الأحد، 22 يونيو 2014

التنبيه على قولهم ( ما يعينك إلا يمينك )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد انطلقت عندنا حملة بعنوان ( ما يعينك إلا يمينك ) وهذا التعبير يقدح في التوحيد

فقد نهي عن الألفاظ التي تفيد الاعتماد على المخلوق

قال ابن أبي حاتم في تفسيره 227 - حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد ، حدثني أبي عمرو ، حدثني أبو عاصم ، أنبأ شبيب بن بشر ، ثنا عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله : ( فلا تجعلوا لله أندادا  ) قال : « الأنداد هو الشرك ، أخفى من دبيب النمل على صفاة  سوداء في ظلمة الليل ، وهو أن يقول : والله ، وحياتك يا فلانة ، وحياتي ، ويقول : لولا كلبه هذا لأتانا اللصوص ، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص ، وقول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت ، وقول الرجل : لولا الله وفلان ، لا تجعل فيها فلانا ؛ فإن هذا كله به شرك »

شبيب تكلم أبو حاتم في روايته عن عكرمة ورأى أنها كلام عكرمة ليس فيه ابن عباس وإجماع أهل السنة منعقد على معنى الأثر ، وقد رواه الطبري ولم يذكر ابن عباس

وقال ابن أبي الدنيا في الصمت 344 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي حدثنا مغيرة قال : كان إبراهيم رحمه الله يكره أن يقول الرجل : أعوذ بالله وبك ويرخص أن يقول : أعوذ بالله ثم بك ويكره أن يقول : لولا الله وفلان ويرخص أن يقول : لولا الله ثم فلان

فإذا كان قولك ( لولا الله وفلان لكان كذا ) ممنوع

فكيف بمن ( لولا يميني لكان كذا )

فكيف بما هو أبلغ من هذا كله وهو قولك ( لا يعينني إلا يميني )

بصيغة الحصر والله هو المستعان وعليه التكلان

وفي الفاتحة ( إياك نعبد وإياك نستعين ) أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك


وأنا أعلم بنية هذا المتكلم وأنه لم يرد الاستغناء عن الخالق وإنما أراد الاستغناء عن المخلوق

ولكن المراد لا يدفع الإيراد والنية لا تصحح القول الفاسد أو الموهم للمعنى الفاسد

لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابي الذي قال ( ما شاء الله وشئت ) أجعلتني لله نداً .

مع أنه لا يشك بصلاح نية الصحابي

وجاء في فتاوى محمد بن إبراهيم آل الشيخ :" 87- س:- قول من قال: تجب الثقة بالنفس؟
ج: لا تجب ولا تجوز الثقة بالنفس. في الحديث: ((وَلاَ تَكِلْني إلى نَفْسِيْ طرْفَةَ عَيْن)) (1) من يقوله؟! أَخشى أَن هذه غلطة منك؟! لا أَظن أَن انسانًا له عقل يقول ذلك، فضلاً عن العلم.…(تقرير الحموية)."

وهذا من هذا الباب
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم