الأربعاء، 25 يونيو 2014

تعقيب على نشرة ( فائدة في عطاس الصغير )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فينشر بعض الناس رسالة هذا مفادها :" فائــدة فــي عطــاس الصغيــر

قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالي :

أما الصغير إذا عطس فإنه ﻻ يشمت ولكن يدعو له بالبركة يقال : بارك الله فيك لأنه عطس طفل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : بارك الله فيك أخرجه الحافظ السلفي.
وأمر الطفل إذا عطس أن يحمد الله من باب التعليم .

شرح منظومة الآداب الشرعية ، صفحة 280"

أقول : الحديث المذكور حديث منكر لا يجوز الاعتماد عليه في إثبات حكم شرعي

قال السلفي في الطيوريات 672 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو عمر بن حَيُّوْيَه، حدثنا عبد الله بْنُ سُلَيمان ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا سَعْدُ
بْنُ الصَّلْت، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الجَهْم  ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((عَطِس عِنْدَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم غُلامٌ لَمْ يَبْلُغ الحُلُمَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ يَا غُلاَم، فمَضَتِ السُّنَّة مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم؛ إِذَا عَطِس الغُلاَم فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ الْعَالَمِينَ، أَنْ يُشَمَّت بِبَارَكَ اللَّهُ فِيكَ))

أقول : هذا الحديث اجتمع فيه عدة أدلة نكارة

أولها : اجتناب عامة الأئمة له وكونه لا يوجد إلا في كتاب السلفي المتأخر ، وهذه القرينة كان يعتمد عليها ابن تيمية وتلميذه ابن عبد الهادي كثيراً 

فأين أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن عن هذا الحديث ؟

ثانيها : هارون بن الجهم مجهول نص على ذلك ابن الجوزي وقال الذهبي أن في حديثه نكارة ونص على نكارة حديث له عن عبد الملك بن عمير

وقال العقيلي: يخالف في حديثه، وليس بمشهور بالنقل.

قال الذهبي في الميزان :" 9151 - هارون بن الجهم بن ثوير.
حدث عنه سعد بن الصلت بحديث منكر، عن عبد الملك بن عمير، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر - حديث: شاهد الزور لا تقر قدماه حتى يقذف به في النار.
قال العقيلي: يخالف في حديثه، وليس بمشهور بالنقل"

والحديث الذي معنا أولى بالاستنكار من حديث ابن عمر المذكور

ثالثها : أن هارون على ما ذكر عنه قد انفرد عن جعفر الصادق وجعفر كثير الأصحاب جداً أخذ عنه روى عنه السفيانان ومالك وحفص بن غياث ويحيى القطان وغيرهم فانفراد هذا عنه بما لا يعرف عند أصحابه محل نكارة إسنادية

رابعها : أن سعد بن الصلت قال فيه ابن حبان ( يغرب ) ويبدو أن هذا من إغراباته

ثم إن هذا الخبر مرسل فالباقر لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم

فهذا الحديث منكر والمنكر الموضوع عند الأئمة شيء واحد فلا يجوز الاعتماد عليه في حكم شرعي البتة

وقد أحسن محقق الطيوريات حيث حكم على الخبر بالنكارة

وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية :"  وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الصَّبِيِّ الصَّغِيرِ يَعْطِسُ قَالَ: يُقَالُ: لَهُ بُورِكَ فِيكَ وَقَالَ صَاحِبُ النَّظْمِ: إنْ عَطَسَ صَبِيٌّ يَعْنِي علم الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قِيلَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَوْ بُورِكَ فِيكَ وَنَحْوُهُ وَيَعْلَمُ الرَّدَّ وَإِنْ كَانَ طِفْلًا حَمِدَ اللَّهَ وَلِيُّهُ أَوْ مَنْ حَضَرَهُ وَقِيلَ لَهُ: نَحْوُ ذَلِكَ انْتَهَى كَلَامُهُ أَمَّا كَوْنُهُ يَعْلَمُ الْحَمْدَ فَوَاضِحٌ، وَأَمَّا تَعْلِيمُهُ الرَّدَّ فَيَتَوَجَّهُ فِيهِ مَا سَبَقَ فِي رَدِّ السَّلَامِ لَكِنْ ظَاهِرُ مَا سَبَقَ مِنْ كَلَامِ غَيْرِهِ أَنَّهُ يُدْعَى لَهُ وَإِنْ لَمْ يَحْمَدْ اللَّهَ، لَكِنْ قَدْ يُقَالُ: الدُّعَاءُ لَهُ تَشْمِيتٌ فَيَتَوَقَّفُ عَلَى قَوْلِهِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ كَالْبَالِغِ، لَكِنَّ الْأَوَّلَ أَظْهَرُ فِي كَلَامِهِمْ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْمُمَيِّزِ وَغَيْرِهِ وَلَمْ يَذْكُرُوا قَوْلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِنْ غَيْرِ الْعَاطِسِ لِأَنَّ الْخِطَابَ لَمْ يَتَوَجَّهْ إلَى غَيْرِهِ وَمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَلَا تَمْيِيزَ لَا يُخَاطَبُ، فَفِعْلُ الْغَيْرِ عَنْهُ فَرْعُ ثُبُوتِ الْخِطَابِ وَلَمْ يَثْبُتْ فَلَا فِعْلَ عَلَى أَنَّ الْعِبَادَةَ الْبَدَنِيَّةَ الْمَحْضَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ لَا تُفْعَلُ عَنْ الْحَيِّ بِاتِّفَاقِنَا"

أقول :وأما أثر الحسن فبه يفتي أحمد وعليه المعول هنا

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم