الأربعاء، 18 يونيو 2014

الكلام على أحاديث دعاء الدخول إلى المسجد والخروج منه



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال الإمام مسلم ( 713 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن عن عبدالملك بن سعيد عن أبي حميد ( أو عن أبي أسيد ) قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك

قلت : هذا الحديث ورد فيه زيادة السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيه ذكر الصلاة

قال الإمام أبو داود 464 ـ حدثنا مُحمّدُ بنُ عُثْمَانَ الدّمَشْقِيّ حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ ـ يَعْنِي الدّرَاوَرْدِيّ ـ عن رَبِيعَةَ بنِ أَبي عَبْدِالرّحْمَنِ عن عَبْدِالمَلِكِ بنِ سَعِيدٍ بنِ سُوَيْدٍ قال سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ أَوْ أَبَا أُسَيْدٍ اْلأَنْصَارِيّ يقول قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ المَسْجِدَ فَلْيُسَلّمْ عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثُمّ لَيَقُلْ: الّلهُمّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، فإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ: الّلهُمّ إِنّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ

قلت : الداروردي انفرد بزيادة التسليم من دون سليمان بن بلال وقد تجنبها مسلم

ولا يحتمل من الداروردي التفرد بمثل هذا _ ولم يتفرد كما سيأتي _

قال أحمد بن حنبل :" كان معروفا بالطلب وإذا حدث من كتابه فهو صحيح وإذا حدث من كتب الناس وهم وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ "

وقال أبو زرعة :" سيء الحفظ ربما حدث من حفظه الشيء فيخطيء "

وقال النسائي :" ليس بالقوي "

وقال ابن سعد ولد بالمدينة ونشأ بها وسمع بها العلم والأحاديث ولم يزل بها حتى توفي سنة 187 وكان ثقة كثير الحديث يغلط

وذكره ابن حبان في الثقات وقال :" يخطيء "

وسليمان بن بلال لم يتكلم فيه إلا عثمان بن أبي شيبة وهو ثقة اتفاقاً ولم يتكلموا فيه بما قيل في الداروردي

وقد ورد هذا الحديث عن الداروردي بدون هذه الزيادة

قال أبو عوانة في المستخرج 966 حدثني محمد بن النعمان بن بشير ببيت المقدس، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثنا عبد العزيز، عن ربيعة، عن عبد الملك بن سويد، عن أبي حميد الساعدي، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا دخل المسجد: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك وسهل لنا أبواب رزقك

وقد توبع الداروردي على هذه الزيادة من قبل عمارة بن غزية


قال ابن ماجة 772 - حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي وعبد الوهاب بن الضحاك قالا حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري عن أبي حميد الساعدي قال
: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه و سلم . وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك )

قلت : إسماعيل بن عياش روايته عن غير أهل الشام ضعيفة وهنا يروي عن مدني كما أن متابعته قاصرة على دعاء الدخول فقط

غير أن إسماعيل بن عياش قد توبع

قال الطبراني في الدعاء 389 - حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ، ثنا ابن وهب ، أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم ، عن عمارة بن غزية ، أنه سمع ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، يقول : سمعت عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري ، يقول : سمعت أبا أسيد ، وأبا حميد رضي الله عنهما يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وليقل : اللهم افتح لي أبواب فضلك »

قلت : وهذه متابعة جيدة تقوي زيادة الداروردي وتثبتها على كلام في أحمد بن سعيد الهمداني لا يضره في هذا الحديث إن شاء الله

ثم وجدت هذا الطريق عند أبي عوانة في المستخرج

قال أبو عوانة 965 أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عمارة بن غزية، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمعه، يقول: سمعت عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري، يقول: سمعت أبا حميد، وأبا أسيد، يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم فذكره

وقد روى هذ الخبر عن عمارة بن غزية بشر بن المفضل

قال البيهقي في السنن الكبرى 4489- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنى عبد الله بن محمد بن النعمان الإسفرائنى حدثنا أبو مسلم : إبراهيم بن عبد الله حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل عن عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن قال حدثنى عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصارى عن أبى حميد أو أبى أسيد الساعدى قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :« إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم وليقل : اللهم افتح لى أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل : اللهم إنى أسألك من فضلك ».

وقد صحح لفظة ( التسليم ) البيهقي في الكبرى ، وهذا الخبر عند ابن حبان في الصحيح 2048 وأصل رواية بشر عن عمارة في صحيح مسلم

ولذكر السلام شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن خزيمة وابن ماجة

قال ابن خزيمة 2500 - ثنا محمد بن بشار ، ثنا أبو بكر يعني الحنفي ، ثنا الضحاك بن عثمان ، حدثني سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا دخل أحدكم المسجد ، فليسلم على النبي وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليسلم على النبي ، وليقل اللهم أجرني من الشيطان الرجيم »

قلت : الضحاك بن عثمان فيه كلام لا يسقطه عن حيز الإحتجاج لاسيما وقد وثقه أهل بلده ( المدينة ) ولهذا جود الشيخ الألباني إسناد هذا الخبر في تعليقه على صحيح ابن خزيمة ولاحظ أن دعاء الخروج هنا غير دعاء الخروج في رواية مسلم إذ أنه هنا :" اللهم أجرني من الشيطان الرجيم " وفي رواية لابن ماجة :" اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم "

غير أن هذه الرواية قد أعلها النسائي في عمل اليوم والليلة من السنن الكبرى

قال النسائي :" خالفه ابن أبي ذئب رواه عن سعيد بن ابي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن كعب أخبرنا عيسى بن ابراهيم عن ابن وهب عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة ثم قدم علينا كعب فقال أبو هريرة وذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم ساعة في يوم الجمعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه قال كعب صدق والذي أكرمه وإني قائل لك اثنتين فلا تنسهما إذا دخلت المسجد فسلم على النبي صلى الله عليه و سلم وقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرجت فسلم على النبي صلى الله عليه و سلم وقل اللهم احفظني من الشيطان
قال أبو عبد الرحمن ابن أبي ذئب أثبت عندنا من محمد بن عجلان ( ومن الضحاك بن عثمان في سعيد المقبري وحديثه أولى عندنا بالصواب وبالله التوفيق وابن عجلان ) اختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري ما رواه سعيد عن أبيه عن أبي هريرة وسعيد عن أخيه عن أبي هريرة وغيرهما من مشايخ سعيد فجعلها ابن عجلان كلها عن سعيد عن أبي هريرة وابن عجلان ثقة والله أعلم "





وأما حديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

فقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا ليث يعني ابن أبي سليم عن عبد الله بن حسن عن أمه فاطمة ابنة حسين عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال:
-اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد وسلم ثم قال اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك قال إسماعيل فلقيت عبد الله بن حسن فسألته عن هذا الحديث فقال كان إذا دخل قال: رب افتح لي باب رحمتك وإذا خرج قال: رب افتح لي باب فضلك.

قال الترمذي في سننه 314: حَدِيثُ فاَطِمَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ وَفَاطِمَةُ ابنَةُ الحُسَينِ لَمْ تُدْرِكْ فَاطِمَةَ الكُبْرَى، إِنَّمَا عَاشَتْ فَاطِمِةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْهُراً

قلت : وليث بن أبي سليم مختلط ، وقد روى هذا الحديث بزيادة البسملة دون ذكر الصلاة عند ابن أبي شيبة في المصنف ومن طريقه ابن ماجة

قال ابن ماجة 771 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة. حَدَّثَنَا إسماعيل بْن إبراهيم، وأبو معاوية، عَن ليث، عَن عَبْد اللّه بْن الحسن، عَن أمه، عَن فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ؛
قالت: كان رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ إذا دخل المسجد يقول (بسم اللَّه. والسلام على رسول اللَّه. اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك). وإذا خرج قال (بسم الله. والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك).

وقد روي هذا الحديث من طريق آخر من دون ذكر زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والبسملة مما يدل على نكارتها

قال الترمذي 314- وَقَالَ عَلِيُّ بنُ حُجْرٍ: قَالَ إِسْمَاعيلُ بنُ إِبْرَاهِيمَ: فَلَقِيتُ عَبدَ الله بنَ الحَسَنِ بِمَكَّةَ فَسَأَلتُهُ عَن هَذَا الحَدِيثِ فَحَدَّثَني بِهِ. قَالَ: "كَانَ إِذَا دَخَلَ قَالَ: رَبِّ افْتَحْ بَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: رَبِّ افْتَحْ لي بَابَ فَضْلِكَ".

قلت : وهذا يشبه حديث مسلم وعلة الإنقطاع فيه قائمة

وقال الطبراني في الدعاء 386 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن قيس بن الربيع ، عن عبد الله بن الحسن ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى ، رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال : « اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك » وإذا خرج قال مثلها إلا أنه يقول : « أبواب فضلك »

قلت : قيس بن الربيع ضعيف والإنقطاع ما زال قائماً وهو لم يذكر البسملة أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

قال الطبراني في الدعاء 388 - حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ، ثنا ابن وهب ، أخبرني أبو سعيد التميمي ، عن روح بن القاسم ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه فاطمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا دخلت المسجد فصل على النبي صلى الله عليه وسلم وقل : اللهم اغفر لي ، وافتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرجت فقل : اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك »

قلت : ليس في هذا السند ذكرٌ لليث بن أبي سليم غير أن علة الإنقطاع ما زالت قائمة فإن فاطمة الصغرى لم تدرك النبي صلى الله عليه وسلم وابن الحسن لم يدرك الكبرى ، وهذا الخبر فيه ذكر الصلاة على النبي في الدخول فقط وسيأتي خبر آخر في ذكرها في الخروج فقط فلا يشهد أحدهما للآخر
وقد ذكر التسمية غير ليث بن أبي سليم في حديث فاطمة

قال ابن السني في عمل اليوم والليلة 87 - حدثني موسى بن الحسن الكوفي ، حدثنا إبراهيم بن يوسف الكندي ، حدثنا سعير بن الخمس ، عن عبد الله بن الحسن الكوفي ، عن أمه ، عن جدته ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد حمد الله وسمى ، وقال : « اللهم اغفر لي ، وافتح لي أبواب رحمتك » وإذا خرج قال مثل ذلك ، وقال : « اللهم افتح لي أبواب فضلك »

قلت : علة الإنقطاع ما زالت قائمة وإبراهيم بن يوسف الكندي هو الصيرفي ضعفه النسائي وقواه موسى بن إسحاق وليس في الحديث ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

وقال الدولابي في الذرية الطاهرة 188 - حدثنا محمد بن عوف ، حدثنا موسى بن داود ، حدثنا عبد العزيز الدراوردي ، عن عبد الله بن الحسن ، عن أمه فاطمة بنت الحسين عن فاطمة ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد قال : « بسم الله والحمد لله وصلى الله على رسول الله وسلم اللهم اغفر لي ذنوبي وسهل لي أبواب رحمتك » ، وإذا خرج قال مثل ذلك إلا أنه يقول : « اللهم اغفر لي ذنوبي وسهل لي أبواب فضلك »

قلت : هذه الرواية مرسلة والمشهور عن الداروردي روايته عن ربيعة التي تقدمت _ وعليه فإن روايات التي فيها ذكر البسملة وهي رواية الداروردي ورواية سعير بن خمس كلها معلولة بالإرسال والإنقطاع وقد خالفهما إسماعيل بن إبراهيم فلم يذكرها وهو أثبت ورواية روح مع ذكر الصلاة فيها تخالف رواية الداروردي في السند _

وقد ذكر البوصيري في إتحاف الخيرة رواية منكرة لهذا الحديث من جهة السند

قال البوصيري (2/11) :" وقال أبويعلى الموصلي : ثنا سويد، ثنا صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة القرشي، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن علي - رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل المسجد قال: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال: اللهم افتح لي أبواب فضلك "

قلت : هذه رواية منكرة من جهة السند فإن المشهور من مسند فاطمة لا مسند علي وليس فيها ذكر البسملة أو الصلاة على النبي صلى عليه وسلم



وقال الطبراني في الأوسط 6612 - حدثنا محمد بن جعفر بن الامام ثنا حسين بن علي بن جعفر الأحمر ثنا إسماعيل بن صبيح عن سالم بن عبدالأعلى عن نافع عن بن عمر قال علم رسول الله صلى الله عليه و سلم الحسن بن علي إذا دخل المسجد أن يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ويقول أللهم اغفر لنا ذنوبنا وأفتح لنا أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على النبي صلى الله عليه و سلم وقال أللهم افتح لنا أبواب

قلت : سالم بن عبد الأعلى متروك له ترجمة في الميزان ، ثم وجدت الخبر عند الطبراني في الكبير 700

قال عبد الرزاق 1663 - عن ابن جريج قال أخبرني هارون بن أبي عائشة عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل المسجد قال السلام على النبي ورحمة الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك والجنة وإذا خرج قال السلام على النبي ورحمة الله اللهم أعذني من الشيطان ومن الشر كله

قلت : وهذا ليس فيه بسملة ولا ذكر صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مرسل

وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (2/11) :" وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة ثنا عبدالعزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن سلام أنه كان إذا دخل المسجد يسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعوذ من الشيطان "

قلت : هذا فيه ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الخروج فقط وليس فيه ذكر البسملة وقد ضعفه البوصيري من أجل عبد العزيز بن أبان وهو متروك كما أنه منقطع بين يحيى بن أبي كثير وعبد الله بن سلام
والخلاصة على عدة نقاط

الأولى : أن الثابت في صحيح مسلم إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك

الثانية : أن البسملة لم ترد في حديث ثابت لا في الدخول ولا في الخروج وإنما وردت في رواية ليث بن أبي سليم المختلط وتارةً أثبتها وأخرى لم يذكرها وذكرها غيره ولا تثبت وقد ضعف الألباني زيادة البسملة في الضعيفة (6953) كما أفاد صاحب تراجعات الألباني

الثالثة : أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لم ترد في حديث ثابت لا فيد الدخول ولا في الخروج وإنما وردت في حديث فاطمة وهو منقطع ووردت في شاهد منكر له عند الطبراني في معجميه الكبير والأوسط ووردت في حديث منقطع فيه متروك عند الحارث بن أبي أسامة في المسند في الخروج فقط

الرابعة : أن السلام على النبي صلى لله عليه وسلم ثبت في حديث الأنصاري ، وأما حديث ابن خزيمة وابن ماجة فأعله النسائي وعليه فإن دعاء :" اللهم اعصمني من الشيطان " في الخروج من المسجد لا يثبت
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم