الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فقد طال عهدي بالشام منذ كنت أجمع آثار بلال
بن سعد ، ثم تفطنت إلى عالم مذكور بالصلاح من أعيان أهل الشام في طبقة التابعين
وهو أبو إدريس الخولاني فيممت شطر الشام وإليك ما ظفرت به من آثاره
وقبل هذا إليك بعض ما ما قيل من تهذيب
الكمال
و قال أبو مسهر : كان سعيد ـ يعنى ابن عبد
العزيز ـ يقول : حدثنى ثقة عنه ،
و لم أسمعه منه ، قال : كان أبو إدريس
عالم الشام ، بعد أبى الدرداء .
و قال أبو زرعة الدمشقى : أحسن أهل الشام
لقيا لأجلة أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، جبير بن نفير ، و أبو إدريس ،
و كثير بن مرة ، و قد قلت لدحيم : من
المقدم منهم ؟ قال : أبو إدريس
1_ قال ابن أبي الدنيا في الأهوال 199 - وقال
أبو ياسرعمار بن نصر المروزي ، دثنا الوليد بن مسلم ، دثني عبد الرحمن بن يزيد ،
دثني بسر بن عبيد الله الحضرمي ، قال : سمعت أبا إدريس الخولاني يقول : « اجتمع
الناس إلى سائح بين العراق والشام في الجاهلية فقام فيهم ، فقال : أيها الناس ،
إنكم ميتون ، ثم إلى الإدانة والحساب ، فقام رجل فقال : والله لقد رأيت رجلا لا
بعثه الله أبدا ، قال : رأيت رجلا وقع عن رحله في موسم من المواسم ، فوطئته الإبل
بأخفافها والدواب بحوافرها ، والرجالة بأرجلها حتى رم فلم يبق منه أنملة ،
فقال السائح : بيد أنك من قوم سخيفة أحلامهم ، ضعيف يقينهم ، قليل علمهم ، لو أن
الضبع بيتت تلك الرمة فأكلتها ، ثم ثلطتها ، ثم غدت عليه الناب فأكلته وبعرته ، ثم
عدت عليه الجلالة فالتقطته ، ثم أوقدته تحت قدر أهلها ، ثم نسفت في الرياح
رماده ، لأمر الله يوم القيامة كل شيء أخذ منه شيئا أن يرد فرده ، ثم بعثه الله
للإدانة والثواب »
2_ قال يعقوب في المعرفة والتاريخ (1/253)
: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا عبد الرحمن بن نمر قال:
سألت ابن شهاب عن الاستنشاق، فقال: أخبرني أبو ادريس الخولاني عائذ الله بن عبد
الله - وكان قاص أهل الشام وقاضيهم في خلافة عبد الملك - إنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر.
قاص يعني واعظ
3_ قال يعقوب في المعرفة (1/253) : حدثنا
أبو صالح ومحمد بن رمح قالا: حدثنا الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: جلست
إلى أبي ادريس الخولاني - وهو يقص - فقال: ألا أخبركم من كان أطيب الناس طعاماً ؟
فلما رأى الناس قد نظروا إليه قال: يحيى بن زكريا كان أطيب الناس طعاماً. إنما كان
يأكل مع الوحش كراهية أن يخالط الناس في معايشهم.
4_ قال يعقوب في المعرفة (1/253) : حدثني
عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد عن ربيعة عن أبي ادريس
الخولاني عن أبي ذر عن النبي صلى عليه وسلم عن الله عز وجل إنه قال: " يا
عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا. يا عبادي إنكم
تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم. يا
عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عار إلا من لبسته
فاستكسوني اكسكم. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب
رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم
كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو إن أولكم
وآخركم وأنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل رجل منهم ما سأل لم
ينقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص البحر إن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة. يا
عبادي إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم فمن وجد خيراً فليحمد الله عز وجل ومن وجد غير
ذلك فلا يلومن إلا نفسه " .
قال: وكان أبو ادريس إذا حدث بهذا الحديث
جثا على ركبتيه.
أوردته من أجل جثوه على قدميه بعد رواية
الحديث
5_ قال عبد الله في زوائد الزهد 1433- حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
حَمَلَةَ ، قَالَ ابْنُ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ لأَبِيهِ : يَا أَبَتِ
أَمَا يُعْجِبُكَ طُولُ صَمْتِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي مُسْلِمَ بْنَ
يَسَارٍ ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ تَكَلُّمٌ بِحَقٍّ خَيْرٌ مِنْ سُكُوتٍ عَنْهُ ،
فَذَهَبَ ابْنُ أَبِي إِدْرِيسَ إِلَى مُسْلِمٍ فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ
اللَّهِ إِنِّي قُلْتُ لأَبِي : أَمَا يُعْجِبُكَ طُولُ صَمْتِ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ تَكَلُّمٌ بِحَقٍّ خَيْرٌ مِنْ سُكُوتٍ عَنْهُ ،
فَقَالَ مُسْلِمٌ : سُكُوتٌ عَنِ الْبَاطِلِ خَيْرٌ مِنْ تَكَلُّمٍ بِهِ.
علي بن أبي حملة وثقه الإمام أحمد
6_ وقال الإمام أحمد في الزهد 2279- حدثنا
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ قَالَ : الْمَسَاجِدُ
مَجَالِسُ الْكِرَامِ.
7_ قال أحمد في الزهد 2280- حدثنا أبو المغيرة
حدثنا الوليد بن سليمان حَدَّثَنَي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ
قَالَ : مَنْ جَعَلَ هُمُومَهُ هَمًّا وَاحِدًا كَفَاهُ اللَّهُ هُمُومَهُ وَمَنْ
كَانَ لَهُ فِي كُلِّ وَادٍ هَمٌّ لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّهَا هَلَكَ.
8_ قال ابن المبارك في الزهد 416 - قال : أخبرنا
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثني إدريس بن أبي إدريس الخولاني ، عن أبيه
قال : « ليعقبن الله الذين يمشون إلى المساجد في الظلم نورا تاما يوم القيامة »
إدريس ما رأيت أحداً وثقه ولا قدح فيه ولا
يروي شيئاً مرفوعاً وإنما يروي كلام أبيه فمثل هذا يحتمل خصوصاً مع عدم نكارة
المتون الذي يذكرها
9_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 27101- حَدَّثَنَا
الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي إدْرِيسَ قَالَ
: لاَ يَهْتِكُ اللَّهُ سِتْرَ عَبْدٍ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ.
10_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 36520- حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : لَقِيت الضَّحَّاكَ
بِخُرَاسَانَ وَعَلَيَّ فَرْوٌ لِي خَلِقٌ ، فَقَالَ الضَّحَّاكُ : قَالَ أَبُو
إدْرِيسَ : قَلْبٌ نَقِيٌّ فِي ثِيَابٍ دَنِسَةٍ خَيْرٌ مِنْ قَلْبٍ دَنِسٍ فِي
ثِيَابٍ نَقِيَّةٍ.
11_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 36521- حَدَّثَنَا
عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ طَلْحَةَ الْيَامِيِّ ، عَنْ
أَبِي إدْرِيسَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، قَالَ : كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ
اجْعَلْ نَظَرِي عِبَرًا وَصَمْتِي تَفَكُّرًا وَمَنْطِقِي ذِكْرًا.
هذا الرجل استظهر ابن أبي شيبة وأبو نعيم
أنه الخولاني
12_ قال المروزي في السنة 99 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ، أَنْبَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي
عَوْنٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: «لَأَنْ أَرَى فِي
الْمَسْجِدِ نَارًا لَا أَسْتَطِيعُ إِطْفَاءَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرَى
فِيهِ بِدْعَةً لَا أَسْتَطِيعُ تَغْيِيرَهَا»
أبو عون الأنصاري روى عنه محمد بن الوليد
الزبيدي ولا يروي إلا عن ثقة وقد روى عنه جمع من الثقات مما يقوي أمره
13_ قال أبو نعيم في الحلية (5/123) : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،
حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَسَارٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّاءَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ
اللهِ قَالَ: " إِنَّ رَبَّكُمْ تَعَالَى قَالَ: ابْنَ آدَمَ اذْكُرْنِي
حِينَ تَغْضَبُ أَذْكُرْكَ حِينَ أَغْضَبُ، فَلَمْ أَمْحَقْكَ فِيمَنْ أَمْحَقُ "
عبد الله بن أبي زكريا وثقه ابن سعد
14_ قال عبد الرزاق في تفسيره 5 - نا
مَعْمَرٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ
الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: الْقُرْآنُ سِتُّ آيَاتٍ: آيَةٌ تَأْمُرُكَ , وَآيَةٌ
تَنْهَاكَ , وَآيَةٌ تُبَشِّرُكَ , وَآيَةٌ تُنْذِرُكَ , وَآيَةُ فَرِيضَةٍ , وَآيَةُ
قَصَصٍ وَأَخْبَارٍ - أَوْ قَالَ: أَمْثَالٍ
15_ قال ابن أبي شيبة في المصنف 26649- حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا التيمي ، عَن سَيَّارٍ ، عَنْ
عَائِذِ اللهِ ، قَالَ : الَّذِي يَتَتَبَّعُ الأَحَادِيثَ لِيُحَدِّثَ بِهَا لاَ
يَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ.
عائذ الله هو أبو إدريس الخولاني ، وأراد
به ليحدث بها أي رياءً وسمعة
16_ قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (1/38)
: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني المنذر بن نافع قال: سمعت إدريس بن أبي إدريس يقول: قال
لي أبي: أتكتب مما تسمع مني ؟ فقلت: نعم، قال: فأتني به. فأتيته به فخرقه.
المنذر وثقه أبو زرعة
وهذا آخر ما وقفت عليه من آثار هذا العلم
الثابتة نفعنا الله بها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم