدَّثَنَا
أَبِي قَالَ: ثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ
عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَبُو عُمَرَ
الضَّرِيرُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَهْرَامَ، قَالَ: «كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ
وَاسِعٍ يَصُومُ الدَّهْرَ وَيُخْفِي ذَلِكَ»
محمد بن بهرام الصواب في اسمه محمد بن
مهزم تصحف في الحلية
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم