الأحد، 18 يناير 2015

قالوا فقلت... !


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فيمر على المرء بين الفينة والأخرى هنا وهناك عبارات ينقدح في صدره تعليق عليها ثم يذهب

ولأن كل واحد من هذه التعليقات لا يصلح أن يكون مقالاً قررت أن أجمع عامة هذه التعليقات في مقال بعنوان ( قالوا وقلت )

     قالت : لن نتحجب إلا إذا تحجب الرجال

*فقلت : الرجال لا يضعون مساحيق التجميل ولا يلبسون فوق الركبة بل ولا فوق الكعب والله المستعان  في الغالب ولا الضيق ويحلقون شعورهم في الغالب ولا يلبسون الألوان الفاقعة ويغطون رؤوسهم ولا ينمصون فهل تلتزمين هذا يا داعية المساواة الذكية !

     قال : ألا ترى إلى دماء المسلمين التي تسفك في كل مكان ألا يحزنك هذا ألا يغضبك أين إيمانك أين غضبك لإخوانك

     فقلت : أما أن أمر قتل المسلمين شديد ولا شك أن المسلم يحزن لذلك ، غير أن الشرك أعظم من القتل بنص كتاب الله وإجماع المسلمين أفلا تحزنك وتغضبك تلك الأضرحة التي تعبد من دون الله ، أولا يهمك تلك الدماء التي تراق لها أم أنك لست موحداً ، والتجهم الذي يدرس في الأزهر والزيتوتة وجامعات شرق آسيا كفر أكبر باتفاق السلف وأشر من القتل أفلا يغضبك هذا أيضاً

     قال: العلماء الذين يبررون للطواغيت أفعالهم لا حرمة لهم ، والساكت عن الطواغيت شيطان أخرس

     فقلت : وماذا عن العلماء ( زعماً ) الذين يبررون عبادة غير الله باسم إلى الأولياء ويبررون التعطيل باسم التنزيه ويبررون الديمقراطية باسم الشورى ويطعنون في الصحابة باسم البحث التاريخي وينكرون عشرات الأحاديث الصحيحة كعدنان إبراهيم وأضرابه ، وماذا عمن يسكت عن هؤلاء ويداهنهم بل ربما زكاهم

     قال : الغلاة اتفق علماء المشرق والمغرب على جرحهم

     فقلت : قد نقل لك ابن أبي دواد وحرب وابن حبان وابن الجوزي وابن عبد البر الإجماع على الطعن في أبي حنيفة وجرحه فكان ماذا ؟!

     قال متعجباً : فلان يصف القرضاوي بفضيلة الشيخ بعد طعنه بالملك عبد الله

     فقلت : هون عليك إنكار علو الله أشنع بكثير من الطعن في الملك عبد الله وأنت تصف المنكرين له والواقعين في العشرات من البدع ب( الإمام ) و ( الحافظ )

     قال : دع الخلق للخالق ولا تحكم على الناس

     فقلت : قولك فلان ( متشدد ) و ( متزمت ) و ( تكفيري ) حكم على الناس وتصنيف لهم فلم لا تطرد في إرجائك؟

     قال : على العلماء مسئولية بيان الموقف الصحيح في الأزمات

     فقلت : وعليهم أيضاً تعليم الناس أمر دينهم وبيان ما غلط فيه الدعاة مما يظنه الناس صحيحاً ومن ذلك الأخبار المكذوبة والموضوعة ولا تحقرن من المعروف شيئاً يا صاح !

     قال : الجماعات الإرهابية ردة فعل طبيعية للحكومات الاستبدادية

     فقلت : وعليه يكون غلاة التجريح ( زعموا ) ردة فعل طبيعية على الدعاة الذين لا يستمعون لنصح الناصحين ويتكلمون في العلم ولم يتأهلوا ومنهم من يتكلم بالهوى  فلا بد من زوال السبب ليزول المسبب ! ( وهذا ما يشير إليه ذلك الرجل )!

     قال : هناك علماء أجازوا الغناء فلا يشنع على من أجازه ولا بد من احترام المخالف

     فقلت : وكأنه لا يوجد علماء يحرمون الخروج على الحاكم ولا توجد أخبار في أمر النصيحة السرية التي يسخر منها باستمرار ! ، فلماذا لا تكون هذه اللغة التمييعية حاضرة في مثل هذا

وكذلك من يجرح الدعاة هو مجتهد ونيته حسنة   إن شاء الله وعنده آثار ومعه علماء فتحترمه وإن كنت تختلف معه أليس كذلك ؟

     قال : جماعة التبليغ فيها خير وهي على ثغر

     فقلت : أما من يدرس الناس العلوم في المسجد وينهاهم عن الشرك والبدعيات فهو في برج عاجي وليس على ثغر ولا يلتفت إلى هموم المسلمين أليس كذلك ؟!

ونعد عدد الكفار الذين أسلموا من الأفارقة والأوروبيين والشرق الآسيويين في رصيد بعض الدعاة ، وأما المتكلمين بالعربية الذين يشركون بالله أو يتجهمون ويأتي من يعلمهم التوحيد فليس هذا بذاك الأمر الذي يحتفل به كثيراً ! 

     قال : مبتعثة سعودية تقتل لأنها ترتدي الحجاب

     فقلت بعد الترحم عليها : ينبغي أن يقال لأنها ترتدي الحجاب ولا يوجد معها من يحميها ( محرم )

     قال : بعض الناس سلم عقله لعلماء ماتوا قبل قرون

     فقلت : وبعض الناس سلم عقله لعدوه الغربي الكافر واعتقد أنه لا سعادة ولا نجاح إلا بالاقتداء به ، فشتان بين من اقتدى بمن أمر الله بسؤالهم عند الجهل ومن اقتدى بمن أخبرك الله بأنهم لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم

     قال : نصحني شيخي بترك الكلام في الأشخاص والاقبال على العلم

     فقلت : هلا نصحك بترك مواقع التواصل الاجتماعي والاقبال على العلم حقاً بدلاً من الخلط بين الظلم والعدل فالكلام في الأشخاص منه ما هو حق وعدل ومنه ما هو جور وظلم ولا يستويان


     قال : الاختلاط في الجامعة كالاختلاط في السوق والشارع

     فقلت : ومن قال لك أن خروج النساء في الشارع والسوق كل يوم محمود وغير مذموم في الشرع  ، وهل عدد حالات العشق والزنا والاغتصاب التي تكون في الجامعة التي تحصل في الشارع أو السوق ؟

     قال : نعم أتغير ؟

     فقلت : التغيير يعني أنك تعترف بأنك كنت سابقاً على خطأ فلماذا لا تشكر ناقديك في السابق وتقدر لهم موقفهم ؟!

     قال : فلان وفلان لم يأخذا بكلام المشايخ في فلان !

     فقلت : من رد جرح السلف في أبي حنيفة وقد اتفق عليه سفيان ومالك والأوزاعي وابن المبارك وأحمد والبخاري ومسلم ووغيرهم كثير  ليخجل من الكلام عن الإلزام بالجرح المفسر

     قال : بعض الناس لا ينصر المظلوم ليقنعه أنه لو صبر على الظالم ولم يخرج  لكان خيراً له

     فقلت : الصبر على الظالم درءً للمفسدة الأعظم أليس هو مذهب السلف وعليه دلت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يتردد مسلم أنه خير وأن تركه شر !

فأين علم الحديث يا من تصنف نفسك عالماً ، وإي لعمري عندك من فقه اللسان شيء كثير غير أن فقه البدن باب آخر

     قال : لا أؤمن إلا بما أراه

     فقلت : فأين ذهبت نظرية الأكوان المتعددة ، هل رأيت هذه الأكوان أم سمعتها أم شممتها الاستدلال بالشاهد على الغائب هو صنيع المتدينين بالضبط ، وما الدليل أنها لا خالق لها ! ، وأين إيمانك بملايين القرود التي تطورت إلى بشر واستطاعت أن تتكلم وفقدت قدرتها على تسلق الأشجار بسرعة ! ( تطور ناقص ) أم تقول أنك تعتمد على جمجمة وجدت في متحف بريطاني يدور حولها ألف شك، وزيف في أبحاث عديدة ، ولو أراد أن يستدل بها من يعتقد أن هناك من البشر من مسخ إلى قرد عقوبة من الله لفعل ، إذا استمررت بالتفكير بهذه الطريقة فلا بد من إضافة حلقة جديدة في سلسلة تطور الإنسان وهي حلقة ( الحمار ) لنجد تفسيراً لهذا الغباء المستحكم، وكما أن المؤمن يقرأ القرآن ليزيد إيمانه تابع مسلسل بوكيمون وألس في بلاد العجائب ليزيد إيمانك بنظرية التطور

     قالت : سأنزع النقاب لأنه عادة تركية دخيلة

     فقلت : على أساس أن السراويل الأعجمية ( الجنزات والبنطلونات ) والأزر الأعجمية ( التنانير ) عادات عربية أصيلة توارثوها كابراً عن كابر مع مساحيق التجميل ! ( ما أصغر عقلها )

     قال : صراع الدعاة فيما بينهم مكن لأهل الإلحاد

     فقلت : وماذا عن صراع الدعاة مع الحكام وانشغالهم بالسياسة والانتخابات عن الدعوة ؟
وماذا عن مجالسة الرافضة والليبراليين الذي يقوم به بعض مشايخ الصحوة 

وماذا عن تزكية أمثال عدنان إبراهيم وطارق السويدان ؟

     قال : تزعم أنك تحب الخبر للناس أنت تصنفهم ( هذا كذا ) و ( هذا كذا )

     فقلت : تصنيف الناس إلى مسلم وكافر وسني وبدعي موجودان في الكتاب والسنة فهل رب العالمين لا يريد الخير لعباده ، ورؤيتك الشخص على الشرك والبدعة دون أن تنبهه بخطورة ما هو عليه ثم تزعم أنك تريد له الخير هذان اللذان لا يتفقان ، كمن يرى في شخص مرضاً خطيراً ولا ينبهه على خطورته حتى يقتله ، ولو نبهه ولو بعبارة جارحة لكان أدعى لئن يعالج المرء نفسه ويتدارك المرض

*قال : يسألوني ماذا قدم الإسلام للبشرية ؟

·      فقلت : السؤال غير وارد لأن الإسلام دين الله وكل خير في البشر من الله ، ولو لم يكن في الرسالة الأخيرة إلا التوحيد لكفى فكيف بذلك النور الذي يكفي لتنوير العالم ولكنني سأجيب بلغة يفهمونها ، يكفي المسلمين أنهم لم يقدموا قنبلة كقنبلة هورشيما _ وغيرها من القنابل التي تقتل الأعداد الهائلة بسرعة _  ولا محاكم تفتيش ولا محارق جماعية ولا دعارة منظمة ولا مافيات ولا ربا منظم يأكل الفقير ليتضخم الغني 

* قالوا : ينبغي التحالف حتى مع الخوارج ضد الرافضة 

* فقلت : إذا كان الروافض بهذا الخبث الذي يدعو للتحالف مع الخوارج القتلة لضربهم فما حكم من يثني عليهم أو على ثورتهم لا شك أنه هادم للدين ومضيع للأمة وعاش للناس وبائع للولاء والبراء  

* قالوا : الثورة على الرافضة لأنهم ولغوا في أعراض نساء أهل السنة 

* فقلت : الله أكبر قد تكلم الرافضة في عرض أم المؤمنين منذ قرون فما كان من بعض أصحابكم الذين تعظمون إلا المداهنة وما رأينا منكم موقفاً رجولياً منهم ولئن تباد خضراء عشرات الطول أهون علينا أن يمس عرض أمهات المؤمنين بسوء ، ونريد أن نرى في المستقبل تحالفات مع غلاة التجريح ضد الرافضة ومن يوالي الرافضة في باب الجهاد العلمي طرداً للقواعد

* قال : الليبرالي والجامي يتنفسان من رئة واحدة 

* فقلت : أما إن الليبرالي ومن تسميه ب( الجامي ) لا يثني أحد منهما على الآخر ( في الغالب )  ، بيد أن ثناء كثير من رموز الإخوان المسلمين على ثورة الخميني ومداهنتهم للرافضة  مشهورة جداً  وصور عدد من دعاة الصحوة مع الصفار لا تخفى فهل يقال ( الرافضي والإخواني يتنفسان من رئة واحدة )؟

* قالوا : قاطعنا القناة الفلانية لأنها تطعن في الثوابت 

* فقلت : أما إن مقاطعة التلفاز كله هو المتعين وهذه القناة منذ سنين أساءت لمقام الصحابة في مسلسل عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد ونشرت المسلسلات الهابطة والفسق والفجور أما تفطنتم لخطرها على المجتمع إلا بعد مهاجتمها لبعض رموزكم  

وماذا عن قناة الرسالة التي صوت فيها طارق السويدان على عدد من الثوابت الشرعية كتحكيم الشريعة ، وانتفض محمد المنجد ولم يجد منكم معيناً بل كثير منكم استمر في الظهور عليها

* قال : تويتر ظهرت فيه قاعدة يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا المودة 

* فقلت : ينطبق هذا على صورة شيخك الذي تعظم زهير الشاويش مع حسن نصر الله والتي نشرها بعض طلبته في كتاب ألفه عن سيرته 

* قال : من إنصاف الدارقطني تقبيله رأس الباقلاني 

* فقلت : من آثار هذا الإنصاف انتقال أبي ذر الهروي من السنة إلى البدعة وهكذا هي آثار إنصافكم اليوم ومن إنصاف الدارقطني قوله في أبي يوسف ( أعور بين عميان ) وكلامه في أبي حنيفة ! 

* قال : الحق يقبل حتى من إبليس 

* فقلت : إذن يقبل من غلاة التجريح والأصاغر ومن يتكلمون في الجرح والتعديل ولا يحسنون الخطب الرنانة ولا فقه الفرائض !  

* قال : دفعني لترك الدين كثرة خلافات المتدينين 

* فقلت : إذا اختلف مجموعة على أرض كل يزعم أنها له فهذا يدل على عدم وجودها ! هذه منهجيتك في التفكير ! ، ويجب أن تترك دراسة أي علم يختلف علماؤه 

* قال : يتكلم عن امرأة تعالج ابنته وزوجته ثم يمنع من الابتعاث 

* فقلت : شر منه من يتمعر من علاج رجل أجنبي لابنته مع وجود محرم ( الصورة الجائزة شرعاً ) ثم يرسل ابنته أو أخته إلى بلد يعج بالخلوة والاختلاط ويسجل معدلات قياسية في حالات الاغتصاب كبريطانيا ، والحالم أكثر منهما من يظن أن البعثات ستنهي ظاهرة علاج الرجل للمرأة في ظل القوانين الحديثة والله المستعان ، والتفوق الذكوري على الإناث حتى في هذه التخصصات


* فقلت : أما أنه لو لم تكن خلوة واختلاط لما استطاع أحد أن يفتح فمه ، ووجود من يتجاوز الإشارة ولا يموت ليس معناه أن هذا ليس سبباً في الموت أو الحوادث ، وعلاج المرأة للمرأة ليس من ضرورته اختلاط المرأة بالرجل وخلوته بها ، وقول القائل ( فلان تحرش بفلانة ) قذف له وليس لها ، وتعامل بعض الناس مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتعميم النماذج السيئة يبدو أنه قد يصيب غيرهم !



·      هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم