الجمعة، 4 أبريل 2014

هل صح أن أبا بكر الصديق أسلم على يديه ستة من المبشرين بالجنة؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فمن الأخبار المشهورة في السير أن أبا بكر الصديق أسلم على يديه ستة من العشرة المبشرين بالجنة

قال ابن كثير في البداية والنهاية (3/40) :" وقال الحافظ أبو الحسن خيثمة بن سليمان الاطرابلسي حدثنا عبيدالله بن محمد بن عبد العزيز العمري قاضي المصيصة حدثنا أبو بكر عبد الله بن عبيد الله بن إسحاق بن محمد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيدالله حدثني أبي عبيد الله حدثني عبد الله [ بن محمد ] بن عمران بن ابراهيم بن محمد بن طلحة قال حدثني أبي محمد بن عمران عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج أبو بكر يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له صديقا في الجاهلية، فلقيه فقال يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني رسول الله ادعوك إلى الله " فلما فرغ كلامه أسلم أبو بكر فانطلق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بين الاخشبين أحد أكثر سرورا منه بإسلام أبي بكر، ومضى أبو بكر فراح لعثمان بن عفان وطلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص فأسلموا، ثم جاء الغد بعثمان بن مظعون وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وأبي سلمة بن عبد الاسد والارقم بن أبي الارقم فأسلموا رضي الله عنهم"

وهذه الرواية في سندها كذاب

قال الذهبي في الميزان :" 5392 - عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري  .
من شيوخ الطبراني.
يروى عن طبقة إسماعيل بن أبي أويس.
رماه النسائي بالكذب"

والوارد في سيرة ابن إسحاق أنهم خمسة

قال ابن إسحاق في سيرته ص140 :" فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه فيما بلغني الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد ابن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف"

فلم يذكر أبا عبيدة بن الجراح

والظاهر أن الرواية التي فيها أنهم أسلموا في اليوم نفسه أو بعدها بيوم منكر لمخالفتها لحديث عمرو بن عبسة في صحيح مسلم :" قُلْتُ لَهُ : فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا ؟ قَالَ : حُرٌّ ، وَعَبْدٌ ، قَالَ : وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ ، وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ"

فالخلاصة أن الرواية التي فيها إسلام ستة مكذوبة ، وأما الرواية بذكر الخمسة فمعضلة شديدة الانقطاع وليس في متنها ما يستنكر
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم