الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية
مخاطباً الرازي (4/292) :" فتبين أن الذي قلته أقبح من هذا الشرك ومن جعل
الأنداد لله كما أن جحود فرعون الذي وافقتموه على أنه ليس فوق السموات رب العالمين
إله موسى جحوده لرب العالمين ولأنه في السماء كان أعظم من شرك المشركين الذين
كانوا يقرون بذلك ويعبدون معه آلهة"
وهذا النص النفيس يبين لك تناقض من لا
يعذر عباد القبور بالجهل ثم يحكم على علماء منكري العلو بأنهم أئمة الإسلام ولا
يجوز حتى تبديعهم
والرازي هذا الذي قال فيه ابن تيمية ما
قال عده السيوطي والمناوي إماماً مجدداً
ونعم هو مجدد ملة فرعون ، وقد ذكر إمامهم
الأشعري في الإبانة أن فرعون هو سلف منكري العلو
قال الأشعري في الإبانة :" وقال
تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله: (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب
السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) من الآيتين (36 - 37 /40) ، كذب
موسى عليه السلام في قوله: إن الله سبحانه فوق السماوات"
والإبانة هذه كتبها النووي بيده كما ذكر
ابن تيمية في مجموع الفتاوى (3/224) ومع ذلك خالف ما فيها وخالف ما في طبقات ابن
الصلاح التي نسخها بيده أيضاً من نقل الخطابي الإجماع على إثبات العلو
علماً
بأن في الإبانة تأويلاً لصفتي الرضا والسخط ونفياً للاستقرار وجبرية صريحة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم